بيان آل محمد في أعدائهم (16) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
بيان آل محمد في أعدائهم (16) 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
 بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين ..

هنالك تساؤل طالما وجه إلينا مفاده هو لماذا الإصرار إلى هذه الدرجة على بيان فضائح أعداء وقتلة أهل البيت صلوت الله عليهم لماذا تصرون على أن تخصصوا محاضراتكم ونشاطاتكم الدينية في هذا الإتجاه أليس هنالك ما هو أهم و أولى من التخصص في هذا الجانب أليس عندنا قضايا دينية أخرى تستحق العرض وتستحق أن يرشد الناس إليها غير هذه القضية لماذا يغلب على خطابكم هذا الجانب جانب البرآءة من أعداء وقتلة أهل البيت ..

  لماذا الإصرار على بيان فضائح أعداء أهل البيت
 هذا تساؤل من الناحية الأولية مشروع ونحن لا ننكر أن الغالب على خطابنا هو هذا التخصص أو هذا اللون أن جاز التعبير ولكننا في قبال ذلك وإذا دقق المعترضون أو المتسائلون إذا دققوا فإنهم سيعرفون بإننا أيضا نخصص جانب لا بأس به من المحاضرات وسائر الأنشطة الدينية لبيان بقية القضايا الدينية ولكن بقدر ، نعم الغالب على ما نقوم به هو هذا الخط أو هذا اللون أما لماذا نجعل ما يغلب على نشاطنا هو هذا اللون لعدة أسباب :
  أولا : هنالك نقصا شديدا في ساحة التبليغ الإسلامي لهذا الجانب وهذا النقص سببه هو أن الآخرين مع الأسف لا يبينون هذه القضايا بكل صراحة وبكل جرأة وشجاعة فلذلك وجدنا أن من الضروري سد هذا النقص هذا جانب ..

   جانب آخر هنالك مشكلة حقيقة في توارث القضايا العقائدية وانتقالها من جيل إلى جيل هل عقيدتنا نحن في هذا الجيل مثل عقيدة الجيل السابق ، حقيقة هذه المسألة تحتاج إلى دراسة علمية مستفيضة هنالك تناقص شديد ومضطرب في جانب العقيدة ، تجد الشيعي مثلا الذي كان يعيش قبل ألف عام عقيدته في عمقها أكثر وأشد وأقوى من عقيدة الشيعي الذي يعيش في هذا الزمن لماذا ؟ ما هو السبب ؟ لأن أمثال هذه العقائدية الحساسة لم يعد أحد يطرحها فبدأت بالضمور والتلاشي أنا ضربت مثلا سابقا من يتذكر من الإخوة في المحاضرات السابقة ضربت مثلا لزيدية وهي فرقة من فرق هذه الأمة ..الشيعة الزيدية هكذا يطلق عليهم وهم متواجدين كثيرا في اليمن أرجع إلى كتبهم الإعتقادية القديمة الإصليه تجد عندهم مبدأ البرآءة من أعداء وقتلة أهل البيت ، مثلا كتاب تثبيت الإيمان لأحد أئمتهم يدعى الهادي إلى الله أحد أئمتهم أئمة الزيدية في هذا الكتاب يعرض فضائح أبي بكر وعمر وبكل صراحة ويذمهما ويخطأهما ويقول أنهما غاصبان للخلافة وما أشبه أما في هذا الزمن تستمع إلى خطباء الزيدية على المنابر في اليمن تراهم يترحمون على أبي بكر وعمر مالذي جرى ؟  لماذا حدث هذا التحول ؟ نحن أيضا نسير مع الأسف في هذا الإتجاه من حيث لا نشعر بسبب أن الذين يعرفون الحقائق يتكتمون عليها خوفا أو تقية أو ما أشبه ذلك ..

  في الجانب الآخر هنالك أفراد هم بماثبة الطابور الخامس من داخل التشيع يحاربون التشيع يحاولون أن يفرغوه من هذا المبدأ مبدأ البرآءة العظيم حتى ماذا ؟ حتى ينسجم مع الطرف الآخر على أساس الوحدة الإسلامية وما أشبه فيلغون كل ثابت من الثوابت العقائدية التي تميزنا عن غيرنا ومن بينها هذا الثابت لماذا ؟ نحن يفترض بنا أن نفخر بهذا الثابت نفخر بهذا المبدأ أننا لا نقدس الطغاة أما هم يقدسون الطغاة ..

  لماذا أنا يجب عليّ أن أتنازل ؟!.. الطرف الآخر هو الذي يجب عليه أن يتنازل ، هو يجب عليه أن يصحح فكره وعقيدته في تقديس الطغاة ، دائما تجدونهم يقدسون الطغاة من ألف وأربعمائة سنة إلى اليوم ، قدسوا أبا بكر وهو طاغي قدسوا عمر وهو طاغي عثمان ومعاوية و يزيد إلى أن وصل الأمر إلى صدام يقدسونه وأعتبروه شهيد الأمة ويتظاهرون لأجله لماذا لأن عندهم خلل في عقولهم حيث لا يؤمنون بالشريعة الأسلامية كما ينبغي وجردوا الإسلام من عنصر البرآءة أو من ثابت وركن البرآءة من أعداء الله ..

   نحن ولله الحمد ضحينا وتحملنا لكي نثبت هذا المبدأ ونثبت هذا الركن لماذا يجب علينا الآن أن نتنازل ، هذا خطأ هذه مؤامرة على التشيع وعلى الشيعة اليوم يخرج كتاب في لندن يؤلفه أحد أدعياء التشيع يدافع فيه عن عمر بن الخطاب ويقول أنه هذه النظرة الشيعية العدائية لعمر بن الخطاب إنما صنعها التشيع الفارسي الصفوي أما التشيع العربي فلا .. علي بن ابي طالب كان يصلي خلف عمر بن الخطاب وكان علي بن أبي طالب وزيرا لعمر بن الخطاب وكان يؤيد عمر بن الخطاب وهكذا بإسم التشيع يخرج مثل هذا الكتاب يؤثر على شبابنا يؤثر على أجيالنا المقبلة خصوصا في مثل هذه البلدان حيث أجيالنا وشبابنا مع الأسف اطلاعهم وثقافتهم الدينية متناقصة إلى حد مرعب وحد مفزع حقيقة ، فيجب أن نزيد الجرعة في هذا الجانب يحب أن نخصص جهودنا لكي نبين هذا الجانب أكثر فأكثر هذه مسألة ..

  مسألة أخرى مهمة من بين الأسباب التي تجعلنا نتخصص في هذا الإتجاه وفي عرض هذه الحقائق هو أن عرضها فيه تحصين للأمة من الإنحراف ، لاحظوا مسألة هامة نحن إذا امتنعنا عن  بيان جرائم صدام مثلا فإن الناس ينخدعون به مع ظهور جرائمه وفي هذا العصر وهي جرائم ملموسة واقعية من أمثال المقابر الجماعية وما أشبه، مع ذلك هناك جماهير آلاف مؤلفة بل ملايين مخدوعة بهذا المجرم فكيف بمن مضى على هلاكه ألف عام أو أكثر إلى اليوم ، ألا يمتدح الناس صلاح الدين الأيوبي إلى اليوم ألا يمتدح الناس هارون الرشيد إلى اليوم ألا يمتدح الناس المنصور إلى اليوم ألا يمتدح الناس عمر معاوية إلى اليوم لماذا ؟ لأن هنالك تعتيم على جرائمهم التي أرتكبوها فالناس لا تدرك ولا تعرف نحن جربنا هذا الشيئ الذين كانوا يتشيعون ويهتدون ولله الحمد إلى الدين الحق في أيام الكويت حقيقة كانوا ينصعقون لأنهم لأول مرة تقع أعينهم وتستمع آذانهم لجرائم أبي بكر وعمر وأشباههما أول مرة كان يتصور أن هؤلاء قمة القداسة في قمة التقوى في قمة العدالة في قمة الفضل لأول مرة يرى أن كتبه تشهد بأن هؤلاء عبارة عن مجرمين قتلة متوحشين دكتاتوريين لأول مرة لماذا نحرم الأمة من أن تعرف حقيقة هؤلاء ، هنا أيضا يبدر سؤال يقول لنترك هذا التاريخ ما الذي يهمنا الآن أن نثبت بأنه فلان الذي هلك أنه صالح أم طالح ، دعونا ننظر إلى قضايا المستقبلية ننظر إلى واقعنا ، نحاول أن نبني هذه الأمة ، نقول كلا المستقبل السليم إنما ينبني على الحاضرالسليم وعلى الماضي السليم، إذا كان الماضي عندك فيه خلل فمستقبلك أيضا يكون مختلا ، أنت إذا تقدس الطغاة وتتمثل بالطغاة وتقتدي بهم ذلك ينعكس على سلوكك وعلى أعمالك فبالتالي يؤدي ذلك إلى دمار مستقبلك ، أسامة بن لادن هذا الإرهابي الأول المجرم في العالم من أين أتى بجرائمه ممن تعلمها من أبي بكر وعمر، صدام الذي هو صدام كما أثبتنا لكم سابقا من أين تعلم فكرة المقابر الجماعية ، تعلمها من أبي بكر مؤسس فكرة المقابر الجماعية لإزهاق أرواح الخصوم السياسيين ، أمم بأكملها رفضت مبايعة أبابكر فأمر خالد بن الوليد بأن يحضر لهم مقابر جماعية ودفنهم فيها وهم أحياء ، فإذا إذا لم نعرض هذه الحقائق وندين الطغاة على مر التاريخ فإن ذلك ينعكس على الحاضر والمستقبل بشكل سلبي ، الناس تقتدي بهؤلاء لأنها متبعة لهم فبالتالي كل ما يقول هؤلاء يفعله أتباعهم ، عمر بن الخطاب هكذا فعل إذا يجب أن نفعل هذا الفعل هذا الفعل فعل شرعي ليس فيه إشكال لا يجب أن تتوضح الحقائق إلى الناس يجب أن تعرف هذه الأمة كل حقيقة جرت وخصوصا كل ظلامة  وقعت على أهل بيت النبوة الأطهار صلوات الله عليهم كل ظلامة يجب أن تكشف لأنه وهنالك مسألة مهمة جدا أن في عرض هذه الحقائق تحصين للأمة من الإنحراف العقائدي والإنحراف السياسي والإنحراف الإجتماعي وسائر أنواع الإنحراف إذا لم نعرض هذه الحقائق للأمة فإن الأمة ستذهب إلى النار لأنها توالي أعداء الله ، يقولون لا تؤذوا مشاعرهم ، دعونا نؤذي مشاعرهم الآن وليدخل إليهم صوتنا ليعرفوا هذه الحقائق وليجرحوا شاعريتنا الآن وليلومونا الآن ولكن هذا أفضل من أن يلومونا الله تبارك وتعالى في يوم القيامة حينما يحاسبنا ويقول عرفتم الحق فلم لم تبلغوه للناس، لماذا لم تذكروا للناس هذه الحقائق..

  أهم وأخطر سبب في بيان الحقائق للناس ..
 هنالك أيضا سبب خطير جدا في نظري يجعلني ويجعل الآخرين من المهتمين بهذا الإتجاه لأن يتخصصوا فيه هذا السبب شديد الوقع على النفوس، النفوس الطاهرة المؤمنة..
  إخواني .. هل أنت مستعد لأن تخاطب فردا فردا ، هل أنت مستعد لأن تشارك ظلمة أهل البيت في جرائمهم ضد أهل البيت والعياذ بالله ، هل عندك إستعداد أن تحسب والعياذ بالله يوم القيامة ممن اشترك مثلا مع عمر بن الخطاب في قتل الزهراء البتول صلوات الله عليها ، هل عندك استعداد ؟ بلا شك تقول أعوذ بالله محال، الرواية الشريفة التي وردت عن المعصوم صلوات الله عليه تقول أنه أنت إذا لم تعرف ما وقع علينا أهل البيت من جرائم فأنت شريك لظلامنا أنت شريك للمجرمين الذي أجرموا بحقنا هل تتحملون هذا الشئ هل يقدرأحد أن يتحمل هذا ؟!

  لاحظ جيدا روى شيخنا الصدوق رضوان الله تعالى عليه في كتابه الشهير ثواب الأعمال وعقاب الأعمال كتاب متداول وموجود عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام يعني الإمام الباقر صلوات الله عليه ، قال :
( من لم يعرف سوء ما أوتي إلينا من ظلمنا و ذهاب حقنا وما نكبنا به من النكبات فهو شريك من أتى الينا ذلك في ما ولينا )..
  يعني أنت إذا لم تجتهد في معرفة ما وقع على أئمتك من جرائم ومصائب ومظالم فأنت تحسب كأنك والعياذ بالله شريك للمجرمين في جرائمهم ضد أهل البيت، هذا سبب وجيه يجعلنا نضطر بأن نبين هذه الحقائق وهذه الجرائم أكثر فأكثر ونناقشها ونحللها ونفلسفها ونستزيد في بيانها أكثر فأكثر حتى يعرف الناس ولا تكون والعياذ بالله تحسب ممن اشترك مع خصوم أهل البيت مع ظلمة أهل البيت ممن يحسب أنه معهم والعياذ بالله فمضافا إلى الأسباب التي بيناها هذا يعتبر سببا رئيسيا من الأسباب التي تجعلنا نتخصص في هذا الجانب ..
  نحن نلاحظ في سيرة الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أيضا أن قضايا مظلوميتهم وبالذات مظلومية الزهراء صلوات الله وسلامه عليها كانت لا تغيب عن بالهم إطلاقا دائموا الفكر في هذه المصائب والوقائع الشديدة وكأنهم يريدون أن يعلمونا بأنه يجب عليك أنت أن تشعر دائما وأن يخطر في بالك دائما أن يكون حاضرا في ذهنك الجرائم التي وقعت على أهل البيت بتفاصيلها تشعر وكأن عندك ثأر يجب أن تقتص ممن ظلم أهل البيت عليهم السلام لاحظوا معي هذه الرواية التي رواها الطبري في دلائل الإمامة الطبري الشيعي وهو عن محمد بن جرير الطبري الشيعي في كتابه دلائل الإمامة ..

 عن زكريا بن آدم (زكريا بن آدم من كبار وأجلاء أصحاب الإمام الرضا صلوات الها وسلامه عليه وله مزار مشهور في قم المقدسة) عن زكريا بن آدم قال :
 (إني لعند الرضا عليه السلام إذ جيئ بأبي جعفر عليه السلام وسنه أقل من أربع سنوات (أبو جعفر يعني الإمام الجواد صلوات الله عليه وسنه في ذلك الوقت كان أقل من أربع سنوات) فضرب الإمام الجواد بيده إلى الأرض ورفع رأسه إلى السماء فأطال الفكر فقال له الرضا عليه السلام : بنفسي أنت لما طال فكرك ، فقال عليه السلام في ما صنع بأمي فاطمة صلوات الله عليها (لاحظوا حقيقة شعور الإمام الجواد صلوات الله عليه تجاه ما وقع على أمه الزهراء أطال الفكر ضرب بيده على الأرض ثم رفع رأسه إلى السماء يتفكر وهو ممتلأ غيظا ممتلأ غضبا ) فحينما سأله الإمام الرضا قال في ما صنع بأمي فاطمة أما والله يقسم الإمام الجواد لأخرجنهما من قبريهما ثم لأحرقنهما ثم لأذرينهما ثم لأنسفنهما في اليم نسفا (يعني في البحر، نسفا يعني ما أبقي لهم باقية إطلاقا أعذبهم بهذا العذاب من هما ؟ أبو بكر وعمر لعنة الله عليهما) فاستدناه (قربه) الإمام الجواد وقبل ما بين عينيه (أي الجبهة) ثم قال بأبي أنت وأمي أنت لها (يعني الإمامة، يعني أنت جدير بالإمامة يا أبا جعفر الجواد لأنك دائم التفكر في ما صنع لفاطمة صلوات الله عليها لهذه الجرائم )..

  طبعا هنا وكملاحظة نحن لا نتعامل مع أهل البيت عليهم السلام على أساس المرحلة العمرية فعمر الإمام الجواد أقل من أربع سنوات وهو حجة الله على خلقه فهو ليس كباقي الأطفال الذين في مثله عمره عليه السلام إنما هو إمام قد تولى الإمامة وهو عمره ثمانية إلى تسع سنوات لا أكثر، هذا جانب ..

  الجانب الآخر قول الإمام الجواد وقسمه كيف يأول كيف يوجه أنا حقيقة متوقف في هذا الجانب لأنه ليس عندي تفسير أتمكن من أن أبينه بضرس قاطع هل الإمام الجواد عليه السلام بالفعل سيقوم بهذا الفعل حينما قال أما والله لأخرجنهما ثم لأحرقنهما ثم لأذرينهما ثم لأنسفنهما في اليم نسفا متى سيفعله الإمام الجواد هل في عصور الرجعة أم مقصود الإمام صلوات الله عليه أنني سأشارك في ذلك فيكون حفيدي الإمام المهدي صلوات الله عليه كما وردت في الروايات يقوم بذلك بدلا عنه وكأنه قد يكون قد شارك في ذلك من باب أنه الآمر شريك أو المؤيد شريك إلا هنا نتوقف ونوكل علم ذلك إليهم صلوت الله عليهم أما هدفنا من بيان هذه الرواية هو أنه يجب أن لا تغيب مظلومية الزهراء ومظلوميات أهل البيت عليهم السلام عن ذهن المؤمن الموالي إطلاقا لذلك كان ضروريا جدا عند أهل البيت صلوات الله عليهم أن يبينوا دائما جرائم أعدائهم وقتلتهم ويبلغوها للناس كان هذا الأمر من أشد الضروريات عندهم مثلا لاحظوا ما رواه شيخنا المفيد في كتابه الجمل يعني حول واقعة الجمل ، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال :
اللهم اجزي عمر لقد ظلم الحجر والمدر
 أمير المؤمنين يشكو من عمر بن الخطاب فيدعو عليه أمام الناس يقول : اللهم اجزي عمر لقد ظلم الحجر والمدر الحجر معروف والمدر هو الطين اليابس المنتشر في الطرقات هذا كناية على الكثرة يعني عمر بن الخطاب ظلم ظلما بعدد الحجر والمدر ظلامات كثيرة جرائم عديدة لا تعد ولا تحصى ولكن من الذي مع الأسف ينبري لكي يدونها ويوثقها حقيقة لتصبح هناك موسوعة متكاملة من جرائم عمر بن الخطاب ، عمر مجرم من الطراز الأول ولكن الناس مع الأسف لا يعلمون ، الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يكشف ذلك للناس ويبين حقيقة عمر بن الخطاب، أما هذه الرواية من بين الروايات المجهولة القدر المغيبة عن الناس، الآن أنا متيقن إذا سألتكم جميعا هل سمعتم بهذه الرواية من ذي قبل ، الكل سوف يقول لا لم أسمع بهذه الرواية من قبل مع أن من يرويها الشيخ المفيد وكفى بالشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه وثاقة،  المفيد الذي أرسل الِإمام ما كشف من رسائل الإمام المهدي عليه السلام إليه، رسالتان من أعظم الرسائل والتوقيعات الشريفة، هذا شيخنا المفيد الذي نعاه الإمام المهدي صلوات الله عليه يوضح هذه الرواية يذكرها في كتابه ..

  لماذا لم يعمل الشيخ المفيد بالتقية ..
 نتساءل هنا سؤالا هل كان الشيخ المفيد لا يعرف حكم  التقية وما هي التقية ؟ لماذا لم يعمل بها ؟! لأنه لا ضرورة للتقية في مثل هذا الجانب أصلا حتى في زمن أمثال صدام أو أمثال هارون العباسي وأشباههم يجوز لك أن تترك التقية إذا كانت هنالك مصلحة إسلامية أولى فترك التقية إذا توقف الدين وبيان الحقائق على عدم العمل بالتقية فأترك التقية ، ألم يفعل ذلك الإمام الحسين صلوات الله عليه ، كان بإمكانه أيضا أن يعمل بالتقية فلا يذهب ولا يزهق نفسه، لكنه ذهب وجاهد وقتل وهو يعلم نتيجة المعركة أنه سيقتل لكن لأن بقاء وحفظ الدين متوقف على عدم العمل بالتقية فإنه يترك النقية جانبا، كثيرا ما تتساءلون عن التقية ، التقية مجرد رخصة يا إخواني ، لكن إذا وصل السيف إلى رقبتك يجوز لك أن تعمل بالتقية، فليس مجرد ضرر بسيط تعمل بالتقية وثم حتى لو وصل السيف إلى رقبتك هذه رخصة لك أن تأخذ بها ولك أن تتركها أيضا رخصة من الله تبارك وتعالى لا أكثر ولا أقل فإذا تركتها فأنت شهيد، شيخنا المفيد لم يعمل بالتقية ولذلك حفظ التشيع ووصل إلينا، علمائنا الأبرار الذين نقلنا لهم في هذه السلسلة من المحاضرات بيان آل محمد في أعدائهم نقلنا عن كتبهم ومصادرهم المعتبرة عشرات الروايات والأحاديث التي سجلوها وتحملوا لأجلها من أجل أن تصل إلينا هذه الروايات الشديدة الوقع على المخالفين والتي تبين ماذا قال أئمتنا في أعدائهم تحملوا وضحوا من أجل أن تصل إلينا فلذلك حفظ التشيع ووصل إلينا، وصل التشيع إلينا بدمائهم وتضحياتهم الآن في مثل هذا الزمان خصوصا الذين يعيشون في مثل هذه البلاد حيث لا محاذير أمنية ولا مشاكل أيضا يمتنعون عن بيان الحقائق ويمارسون عملهم ودورهم في تجهيل الأمة أكثر فأكثر هذا خطأ يجب أن يتوب الإنسان منه ويستغفر ربه إذا أمير المؤمنين صلوات الله عليه بيّن جانبا من ظلم عمر وبين أنه جرائمه لا تعد ولا تحصى ودعا عليه فطلب من الله تبارك وتعالى أن يجزيه أشد العقاب ..

  شدة معاداة عمر بن الخطاب لأهل البيت عليهم السلام ..
 رواية أخرى أيضا عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه هذه الرواية حقيقة عجيبة تبين لنا مدى شدة معاداة هذا الرجل الخسيس عمر بن الخطاب لأهل البيت صلوات الله عليهم أنا أنقل لكم رواية بنصها كما هي عادتنا رواها عماد الدين الطبري وهو طبعا من أجلاء علمائنا من أجلاء علماء وفقهاء القرن السابع الهجري في كتابه كامل البهائي عن عبد الله بن عباس، دققوا في الرواية ابن عباس كان من جملة وزراء أبي بكر وعمر في عهدهما يقول :
 ( كنت يوما عند أبي بكر وكان عمر حاضرا عند أبي بكر وتقدما إلى الحاجب أن لا يأذن لأحد (الحاجب حاجب الدار او حاجب مكان الي كانوا فيه فأمره أن لا يدخل علينا احد) فبينما نحن كذلك إذا طلع علينا شيخ طويل القامة حلو المحضر عليه رداء أحمر وبيده عصا وفي رجليه نعلان (شيخ طويل القامة دخل علينا مع أنهم أمروا الحاجب بأن لا يدخل أحدا فكيف دخل هذا، سيتبين فيما بعد) فسلم علينا وأمره أبو بكر بالجلوس فأبى قال لا أجلس وقال أنا رجل حاج في طريقي إلى الحج وإلى جواري امرأة توفي أبوها وخلف لها ضيعة وكانت تعيش من ثمراتها وتتقوت منها (الضيعة يعني بستان،جواري أي زوجتي) أبوها توفي وترك لها هذا الورث فعمد والي البلد إليها وضمها إليه ، (والي البلد أحد ولاتك يا أبا بكر جعل هذه الأرض التي أورثها ذلك الرجل لزوجتي أخذ هذه الأرض له) وأوصتني المرأة أن إذا جئت المدينة فأحكي حالي لأبي بكر، فقال أبو بكر لا كرامة للغادر الفاجر وقال عمر يا خليفة رسول الله أرسل إلى هذا الغاشم الظالم من يسوقه إليك فعاد الشيخ عليهما وقال فمن أظلم ممن يظلم بنت رسول الله صلى الله عليه وآله..
  قال اذا كان الأمر هكذا أعتبرتم ذلك الوالي غادرا فاجرا غاشما ظالما وأنه لا حق له فيما صنع فلماذا صنعتم هذا الشئ للزهراء صادرتم أرض فدك بعد أن توفي صلى الله عليه وآله واستشهد وترك لها هذه الأرض لماذا صادرتموها وبأي حق فمن أظلم ممن يظلم بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فطبق حكمك على نفسك طبق الحكم يا ابا بكر على نفسك أنت ظالم غادرغاشم فاجر بفعلك، اندهش أبو بكر من الموقف ..

  فقال أبو بكر ردوه ردوه فتقهقر الرجل ولم يقع له على عين ولا أثر ، فسألوا الحاجب والبواب عنه فقال ما وقعت عيني على الرجل فخاف أبو بكر وقال لعمر أرأيت وسمعت فقال عمر الذي أصابنا في وادي الجن أعظم من هذا وإن الشيطان ليتحامل على المؤمن والحاكم ليفتنه ويضله ، فصاح به هاتف قال يا من تحلى بإسم لا يليق به أعدل على آل ياسين الميامينا أتجعل الخضر إبليسا لقد ذهبت بك المذاهب من بين المضلينا ..

  هنا تبين من كان هذا الرجل ، كان الخضر عليه السلام هو الذي دخل وحاججهم بهذه المحاججة وأثبت أحقية أهل البيت صلوات الله عليهم ومن ثم أدانهم هم حكموا على أنفسهم فهذا عمر يقول وأن الشيطان ليتحامل على المؤمن والحاكم ليفتنه ويضله فالخضر عليه السلام يرد عليه بأبيات من الشعر ..
أتجعل الخضر إبليسا لقد ذهبت بك المذاهب من بين المضلينا
                           نحن الشهود وقد دلت على فدك بنت الرسول أمينا غير مغبونا
الله يعلم أن الحق حقهم لا حق تيم ولا حق العديينا (تيم قبيلة أبي بكر،عدي قبيلة عمر)
                          وقد شهدت أخا تيم وصيته للأصلع الهادي القوّام بالدينا
لا تغنطن أخا تيم أبا حسن ما خصه الله من بين الوصيينا
                         خص النبي عليا يوم فارقه بالحلم والعلم والقرآن والدينا                                           
  إلى هاهنا أنتهت هذه الأبيات القيمة والرائعة التي هتف بها الخضر عليه السلام..
   فخاف أبو بكر وعمر وغشي عليهما هذا ابن عباس يقول ثم أفاقا وقد وصل رسول أمير المؤمنين عليه السلام إليه يقول أجب ابن عمك ، فأقسم عليّ أبو بكر أن لا أفشين السر إلى أحد فلما رآني أمير المؤمنين عليه السلام تبسم حتى بدت نواجذه وقال يا ابن العم بالرحم والقرابة هل حفظت الشعر قلت نعم إلا بيتين منه فأعاده عليّ عليه السلام ثم قال كان ذلك أخي الخضر فقد حضر مجلسكم هذه الساعة وأخبرني بما دار بين القوم وبيننا ثم قال عليه السلام ما ابتلي أحد بأحد كما ابتلي أبو بكر بعمر..
  تعلمون أن أبا بكر ماذا قال في ساعة إحتضاره قبل أن يذهب إلى جهنم قال لعن الله بن صهاك هو أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني عمر كان له دور عظيم في صنع أبي بكر وإن كان عمر أيضا سيئة من سيئاته قال عليه السلام :

 ما ابتلي أحد بأحد كما ابتلي أبي بكر بعمر وما عادى أحد قوما أشد من معاداة عمر لنا أهل البيت ..
  الله أكبر أمير المؤمنين عليه السلام يقول ويصف شدة معاداة عمر بن الخطاب لأهل البيت عليهم فإذا ما أراد أحد أن يعادي أحدا أو مجموعة من الأشخاص لا تجد عداء ذلك الشخص أشد من عداء عمر لأهل البيت فعمر ضرب الرقم القياسي في العداء أشد الناس والخلائق أجمعين معاداة لأهل بيت رسول الهي صلى الله عليه وآله .. هنا شاهد مثل هذا الرجل يجب أن يفضح على المنابر حتى لا تبقى له باقية حتى لا تبقى له كرامة كما صنعنا مع يزيد، يزيد أيضا كان سابقا مقدسا عند القوم المخالفين كان يحترمونه ويترضون عليه ارجعوا إلى كتبهم القديمة أما اليوم فليست عندهم الجرأة لذلك لماذا لأننا نحن لم نسكت خصصنا منابرنا الحسينية في كل عام لفضح يزيد بن معاوية فزالت قداسته ولم تبقى إلا في حدود النواصب والوهابية وما أشبه، كذلك بالنسبة إلى معاوية شيئا فشيئا نحن صعدنا ولكن مع الأسف إلى هذه اللحظة بقيت ثلاث شخصيات في دائرة القداسة بصنعنا مع الأسف أبو بكر عمر عائشة لأنه على المنابر لا نتناولهم بشكل صريح وجرئ عثمان إلى حد ما أيضا ننتقده نعاتبه نبين مخازيه أما هؤلاء الثلاثة مع الأسف نحاول أنه نتحاشى التعرض إليهم وإذا تعرضنا لهم فإسلوب ليت ولعل وبأسلوب الخليفة الأول والخليفة الثاني من هذا الكلام، لا .. يجب علينا أن نتكلم بوضوح واحد وبصراحة في هذا الزمن، زمن الإنترنت والفضائيات والثورة المعلوماتية لم يعد هنالك مجال لإخفاء حقيقة من الحقائق فالإنسان بجب أن يكون صريحا ذلك أفضل وأجزى حتى خصمك يحترمك ولا يقول بأنك تنافق أو تكذب عليه لهذا أيضا نحن نلاحظ في سيرة الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أنهم كانوا يعلمون شيعتهم ويعلموننا بالتبع ضرورة لعن هؤلاء الظلمة الكفرة الفجرة الغدرة لماذا اللعن لماذا هذا التركيز النبوي والعلوي والفاطمي والحسني والحسيني وأنت ماشي السجادي الباقري الصادقي إلى الآخر كل إمام يأتي يعلم أصحابه وشيعته أنه العن هؤلاء العنهم في قنوت الصلاة العنهم في أدبار الصلاة تبرأ منهم بل أكثر من هذا أشتمهم لماذا ؟ّ حتى يحصنونا من الاغترار بهؤلاء حتى لا يأتي يوم والعياذ بالله نقول لنتنازل ، عفا الله عما سلف ونحن أبناء اليوم ولسنا بأبناء الأمس، لا هذه قضية عقائدية يجب أن تبقى قضية مبدأ لماذا اللعن لأن اللعن شعار لمبدأ عظيم وهو مبدأ البرآءة من أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء أهل البيت هو يماثل قولك لا للظالم أنت عندما تتظاهر ضد حاكم ظالم معين تقول لا لهذا الظالم أليس كذلك ، هذا ما يوازي ذلك فأنت حينما تقول اللهم العن مثلا عثمان بن عثمان أنت هاهنا تبين موقفك المبدئي أنني أرفض هذا الطاغي أرفض هذا الظالم فإذا اللعن شعار عظيم شعار مبدئي واللعن أيضا تحصين للنفس من ماذا من الإنحراف والاغترار والإنخداع بالظالمين في نفس الوقت إظهار اللعن إصلاح للأمة أنت حينما تظهر اللعن ، الناس تتسائل لماذا يلعن هؤلاء القوم عمر بن الخطاب فيقرأون يحاولون أن يسألوك فتأتي فرصة لكي تبين جرائمه ، فإذا اللعن له دور في تبصير الناس بالحقيقة وبإصلاح عقيدتهم و لهذا السبب نحن نلاحظ أن الله تبارك وتعالى جعل في هذا الدعاء يعني دعاء اللعن أي دعاء من أدعية اللعن جعل فيه أجرا عظيما لا يتصور ولا يتخيل من يسشكل بالقول أنه ماهي مشروعية اللعن لماذا تلعنون أنتم أيها الشيعة لماذا تلعنون لماذا أنتم لعانين هذا غير صحيح المسلم ليس بلعان ولا فحاش ولا بذيئ اللسان نقول نعم المسلمون بالنسبة للمسلم الآخر المؤمن الشريف لا يلعنه لا يسبه ولا يتفحش في القول تجاهه أما بالنسبة إلى أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء أهل البيت فكلا يجب لعنهم والله عز وجل يثني على اللاعنين في القرآن الحكيم لاحظوا هذه الآية قال تعالى :
{ إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون..}

 فنحن اللاعنون نعم نحن الذين نلعن من لعنه الله تبارك وتعالى ليس في هذا خجل وليس في هذا مخالفة شرعية بل بالعكس هذا إلتزام بأوامر الله فلا يحق لأحد أن يعترض على مشروعية اللعن يقول ليس عندنا لعن في الإسلام كما يقول الوهابية وأشباههم .. قرأت ذات مرة لأحد الوهابية بحثا أنه لا يجوز لعن إبليس حتى إبليس لا يجوز لعنه أنه ما يجوز شرعا هذه بدعة الوارد تقول أللهم إني أعوذ بك من إبليس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أما أن تقول لعن الله إبليس، لا.. هذا مخالف وبدعة وفي المقابل انظر إلى طول لسانهم على الشيعة ، لعن الله الرافضة لعن الله الشيعة لعن الله الصفوية ، إبليس لا تلعنه أما الشيعة العنهم لا مشكلة في ذلك ما هذا التناقض ..

رواية أخرى رواها الحر العاملي رضوان الله تعالى عليه عن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :
(من تأثم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله)
 هذا الذي يشعر بأن عليه إثم أذا لعن أعداء الله، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول عليه لعنة الله ، مثلا عندما جاءني أحد الإخوة من الشيعة الموالين يقول أنا لا أريد أن ألعن ولا أحب أن ألعن، قلت له لا يجوز، من تأثم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله، رسول صلى الله عليه وآله يقول عليك بأن تلعنهم لأنك بهذه الطريقة قد تبرأت لله عز وجل  منهم اللعن بأي معنى تتذكرون قلنا اللعن بمعنى الطرد والإبعاد حينما أقول اللهم العن فلان يعني اللهم أطرده من رحمتك واطرده عني أنا بعيد عنه أتبرأ منه وهذا إبداء موقف عقائدي ضروري تجاه الله تبارك وتعالى هنالك ..

  الثواب العظيم في لعن أعداء الله ..
  رواية رواها الميرزا أبو الفضل الطهراني عن كتاب جمع الفضائح لأرباب القبائح للمولى محمد كاظم الهزار رواية عظيمة عن الأمام سيد الساجدين صلوات الله عليه تبين مدى الثواب الذي يحصل أو حجم الثواب الذي يحصل عليه المؤمن إذا لعن أبا بكر وعمر على وجه الخصوص هذه الرواية مروية عن أبي حمزة الثمالي رضوان الله تعالى عليه وهو مشهور معروف عن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام قال :
( من لعن الجبت والطاغوت لعنة واحدة كتب الله له سبعين ألف ألف حسنة ومحا عنه سبعين الف الف سيئة ورفع له سبعين ألف ألف درجة ومن أمسى يلعنهما لعنة واحدة كتب له مثل ذلك)
 قال أبو حمزة فلما مضى مولانا علي بن الحسين عليهما السلام دخلت على مولانا أبي جعفر الباقر فقلت له يا مولاي حديث سمعته من أبيك حديث ثقيل شديد ثواب عظيم خيالي حديث سمعته من أبيك فقال هاتي يا ثمالي فأعدت عليه الحديث فقال نعم يا ثمالي أتحب أن أزيدك قلت بلى يا مولاي فقال :
(من لعنهما لعنة واحدة في كل غداة "يعني في كل صبح في كل فجر" لم يكتب عليه ذنب في ذلك اليوم حتى يمسي ومن أمسى ولعنهما لم يكتب عليه ذنب في ليلة حتى في ليلة حتى يصبح)

  طبعا هاهنا مسألة ، بالأمس بيّناها في خطبة الجمعة كان عندنا نقاش في قضية الرواية التي رويت في فضل يوم الغدير أنه رفع القلم فيها عن الشيعة الموالين ثلاثة أيام أمثال هذه الروايات عندنا ما معناها ؟ هل معناها دفع الناس إلى المعصية والعياذ بالله حينما تأتيك هذه الرواية تقول إذا لا يكتب علىّ ذنب في هذه الأيام الثلاثة فأذهب وأتجرأ والعياذ بالله وارتكب المعاصي ، كلا نحن نقول إن هذه الورايات وأشباهها بمنزلة الأستغفار يعني أنت إذا أرتكبت خطأ عثرة خطيئة وليس معصية فرق كما قلنا بين الخطيئة والعصيان إذا ارتكبت خطأ في ذهول في تساهل فهنا بدلا من أن تستغفر فالله عز وجل يغفر لك ، الله في قبال هذا الإستغفار هذا ثواب هذا الدعاء مثلا أو ثواب إحياء يوم الغدير يكون بمثابة هذا الإستغفار فتغفر لك الذنوب ، وليس معناه أن الباب مفتوح لنا للمعاصي والعياذ بالله فمثلا في هذه الرواية أنا العن الجبت والطاغوت أو مثلا في يوم الغدير ثلاثة أيام لا يكتب علي ذنب فيذهب والعياذ بالله ويعصي فذنبه لاحقه وعقابه أيضا لازمه والعياذ بالله فلا يخلط أحدكم في المسائل ومن أراد التفصيل فليرجع إلى خطبة الأمس قال يعني أبو حمزة الثمالي فمضى أبو جعفر عليه السلام فدخلت على مولانا الصادق عليه السلام فقلت حديث سمعته من أبيك وجدك فقال هاتي يا أبي حمزة فأعدت عليه الحديث فقال حقا يا أبا حمزة ثم قال عليه السلام : ويرفع له ألف ألف درجة ثم قال إن الله واسع كريم فأنظروا إلى هذا الثواب العظيم الذي رتبه الله تبارك وتعالى على من يلعن الجبت والطاغوت حتى لعنة واحدة لماذا لأنك حينما تلعنهم أنت تبدي موقفا عظيما تناصر الزهراء تناصر أهل البيت صلوات الله عليهم وتعادي أعداء الله ورسوله وأنت تتحمل لأجل ذلك وتضحي فالله عز وجل يعوضك في الآخرة..

   رواية أخرى رواها الإمام الحسن العسكري صلوات الله عليه في تفسيره تفسير الإمام العسكري الذي أوصينا الأخوة أن يطالعوه ويقرأوه من الغلاف إلى الغلاف تفسير عظيم وقيم يجب على كل مؤمن أن يطلع عليه هذه الرواية فيها الإمام العسكري عن جده الأمام الصادق عليه السلام قال : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : انظروا السند من أعظم يعني سلسلة ذهبية حقيقة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال :
  (من ضعف عن نصرتنا أهل البيت فلعن في خلواته أعدائنا بلغ الله صوته جميع الأملاك من الثرى إلى العرش فكلما لعن هذا الرجل أعدائنا لعنا ساعدوه (يعني الملائكة) فلعنوا من يلعنه ثم ثنوا فقالوا اللهم صلي على عبدك هذا الذي بذل ما في وسعه ولو قدر على أكثر منه لفعل فإذا النداء من قبل الله تعالى قد أجبت دعائكم وسمعت نداءكم وصليت على روحه في الأرواح وجعلته عندي من المصطفين الأخيار)..

   إلى هذه الدرجة من يضعف لاحظوا هنا الرواية ماذا قال رسول من ضعف عن نصرتنا أهل البيت فلعن في خلواته يعني هذا أقل الإيمان أضعف الإيمان أنه تلعن هؤلاء فالله عز وجل يعطيك هذا الثواب العظيم ويصلي عليك الله تبارك وتعالى يصلي عليك رواية أخرى رواها الكشي في رجاله عن داود بن النعمان أن الصادق عليه السلام قال لكميل كميل الشاعر المعروف قال له نحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبرآءة منهما تعين لماذا يعلمون الكبار والصغار حتى لا يغتروا بهؤلاء الظلمة والسب كما قلنا سابقا بالنسبة إلى أعداء الله عز وجل وأعداء رسوله لا إشكال فيه مثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث فالسب لأعداء الله وأعداء رسوله لا إشكال فيه بل هو راجح بمقتضى روايات عديدة هذه إحداها لماذا لأنه تحصين المهم أن يكون عندك نوع  من التحصين من التعود على رفض الظالم لهذا يطلق علينا نحن الرافضة قد يأتي المخالفون فيقولون بأن هذه الروايات وأشباها نحن نرفضها ولا يمكن أن يصدر مثل ذلك عن رسول الله رسول ، الله يدعونا إلى اللعن يدعونا إلى كذا وكذا هذه ليست أخلاقنا نبوية نقول كلا نستخرج رواية من الروايات من مصادركم وصحاحكم المعتبرة التي تثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يلعن بالذات هؤلاء الثلاثة أبا بكر وعمر وعثمان كان يلعنهم وفي الصلاة وتحديدا في بصلاة الصبح ومن يعترض على ذلك عليه أن يعترض على البخاري وأشباهه لاحظوا معي هذه الرواية روى البخاري في صحيحه الجزء الخامس الصفحة خمسة وثلاثين..

 (عن سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الأخيرة من الفجر يعني الركعة الثانية من صلاة الفجر يقول ألهم اللعن فلانا وفلانا وفلانا بعدما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فأنزل الله عز وجل ليس لك من الأمر شئ ..)..
  هذه الرواية كيف نستدل بها ، نقول أيها المسلمون دققوا ووسعوا من مدارككم العقلية لماذا أخفيت أسماء هؤلاء الثلاثة الذين لعنهم رسول الله إذا كان هؤلاء من أمثال عبد الهك بن أُبي من أمثال أبي جهل أبي لهب أشباه هؤلاء من المنافقين والكفرة والمشركين ما كانوا يحتاجون لأن يخفوا أسمائهم لماذا أخفاه الرواة لماذا قالوا فلانا وفلانا وفلانا ما هي المشكلة أعرف الإنسان الحاذق المحقق الفاهم صاحب العقل يعرف أنه ما حذفوا أسماء هؤلاء وقالوا فلانا وفلان وفلانا إلا لعلة في الأمر إنه هنالك سبب يجعلهم يتحاشون ذكر هؤلاء الثلاثة ماهو السبب لأن هؤلاء الثلاثة حتما لهم مكان في قلوبهم لا أكثر ولا أقل والله هل يوجد سبب آخر منطقي معقول محال وخصوصا في أمثال هذه الموارد يعني الرواي حينما يكون عند رسول الله ويسمعه يلعن أشخاصا بلا شك هذا الأمر يكون مثيرا فلا يمكن أن ينسى الأسماء محال أن رسول الله مثلا لعن أبا سفيان نفرض يمكن أن ينسى هذا الشئ محال لأنه يعني بمثابة تصريح بيان خطير من رسول الله صلى الله عليه وآله في صلاة الصبح فإذا ما أخفوا هذه الأسماء إلا لعلة وما هي العلة أن هؤلاء الثلاثة هم أكثرهم مكانة في قلوبهم وليس أكثر من أبي بكر وعمر وعثمان مكانة في قلوبهم وهم قالوا ثلاثة اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا ، عجبا يعني ولا واحد كلهم نسيتوا أسمائهم، من جانب آخر أيضا تلاحظون في ذيل الرواية يريدون الإساءة الى رسول الله أنه ارتكب هذا الموقف فالله عز وجل كأنما عاتبه أنزل له هذه الآية التي تتمتها :
{ ليس لك من الأمر شئ او يتوب عليهم او يعذبهم فأنهم ظالمون}

 كأنما الله عز وجل يقول لماذا تلعنهم ؟ فإما يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ..
  رواية أخرى تتحدث حول هذا الموضوع من مصادرهم في مسند أحمد الجزء الثاني الصفحة مئة وأربعة يقولون أي هؤلاء اللذين لعنهم رسول الله تابوا وأصبحوا صالحين ولذلك لا يوجد عندنا مشكلة ، لاحظوا عن نافع عن عبد الله يعني عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يدعو على أربعة فأنزل الله عز وجل :
{ ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون}

  قال عبد الله بن عمر فهداهم الله للإسلام أبو بكر وعمر وعثمان وأصبحوا صالحين ، فيعني ما كان يحتاج رسول الله يلعنهم في صلاة الصبح وما أشبه..
  إذا من هاتيين الروايتين وما أشبه نعرف بأن اللعن مشروع في الإسلام مشروع في الشريعة الإسلامية بمصادركم وصحاحكم التي تشهد على ذلك من البخاري وأمثال البخاري ونحن نرى أن هؤلاء اللذين أسميتموهم فلانا وفلانا وفلانا وأخفيتم أسمائهم نحن نعرف أسمائهم بروايات صحيحة وردت لنا من طريقة أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله فنحن نلعنهم ونذمهم وسنبقى إن شاء الله إلى آخر يوم في حياتنا نتبرأ منهم أمام الله تبارك وتعالى ..
وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ..

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp