اكذوبة عدالة الصحابة (18) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
اكذوبة عدالة الصحابة (18) 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

  القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما أسروا و ما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وما لم يبلغني الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين .. آمين .

 نحن مستمرون في تفنيد معتقد المخالفين في عدالة جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إذ نذكر نماذج من تاريخ هؤلاء وسيرهم تثبت بطلان هذا القول حيث نرى أن فيهم من ارتكب ما قدح بالعدالة وما لا يمكن الحكم معه بعدالته .

 تشنيع المخالفين على شيعة أهل البيت  
هاهنا فصل جديد ضمن هذه السلسلة بعنوان أكذوبة عدالة الصحابة هذا الفصل يتعلق بإتهامٍ كثيراً ما شنع به علينا المخالفون المجانبون لأهل بيت النبوة صلوات الله عليهم  يقولون إنكم أنتم الشيعة قائلون بأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله قد ارتدوا من بعده وهذا أمرٌ نعتبره طعناً في رسول الله صلى الله عليه وآله ولما يقال لهم كيف أعتبرتموه هكذا؟ يقولون لأن معناه أن النبي صلى الله عليه وآله قد فشل في تربيتهم إذا قلنا بأن أصحابه قد ارتدوا من بعده فأن هذا النبي يكون فاشلاً لم  يعرف كيف يربيهم وبعض المغالين من أهل الخلاف يقولون بأكثر من هذا يقولون الطعن في هؤلاء طعن في الله تبارك وتعالى ولما يقال لهم كيف حكمتم بهذه الملازمة؟ يقولون لأن الله في كتابه قد عدلهم حكم بعدالتهم وأثنى عليهم فالطعن بهم والحكم بارتدادهم يكون طعناً بالله يكون تكذيباً لكتاب الله وهذا على حد الكفر بلا خلاف .
  لابد هاهنا من أن نحدد مورد النزاع كما يقال في البحوث العلمية فنقول أن مورد النزاع كما بيّنا هو أنّا نحن أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم نقول بأنه من الممكن أن يرتد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وأن فيهم فعلاً من ارتد بل نقول بأن أكثرهم قد ارتد ولا تأخذنا في الله لومة لائم حينما ننطق بهذه الحقيقة لأنّا نقول أن القرآن والسنة والتاريخ أثبت ذلك .
  ارتداد بعض الصحابة على أدبارهم
  نعم بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله بقوا أوفياء مؤمنين على عهدهم أما الأكثرية فقد ارتدوا وهذا لا حرج في القول به لأن الله تبارك وتعالى أثبت لنا في كتابه المجيد أن أقوام وأصحاب أنبيائه قد ارتدوا من بعدهم وحذر هذه الأمة حذر أصحاب نبيه الخاتم من أن يرتدوا من بعده وهذا النبي الخاتم نفسه كما في صحاحكم كما في كتبكم أيها المخالفون وكما مر معنا في هذه البحوث كان قد حذر أصحابه من أن يرتدوا من بعده وغير بعيد عنكم حديث الحوض وكيف يذاد أصحابه عن الحوض وكيف يساقون إلى جهنم كما يقول النبي صلى الله عليه وآله ولما يسأل في يوم القيامة ما هو السبب (يقال له إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ويقول النبي لم يخلص منهم إلا -القلة القليلة- مثل همل النعم) كناية عن القلة نقول هذه النصوص تثبت لنا هذا الأمر بشكل واضح فلا غضاضة بالقول أو في القول بأنهم قد ارتدوا ثم إنّا لا نقول بأنهم جميعاً قد ارتدوا هذه من جملة المغالطات التي يشيعها مناؤونا من أهل الخلاف الدجالين يحاولون إيهام عوامهم بأن الشيعة قائلون بأن جميع أصحاب رسول الله قد ارتدوا من بعده ولما يسمعون خطيباً شيعاً أو عالما شيعاً أو ناطقاً شيعاً يطعن في عمر بن الخطاب مثلاً فوراً يلصقون به هذه التهمة ويرمونه بهذه الفرية فيقولون أنه سب أصحاب النبي أهان أصحاب النبي على أي أساس قلتم بهذا على فرض أنه سب إنما سب رجلاً واحداً منهم فلم عممتم الأمر لم هذه المغالطة لم تعتبرون أقل نقدٍ لواحد من هؤلاء الذين تسمونهم صحابة طعناً فيهم كلهم نحن لم نطعن فيهم جميعاً ، يعني ما هذه المصادرة إما أن نؤمن بنظريتكم ومعتقدكم السخيف في عدالة من تسمونهم الصحابة أجمعين وإما أن تُحملونا أننا قائلون بكفرهم وارتدادهم أجمعين نحن لا نقول لا بهذا ولا بهذا نحن على الخط الوسط نحن نقول فيهم من بقى على الإيمان وهو عادل ويحترم وله منزلته في الإسلام وفيهم من ارتد وإن كان الأكثرية قد ارتدوا .
  ارتداد أصحاب الأنبياء من بعدهم
  تعالوا فلنبحث في شخص شخص منهم فرد فرد منهم حتى نرى من منهم بقى على الإيمان من منهم كان منافقاً وانتقل إلى الكفر نحن نقول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله العادل وغير العادل فيهم المؤمن وفيهم المنافق فيهم الصالح وفيهم الطالح فيهم الذي بقى على الإيمان والوفاء بالعهد فيهم من ارتد من بعد النبي صلى الله عليه وآله ما المحذور في هذا ؟ ثم ما هذه السفسطة من القول حينما تزعمون بأن الطعن فيهم هو طعن في رسول الله لأنه فشل في تربيتهم أي سفسطةٍ هذه أي شئٍ على النبي إذا ما أدى رسالته على أتم وجه وحرص على تهذيبهم واستصلاحهم وتطهيرهم وتربيتهم لكنهم ارتدوا من بعده هل يعني ذلك أنه قد فشل في هذا هل أنه يعتبر فاشل والعياذ بالله في ذلك مالكم كيف تحكمون!! إذا كان الأمر هكذا فمعنى ذلك أن الله تبارك وتعالى في قرآنه المجيد قد طعن في جميع الأنبياء لأن الله تعالى أثبت في كتابه أن أصحاب وأقوام الأنبياء قد ارتدوا من بعده ، نوح لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى الله، ما آمنوا أيقال أن نوحاً عليه الصلاة والسلام وهو من أولي العزم فاشل والعياذ بالله أيقول بهذا عاقل أيقول هذا متشرع أن ليس على الرسول إلا البلاغ المبين الرسول يبلغ ينشر رسالته يحاول استصلاح المجتمع يحاول تطهير الأفراد يحاول تزكيتهم لكنه لا يملك سيطرة عليهم على نحو الإجبار والقهر فإذا ما ارتدوا من بعده فلا تثريب عليه ولا يقال عنه أنه فاشل والعياذ بالله ، عيسى المسيح على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام دعا إلى عبادة الإله الواحد الأحد الفرد الصمد أصحابه من بعده ارتدوا وادعوا ألوهيته أيقال أنه فاشل والعياذ بالله في تربيتهم ، موسى غاب عن قومه أربعين يوماً عاد وجد أصحابه صحابته على حد تعبيركم وجدهم قد عبدوا العجل وأتبعوا السامري أيقال عن موسى أنه فاشل في التربية؟! هذه سنة الله الماضية في جميع الأقوام والأمم وفي جميع الأنبياء وأصحابهم ونفس القرآن قد حذر وبيّن في الواقع بيّن أن أصحاب هذا النبي الخاتم سيرتدون من بعده .

  القرآن لا يثني على كل الصحابة
  أما القول بأن الطعن فيهم كما تزعمون طعن في الله فهذا أفحش في القول فقد ثبت لدينا من خلال المحاضرات السابقة ومر عليكم جميعاً كيف أنه لا يوجد حتى دليل واحد سواءاً من القرآن أو السُنة يثبت عدالة جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أو يثني على جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، أبدا فقطً فئة خاصة منهم الآيات التي تثني إنما تثني على فئة خاصة فيها شرائط لها صفات خاصة وحتى لا توجد عندنا آية واحد أو رواية واحدة صريحة في الحكم بعدالتهم أجمعين بل حتى بعدالة بعضهم ، هل توجد آية من الله يقول بعض أصحاب رسول الله عدول حتى هذه الآية الصريحة ليست موجودة وإنما هي تأويلاتكم فإذاً على أي أساس تكفرون القائل بأن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وإن كثروا قد ارتدوا من بعده وكفروا
   ماذا تقولون في حروب الردة ما يسمى بحروب الردة يجيبنا المخالفون الجهلة بالقول أن هؤلاء ليسوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله المقربين ليسوا من الذين اختصوا بصحبته هؤلاء من الأعراب {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} نحن كلامنا بالنسبة إلى الأصحاب المقربين الذين اختصوا بصحبة رسول الله صلى الله عليه وآله هؤلاء يمتنع عليهم الإرتداد من بعده ونقول جواباً لهؤلاء أن كلامكم ينقض بعضه بعضاً ففي الحين الذي تقولون فيه كما هو المبنى المشهور عندكم وقول البخاري وقول المحدثين الذي مر معنا وقول النووي الذي نقله عن المحدثين كافةً أن الصحابي هو كل من رأى النبي صلى الله عليه ولو للحظة مر معنا هذا التصريح ونقلناه بالجزء والصفحة من المصدر فعلى هذا يكون الأعراب صحابة على مبناكم لأنهم رأوا النبي ولو للحظة في حجة الوداع هؤلاء رأوا النبي صلى الله عليه وآله فما داموا قد ارتدوا فمعنى ذلك أنه إما ان تتخلوا عن القول بأنهم جميعاً من الأصحاب والصحابة على حد تعبيركم وإما أن تجوزوا الإرتداد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أي أن تقولوا هذا أمر ممكن ثم كيف لو جئنا لكم بشواهد من مصادركم تثبت أنه حتى من تسمونهم الصحابة المقربين الذين اختصوا بصحبة رسول الله وعاشروه وكانوا معه في المدينة المنورة من المهاجرين من الأنصار قد ارتدوا من بعده ولا خلاف في ذلك ماذا تقولون حينها أتبقون على الإلتزام بقول أنه لا يمكن أن يرتد أحد من أصحاب رسول الله أم تنزلون على قولنا؟
  تقييم الأشخاص على مقياس علمي
  هذا هو مورد النزاع نحن نبحث بالقضية بتجرد علمي ونقيّم الأشخاص حسب الموازين الشرعية التي تعلمناها من الله تعالى في كتابه من سنة نبيه صلى الله عليه وآله من أحاديثه الشريفة نقيم الأشخاص على هذا المعيار ولا يأخذنا هوى أو عصبية في هذا الأمر ولا نخشى في الله لومة لائم هذا المبحث في هذه الحلقة إنما نخصصه لبيان هذا الأمر لكي يعلم المخالفون أنه لا شناعة في القول بأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله قد ارتدوا من بعده نعم ارتدوا إلا القلة القليلة منهم بقوا على الإيمان هذا موافق لكتاب الله موافق لسنة نبيه صلى الله عليه وآله لأحاديثه الشريفة موافق للعقل موافق للآثار والمصادر التأريخية المعتبرة.
  إمكان ارتداد الصحابة بعد النبي
  يكون مدخلنا في هذا البحث من خلال هذا التساؤل الذي الإجابة عليه ستفتح آفاق كثيرة وسيكتشف المخالفون هذه الحقيقة وأملنا أن يهتدوا بعدما تتبين لهم هذه الحقيقة ، هذا التساؤل يقال فيه هل من الممكن عقلاً وشرعاً أن يرتد بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أم لا؟ أي الإرتداد على أصحاب رسول الله هل هو أمر ممكن أم ممتنع مستحيل؟ نقول أما عقلاً فلا خلاف في أنه أمر ممكن لأن الله تبارك وتعالى لا يجبر أحداً على طاعته ولا يجعله مؤمناً على نحو الجبر والقهر وإلا بطلت عدالة الله تبارك وتعالى لأنه يكون هذا جبراً والجبر ينافي العدالة كما بيناه بتفصيل ، أما شرعاً فنقول نعم الكتاب والسنة أثبتا إمكان إرتداد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أولئك الذين يعتبرون في عرف أهل العامة المخالفين المقربين منهم المختصين برسول الله وبصحبته حتى هؤلاء، دققوا في هذه الآيات والأحاديث التي تنقل من مصادر أهل الخلاف المعتبرة ثم أحكموا أنتم بأنفسكم أنت وضميرك أنت ووجدانك أنت وعقلك .
  أدلة القرآن على الارتداد
  أما من القرآن فقد قال الله تبارك وتعالى في هذه الآية المحكمة {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} هذا واضح {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ} دققوا مسألة مهمة الخطاب لمن؟ للمحيطين برسول الله صلى الله عليه وآله الذين يقاتلون ، من هم؟ أصحابه المهاجرون والأنصار هؤلاء يحذرهم الله تبارك وتعالى يقول المشركين لن يزالوا أن يقاتلوكم {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} يقاتلونكم حتى يجعلون بعضكم يرتد عن دينه ثم يأتي التحرير الإلهي {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} هذا كتاب الله تبارك وتعالى يهتف بنا بإمكان ارتداد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا لما جاز أن يحذرهم بهذا التحذير ويقول بأنهم سيقاتلونكم حتى يجعلونكم ترتدون ومن ثم من يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون أي أن الله تبارك وتعالى جوز الإرتداد حكم بأمكانه لا بامتناعه وإستحالته قال نعم ممكن أن ترتدوا وأحذروا أن ترتدوا من يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك أصحاب النار فأولئك الذين حبطت أعمالهم ، إذاً منهم بالفعل من أصحاب رسول الله من يمكن أن يرتد أي بعبارة أخرى لا نجد آية واحد ونتحدى أكبر علماء المخالفين أن يأتينا بآية واحدة من كتاب الله تقول مفادها يكون أنه لا يمكن أن يرتد أصحاب رسول الله هذا أمر مستحيل هذا أمر ممتنع بنص القرآن لا توجد هكذا آية لا يوجد هكذا حديث وإنما الموجود العكس وهذه آية شافيةٌ لكم لو كنتم تتدبرون .
 آية أخرى وهي الآية التي أشبعناها بحثاً في محاضرات سابقة فنمر عليها مروراً سريعا {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} الإنقلاب على الأعقاب أي تعودون إلى العهد السابق عهد الجاهلية أي تصبحون مرتدين، تكفرون بالإسلام ترتدون باطناً لكن ظاهراً على اسم الإسلام وهو النفاق يوم القيامة تحشرون مع الكفار والمشركين يا أصحاب رسول الله .
  قلنا ليست للصحبة بذاتها أية مزية إذا أقترنت بالإيمان والوفاء بالعهد فأنعم بها وأكرم أما هي بذاتها لا المنافقين كانوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أنميزهم أم نشرفهم بذات هذه الصحبة؟ فنحترم المنافق نحترم عبد الله بن أوبي بن سلول مثلاً؟
{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } .
  آية ثالثة بل آيات قوله عز من قائل : {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } .
  دققوا في مفاد هذه الآيات الكريمات الله تعالى يقول كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم يعني أولاً آمن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وصار من أصحابه ثم كفر {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} كانوا قد شهدوا أن رسول حق وجاءتهم البينات من الله {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} أولئك هؤلاء الذين كفروا بعد إيمانهم {جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} والآن ستعلمون إن شاء الله في أسباب نزول هذه الآيات أن واحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كفر بعد إيمانه وهذا يدل على إمكان وقوع الإرتداد {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا} إذا تاب قد يتوب الله تعالى عليه وقد لا يتوب {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} لكن فلتثبت توبته ، هذه الآية تثبت إمكان وقوع أصحاب رسول الله في الارتداد في الكفر بعد الإيمان وأن الله ينزل عليهم لعنته والملائكة والناس أجمعين ويخلدهم في نار جهنم نعم التوبة على محلها أما الإمكان في محله أيضاً إمكان وقوع هؤلاء في الإرتداد ومبحثنا إنما ينعقد لأجل هذا.

  أدلة السُنة في إمكان ارتداد الصحابة
  في من نزلت هذه الآيات أتعلمون أنها نزلت في أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ارجعوا إلى تفسير هذه الآيات في تفسير أبن كثير حينما يبين سبب نزولها ماذا يقول يروي هذه الرواية عن ابن عباس وهذه الرواية للعلم شهيرة جداً أخرجها النسائي أخرجها الحاكم أخرجها ابن حبان أخرجها مجموعة من أعلام المخالفين (عن أبن عباس قال : كان رجلٌ من الأنصار -دقق هنا- كان رجلٌ من الأنصار) نحن نعلم خاصة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله صنفان جناحان مهاجرون وأنصار هذا من الأنصار كتيبة الإسلام الممدوحون واحد من هؤلاء الأنصار ارتد تعلمون أم لا؟ ونزلت فيه هذه الآيات (كان رجلٌ من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالشرك) لحق بالشرك، إذاً ممكن أن يقع الصحابي على تعبيركم في الارتداد ممكن أن يكفر فليس أمر مستحيل لم ترفعونهم فوق منزلتهم هم بشر عاديين مثل باقي البشر فيهم الذي يبقى على الإيمان فيهم من يرتد ويكفر فما المشكلة؟  ومنهم من ارتد وكفر ثم عاد إلى الإيمان وندم لا يوجد مشكلة ينتقل بين الإيمان والكفر أي ليس لديه عنده إيمان ثابت متذبذب عنده حالة تذبذب حاله حال كثير من الناس (كان رجلٌ من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالشرك ثم ندم فأرسل إلى قومه أن سلوا رسول الله هل لي من توبة) ندم آخر شي هل هنالك توبة أم لا فنزلت كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم إلى قوله فإن الله غفور رحيم فأرسل إليه قومه فأسلم أي مرة أخرى أسلم وهكذا رواه النسائي يقول ابن كثير رواه النسائي والحاكم وابن حبان من طريق داوود وابن أبي هند وقال الحاكم صحيح الإسناد يخرجاه ، ومن هو هذا الرجل من الأنصار الذي لم يذكروا أسمه في رواية أبن عباس هذه في رواية أخرى يرويها عبد الرزاق في نفس ابن كثير يرويها عنه يقول حدثنا حميد الأعرج عن مجاهد قال (جاء الحارث بن سويد فأسلم) هذه أسمه الحارث بن سويد الأوسي الأنصاري من الأوس هذا الذي ارتد وبعد ذلك ندم وأسلم من جديد ( جاء الحارث بن سويد فأسلم مع النبي صلى الله عليه وآله ثم كفر الحارث فرجع إلى قومه فأنزل الله فيه كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم إلى قوله غفور رحيم ..) إلى آخر الرواية، هذه الرواية ماذا تثبت لنا أنه من الممكن أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يرتدون .
  رجل آخر أيضاً من أصحاب رسول الله وقد أرتد من هو؟ روى أبو داود في سننه في الجزء الثاني الصفحة ثلاثمئة وتسعة وعشرين والنسائي في سننه في الجزء الثاني الصفحة ثلاثمئة وثلاثة وغيرهما (عن ابن عباس قال: كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح) هذا واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من الأمويين قريب ابن عم عثمان بن عفان (كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأزله الشيطان) مع أنه كان كاتباً للنبي أي يكتب الوحي على حد زعمهم في هذه الرواية انظروا كيف جعله النبي في أي مهمة في أي منصب !! هذا ارتد ولحق بالمشركين ورسول الله أهدر دمه (كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأزله الشيطان) أي الشيطان عنده تسلط على بعض صحابتكم لا تقول هؤلاء معصومين محفظوين عدول لا يرتكبون هذه المعاصي أكبر المعاصي وهو الكفر ارتكبوه ارتداد عن دين الله (فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقتل يوم الفتح) لأنه هذا خرج من المدينة عاد إلى مكة ولحق بالكفار قال إني على ديني الأول أعبد اللات والعزا ومناة الثالثة الأخرى وهبل لا رسول الله لا إله واحد لا إله إلا الله ومحمد رسول الله هذ ليس عندي فلحق بالكفار فرسول الله أمر به أن يقتل (فأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقتل يوم الفتح فاستجار له عثمان بن عفان فأجاره رسول الله) أي عثمان بن عفان لعنه الله تشّفع عند النبي في هذا الرجل حتى النبي يعفو عنه يوم فتح مكة .
  والسؤال هو كيف قبل النبي بذلك هل كان راضياً عن طيب خاطر أي هل أجاره عن طيب خاطر أم أنه كان مكرها وإنما كان يريد أن يقتل هذا اللعين عبد الله بن سعد بن أبي سرح .
  روايات أخرى عند المخالفين ترسم لنا صورة أكثر تفصيلاً روى أبو داود في سننه في الجزء الأول الصفحة ستمئة وسبعة والنسائي في سننه في الجزء السابع الصفحة مئة وستة والحاكم في المستدرك في الجزء الثالث الصفحة سبعة وأربعين ومصادر شتى      (ما كان يوم فتح مكة -يوم فتح مكة- أمّن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس إلا أربعة نفر وأمرأتين وسماهم) قال هؤلاء الجميع آمنيين من أهل مكة من الكفار المشركين إلا أربعة أشخاص هؤلاء لا أمان لهم لأنهم كانوا من أشد المعادين للنبي صلى الله عليه وآله والمتآمرين عليه ذكر الحديث إلى أن يقول وأما ابن أبي سرح هذا اللعين كان من هؤلاء الأربعة (وأما ابن أبي سرح فإنه أختبأ عند عثمان بن عفان) انظر هذه أول مصيبة من مصائب عثمان لعنه الله هذا بحد ذاته يخرج عثمان عن الإسلام ويدخله في ربقة الكفر والنفاق الرجل الذي أهدر رسول الله دمه أي واجب على كل مسلم أن حينما يراه أن يقتله كيف يختبأ عندك وترضى كيف تخبأه على أي أساس حمّية قبلية لأنه من بني أمية من قومك إذاً أنت تغلب الحمية القبلية على دينك رسول الله أمرك بأمر هذا واجب النفاذ هذا تكليفك الشرعي يا عثمان بن عفان لِمَ لَمْ تقتله؟! تخبأه هذا بحد ذاته يظهر حقيقة عثمان لعنه الله لاحظوا ماذا حصل (وأما ابن أبي سرح فأنه أختبأ عند عثمان بن عفان فلما دعى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس إلى البيعة) دعى أهل مكة إلى أن يبايعوه بعد فتح مكة جاء به جاء عثمان بعبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى النبي صلى الله عليه وآله وماذا فعل ؟ (جاء به حتى أوقفه على رسول الله فقال يا نبي الله بايع عبد الله) أي أجعل عبد الله يبايعك تجاوز عنه النبي صلى الله عليه وآله كان غاضباً من هذا الأمر (فرفع رأسه النبي فنظر إليه ثلاثاً كل ذلك يأبى أن يبايعه) ثلاث هذا مرات هذا الرجل يريد يبايعه النبي صلى الله عليه وآله يقبض يده لا يدعه يبايع وينظر إليه ثلاث مرات ويتأنى لماذا لأنه كان النبي يتمنى أنه واحد من أصحابه الرجال يقول أما فيكم رجل رشيد واحد رجل رشيد ما كان موجود واحد رجل رشيد يقوم ويقتله قبل أن أضطّر من باب الإحراج إلى أن أقبل مبايعته هذا اللعين الذي ستعلمون فيما بعد أنه ماذا ارتكب لأنه مرة أخرى دخل في الإسلام وأفسد (فبايعه بعد ثلاثٍ) أي بعد ثلاث مرات النبي صلى الله عليه وآله وجد الأمر حرجياً فقبل بمبايعته ثم أقبل على أصحابه بعدما حصل ذلك النبي صلى الله عليه وآله أقبل توجه إلى أصحابه وخطب فيهم (فقال أما كان فيكم رجلٌ رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله) ألا تخجلون على أنفسكم وجدتموني أنا في هذا الموقف وأنا أهدرت دمه وهذا سيكون له مخاطر عليكم في المستقبل، سيتولى مصر بسبب عثمان بن عفان لعنه الله وسينكل بالمصريين وسيذبح المصريين وسيجور عليهم ويكون ذلك أحد أسباب النقمة على عثمان بن عفان حيث أنتفض أهل مصر الأبطال في ذلك الزمان وأهل العراق وسائر الأمصار الإسلامية وتوجهوا إلى المدينة المنورة واحتزوا رأس عثمان لعنه الله بسبب ظلمه وجوره وجور ولاته على البلدان وإتخاذهم مال الله دولا وعبيده خولا ثورة أسلامية عارمة ضد هذا الخليفة الغير الشرعي أحد أسباب الثورة هو هذا عبد الله بن سعد بن أبي سرح لعنه الله (أما كان فيكم رجلٌ رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ، فقالوا ما ندري يا رسول الله ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك) لا ندري ماذا في نفسك لِمَ لَمْ تومئ بعينك أن أقتلوه مثلاً (قال صلى الله عليه وآله أنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين) رسول الله في قمة الأخلاق قمة مكارم الأخلاق ، الأشارة بالعين بطرف العين إلى أمر ما هذا يسمى خائنة الأعين الأنبياء لا يصنعون هذا .
 الآن السؤال هذا الرجل بهذه الخسة والدناءة عبد الله بن أبي عبد الله بن سعد بن أبي سرح أسلم رسول الله استقبله بعدما أظهر اسلامه جعله من كتابه من كتاب الوحي على حد تلك الرواية التي يرويها المخالفون ألا قدّر رسول الله ألا علم بأنه الآن الملايين بالعالم يتمنون لو كانوا في موقفه هذا يتمنون لو كانوا خداما عند رسول الله يصلحون شسع نعله لم يكن عندهم تقدير لرسول الله صلى الله عليه وآله ما كان يعرفون قدره ارتد وترك رسول الله ورجع إلى مكة وبقى على الكفر إلى يوم فتح مكة ورسول الله أهدر دمه ثم عثمان بن عفان لعنه الله خبأه وجاء به إلى النبي في موقف محرج عثمان يعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وآله في قمة الأخلاق يتجاوز يصفح يعفو فأراد إحراجه أمام الناس جاء به حتى يبايعه ورسول الله ثلاث مرات يأبى ذلك ويكف ذلك ويقبض يده ولا أحد من الرجال يكون عنده رشد فيجهز على هذا فيضطر رسول الله صلى الله عليه و آله أن يبايع له وأن يقبل ببيعته .
  السؤال هنا هذا يستحق أن يكون والياً على المسلمين ؟ يعينه عثمان لعنه الله والياً على مصر ويترك وجوه المهاجرين والأنصار ويعين هذا ، هذا الطليق ، أهذا يؤتمن على المسلمين رجل كفر فيما قبل ارتد ورسول الله كان على وشك أن يقتله لولا ذلك الموقف المحرج هذا ليس بصالح للولاية وثم تولى ما الذي وقع؟ أقرأوا التاريخ الأسود ماذا صنع بأهل مصر ماذا صنع بالمسلمين الأبرياء هذه الرواية وتفاصيلها تثبت أن بعض أصحاب رسول الله بالفعل ارتدوا .
  قد يأتينا أحد قصاصي المخالفين أحد مشايخهم الجهلة فيقول مع أن الروايات السابقة قد أثبتت إمكان ارتدادهم إلا أنه قد رأيتم كيف تداركوا الأمر بالتوبة وعادوا إلى الإسلام أي أن الله عز وجل عنده نظرة خاصة لأصحاب النبي يحفظهم بنحو ما فلا يختم حياتهم إلا بالإيمان فسيدنا عبد الله بن سعد بن أبي سرح هذا من الأجلاء الآن رضي الله عنه وأرضاه مثلاً سيدنا الآخر ذاك الحارث بن سويد الأوسي الانصاري أيضاً كذلك هاتوا لنا دليلاً على أنه أحد الصحابة على تعبيرهم ارتد وبقى على الكفر ومات كافراً وبشرط أن يكون من الأصحاب المقربين من المهاجرين والأنصار من الذي تبوءوا الدار دار الإيمان المدينة المنورة .
 فنقول هذا دليل قاصم لظهوركم وهو حديث صحيح يثبت أن أحد أصحاب رسول الله من الأنصار ارتد وبقى على الارتداد إلى أن مات ولما أرادوا أن يدفنوه رفضته الأرض ثلاث مرات فتركوه جيفة إلى جهنم وبئس المصير فهل تقولون عنه هذا رضي الله وأرضاه؟ رواية صحيحة يرويها مسلم ثاني أصح كتاب عندكم أو ثالث أصح كتاب عندكم لأنه بعد كتاب الله عندهم الصحيحان البخاري ومسلم أفتح على صحيح مسلم في الجزء الثامن الصفحة مئة وأربعة وعشرين وأقرأ هذه الرواية هذا الحديث (عن أنس بن مالك قال : كان منّا  - منّا هو أنس بن مالك من الأنصار- كان منّا رجلٌ من بني النجار) من بني النجار هؤلاء قوم من الأنصار حي من الأنصار (كان منّا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران) أي كان حافظاً لسورة البقرة وسورة آل عمران متفقهاً فيهما تخيلوا إضافة لهذا وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وآله يكتب له الوحي أنظر إلى منصبه إنظر إلى مقامه (وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنطلق هاربا -هرب من النبي أرتد- فأنطلق هارباً حتى لحق بأهل الكتاب) صار إما يهوديا أو نصرانيا من أهل الكتاب (قال فرفعوه) أي بدأوا يبجلونه يعظمونه لأنه في صالحهم هذا المرتد (فرفعوه ، قالوا هذا كان يكتب لمحمد فأُعجبوا به فما لبث بأن قصم الله عنقه فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبح الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا) .
  إذاً واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من بني النجار من الأنصار وكان يكتب لرسول الله وكان حافظاً لسورتي البقرة وآل عمران متفقهاً فيهما ورسول الله عيَّنه في مهمة كاتب وحي هذا ارتد وبقى على الإرتداد وعلامة من الله عز وجل على أنه ساخطٌ عليه غاضبٌ عليه لاعنٌ له أنه كلما يدفنونه ثلاث مرات الأرض تلفظه إلى السطح .
  فإذاً ممكن أصحاب رسول الله يرتدون أم لا ؟ نعم ممكن يرتدون وهنا تعليق بسيط بعض المخالفين الجهلة يقولون سيدنا معاوية بن أبي سفيان له فضيلة عظيمة ما هي ؟ أنه كان كاتباً للوحي ، فالذي يكون كاتباً للوحي كيف نجوز عليه أنه يكون مرتداً فيما بعد، نقول هذا دونكم رجل جعله النبي صلى الله عليه وآله كاتباً للوحي على فرض أنه صحيح أن معاوية كان كاتب للوحي  في الواقع لم يكن كاتباً للوحي كان كاتباً للرسائل ولكنهم جهلة لا يفهمون، ولكن على فرض أنه كان كاتباً للوحي كاتب وحي كباقي الناس الآن كلف لك نصراني يكتب وحي دعه يكتب القرآن ..يكتب.. فما  المشكلة !! كتب الوحي ثم ارتد بعد ذلك ما قدّر هذه المكرمة من النبي صلى الله عليه وآله هذه المكرمة من النبي أنه يجعله يكتب وحيه ، ارتد معاوية نعم ارتد معاوية إلى جهنم وبئس المصير كما ارتد هذا الرجل من بني النجار وهو من الأنصار سبق معاوية بالإيمان ارتد وأيضاً وهو في إظهار الإيمان في إظهار الإسلام ارتد وإلى جهنم وبئس المصير.
 تتمة هذا المبحث إن شاء الله تعالى في الحلقة المقبلة هذا وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp