تقرير لمحاضرة تحرير الإنسان الشيعي - الحلقة الحادية والعشرون (21) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
تقرير لمحاضرة تحرير الإنسان الشيعي - الحلقة الحادية والعشرون (21) 

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
القول مني في جميع الاشياء قول ال محمد عليهم السلام فيما اسروا وما اعلنوا وفيما بلغني عنهم ومالم يبلغني، الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة وازكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق اجمعين سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين

في الحلقة السابقة ..
كنا قد وعدنا في ختام المحاضره السابقه أن نذكر قصة ما اقدم عليه نادر شاه ذلك الرجل الذي استولى على الحكم في ايران واعلن نفسه ملكاً، وبدأ حقبة حكم الاسره الافشاريه التركمانيه وحكم هذه الاسره للعلم لم يدم طويلا لأنه فيما بعد قضى عليها القاجار، حال هذا الملك نادر شاه كان كحال ملك ايران الحالي وحال نظامه كان كحال نظام ايران الحالي، جنوح رهيب نحو التوسع مع عقدة تصاغر ذاتي امام المخالف هذا هو الحال عند النظامين عند الملكين جنوح رهيب نحو التوسع والتمدد مع عقدة تصاغر داخليه ذاتيه امام المخالف.

الانهزاميّة العقائديّة مع المخالفين ..
كان نادر شاه كسائر الشاهات الدمويين، استطاع أن يصل الى السلطه بالنقلاب عسكري ومدّ حكمه الى اجزاء واسعه حتى خارج ايران، استولى على افغانستان ووصل حتى الى الهند، بسط سيطرته على دلهي وبسط سيطرته ايضا على اجزاء واسعه اجزاء من العراق مع أنّ العراق أنا ذاك كان خاضعا للإمبراطوريّه العثمانيه، لكن ايضا بسط سيطرته على اجزاء كبيره منها واستولى على البحرين، واستولى على عمان وهكذا امتد سلطانه الى حدود كانت خياليه انذاك. إلا انه مع كل ماكان يتمكّن به من قوه وبئس في الجانب العسكري كان هذا الملك يعيش عقده الصغر امام المخالفين، تماما كحال النظام ايران الحالي الآن يعيشون عقدة الصغار امام المخالفين، قادة هذا النظام تراهم اشداء في تحقيق اطماعهم التوسعيه بحسب معادلات وقتنا المعاصر، اعني أنّ التوسّع لايشترط أن يكون بالضروره بالطريقه القديمه بالغزوا وضم الاراضي، وانما يتحقق ايضا بتحقيقه الهيمنه الاقليميه. اليوم ايران لها اليد الطولى في العراق مثلا تهيمن على جانب كبير من القرار في العراق وكذلك لايران اليد الطولى في سوريا، في البحرين، في اليمن، في العراق بشكل عام زياده او نقصانا المهم أنّ لها هيمنه لها حضورا فرضته القوه العسكريه والسياسيه والمتزايده والمتصاعده والآخذه بالتصاعد لهذا النظام هذا امر طبيعي. ايران اليوم قوه اقليميه ليس هناك اقوى منها في المنطقه الجيش الايراني يستطيع أن يغلب لوحده جميع جيوش المنطقه بقدراته هذا شيء معلوم ولهذا السبب يحظر الجيش الامريكي في المنطقه لتحقيق هذا التوازن في ميزان القوى، فإذا جنوح رهيب نحو التوسع واصرار على التسلح والمواجهه لكنك تجد مع كل هذه الشدّه في مواجهة نظام ايران للقوه العظمى الامريكيه واستعداده للحروب معها والتصفيات الدمويه على ساحات القتال المشتركه كما في العراق كما في لبنان مثلا، مع كل هذا يظهر هذا النظام انهزاميه غريبه امام المخالفين عجيب الامر لماذا ؟
إما لأنه يعيش عقدة الصغر ذاته التي كان يعيشها نادر شاه او لأنه يتخذ من ابدائه هذا التودد لهم للمخالفين يتخذ من ذلك جسرا نحو تحقيق اطماعه التوسعيّه، كما هو تحليل بعض الباحثين لهذا الامر. بعض الباحثين في التاريخ ارجع ماكان من نادر شاه من تودده للمخالفين وانبطاحه لهم ارجعه الى انه كان يريد من وراء ذلك أن يمد جسرا يحقق اطماعه التوسعيّه، اي يكن الصفات المشتركه بين نظام نادر شاه ونظام خامنئي شاه هي صفات. عديده كلا النظامين بنا قوه عسكريه عظيمه ومد نفوذه الى خارج الحدود التاريخيه لبلاد فارس هذه صفة مشتركه من الصفات المشتركه بين النظامين، ايضا أنّ كلاهما دموي يبطش بالناس ينهب خيراتهم يقمع ثوراتهم الداخليه بكل وحشيه هذه صفه ثانيه من الصفات المشتركه، ايضا بين نظام نادر شاه وخامنئي شاه أنّ كلا النظامي يتودد الى زعماء الفرقه البكريه ويعقد المؤتمرات التقريبيه او بالاحرى التهجينيه حيث يراد تأسيس مذهب هجين جديد هذا المذهب يأخذ شيئا من التشيع وشيئا من التسنن ليكون الناس ضمن هذا الدين المهجّن، من الصفات المشتركه بين النظامين أنّ كلا النظامين ينعم بالعطايا والهبات والمكرمات على مشايخ الفرق البكريه بينما يسفك دماء علماء الشيعه غير المتعاونين معه وينفيهم او يفرض عليهم الإقامه الجبريّه. حاول نادر شاه أن يذيب الفوارق بين الشيعه والبكريه فتصدى له بعض علمائنا الابرار في ايران فقتلهم ثم فرض بالقهر والقوه عقد مؤتمر كبير للوحدة الاسلاميه كما يزعمون، هذا المؤتمر اين عقده ؟ في النجف الاشرف جمع فيه بعض علمائهم مع بعض الخانعين من المحسوبين علينا وانتهى المؤتمر الى اتفاق على تقديم تنازلات متبادله على طريقة الارض مقابل السلام هذه الطريقه التي لاارض ارجعت ولاسلام حقّقت.

بطبيعة الحال اكثر مايركز عليه البكرييون في امثال مؤتمرات التّطبيع هذه هو حمل الشيعه على الاعتراف بشرعيه ابي بكر وعمر وعائشه واضرابهم (لعنة الله عليهم)، هذه هي النقطه التي تقضّ مضاجعهم، كما أنّ النقطه التي تقض مضاجع الصهاينه هي مسألة الاعتراف بكيانهم في فلسطين، البكريوون ايضا يريدون من الشيعه أن يعترفوا وأن يتنازلو عن موقفهم العدائي من ابوبكر وعمر وعائشه (لعنهم الله). أن يعترفوا بشرعيّتهم وأن يتنازلوا عن موقفهم العدائي اتجاههم. هذا اكثر مايركز عليه البكرييون وإلا التفاصيل الاخرى الفرعيه ليست مهمة الى هذا الحد يمكن التغاضي عنها او التفاوض عليها المهم عندهم وقبل كل شيء هو التخلي عن المقاومه. كما يقول الصهاينه يقول البكريون للشيعه تخلّوا عن مقاومة احترام ابوبكر وعمر وعائشه (لعنة الله عليهم)، تخلّوا عن ذلك كفوا عن مقاومة هذا الاحترام. نحن لانقبل أن نقاوم هذا الاحترام الزائف وأن ننسفه لأنه لايحق أن يُحترم من لايستحق الاحترام شرعا، بل الذي يبرأ منه شرعاً. دعونا نقرأ ماكتبه المؤرخ العراقي الشهير الدكتور علي الوردي عما حصل في ذلك المؤتمر المشؤوم الذي عقده نادر شاه في النجف الاشرف ونقرأ عن الاتفاق الذي انتهى اليه ذلك المؤتمر المشؤوم وعن تداعي كل ذلك، يقول الدكتور علي الوردي في كتابه لمحات اجتماعيه من تاريخ العراق الحديث يقول:

" في عام 1146 للهجره الموافع للعام 1743 للميلاد عقد نادر شاه مؤتمره المشهور في النجف بغية التوحيد بين الشيعه والسنه وكان قد احضر اليه عددا كبيرا من علماء الفريقين من ايران وافغانستان وتركستان كما حضره من بغداد الشيخ عبد الله السويدي الذي كان كبير علماء السنه في العراق وحضره من كربلاء السيد نصر الله الحائري الذي كان كبير علماء الشيعه فيه [اي العراق او في المؤتمر] وبعد مناقشات طويله بين الفريقين تم الاتفاق بينهما على شروط كان اهمها اثنان:

اولهما أن يترك الشيعه سب الصحابه، والثاني أن يعترف السنيّون بالتشيع مذهبا خامسا يسمى بالمذهب الجعفري نسبة الى الامام جعفر الصادق (عليه افضل الصلاة و السلام) وكان من جملة الشروط ايضا أن يسمح للشيعه بالصلاة والخطبه في الركن الشامي من الكعبه عند موسم الحج وذلك بعد فراغ الامام المختص به من صلاته. وبعد انتهاء المؤتمر ارسل نادر شاه السيد نصر الله الحائري الى مكه لكي يقوم بالصلاة في الركن الشامي حسب قرار المؤتمر وارسل معه نسخه من محضر المؤتمر كما ارسل كتبا الى شريف مكه مسعود ابن سعيد والى قاضيها ومفتيها يخبرهم انه مرسل اليهم امام المذهب الجعفري لتنفيذ قرارات المؤتمر، وحين وصل الحائري الى مكه استقبله الشريف مسعود باللطف والترحاب وسمح له بالصلاة والخطبه في الركن الشامي ولكن العامه لم يهن عليهم ذلك فهاجوا وماجوا، علما بأن قصّة تلويث الكعبه الثانيه لم يكن قد مر عليها سوى 13 عاما وتدل بعض القرائن أنّ الشيخ عبد الله السويدي الذي قد حضر الحج تلك السنه كان له يد في اثارة العامه [كانوا قد افتروا على بعض الشيعه انه يتعمد أن يلوّث بالنجاسه باحت المسجد الحرام فقتلوا ذلك الرجل المسكين وكم مره هذا صار افتروا على الشيعه انه هذا يقع منهم، والى زمان اليوم هم يفترون في هذه الفضائيات القذره لاحول ولاقوة الابالله] تدل بعض القرائن على أنّ الشيخ عبد الله السويدي [نفس الذي كان في الحوار في النجف اي أنّ القضيه كانت قضيه غدر وخيانه]
ارسل الوزير التركي في جدّه الى الشريف مسعود يطلب منه تسليم الحائري له لأن يقتله، فامتنع الشريف عن تسليمه وقال اني سأحافظ عليه الى أن اكتب في دار الخلافه في اسطانبول واتلقى جوابها فيما تأمر، فلم يرضى الوزير التركي عن هذا الجواب واتهم الشريف الى الميل الى المذهب الجعفري، اسرع الشريف فكتب في الى السلطان في اسطنبول يخبره بالامر ويطلب منه الرأي فوصله الجواب من خلال السلطان خلال مده قصيره يأمره بالقاء القبض على الحائري وتسليمه الى امير الحج الشامي اسعد باشا العظم، ففعل الشريف ما امره السلطان به وحمل الحائري مخفورا مع اسعد باشا الى الشام وسجن هناك في قلعت دمشق وبعد مده يسيره طلب الحائري الى اسطنبول فحمل مخفورا اليها، ويروى انه مات مسموما غير أنّ جنازته شُيّعت تشييعا رسميا ودفن في قبر لائق به ومازال قبره قائما .يبدوا أنّ الشريف مسعود [والكلام مازال للمؤرخ علي وردي] شعر بحراجه شديده عقب هذه الحادثه، وربما بلغه ما اشيع عنه الى الميل في المذهب الجعفري فأمر بعلن الرافضه على المنابر لإزالت التهمه عنه".

طريق التنازلات طريق الذلة والهزيمة والحقارة ..
ارأيتم ايها الاخوه ماحصل؟ ماذا استفاد هؤلاء المحسوبون علينا من هذا المؤتمر المشؤوم ماذا استفادون ممّا قدموه من التنازلات غير الذل ؟ قدموا لهم التنازلات عن سب الصحابه والمراد بذلك معروف أن يكف الشيعه عن اظهار تجريمهم لابي بكر وعمر وعائشه واضرابهم (لعنة الله عليهم) لما فعلوه في حق رسول الله واهل بيته الطاهرين (عليهم افضل الصلاة و السلام) ولما احدثوه في الاسلام، أن يكف الشيعه عن النيل من اعداء الله واعداء اهل البيت (عليهم افضل الصلاة و السلام) حتى تترسّخ جلالتهم المكذوبه في النفوس وتتعاظم مع مرور الزمن فلايستطيع احد جرحهم بشيء او انتقادهم بشيء، هذا هو هدف المخالفين يريدون اسكات اهل الحق عن ائمة الباطل. ماذا استفاد هذا الرجل نصر الله الحائري ؟
الذي قدّم نفسه كعالم شيعي ماذا استفاد من هذه التنازلات التي قدّمها لأهل الخلاف؟ لم يستفد شيئا غير غدرهم وخيانتهم حيث القو القبض عليه ثم قتلوه، مع انه قد اتفق معهم في مؤتمر واعطاهم مايريدون تريدون منا أن نكف ابوبكر وعمر وعائشه (لعنة الله عليهم) هاقد قدمنا في مقابل أن تعترفوا بنا وأن تعطونا الامامه والخطبه في المسجد الحرام.  الكلام هنا ليس عن كون الرجل خدم اهل البيت (عليهم افضل الصلاة و السلام) بشعره مثلا، ليس الكلام هنا عن كون نصر الله الحائري ماذا فعل من مديح لأهل البيت (عليهم افضل الصلاة و السلام)، ليس الكلام في شخصه اصلا انما الكلام هو في موقفه الاستسلامي الانهزامي هذا. لقد قبل التنازل في ذلك المؤتمر المشؤوم ودفع ثمن ذلك غاليا. دفع حياته ثمنا لذلك التنازل. كان يحلم أن يعطيه البكرييون الفرصه لأن يؤم الناس في المسجد الحرام ويخطب فيهم فإذا بهم يهيجون ثم يقتادونه مخفورا ثم يقتلونه وبتحريض ممّن ؟ من نفس ذلك الشيخ البكري الذي كان يحاوره في النجف لتحقيق الوحده الاسلاميه المزعومه، هو نفسه الذي طعنه في ظهره فحرّض عليه حتى قتل ثم لم يكتفي بذلك، بل ألّف كرّاسا في الطعن في الشيعه وزعم في كرّاسه أنّ الذين حاوروه في النجف في الشيعه لم تكن لهم حجه والكراس موجود. إذاً ما النتيجه من المؤتمر المشؤوم هذا ؟
النتيجه أنّ المخالفين انتزعوا من الشيعه الاستسلاميين في ذلك المؤتمر المشؤوم صيدا ثمينا حين جعلوهم يُقرّون على انفسهم بالكف عن النيل بما يسمونهم الصحابه، ولم يحصل الشيعه مقابل هذا إلا النكث بالوعود والغدر والخيانه والامر بلعن الرافضه على منابر مكه، هذا الذي جنوه من وراء ذلك المؤتمر المشؤوم اما الخبيث نادر شاه فماذا استفاد هو الآخر ؟ ايضا لم يستفد شيء بل كان هذا المؤتمر شؤما عليه لم يمضي زمان طويل حتى غدر به احد حراسه ممن تحالف مع بعض الثوار عليه داخل ايران، فهذا الحارس نزا عليه وقتله شر قتله وقتل ابنائه ولم يبقي من عائلته احدا إلا حفيده الصغير فقط. فذهبت آمال هذا الرجل في أن يحكم هو وابنائه واحفاده ايران ذهبت ادراج الرياح وانتقل الملك الى بعض بني عمومته ممن كان على خصومه معه، ثم بعد ذلك لم يلبث أن جاء القاجارييون واستولو على الحكم كامله.

من يمثّل الأمّة الرافضيّة العظيمة .. ؟
هذه القصه ينبغي أن تكون لنا عبره حتى نعرف أنّ طريق التنازلات لايفضي الى شيء. طريق التنازلات لايوصلنا الى شيء. ماقيمة أن يعترفوا بمذهبنا ويسمّونه المذهب الجعفري مقابل أن نتنازل عن رسالتنا الرافضيه العظيمه التي توارثناها عن اكابرنا عن ائمتنا (صلوات الله و سلامه عليهم) الذين ربّونا على النيل من الظالمين وائمة النفاق والكفر والضلاله حتى لاينخدع بهم الناس ؟ نحن اساساً لاينبغي أن نعتد باعترافهم، اعترافهم وعدمه سواء عندنا. وعندما اقول اني اعني الذين لايعانون النقص من المخالف، الذين يستشعرون الساده الشيعيه، وإنّ الآخرين هم الادون هم الذين يحتاجون الى اعتراف منا لا  العكس نحن سادتهم وهم دوننا كما نطق روايات اهل البيت (صلوات الله و سلامه عليهم) التي نقلنا بعضها مما تقدم من المحاضرات.
هؤلاء الذين يمتلكون الثقه بالنفس هم الاجدر بتمثيل الواجهه الشيعيه، وترى هؤلاء لايهتمّون أن يعترف بهم العدو او المخالف. اصلا العدو المخالف ليس له قيمة عندهم نحن الذين اعترف بنا الله (سبحانه و تعالى) واعترف بنا رسوله (صلى الله عليه و آله و سلم) واعترفوا بنا حججه (صلوات الله و سلامه عليهم)، نحنا لسنا مهزوزين لسنا فاقدين للشرعيه حتى نتسوّلها ونستعطيها من المخالفين والمنحرفين عن طريق اهل البيت (عليهم افضل الصلاة و السلام)، اساسا نحن لانقبل هذا الاصطلاح المذهب الجعفري هذا الاصطلاح لانقبله على مافسّرناه في بعض دروسنا الحوزويه ومحاضراتنا السابقه، هذا الاصطلاح مما لاأصل له، نحن لانقبل أن نسمى مذهباً خامساً، لأنا اساسا عندنا مذاهب في التشيع العظيم كل مرجع له مذهب يذهب اليه في اجتهاده فكيف نساوى نحن بمذاهبهم الاربعه هذه، ومن قال اصلا اننا نعترف بهذه المذاهب الاربعه او نعترف انها على حق حتى يدرجوننا بها كمذهب خامس ماهذا الذل لماذا انتم هكذا ؟
ترقّوا عن هذه الوضاعه واعرفوا قدر انفسكم انتم شيعة آل محمد (صلوات الله و سلامه عليهم)، انتم مجد الاسلام انتم عز الاسلام، انتم سادة المسلمين لستم ناقصين حتى يكمّلكم الآخرون، لستم تستجدون من احد حقوقكم، لاتطلبوا من غيركم أن يعطيكم فرصة الامامه والخطابه في المسجد الحرام، بل انتم من يعيد المسجد الحرام والحرم النبوي الشريف الى ولايتكم الى اوقافكم فتكون الامامه والخطابه لكم على رغم اهل الخلاف ومن لايرضى نحن شرعيّتنا نستمدها من ائمتنا (صلوات الله و سلامه عليهم) الذين هم ائمتنا الشرعيون (عليهم افضل الصلاة و السلام)، وهم يستمدّونها بدورهم من خاتم النبيين وصاحب الشرعيه الالهيه على الارض محمد ابن عبد الله (صلى الله عليه و آله و سلم) نحن ورثة هذه الشرعيه هذه الشرعيه بيدنا نحن، نحن لسنا صغاراً، مادمنا قد نقلنا لكم هذه القصه لتكون عبره إن شاء الله دعونا ايضا ننقل لكم قصه اخرى لها ارتباط بموضوع كلامنا ..

نموذج رافضي اصيل ..
من الضروري ان تقفوا على العبر في هذه القصه ايضا ماهي القصه؟ القصه هذه ذكرها احد اكابر علمائنا المجتهدين آية الله الميرزا ابوالفضل الطهراني (رضوان الله (تعالى) عليه)، هذا الرجل الجليل الذي كان من خيرة تلاميذ المجدد الشيرازي الكبير (رضوان الله (تعالى) عليه) صاحب ثورة التبغ في ايران ضد الاستعمار البريطاني .. الميرزا ابو الفضل الطهراني يقول فيه المحدث القمي صاحب مفاتيح الجنان (رضوان الله عليه): "هو خاتم رقيمة الادب والفضل الحاج ميرزا ابو الفضل صاحب كتاب شفاء الصدور في شرح زيارة العاشور والميرزا ابو الفضل عالم فاضل فقيه اصولي متكلم" الى آخر ما قاله في مدحه والثناء عليه (رحمة الله عليه) ...
الميرزا ابو الفضل له كتاب مشهور يشرح فيه زيارة عاشوراء القدسيه اسمه هذا الكتاب شفاء الصدور في شرح زيارة عاشور، هناك حين يشرح ويعلّق على قوله (عليه افضل الصلاة و السلام) : {اللهم خص انت اول ضالم بالعن مني وابدأ به اولا ثم العن الثالث والرابع اللهم العن يزيد خامسا}، لمّا يعلق على هذا المقطع من زيارة عاشورا القدسيه يؤكّد على أنّ المراد بهؤلاء الاربعه هم ابوبكر وعمر وعثمان ومعاويه (لعنة الله عليهم) ويستدل على جواز لعنهم والنيل منهم، وبالمناسبه يذكر قصة احد خونة التشيع من المعممين الذين كانوا في ذلك الزمان. هذا الخائن كتب من اجل ارضاء اهل الخلاف كتب "رساله في حرمة سب ابي بكر وعمر(لعنهما الله)"، ويذكر الميرزا الطهراني في كتابه كيف تصدى له المجدد الشيرازي الكبير وافتى بوجوب الحد عليه. يقول الميرزا الطهراني (رحمة الله عليه): "ومما كتبناه يظهر كفر هؤلاء الاربعه وجواز لعنهم وظلمهم كالشمس في رابعت النهار بينة واضحه [على جواز لعنهم لأن الله (تعالى) قد لعن الظالمين في كتابه] من هذه الجهه كان الامام الصادق (عليه افضل الصلاة و السلام) ملزما نفسه بعد كل فريضه أن يلعنهم [الى أن يقول ... ] والآيات المأوّله بلعنهم والمصرّحه به كثيره وهو من ضروريات مذهب الشيعه ومن المطاعن الموجهة اليهم من عدوهم ولم ينكر ذلك احد ممن انتمى الى هذا المذهب سوا واحد جاهل ضال مضل في ايامنا ظهر في كشمير وكتب رساله في منع سب الشيخين ، وضم صوته الى صوت السنه ورقص على حبالهم وخدع بأساطيل طائفه من العوام اخفاء الهام سفهاء الاحلام وترهاتهم وخدع جماعتا بطامته وجريراته من الجهال، واقام فتنة بحيله وألاعيبه واساليبه ونفاقه وتملّقه وانشأ سقيفه جديده،  والعجيب في الامر أنّ الرجل مع كونه من اوائل الطلاب [من طلاب الحوزه]  قليل المعرفه خال من العلم، وهو من رؤوس الفساق ومشايخ اهل الكبائر، يدّعي الاجتهاد ويتصدى للإفتاء، بل احيانا يدّعي لنفسه الاعلميه ويطنطن بها تحت الستار وتظهر من تحت رماده فتاوى غريبه تدل على الجهل، وكان ينكر نسب الطائفه الجليله الرضويه وهم وجوه اكابر اشراف قم وطهران وهمدان وخراسان وسيادتها وغيرهم من امثالهم، وصرّح بتضليله وتفسيقه علماء المشهدين والجناب المستطاب حجت الاسلام سيدنا الاستاد دام ظله [اي المجدد الشيرازي الكبير] مراراً وتكراراً [اي صرّح ايضا بتضليله وتفسيقه مراراً وتكراراً] وكتبوا في ذلك المقالات وحرّروا في ذلك الرسالات والكتب فلم يقلع عن غوايته، ولم يرتدع عن ضلالته، ومن عجائب شيطنة هذا المدلّس أنّ الكتب التي ترد على اهالي تلك الاصقاع من علماء الاسلام ووجوه الاعلام، يحرّفها امام عوام الشيعه او يمزّق جمله منها او يؤولها بوجوه ظاهرة الفساد، وينفي بعضها ليلبس بذلك على العامه من الشيعه، فيصطاد قوما من الجهال الضعفاء في شباكه لعله يبلغ شهواته الباطله والله يحول دون آماله ويجازيه بسوء اعماله، ومن جملة هذه المرقومات نصوص صاحب الحضرة المستطاب الاجل سيد المسلمين السيد الاستاذ اديمة معاليه وبوركت ايامه ولياليه [اي المجدد الشيرازي الكبير] لحقه من ذلك مسائل وردة قبل مدة تتعلق بأمور عدة من فروع فقهيه ومطالب شرعيه من جملتها ورد سؤال عن اولاد السيد محمد الاعرج ابن موسى المبرقع، وكذلك عن احوال هذا السيد الغاوي الدعي [الذي كتب الرساله في حرمة سب الشيخين (لعنهما الله) وتصدّى للإفتاء والمرجعيه، كان سيداً لكن سيد دعي مشكوك في نسبه]  المشكوك بنسبه بالتفصيل الذي اشتهر بإقليم كشمير كله وبلغ حد التواتر فأوكل السيد الاستاذ الجواب عليها اليّ انا ذو البضاعه المزجات فأجبت عليها جواب يناسب مبانيه وكتب في حق هذا السيد الدعي بإملاء الاستاذ دام ظله إنّ هذا ذو حماقه ولاينبغي أن يصغى احد الى هذه الخرافات والاباطيل بل مثل هذه الكلمات توجب عليه الحد وختمه بخاتمه الشريف".
 
ماهو المستفاد من هذه القصه ومن هذا الكلام الذي ذكره الميرزا الطهراني (رضوان الله (تعالى) عليه)  ؟
المستفاد امور:
اولا أنّ كفر ابوبكر وعمر وعثمان ومعاويه (لعنة الله عليهم) وجواز لعنهم هو من ضروريات مذهب الشيعه وعدو الشيعه يعرف ذلك جيدا ولذا هو يتخذه مطعنا عليهم، يقول والآيات المؤوّله بلعنهم والمصرحه به كثيره وهو من ضروريات مذهب الشيعه ومن المطاعن الموجه اليهم من عدوهم.
ثانيا من الامور التي نستفيدها أنّ احدا من علماء مذهب الشيعه لم ينكر تكفير هؤلاء الاربعه وجواز لعنهم، سوى شخص واحد تلك الايام وهو سيد دعي ظهر في كشمير الهنديه ينتحل المرجعه كتب رساله في حرمة سب ابي بكر وعمر (لعنهم الله) تقرباً الى اهل الخلاف ورقصا على حبالهم وانشأ سقيفه جديده.  شخص واحد كان في ذلك الزمان قد انكر كفر ابي بكر وعمر (لعنهما الله) وحرّم سبهما وهو منتحل للمرجعيه، لو أنّ المرجع الميرزا الطهراني بُعث من قبره اليوم ورأى كم رجلا منتحلا للمرجعيه يقول بمثل مقاله ذلك الرجل ويفتي بحرمة النيل من رموز اخواننا كما يزعمون، لو بعث الميرزا الطهراني (قدس سره) من قبره ورأى هذه الواقع للطم على رأسه كان شيطانا واحد في زماننا فمتى انجب هؤلاء الشياطين.

من الامور التي نستفيدها ايضا من الامور التي ذكرها الميرزا الطهراني أنّ العلماء في المشهدين تصدوا لهذا البتري الخائن، وافتوا بتضليله وتفسيقه وعلى رأسهم المرجع الديني الاعلى في زمانه آية الله العظمى المجدد الشيرازي الكبير (رضوان الله (تعالى) عليه)، حكم على ذلك الدعي الخائن بوجوب الحد وهذا يعطينا صورة انه كيف كان علمائنا حريصين على سلامة هذا المذهب الشريف من أن يُتلاعب بمبادئه وثوابته، وفي مقدمة المبادء والثوابت البرائه من اعداء الله (سبحانه و تعالى)، تلك البرائه التي من مصاديقها لعن هؤلاء الاعداء والنيل منهم وكشف مثالبهم ومخازيهم، من كان يأتي ويتلاعب بهذا المبدأ ويحاول اماتته او هدمه او تعطيله ما كان علمائنا الاكابر يسكتون عنه، بل افتى مثل المجدد الشيرازي الكبير وهو من هو بوجوب الحد على امثال هؤلاء، ولو أنّ المجدد الشرازي الكبير بُعث من قبره اليوم ورأى كل هؤلاء المنحرفين من البتريين لما بعد أن يحكم عليهم جميعا بالحد ايضا.

قاتلهم الله لقد عاثوا في عقيدتنا ومبادئنا فسادا لم يسبق له نظير من هذه الجهه، كل هذا لإرضاء الآخرين انا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم. هذا ايها الاخوه هو سبب محاربتنا لهؤلاء، نحن نمضي على منهاج العلماء الابرار على منهاج المجدد الكبير والميرزا الطهراني وغيرهم من افذاذ العلماء الذين حرصوا على أن لا يتميّع التشيع ويسقط منه ركن البرائه. الذين ينقمون علينا شدّتنا على المنحرفين ممن اعتمروا العمائم عليهم أن يراجعوا تاريخ علمائنا ليروا اننا لم نفعل شيئا بالقياس الى مافعلوه، هل رأيتمونا امرنا بالحد على احد انما هي شده في الكلام والله يغفر لنا هذا التقصير عن المواجهه باليد وليس الامر بيدنا على اية حال.
عندي كلام كثير في هذه النقطه لكني احبس في نفسي، انما اشكوا بثي وحزني الى الله وصلى الله على سيدنا محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp