اكذوبة عدالة الصحابة (19) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
اكذوبة عدالة الصحابة (19) 

أعوذ بالله السميع العليم من من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

  القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وما لم يبلغني الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين .. آمين .

  نستمر في هذا المبحث المهم الذي أسميناه أكذوبة عدالة الصحابة ونحن قد كنا في الحلقة الماضية في فصلٍ نجيب فيه على تساؤل عريض وهو هل من الممكن أن يرتد أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أم لا ؟

المعنيين هم الأعراب
ذكرنا أن المخالفين يزعمون أن كل الأحاديث التي وردت في كتب الحديث وصحت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والتي مفادها إرتداد معظم أصحابه من بعده أحاديث الحوض وأحاديث الإرتداد وما إلى ذلك من أحاديث عدة وردت في صحاح القوم وهي من أخطر الأحاديث التي تنسف معتقدهم الزائف في تقديس هؤلاء الذين يطلقون عليهم مسمى الصحابة .

المخالفون يقولون إن هذه الأحاديث إنما عنى بها رسول الله صلى الله عليه وآله المرتدين من العرب من الأعراب من خارج نطاق المدينة المنورة هؤلاء الذين ارتدوا وقاتلهم أبو بكر لزعمهم في حروب الردة أو جيش الجيوش لقتلهم في ما يسمى بحروب الردة وحروب مانعي الزكاة فيقولون هؤلاء ليسوا من تلامذة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ليسوا من أصحابه المقربين الذين اختصوا بصحبته وملازمته وإنما هم من البعداء الذين لم يستقر الإيمان في قلوبهم بعد ولذا ارتدوا فالأحاديث الواردة في معنى إرتداد ما يسمى بالصحابة وقبلها الآيات التي تشير إلى هذا المعنى من كتاب الله تبارك وتعالى إنما المقصود بها هؤلاء، أما أصحاب النبي الذين كانوا معه في المدينة المنورة من المهاجرين من الأنصار الذين اختصوا بصحبته و تتلمذوا على يديه وعرفوا بالعلم والعبادة والجهاد وكان نبي الله صلى الله عليه وآله يتكفل بتربيتهم بشكل مباشر فهؤلاء حاشا وكلا أن يرتدوا يمتنع عليهم الإرتداد لأن الله قد عدلهم وامتدحهم وكذا نبي الله صلى الله عليه وآله، نعم ما صدر منهم في الحروب ما شجر بينهم كان مجرد هفوات أما أنه تأتيني بصحابي على تعبيرهم ارتد فهذا محال بشرط أن يكون هذا الصحابي من الملازمين للنبي صلى الله عليه وآله .
  صحابي مقرب يرتد وتلفظه الأرض
  نحن كنا قد عرضنا أكثر من نموذج من كتب المخالفين المعتبرة أثبتت هذه النماذج أن من بين أصحاب رسول الله المقربين من المهاجرين من الأنصار من ارتد ومن كفر وكان آخر النماذج التي عرضناها في المحاضرة السابقة في ختام المحاضرة السابقة قصة ذلك الرجل الأنصاري من بني النجار وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وكان رسول الله صلى الله عليه وآله كما يرويه مسلم في صحيحه و نقلناه من الجزء المحدد والصفحة المحددة من صحيح مسلم كان رسول الله صلى الله عليه وآله قد جعل هذا الرجل من بني النجار جعله كاتباً للوحي أي أنه قد قربه ومنحه هذا الشرف وائتمنه على وحي الله عز وجل ومع ذا أنبأنا مسلم في صحيحه أن الرجل ارتد وصار نصرانياً أو يهودياً إلتحق بأهل الكتاب وكفر وأولئك عظموه ورفعوا شأنه حتى يكون مناصراً لهم في محاربة الإسلام فلما هلك أرادوا دفنه ، ثلاث مرات كلما أرادوا دفنه وإذا بالأرض تلفظه، هذا الصحابي على تعبيركم أيها المخالفون أنصاري من الأنصار من خيرة ما يسمى بالصحابة كيف ارتد هذا الرجل إذا كان الإرتداد ممتنعاً على أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فإذاً كيف ارتد أنتم تخالفون الواقع أنتم تخالفون التاريخ ، التاريخ سجل لنا في مصادركم لا في مصادرنا أن كثيراً من هؤلاء ارتدوا وكانوا من المبرزين وأسماؤهم مسطورة أيضاً أي نعم بعضهم أخفوا أسماءهم لكن أسماء البقية قد سطرت وذكرت .
  النبي الأعظم بُعث لهداية القوم
  هاهنا نأتي إلى نموذج آخر وهو من النماذج التي تكسر ظهر كل مفتون بهؤلاء الذين يسمون الصحابة وتكشف أنهم كما بيّنا وكررنا وذكرناه ألف مرة أنهم مجرد بشر عاديين لم يخترهم النبي ، أصلاً هذا فهم سقيم أولئك الذين يطعنون في الشيعة يقولون إنهم يطعنون في أصحاب النبي الذي اختارهم واصطفاهم من أين جئتم بأن النبي قد أختارهم؟ النبي بعث إلى هدايتهم هؤلاء هم القوم الذين تكفل رسول الله صلى الله عليه وآله بإنقاذهم من الضلالة كانوا كأقوام  سائر الأنبياء كيف أختارهم؟ لم يختارهم كانوا على الشرك كانوا على الضلالة كانوا في الجاهلية رسول الله أمر من قبل الله تبارك وتعالى أن أذهب وأهدهم ، إذا كنتم تعتقدون بأنه قد اختارهم لحمل رسالته كما تزعمون إذاً بعث لمن؟ إذا كان كل هؤلاء القوم من أصحابه الذين أختارهم، إذاً بعث لمن ؟ حتى يهدي من إذاً ؟ يتوجه لمن؟ يعني لم هذه المغالاة لم هذه المبالغات ، صحابة كبقية الناس كسائر الأقوام الأخرى كسائر أقوام الأنبياء صلوات الله عليهم، بعث الأنبياء إلى أقوامهم كي يهدونهم فتجدون من أقوامهم من تزكى واستصفى نفسه فحاز على رتبة عالية أصبح من الأصحاب المقربين لأولئك الأنبياء المؤمنين أصبح من المؤمنين من أصحابه لا المنافقين لا المرتدين البقية أيضا كما حدثنا الكتاب كما حدثتنا السُنة معظم تلك الأقوام إما بقوا على الشرك والضلالة إما أنهم بعد إرتحال نبيهم ارتدوا وكفروا وحرفوا كتبهم السماوية، هذا الذي جرى في الإسلام مع فارق واحد أن هذا الكتاب لم يحرف وإنما حرفوا تأويله تفسيره حذفوا الوحي التفسيري الذي كان ملحقاً معه في هوامشه حتى تبقى الأمة في الضلال حتى يكون القرآن حمّالاً لأوجه وعزلوا الذين نصبهم الله تبارك وتعالى مفسرين ومترجمين لهذا القرآن أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله عترته الطيبون الطاهرون الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا الذين قرنهم رسول الله بكتابه الثقلان كتاب الله وعترتي هؤلاء تتوجه إليهم حتى تفهم القرآن، لا أن تذهب إلى ابن تيمية أو أحمد بن حنبل بل تذهب إلى جعفر بن محمد الصادق يفسر لك القرآن تذهب إلى علي بن محمد الهادي يفسر لك القرآن تذهب لأئمة أهل البيت النبوي تفتش في آثارهم في كتب الحديث المنقولة عنهم لا أن تفتش في البخاري ومسلم حتى يفسر القرآن بالإسرائيليات والأحاديث اليهودية الموضوعة المكذوبة ، تتوجه إلى أهل بيت نبيك هم أعرف بالقرآن، القرآن نزل عليهم لم ينزل على البخاري ومسلم فبسبب هذا وقعت الأمة في الضلال في المقابل أراد المخالفون أن يجعلوا قيادة في قبال قيادة أهل البيت وإن كانت قيادةَ وهمية غير حقيقية فاخترعوا مسمى الصحابة العدول الذين اختارهم رسول الله واختارهم الله لمصاحبة رسوله وجعلهم نقلة لهذا الدين وهذه أكاذيب، هراء، سخافات أمور ما أنزل الله بها من سلطان .

   صحابي مقرب يرتد ويضل معه العباد
  هذا النموذج الذي بين يدينا يثبت أن أحد أصحاب رسول الله لا البعداء بل المقربين الملازمين له، لا المقربين والملازمين فحسب بل من اجتهد وعُرف في أوساط أصحاب رسول الله بالعلم والعبادة أي ترقى عليهم يعني فعلاً في ظاهره كان تلميذا للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله تلميذاً بارزاً من المتفوقين من أصحابه إلى درجة أن الجميع كان يثني عليه ويعرفه بالعلم والعبادة والتقوى والجهاد والإيمان السليم الراسخ الخالص هكذا كان ظاهره أتصدقون أن هذا الصحابي كما تنطقون ارتد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، لم يرتد فحسب ليته توقف عن هذا الحد بل جعل ألوف مؤلفة من الناس ترتد جعل ألوف مؤلفة من الناس تضل أتصدقون أن هذا خطب في الناس مؤيداً لدعوة مسليمة الكذاب لعنه الله ! أتصدقون هذا ! وقف أمام الناس وقال إني أؤمن بمسيلمة وأبشركم بأن رسول الله الذي أنا صاحبه أنا من أصحابه المقربين معروف بالعلم والعبادة حافظٌ للقرآن، كان حافظاً للقرآن كان يقوم ويقعد مع النبي هكذا كان وضعه ، قال : أيها الناس هذا النبي النبي محمد صلى الله عليه وآله هو الذي بنفسه بشرني بظهور نبي من بعده اسمه مسيلمة وشهد لمسليمة بأنه نبيٌّ صادق وشهد لمسيلمة بأن النبي صلى الله عليه وآله قد أشركه معه في النبوة جعله شريكاً معه في النبوة ، خطب في الناس بهذا الخطاب ولأن الناس يعرفونه بما يعرفونه من كونه عالماً مجاهداً عابداً زاهداً إلى غير ذلك من أوصاف قالوا هذا صاحب رسول الله العادل فإذاً لا بد أن يكون صادقاً فما يزعمه سائر المسلمين وما ينقلونه عن هذا النبي أنه قال لا نبي بعدي هذا كذب هراء نحن نمسك بكلام هذا صاحب رسول الله المبرز عنده المقرب منه شهد بهذا الأمر فصدقوه من هذا الباب صدقوه وآمنوا بمسيلمة الكذاب وصار هذا الرجل كما كان صاحباً للنبي صلى الله عليه وآله من أبرز أصحاب مسيلمة الكذاب إلى أن قتل على يد المسلمين في الحرب التي وقعت مع مسيلمة وأصحابه، هذا ليس إنسان من المريخ هذا من أصحاب رسول الله هكذا صنع بالناس، يعني الآلاف المؤلفة من البشر سبب ضلالهم هذا الرجل، سبب ضلالهم أنهم عمياني صدقوه وأهملوا القيادة الربانية المتمثلة بأهل بيت النبوة عليهم السلام، سبب ضلالهم أنهم آمنوا بما يسمى عدالة الصحابة لأن المخالفين يقولون لا يمكن رد شهادة الصحابي كما يزعمون لأنه عادل، كيف ترد شهادته والله عدله في القرآن ورسول الله امتدحهم بكل تلك المدائح وبكل ذلك الثناء فهم عدول شهادتهم لا يكذبون، ضحايا هذا الإيمان الفاسد بعدالة جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ضحايا هذا الإنقياد الأعمى لكل شخص من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله هُم هؤلاء الآلاف المؤلفة الذين اتبعوا مسيلمة وصدقوا أنه نبي من عند الله ، بسبب هذا الصحابي على تعبير المخالفين .
  قلوبنا تحترق على هذه الأمة
 أرأيتم كيف أن من الخطر أن الإنسان يتبع أشخاصاً لم يعينهم الله تبارك وتعالى في موقع القيادة هذه مشكلتنا مع المخالفين ، نحن تحترق قلوبنا أنّا نرى كل هذه الأمة تذهب إلى النار، لماذا ؟ بسبب هذا الإنقياد الأعمى لما يسمى الصحابة إنقياد أعمى لأبي هريرة وأحاديث أبي هريرة المكذوبة الإسرائلية اليهودية الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وآله إنقياد أعمى لعائشة وأكاذيبها على النبي التي قلبت دين الله رأساً على عقب وشرعت من الأحكام ما شرعت وجعلت الحلال حراما والحرام حلالا إنقياد أعمى لأبي بكر لعمر لعثمان لأشباه هؤلاء المنافقين السفلة المرتدين المنحرفين، الأمة مخدوعة بهؤلاء كما أن أولئك من أصحاب مسيلمة الذين انخدعوا به إنما انخدعوا بهذا الرجل من أصحاب رسول الله فاتبعوا مسيلمة وذهبوا إلى النار .
  اليوم الأمة مخدوعة كما كان أسلافهم مخدوعون نحن إنما رسالتنا لهذه الأمة أن يا قوم توجهوا إلى الذين أمرنا الله تبارك وتعالى بالتوجه إليهم {إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} أهل بيت النبي الأئمة الأطهار هؤلاء الذين أمرنا الله أن نطيعهم هؤلاء أولوا أمرنا لم يقل أولوا أمركم الصحابة على تعبيرهم لم يقل !!  قال آل محمد صلوات الله عليهم أهل البيت {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} {آل ياسين} فماذا نقول أكثر من هذا !!.. رسول الله يشير إلى عليٍّ (من كنت مولاه فهذا مولاه) فيجب على كل أنسان مسلم يقول مولاي علي أمامي قائدي أنا أتبع عليّاً لا أبو بكر وعمر ..لا يفهمون !!.. من فتح الله قلبه وأناره بالإيمان يؤمن بأهل البيت عليهم السلام كما ترون هؤلاء الأفواج الحمد الله الذين يتشيعون يوماً بعد يوم أما البقية مع الأسف إلى الآن فكر مغلوط وعقل متحجر، الصحابة والصحابة من الصحابة ؟ هذا واحد من صحابتكم انظروا ماذا صنع بالعالم ومن المقربين لا تقول لي من الأعراب لا تقول من خارج المدينة المنورة، لا من أصحاب رسول الله المقربين معروف بالعلم والعبادة حافظ للقرآن مجاهد ولكن أضل الناس شهد لمسيلمة بالنبوة وجعل الناس يضلون ويكفرون ويرتدون وإلى النار .
  ومثل هذا الأمر الآن حاصل بالنسبة إليكم أنتم مخدوعون بأبي بكر بعمر بعائشة بمن أشبه بمعاوية هؤلاء أضلوكم جعلوا لكم دينا آخر بإسم الإسلام، مسيلمة أيضا كان يقول أنا ديني دين الإسلام وهذا الرجل الذي كان معه من أصحاب رسول الله أيضا كان يقول ديني دين الإسلام وأنما جاء نبي آخر بعد محمد فقط هذا هو، أنت فتش عن المضمون الجوهر لا تذهب وتتشبث بالقالب والعنوان من هو هذا الرجل من أصحاب رسول الله الذي ارتد وصنع هذه الجريمة الكبرى؟ هذا الرجل يقال له الرحال بن عنفوة .


  الرحال بن عنفوة وفتنته
  أنقل لكم حديثاً أعني كلاماً عن هذا الرجل وفتنته وماذا صنع من كتاب مؤسس الديانة الوهابية محمد بن عبد الوهاب التي تنتسب إليه الفرقة الوهابية كبيرهم الذي علمهم السحر هذا يُقر في إحدى كتبه بهذه الحقيقة أن هذا صاحب رسول الله وكان من العلماء من أصحاب رسول الله والعباد من أصحاب رسول الله ومع ذلك صنع هذا الذي صنع وارتد قال محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية الجزء التاسع الصفحة ثلاثمئة وثلاث وثمانين في حديث له عن أصحاب مسيلمة الكذاب يتحدث عنهم ينقل تاريخهم فماذا يقول؟ (يقول شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله) ما كفروا بالنبي ما كفروا بالوحدانية كانوا يقولون ديننا الإسلام (شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لكن صدقوا لمسيلمة أن النبي أشركه في النبوة) جعله شريكا له في النبوة (وذلك أنه أقام شهوداً معه بذلك) مسيلمة أقام شهوداً وقفوا وخطبوا في الجماهير وقالوا نعم نحن نشهد رسول الله أشرك مسيلمة معه في النبوة هكذا قال لنا قال النبي صلى الله عليه وآله مسيلمة شريكي في النبوة نبي من بعدي أقام شهوداً ممن؟ من أصحاب رسول الله (وفيهم يقول محمد بن عبد الوهاب وفيهم رجل من الصحابة معروف بالعلم والعبادة) ليس صحابي عادي صحابي من المراتب العليا معروف بالعلم والعبادة (يقال له الرحال فصدقوه) الناس صدقت هذا الرجل (لما عرفوا فيه من العلم والعبادة).. هل يوجد إعتراف أخطر من هذا ؟! ينقض أساس معتقد عدالة الصحابة من أصله ، ما أظن أنه يوجد هنالك اعتراف بمثل هذه الخطورة وبمثل هذه الناقضية أقوى من هذا .
  ابن كثير يحدثنا بتفاصيل أكثر كما نجده في كتاب السيرة النبوية في الجزء الخامس الصفحة اثنين وستين (يقول وذكر السهيلي وغيره أن الرحال بن عنفوة وأسمه نهار بن عنفوة -يبدو الرحال لقب- كان قد أسلم وتعلم شيئاً من القرآن وصحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مدةً وقد مر عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو جالس مع أبي هريرة وفرات بن حيان فقال لهم أحدكم ضرسه في النار مثل أحد) واحد منكم سيكون ضرسه بحجم جبل أحد كناية على أنه يعني يعذب ويتضخم عذابه في جهنم وأنه لا يتمكن من أن يفر منه (يقول فلم يزالا خائفين) أبو هريرة وفرات بن حيان يخافون أنه نحن الذين عنانا النبي صلى الله عليه وآله بهذا القول خائفين من أن يرتدا (حتى ارتد الرحال مع مسيلمة وشهد له زوراً أن رسول الله أشركه في الأمر معه وألقى إليه شيئاً مما كان يحفظه من القرآن فأدعاه مسيلمة لنفسه) فهذا الملعون على شهادته له بالنبوة وأن النبي قد أشركه معه مرر له كتاب الله تبارك وتعالى الآيات القرآنية الكريمة ذكرها لمسيلمة فجعل مسيلمة يدعي هذه الآيات لنفسه يُضل بها الناس يقول نزل علينا هذا الوحي فكان يبدل ويحرف بهذه الآيات حتى يتصور الناس أن هذا وحي من الله (وألقى إليه شيئاً مما كان يحفظه من القرآن فادعاه مسيلمة لنفسه فحصل بذلك فتنة عظيمة لبني حنيفة) قوم مسيلمة ، فتنة عظيمة بسببه .
  أعرف الحق تعرف أهله
  إذا صححنا معتقد المخالفين في ما يسمى عدالة الصحابة إذاً لا يكون هنالك تثريب على بني حنيفة الذين ارتدوا وآمنوا بمسيلمة .. لماذا؟ لأنهم قبلوا شهادة الصحابي العادل الرحال بن عنفوة فأي تثريب عليهم ، رحال بن عنفوة صادق الله صدقه عدله عادل لا يكذب لا يُجرم لا يمكن أن يرتد من أصحاب رسول الله المقربين إذاً كلامه كلام صادق فشهد لنا بأن مسيلمة نبي والنبي قد أشركه معه في النبوة فإذاً نحن نصدق هذا ، هو الإنقياد الأعمى هذا هو تعطيل العقل هذا هو الهوى والغباء (لا يعرف الحق بالرجال) قاعدة ذهبية من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما لو كان المخالفون والله يهتمون بحكم أهل البيت ودرر مدرسة أهل البيت عليهم السلام لما وقعوا في هذا الضلال وهذا الكفر أمير المؤمنين يعطيك قاعدة ذهبية (لا يعرف الحق بالرجال) لا تقول هذا صحابي وانتهى الأمر أي شئ يقول أقبل (أعرف الحق تعرف أهله) قس هؤلاء الرجال من أصحاب رسول الله حتى لو من ذرية رسول الله زوجات رسول الله قسهم بالحق لا العكس تقيس الحق بهم أجعلهم خاضعين للحق فمن وافق الحق خذ بكلامه أما من لم يوافق الحق فأضرب به عرض الجدار قاعدة ذهبية لأننا نعمل بهذه القاعدة آمنا بأهل البيت عليهم السلام لأن الله ونبيه أرشدنا إليهم لأنا عملنا بهذه القاعدة اتبعنا العلماء الذين تتلمذوا على مدرسة أهل البيت ويحملون علوم أهل البيت مراجعنا العظام علماؤنا الكبار هؤلاء الذين يمثلون الإمتداد لخط أهل البيت صلوات الله عليهم ، عرفنا الحق فعرفنا أهله لا نقوم بالعكس ، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يخشى على أصحابه من أن يرتدوا والروايات كثيرة في هذا المعنى من كتب المخالفين، من شدة خشية النبي صلى الله عليه وآله أنه بعض الأمور ما كان يصححها ويبقيها على علاتها حتى لا يرتدوا ما كانوا يتحملون بعض الإجراءات التصحيحية التي يقوم بها النبي صلى الله عليه وآله تخيلوا هذا المعنى هنالك ..
  لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية
  رواية ترويها عائشة لعنها الله وينقلها عنها البخاري في صحيحه في الجزء الثاني الصفحة مئة وستة وخمسين يقول : (عن عائشة رضي الله عنها -طبعا ناقل الكفر ليس بكافر- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لها يا عائشة لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما ما أخرج منه وألزقته بالأرض وجعلت له بابين باباً شرقياً وباباً غربيا فبلغت به أساس إبراهيم) ماذا يعني هذا الحديث؟ رسول الله يصرح لعائشة بأن الكعبة المعظمة الآن وضعها خطأ شرعاً ليست على أساس إبراهيم أهل الجاهلية كانوا قد عبثوا بالكعبة فأخرجوا منها جزءاً، أدخلوا جزءاً سدوا باباً جعلوا لها باباً واحداً وجعلوا الباب عاليا والمفروض الباب يكون على الأرض لاحظتم مجموعة أمور تلاعبات قاموا بها في الكعبة المعظمة الإسلام حينما يأتي يجب أن يبطل ما جاء به أهل الشرك والجاهلية ورسول الله كان راغباً بهذا ولكن ماذا يقول لعائشة يقول لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية لولا أنهم للتو قد خلصنا من مرحلة الجاهلية وللتو قد دخلوا الإسلام ولم يستقر الإيمان في قلوبهم لكنت قد فعلت هذا التصحيح في الكعبة المعظمة صححت الوضع لكني لا أقوم به لأني أخشى أنهم يعودون إلى الجاهلية لا يتحملون هذا الأمر في الكعبة المعظمة يرتدون يعودون إلى مرحلة الجاهلية لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض وجعلت له بابين باباً شرقيا وباباً غربيا فبلغت به أساس إبراهيم عليه السلام ارجعه إلى وضعه الذي بناه عليه نبي الله إبراهيم الخليل صلوات الله عليه لكني لا أفعل لأن القوم حديثوا عهد بجاهلية وأخاف أن يعودوا إلى الجاهلية ولا يتحملون هدم الكعبة وتغيير أوضاعها، ماذا تفهم من هذه الرواية؟!  أن النبي يصرح بأنه يخشى على أصحابه من أن يرتدوا هؤلاء أصحابه ما كانوا يتحملون إجراءاته التصحيحية بالكاد تحملوا الأمور، كثير من الموارد رسول الله اضطر أن يستعمل فيها السيف وقال : (الخير كله في السيف وتحت ظل السيف ولا يقيم أعوجاج الناس إلا السيف) لأن هؤلاء الكفرة المشركين من قريش من العرب ما كانوا يتحملون هذه الإجراءات التصحيحية من النبي صلى الله عليه وآله، يعظهم بالموعظة الحسنة فلم ينفع ، ثلاثة عشر سنة في مكة الكرمة يحاول معهم فأيضا لم ينفع معهم فأضطّر أن يفرض الأمر بالقوة حكم الله يفرضه بالقوة في الأرض لا بد أن يطهر البيت من الشرك من الأصنام فخاض معهم هذه الحروب مكرهاً مضطراً لأنه لا يقيم أعوجاجهم إلا هذا، وحروبه كانت دفاعية هم بدأوا هم بدأوا بإيذائه بأبي هو وأمي .. أناس سفلة كانوا يعبدون الحجر انظر الآن العقلية المخالفة الجاهلية كيف ترفع هؤلاء الذين كانوا يعبدون الحجر إلى القمة يصبحون سادة على الأولين والآخرين هذه من أين أتيتم بها ما هذه المغالطات؟! هذا أمس كان يعبد الحجر .
  أبو ذر عقيدته الواحدانية في الجاهلية
  نعم بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله تجدهم حتى في مرحلة الجاهلية كانوا يمتنعون عن هذه العادات والتقاليد البالية كانوا معروفين بالشرف بالمروءة حتى بالتأله بالوحدانية كانوا ينبذون عبادة الأصنام أحدهم أبو ذر مثلاً رضوان الله تعالى عليه لماذا عندنا أبو ذر ذو مقام عالٍ لأنه ليس فقط ما بعد الإسلام.. أنظروا قبل الإسلام أيضاً موجود في الروايات طالعوا تاريخ دمشق في كتاب العساكر (كان أبو ذر ممن يتأله في الجاهلية) ما كان يعبد الأصنام كان يتأله يعتقد بالإله الواحد بالوحدانية يعتقد في بالتوحيد وكان يتعبد على طريقته الخاصة يتأمل كما ورد في الحديث الشريف (كان أكثر عبادة أبي ذر التفكر) يتفكر في ملكوت الله في آيات الله ولهذا بمجرد ما سمع نبأ أن نبيا قد ظهر في مكة فوراً أرسل أحد أقربائه اذهب واستعلم هذا النبي رجع إليه بالخبر ذهب أبو ذر فوراً وآمن في بدايات الإسلام كان في ذلك الوقت عدد المسلمين لا يتجاوز خمسة ستة أفراد لأن نفسيته صافية عندها قابلية هذا يستحق أن نجعله على رؤوسنا هذا من شيعة علي لماذا؟ لأنه عنده هذه القابلية، حقيقة الإنسان عليه أن يدعو الله تبارك وتعالى أن يقبله في عداد شيعة أهل البيت هذه نعمة التشيع نعمة عظيمة والمخالفون كما أشرنا في بعض الأجوبة ربما أو المحاضرات لا أذكر أنهم عمدوا إلى تشويه سمعة أبي ذر رضوان الله تعالى عليه هذا الصاحب الوفي لرسول الله صلى الله عليه وآله هذا البطل هذا المجاهد هذا المظلوم الذي تعرض لتنكيلٍ وحشيٍ من قبل حكومة عثمان بن عفان لعنه الله لأنه كان ينطق بالحق ويجاهر بصوت الحق فألصقوا به تهمة أنه كان صعلوكا في الجاهلية والعياذ بالله يسطو على القوافل وينهب ويسرق وما أشبه معاذ الله أبو ذر ليس من هذا الصنف أبو ذر كان من المتألهين ما كان يقبل بالأصنام وعبادة هذه الأحجار كان رجلاً بهذه النفسية هذا نموذج من أصحاب رسول الله يُحترم ، المقداد نموذج يُحترم سلمان نموذج يُحترم عمار نموذج يُحترم خالد بن سعيد بن العاص الأموي نموذج يُحترم جابر بن عبد الله الأنصاري حذيفة بن اليمان عثمان بن مظعون هؤلاء يُحترمون يُبجلون عثمان بن حنيف إلى غيرهم هؤلاء أناس بالفعل الإنسان يفخر بهم أما أمثال أبو بكر عمر عثمان عائشة معاوية هؤلاء السفلة عباد الحجر الوثنيين المنافقين الذين تآمروا على قتل رسول الله صلى الله عليه وآله غير مرةٍ أي فخر بهم،  الطغات تعالوا  أنظروا إلى تاريخهم سيرتهم أنظر أبو بكر ماذا فعل في حكومته أبتكر المجازر المقابر الجماعية هذا من فضائله رائد المقابر الجماعية ، عمر رائد الإبادة الجماعية أباد مدنا.. عثمان فدونك ثورة المسلمين كاشفة أغنتنا عن الكلام في شأنه حينما ثاروا عليه وقتلوه لأنهم لم يتحملوا طغيناه وإجرامه هذه نماذج بالله عليكم الإنسان يفخر بها كيف نقابل العالم المتحضر بهكذا نماذج وندعونهم إلى الإسلام تدعوني إلى دينك بهذه النماذج هذه التي لا تساوي فردة حذاء ..
  يجوز تعطيل المهم من أجل الأهم في الدين
  رسول الله يصرح في هذا الحديث يا عائشة لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية لأمرت بالكعبة أي لقمت بهذه العملية التصحيحة لكنني عطلتها أعطل هذا الحكم أعطل هذا الإجراء خوفا عليهم من أن يرتدوا لا يتحملون الإيمان متذبب عندهم متزلل إلى الآن لم يستقر في نفوسهم الإيمان فإذا ترفع هؤلاء فوق المستوى وتجعلهم ذووا إيمان راسخ هذا مما لا سبيل إليه إلا الخيال والوهم ثم هاهنا فائدة أخرى من هذا الحديث إذا تنبهتم أنه يجوز للنبي صلى الله عليه وآله أن يعطل بعض الأحكام بعض الواجبات لا شك أنه هذا الأمر الذي يصنع بالكعبة لا شك أنه واجب يعطله تقديما للأهم على المهم لا شك أمر إعادة بناء الكعبة على حسب ما بناه إبراهيم صلوات الله عليه لا شك أمر مهم لكن الأهم منه أنه هذه الأمة هؤلاء الأصحاب الذين للتو كونوا نواة الأمة الإسلامية المجتمع الإسلامي الأول هؤلاء لا يرتدون لا يعودون إلى الجاهلية فهذا أهم يقدم هذا على ذاك وهذا يكون جوابا على بعض المتنطعين الجهلة من المخالفين الذين يُشكلون بقولهم إذا كانت الخلافة حقا لعليٍّ وواجبة لعليٍّ صلوات الله عليه فَلِمْ لَمْ يشهر السيف ويقاتل لإسترداها لِمَ لَمْ يقاتل أبا بكر وعمر لما هجموا على زوجته الزهراء صلوات الله عليها لِمَ لَمْ ينابذهم بالسيف ويقاتلهم أليس هذا حكما واجبا عليه لِمَ يتخلى عنه.. هذا في الواقع فكر الخوارج أيضا لأن الخوارج قالوا لعلي عليه السلام كيف تنازلت عن مسماك بأنك أمير المؤمنين وتنازلت وقبلت بالتحكيم هذا فكر خارجي هذا فكر أناس لا يفهمون لا يفقهون، قدم عليٌّ الأهم على المهم، الرواية موجودة في مصادركم قبل مصادركم أنه كان يخشى على هذه الأمة من الإرتداد ، أن لا يبقى أسم الإسلام.. طبعا صحيح مضمون الإسلام ذهب وتبقى قلائل فقط يحملون الإسلام الحقيقي وهم شيعة محمد وعلي صلوات الله عليهما كأمثال أبي ذر المقداد عمار سلمان إلى آخره من أصحابه المنتجبين لكن على الأقل اسم الإسلام كان موجودا هو هذا مطلوب أيضا هذا مهم أنه اسم الإسلام لا يذهب القرآن مضمونه لم يعملوا به لكن على الأقل رسمه موجودا على الأقل رسم القرآن فليبقى .. عليٌّ صرح بذلك أنه لولا خشيتي من هذا الأمر لما هادنت القوم ولا رفعت السيف ومع ذلك هو حاول لكن لم تكتمل العدة أربعين فارس لم يكتملوا لم يكن عنده.. فكما كان يجوز للنبي صلى الله عليه وآله أن يعطل ذلك الواجب وهو إعادة بناء الكعبة ويوكله إلى حفيده مهدي آل محمد صلوات الله عليه وعجل الله فرجه لأنه في الأحاديث هو الذي سيعيد بناء الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام كما جاز له هاهنا من باب تقديم الأهم على المهم جاز ذلك لعلي صلوات الله وسلامه عليه من الباب ذاته تقديم الأهم وهو حفظ ولو اسم الإسلام على المهم الذي هو استرداد الحكومة الفعلية أي التصرف في شؤون الأمة وإلا إمامته ثابتة خلافته ثابتة وإن ابتزها أو سلبها الآخرون هذا وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp