تقرير تعليقات الشيخ الحبيب على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة (25) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
تقرير تعليقات الشيخ الحبيب على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة (25) 

تعليقـًا على خبرٍ مصاغ بطريقة تبعث على الغثيان، نشرته ما تسمى «وكالة أنباء أهل البيت» – وهو الاسم الذي يحمله هذا الموقع الإخباري الإلكتروني على شبكة الإنترنت – ، وتدور تفاصيل الخبر حول تصريحات المدعو ناصر مكارم شيرازي، ردّ سماحة الشيخ الحبيب في جلسته الخامسة والعشرين ما توجّه إليه من اتهامات وأباطيل وخزعبلات استنفذ ردها وقت الجلسة بالكامل.

حيث أخذ سماحته يتلو نص الخبر بكل هدوء، واطمئنان، وثقة بالنفس، ليفنـّد ما جاء فيه من أمور تثير الريبة والشبهة والفتنة لدى عوام الناس الغافلين.

وفات الشيخ الحبيب الرد على جزئية واحدة تضمنها الخبر ألا وهي تمجيد هذا المتلبس بالولاء لأهل البيت عليهم السلام بالفتوى الحمقاء لصاحبه الذي أهدر دم الكاتب الهندي سلمان رشدي، حيث تغافل كصاحبه أن مرجع ما استند إليه هذا الكاتب في روايته ”آيات شيطانية“ هو روايات عائشة نفسها، والتي كانت من بينها ”قصة الغرانيق“ التي فتحت من خلالها باب الطعن في نبوة خاتم الأنبياء، الباب الذي سيبقى مفتوحا طالما ظل احترام عائشة موجودا سواءً طارت رقبة سلمان رشدي أو لم تطر!

أما رد الشيخ الحبيب فقد تلخص في ست ملاحظات ساقها كالتالي:
•  الملاحظة الأولى: إن لغة ناصر مكارم شيرازي النابية التي كشـّر فيها عن أنيابه بلسانه الحاد وكلامه الشديد الذي امتلأ بالشتائم وألفاظ التحقير والتسفيه لم تصدر منه قط تجاه أي شخصٍ آخر حتى وإن كان ناصبيًا أو يهوديًا أو صهيونيًا.
فقد استخدم ناصر مكارم الشيرازي ثمان شتائم تحقيرية كانت كالتالي:
1- سفيه!
2- أحمق!
3- جاهل!
4-  كاذب!
5- منحرف!
6- مجنون!
7- عميل!
8- متلبس بزي رجال الدين!

وأعقب سماحته: فيا ليته أبدى شجاعته هذه – المنقطعة النظير– تجاه الذين فجّروا حرم الإمامين العسكريين «صلوات الله عليهما» في سامراء المقدسة، فبالرجوع إلى بيانه في ذلك الوقت لم تكن فيه هذه الألفاظ مجتمعةً، فناصر مكارم شيرازي وأمثاله علينا كالأسود الضارية وعلى غيرنا كالخرفان.
وأرجع الشيخ الحبيب استخدام هذا الرجل لهذه اللغة النابية إلى أنه أخذ المسألة شخصية لكون الشيخ «حفظه الله» قد سُأل قبل سنوات عن تقليده ونشر الجواب على موقعه الرسمي، حيث أجاب سماحته بأنه لا يرى تقليد ناصر مكارم مبرئـًا للذمة، وسُئِل بعد ذلك سؤالاً آخر عن السبب فأجاب: ليس هناك موقفٌ شخصيٌ سلبي وإنما غاية ما هناك هو أننا عندما سُئِلنا عن تقليد ناصر مكارم قلنا أنه غير مبرئ للذمة لأننا نتحفظ على بعض مواقفه في السكوت عن المظالم الواقعة وميلانه إلى النظام الجائر ثم أنه ليس بالأعلم حتى يجوز تقليده. إنتهى.
وأضاف سماحته: الظاهر أن جوابنا قد وصل إلى ناصر مكارم أو رصده، ووصلت إليه ردودنا العلمية عليه في دروس القواعد الفقهية حيث كنا في بعض الأحيان نأتي على آرائه ونردها بالسياق العلمي بكل احترام كما نرد على غيره إذ ليس هناك حصانة لأحدٍ من أن يرد رأيه إلا المعصومين الأربعة عشر «صلوات الله عليهم» ومن دونهم نرد آرائهم مع حفظ جو الاحترام واقتصار المسألة في الرد العلمي لننتصر إلى رأيٍ معيّن كما في كل الحلقات العلمية، فأخذ الأمر بشكلٍ شخصي وأضمره في صدره وكان يتحيّن فرصةً سانحةً كي ينتقم فجائت حملة الهياج هذه عند الطائفة البكرية ضدنا فانتصر لذاته تجاهنا، فلذلك استخدم هذه الشتائم التي تنبئ عن أن في قلب هذا الرجل حقدٌ شخصي، فهنيئـًا له.

• الملاحظة الثانية: كان ناصر مكارم الشيرازي من جملة المصفقين للنظام الجائر حين اعتدى على حرمة المرجع الشهيد المظلوم السيد محمد كاظم الشريعتمداري «قدس سره» لما أتــُهمَ بتلك التهم وسجنوه وعذبوه وثم قيّدوه بالإقامة الجبرية، وعند رحيله منعوا وصيه السيد رضا الصدر (الشقيق الأكبر للسيد موسى الصدر) من أن يصلي على جثمانه رغم التوصية إليه بذلك، ثم أخذوا جنازة هذا المرجع ودفنوها عند المراحيض، نعم كان ناصر مكارم الشيرازي من جملة من صفق لذلك ووقع على بيانات الإدانة لهذا المرجع المظلوم.
فكيف لا نتوقع رجل مثل هذا لا يصدر منه مثل هذا البيان ضدنا؟
كما أنه ترحم وأصدر بيانـًا تأبينيـًا على البتري الهالك المبتدع محمد حسين فضل الله، خارقـًا بذلك إجماع الحوزة القمية على تضليله وإخراجه عن التشيّع، فأثنى عليه بذلك الثناء أملاً في كسب مقلديه وأخماسهم بعد هلاكه والذين بدورهم أداروا له ظهورهم لإصدار مكتب محمد حسين فضل الله بيانا بجواز البقاء المطلق على تقليد محمد حسين فضل الله حتى ولو إبتداءًا، فلم يأخذ من وراء تأبينه لهذا البتري المبتدع "عدو الزهراء صلوات الله عليها" لا دنيا ولا آخرة.
فمن يؤبن مبتدعًا بتريًا عابثـًا بالعقيدة الحق ومنقصًا لمقامات أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ومثنيـًا على أعدائهم ومبرّئـًا لهم من جرائمهم، كيف لا تتوقع منه في غمرة هذا الهياج أن يتفوه بما تفوّه بهِ ضدنا؟

•  الملاحظة الثالثة: زعمَ ناصر مكارم الشيرازي في بيانه أننا تكلمنا بكلماتٍ بذيئة !فأين هي الكلمات البذيئة؟
وناشد سماحته أهل الإنصاف بالتسائل: هل أستخدمنا في كلمتنا في الاحتفال كلمةً بذيئةً واحدة؟ أقولنا أن عائشة في النار هي كلمة بذيئة؟! أقولنا أن عائشة معلقة من رجليها في النار هي كلمة بذيئة؟ !هل أن وصفنا لعائشة بأنها سمت رسول الله وقتلته لغة بذيئة؟! هل قولنا أن عائشة ماجنة لأنها أفتت بجواز رضاع الكبير وكانت تتصيد شباب قريش وتتسكع في الطرقات، لغة بذيئة؟
مجيبًا: إننا نصف الحال وننقل الحقائق ولم نستخدم لغة بذيئة ولم نستخدم كلمة بذيئة، فلماذا هذا البهتان؟ أهكذا يكون المرجع وهكذا تكون المرجعية بالحكم على الناس من دون تثبت؟

•  الملاحظة الرابعة: قال ناصر مكارم بأننا إتهمنا إحدى زوجات النبي تهمةً عجيبةً باطلة !
فتسائل سماحته: أي تهمة عجيبة باطلة اتهمنا بها عائشة ؟
أقولنا أنها أجرمت في حق رسول الله وآذته واتهمته بأنه مسحور هي تهمة عجيبة باطلة؟
أقولنا أنها كانت فحّاشة اللسان هي تهمة عجيبة باطلة؟
وهو ما أقر به أهل الخلاف حيث رووا أن رسول الله قال: يا عائشة لا تكوني فاحشة.
أقولنا أنها كانت تغتاب أم سلمة هي تهمة عجيبة باطلة؟
أقولنا أن عائشة سمّت النبي صلى الله عليه وآله هي تهمة عجيبة باطلة؟
أقولنا أنها في النار هي تهمة عجيبة باطلة؟
سؤالنا لناصر مكارم الشيرازي: هل أنت متأكد بأنك شيعي؟
هل أن الشيعي يصف من يقول بأن عائشة في النار بأنه يتهمها بتهمة عجيبة باطلة؟
فما هي التهمة العجيبة الباطلة التي نحن اتهمنا بها عائشة في الاحتفال؟
علمًا أنه لا يختلف إثنان من المنتسبين للتشيّع في التهم التي اتهمنا بها عائشة في الاحتفال من كونها في النار، وكونها آذت رسول الله ولوّثت سمعته وكذبت عليه واتهمته بأنه مسحور.
لعله يقول قولنا أنها زنت، والجواب إننا لم نذكر أنها زنت في الاحتفال، بل ذكرنا ذلك في إجاباتٍ لنا على أسئلة في بحثٍ علميٍ إستدلاليٍ برهانيٍ لم يطبع حتى الآن مع الأسف، وحتى هذه ليست تهمة عجيبة وباطلة، علمًا بأن تعليق ناصر مكارم كان على الإحتفال فقال: اتهم "في الاحتفال" تهمة عجيبة باطلة! وهذا لم يكن في الإحتفال فعليه أن يتثبت أو يتراجع.
وعلى فرض أنها تهمة عجيبة باطلة فهل هي تستحق أن تصفنا من قبله بأننا جهلة وحمقى وسفهاء ومنحرفون ومجانين وعملاء، فهلا وجّه ذلك أيضا لبعض علمائنا الأقدمين الذين اتهموا عائشة بهذا الاتهام بعينه؟
وتوعد سماحة الشيخ بغرز الشوك في عيون الجهلة من المهرجين أصحاب القول (أنه لم يثبت أن تفسير علي بن إبراهيم القمي بتمامه منه وأنه وأنه .. إلخ) بالرد على كل هذه الأقاويل السخيفة في كتاب سماحته الجاهز للطبع والذي يتجاوز 1000 صفحة والذي برهن فيه سماحته أن قول علي بن إبراهيم «رضوان الله عليه» ثابتٌ وقامت عليه القرينة حتى من خارج تفسيره.
وأضاف الشيخ: هل أن من صفات المرجع أن يستخدم كلمات مثل: عميل، مجنون، أحمق، جاهل، كاذب؟
أم أن من صفات المراجع التعامل مع الجميع بروح الأبوة وإن شذ شاذ فأنهم يتوجهون إليه كما يتوجه الأب لينصحونه ويتحاورون معه وعلى الأقل يقفون على حجته أمام الله عز وجل في نشاطه وآراءه ويراسلونه أو يرسلون أحدًا إليه أو يتصلون به هاتفيًا أو يتثبتون؟

 • الملاحظة الخامسة: عتب ناصر مكارم على الوهابية بقوله أنه ألـّف ما يقارب مائة وأربعين كتابًا في العقائد والتفسير وسائر العلوم ولم تشتمل على أي نسبةٍ مشينةٍ لزوجات النبي إلا أنهم لم يعتمدوا عليها وذهبوا ورائنا نحن العملاء !
نجيب التساؤل القائل: لماذا يذهب الوهابية وراء كلامنا ولا يذهبون وراء كلام ناصر مكارم الشيرازي؟، لأن كلامنا في إجماله عادةً يكون دقيقـًا نحقق فيه ولا نطلقه على عواهنه ويكون قوامه الدليل والبرهان، فحين يفتش الوهابية ويبحثون يجدون بالفعل كلامنا هو الموافق لما روي عن أئمتنا عليهم السلام، وبما جاء في مصادرنا وكتبنا، ولذلك يطمئنون إليه أكثر بأننا نحن الذين نعبّر عن العقيدة الشيعية، أما ناصر مكارم الشيرازي فيبحثون في كتبه ومؤلفاته التي يطير بها فرحًا فيجدون فيها التهافت، وعدم الدقة، والضعف.
وأشار سماحة الشيخ الحبيب إلى نموذج من التهافت والضعف وعدم التثبت والتدقيق في مؤلفات المذكور حيث جاء في تفسيره «تفسير الأمثل/ج18/ص294» في تفسير قوله تعالى: {ضرب الله مثلاً للذين كفروا إمرأة نوحٍ وإمرأة لوطٍ كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما} فيأتي ناصر مكارم هنا ويريد أن يصرف كلمة "فخانتاهما" عن معنى الخيانة في الفراش فيقول: والخيانة هنا لا تعني الانحراف عن جادة العفة والنجابة لأنهما زوجتا نبيين، ولا يمكن أن تخون زوجة نبيٍ بهذا المعنى للخيانة فقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ما بغت إمرأة نبيٍ قط!
ولفت سماحته عناية السامعين إلى النظر في هذا الضعف والتهافت، فهكذا أطلق ناصر مكارم الكلام على عواهنه بينما هذه الرواية بالأصل ليست عن النبي ولكن شذ ناصر مكارم الشيرازي بنسبة مقولة ابن عباس التي لم ينسبها نفس ابن عباس للنبي صلى الله عليه وآله.
وقول ابن عباس من كل الجهات هو قول ساقط الاعتبار لأنه لا قول معصوم، ولا قول من زكّاه المعصوم بل هو ممن ذمه المعصومين بروايات معتبرة، ولا هو قول مسند عندنا ولا القول من مصادرنا ورواتنا بل من طرقهم هم.
بالإضافة إلى كون ابن عباس أحد تلاميذ كعب الأحبار اليهودي.
وإلى جانب هذا التهافت نفى ناصر مكارم إمكانية خيانة زوجات الأنبياء، وذلك دون وجود أي دليل قطعي سواءًا عقلي أو نقلي حتى ينفي الإمكان مطلقا بهذا الضرس القاطع، فضلا عن ورود روايات معتبرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام أن زوجة نوح خانته في الفراش في حياته وكان ابن نوح الذي تخلف عن السفينة هو ابن رجل زاني وليس ابنـًا للنبي نوح عليه السلام.

•  الملاحظة السادسة: قوله عنـّا عملاء نلجأ إلى الله تعالى ونتحدى كل لسانٍ قذر لا يخاف صاحبه من الله ويتهمنا بهذه التهمة أن يباهلنا على ذلك فإن كنـّا عملاء لجهة ما كما يقولون كدائرة إستخباراتية أو لأعداء الإسلام أو مدفوعين من أحد لإيقاع الفتنة بين المسلمين نسأل الله أن يحلل علينا غضبه الساعة وإلا فعليهم.

وختم الشيخ الحبيب كلمته بقول: ”حسبنا الله ونعم الوكيل“، مثلما بدئها بقوله: ”لا حول ولا قوة إلا بالله“.

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp