اكذوبة عدالة الصحابة (21) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
اكذوبة عدالة الصحابة (21) 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

  القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وما لم يبلغني الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين ..آمين .

  بعض الصحابة في النار
  كنا قد انتهينا في الحلقة الماضية من هذا المبحث بعنوان أكذوبة عدالة الصحابة إلى إثبات أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله هم في النار حتماً لأن رسول الله صلى الله عليه وآله قد حكم عليهم بذلك ونقلنا شواهد من كتب المخالفين بينت لنا أنه رغم ما فعله بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من بلاءٍ حسن وأعمال صالحة وجهاد عظيمٍ كل هذا في الظاهر إلا أن النبي صلى الله عليه وآله حكم عليه بالنار وأنه هالك لأنه قد ختم حياته بسوء كالذي أنتحر بعدما لم يتحمل ألم الجراح وكالذي قتل بسيف المشركين فقال المسلمون كما يرويه مسلم إن هذا شهيد إلا أن النبي صلى الله عليه وآله قال هو في النار لأنه قد غل بردةً أي عباءة مخططة أو كساء مخططة .."غل" أي خان واستحوذ على هذه الغنيمة من المشركين واستأثر بها لنفسه .
  فإذاً كان الأمر هكذا وهو هكذا فكيف يزعم المخالفون بأن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله عدول وفي الجنة إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله قد حكم على بعضهم رغم جهادهم رغم أعمالهم الصالحة بأنهم في النار وأراد منا أن لا ننخدع بظاهرهم فكيف يقال بعد هذا بأن جميعهم في الجنة وجميعهم مؤمنون وأن النار محرمة عليهم وأنهم سادتنا وقادتنا إلى غير ذلك من الأقاويل المبالغ بها التي أفرط بذكرها المخالفون وأوهموا العوام أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله هم في القمة والحال أن منهم من هو في القمة فعلاً ومنهم من هو في أسفل الحضيض فعلى الإنسان المؤمن الواعي أن يتعامل مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله بحياد وتجرد علمي أن يكون ذو فطنة في التعامل مع هؤلاء أن يبحث في سيرهم في شخصياتهم فإذا وجد بعضهم ممن تنطبق عليه شرائط الإيمان احترمه وإذا وجد بعضهم قد انطبقت عليه شرائط صفات الكفر والنفاق والإرتداد والطغيان والإجرام فإن عليه أن يتبرأ إلى الله تبارك وتعالى منه .
  رسول الله أول من فضح أصحابه
  ثم إن أولئك المخالفين الذي يشكلون علينا ويهاجموننا لأننا نُعري من يسمونهم الصحابة كما يزعمون ونحكم عليهم بأنهم في النار نفضحهم ننكر عليهم فيقول هؤلاء لم تتكفلون بهذا الأمر أما كان ينبغي أن يُحترم هؤلاء إكراماً لرسول الله صلى الله عليه وآله على الأقل إكراماً لصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله نكف ألسنتنا عنهم الجواب إن المسلم هو ذلك الذي يقتدي برسول الله صلى الله عليه وآله ولا يأخذ أقوال المتنطعين أقوال المفتونين بالرجال الذين لم يطبقوا قول أمير المؤمنين عليه السلام (أعرف الحق تعرف أهله) (لا يعرف الحق بالرجال) أولئك الذين يعرفون الحق بالرجال الإنسان المسلم عليه أن ينبذهم عليه أن لا يأخذ القواعد والأحكام منهم عليه أن لا يقتدي بهم إنما على الإنسان المسلم المؤمن أن يقتدي برسول الله ويأخذ القواعد والأصول والأحكام من رسول الله صلى الله عليه وآله {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} ورسول الله صلى الله عليه وآله هو أول من طعن في أصحابه رسول الله صلى الله عليه وآله هو أول من فضح أصحابه ولم يحترمهم لمجرد أنهم من أصحابه، رسول الله هو أول من حكم على بعض أصحابه أنهم في النار وفضحهم على رؤوس الأشهاد وقال أنتم في النار، كان ذات مرة في المسجد النبوي الشريف يخطب وإذا به يوقف مجموعة من أصحابه ويقول أمام الملأ أنت في النار أنت في النار أنت في النار في المقابل أوقف جماعة أنت في الجنة أنت في الجنة أنت في الجنة إذا كنت تعتقد أيها المخالف بأن منهجنا في الحكم على هؤلاء في النار على من نرى حسب الأدلة والسيرة والتاريخ أنه في النار إذا كنت تشكل على أصل هذا التوجه فعليك أن تشكل على رسول الله عليك أن تعترض على رسول الله إذا كنت تعترض علينا لأنّا نفضح الذين تسمونهم صحابة ممن نراهم منافقين ومجرمين في حق الإسلام وفي حق أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وتقول هذا لا ينبغي أن يكون سلوكاً للإنسان المؤمن المتدين فعليك أن تعترض على رسول الله بطريق أولى هو أول من بدأ في هذا الأمر، كان بإمكان النبي صلى الله عليه وآله أن يسكت عن هؤلاء كان بإمكانه أن يصمت عنهم كان بإمكانه أن يتجاوز عنهم لم يفعل ذلك وإنما فضحهم على رؤوس الأشهاد لأن المطلوب هو أن لا ينخدع الإنسان المسلم بهؤلاء فيتبع مناهجهم الباطلة هذه فائدة تعلو على سائر الفوائد هذه قيمة تعلو على سائر القيم هذه مهمة هي أهم من غيرها فلهذا ينبغي أن لا يتجاوز عن هؤلاء أن لا يغضى عنهم ، هب أن السكوت عنهم أمر حسن من باب التجاوز عن سيئات بعض الموتى من باب أذكروا محاسن موتاكم أقول هب أن هذا أمر حسن إلا أن إفتضاحهم والإنكار عليهم وتحذير الناس منهم هو أمر أحسن لأن ذاك الأمر وأن كان حسناً إلا أنه من جهة أخرى يكون سيئاً إذا سكتنا عن عمر بن الخطاب مثلاً وقلنا إرحموا موتاكم أو أذكروا محاسن موتاكم فما هي النتيجة العملية التي تقع؟ هو أن الناس يتصورون أن عمر بن الخطاب يمثل الإسلام، أن عمر بن الخطاب منهجه منهج إسلامي أصيل فيتبعون عمر وإذا اتبعوه أنحرف الإسلام إذا اتبعوه أخذوا بالنسخة اليهودية المزيفة المنحرفة عن الإسلام أخذوا عقائد باطلة أحكام باطلة يجعلونه لهم أسوة ويقتدون به في إجرامه وإرهابه فتكون النتيجة تنظيم القاعدة وتنظيم طالبان هذا ما لا يراد هذا ما ينبغي أن يُتحاشى عنه هذا مما ينبغي أن يوأد يجب أن ندفن كل المناهج المنحرفة عن الإسلام حتى لا يقع الطغيان في الأرض لا يقع الفساد في الأرض لا يقع الإرهاب في الأرض هذا هو المطلوب كان بإمكان النبي صلى الله عليه وآله أن يسكت عن صاحبه الذي نقلت لكم بالأمس الرواية عن صحيح مسلم ذلك الرجل الذي كان من أشد المجاهدين في سبيل الله في ظاهره في معركة خيبر ولما قتل المسلمون قالوا فلان شهيد ، رسول الله صلى الله عليه وآله قال لهم كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة، كان بإمكان النبي في هذا الموقف أن يسكت عن هذا الرجل أي أوكل أمره إلى الله لا أن يفضحه أن يراعي مشاعر أهله مشاعر عشيرته مشاعر أبنائه ..لِمَ يفضحه؟ يقول هو في النار الناس تظن أنه في الجنة فليبقى هذا الظن ليس من ضرر من بقائه هكذا يتصورون لكن النبي صلى الله عليه وآله وقف موقفاً مهما وقال كلا هو في النار حتى لا تتعلم الناس أن تغل وتخون فليفتضح لا حرمة للخائن لا حرمة للمنافق هذا هو منطق رسول الله صلى الله عليه وآله هذا هو منهج رسول الله إفتضاح أو فضح من يحق فضحه أو من ينبغي فضحه وحفظ من ينبغي حفظه في المقابل توازن في المنهج هذا هو المطلوب هذا هو منهج الإسلام هذا هو منهج رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وهذا منهجنا لم نكلف أنفسنا عناء التنقيب في التاريخ وكتب السير والحديث؟ حتى نميز بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله  نجعل الصالحين في جانب والطالحين في جانب آخر نأخذ منهج هؤلاء وننبذ منهج هؤلاء هذا هو منهجنا .
  منهج المخالفين
  أما منهج المخالفين في دعواهم للكف عن صحابة رسول الله كما يزعمون هو الإمساك عن ما شجر بينهم تلك دماء عصمنا الله منها فلنعصم منها ألسنتنا تلك دماء طهر الله منها أدينا فلنطهر منها ألسنتنا مضمون كلام عمر بن عبد العزيز لعنه الله هذا المنطق هو خلاف منطق السماء هذا المنهج هو خلاف منهج رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان لديكم من اعتراض علينا أو خلاف فاعترضوا على رسول الله صلى الله عليه وآله خالفوا رسول الله كما تصنعون دائماً .
 روى الطبراني في المعجم الكبير في الجزء الخامس الصفحة ستين عن أبي فراس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ذات يوم سلوني عما شئتم فقال رجل يا رسول الله من أبي قال أبوك فلان الذي تدعى إليه وسأله رجل أفي الجنة أنا فقال في الجنة وقال آخر) آخر من؟ يعني من أصحاب رسول الله من هؤلاء الذين يرفعهم المخالفون فوق المستوى فيقولون كلهم في الجنة كلهم سادتنا رضي الله عنهم وأرضاهم واحد من هولاء سأل النبي في ذلك المجلس كان بإمكان النبي صلى الله عليه وآله أن يسكت لا يجيبه لكنه قال قال صلى الله عليه وآله كما في رواية الطبراني في النار بوجهه صفعه بكلامه (قال أنت في النار) يجب عليك أن تصلح من نفسك ، أنظر بنفسك ما بها من خلل أنت منافق أنت فاسق أنت مجرم إذهب  وأبحث إذا كنت تهتم بأمر الجنة والنار ، هذا منهج رسول الله صلى الله عليه وآله لما أوقف هذا الرجل لم أجابه بمثل هذا الجواب لم فضحه على رؤوس الأشهاد في مسجده الشريف لأن هذا أمر مهم شرعاً ، هذا أمر مهم .
  الثالوث المقدس
  فإذاً دعوى المخالفين السمجة أن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في الجنة هي دعوى متهافتة لا يقبلها شرع أو عقل كبار من يقدسهم أبناء الفرقة البكرية ممن يسمونهم صحابة لم يكونوا يضمنون الجنة ، أنتم تعلمون أن أبناء الفرقة البكرية عندهم مراتب لأصحاب رسول الله مراتب خاصة فيقولون أولاً الأصحاب جميعا ثم بعد ذلك المهاجرون والأنصار ثم أصحاب بيعة الرضوان بيعة الشجرة ثم أصحاب بدر ثم العشرة المبشرة ثم زوجات رسول الله أبو بكر وعمر الخلفاء الراشدين الأربعة عندهم ومن أشبه يقولون هؤلاء أعلى الرتب بهذه الأفضلية ، من هم في القمة عند المخالفين ثلاثة أشخاص!! الثالوث المقدس أبو بكر عمر عائشة هؤلاء هم أركان الديانة البكرية الثالوث المقدس البكري العمري العائشي إن جاز التعبير، المخالفون على تقديس هؤلاء الثلاثة أنهم في قمة القمة  فإذا سألتهم هم اليوم أين؟ في الجنة أم في النار يقولون في الجنة قطعا لا خلاف في ذلك والحال أنك لو توجهت إلى هؤلاء الثلاثة أنفسهم أي أبو بكر عمر عائشة لعنهم الله بأنفسهم كانوا يتوقعون دخولهم جهنم العذاب ولم تصدر منهم حتى كلمة واحدة فيها أنهم يعتقدون بأن الجنة مضمونة لهم لأنهم أصحاب رسول الله أو لأن المرأة عائشة زوجة رسول الله بل بالعكس في أواخر أيام حياتهم ، دققوا  كشفوا النقاب عن أنهم يتوقعون العذاب يتوقعون عذاب جهنم ولذلك أبدوا ندماً شديدا وتمنوا لو يكونوا من الجمادات لو يكونوا من النباتات لو يكونوا من التراب لو يكونوا من العذرة أجلكم الله أي الخرء لو يكونوا من المدر أي من الطين لأنهم كانوا يخشون يعلمون بأنهم قد أجرموا وأحدثوا وابتدعوا في هذا الدين وأجرموا في حق رسول الله وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين فلذلك كانوا يرتجفون رعباً وخوفاً في أواخر أيام حياتهم، لو كان أبو بكر ضامناً للجنة لو كان عمر كذلك لو كانت عائشة كذلك لما صدرت منهم هذه الأحاديث لما صدر منهم هذا الكلام  لو كان لما يسمى بحديث العشرة المبشرة واقع  لو كان حديثاً صحيحاً بالفعل صدر عن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم لما وجدنا أن هؤلاء الثلاثة المبشرين بالجنة عند المخالفين أنهم هكذا يرتعبون ويندمون ويشيرون بألفاظ هي بالتصريح أقرب منها إلى التلميح بأنهم يتوقعون العذاب أي بعبارة أخرى هم لم يضمنوا الجنة لأنفسهم لو كان رسول الله بالفعل قال ذلك لوجدتهم مستبشرين لا يخافون شيئاً لأنه رسول الله لا يكذب قال أبو بكر في الجنة عمر في الجنة عائشة في الجنة عثمان في الجنة لكن الحال خلاف ذلك هذا نفسه أبو بكر في ساعة إحتضاره وأنتم تعلمون أن الإنسان في هذه الساعات أعاذنا الله تبارك وتعالى من شرها في هذه الساعات في ساعات الإحتضار حيث ينتقل من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة في تلك المرحلة تبدأ بعض الحقائق تتكشف أمامه تبدأ الحجب تتكشف أمامه ترتفع أمامه فيرى عاقبته ومقعده في العالم الآخر أين هو في الجنة أم في النار إذا كان في الجنة ملائكة الرحمة تأتي وتقول له أقبل أقبل لا تخف لا تحزن أنت راضٍ مرضي لك البشرى إذا كان والعياذ بالله مقعده في النار فتأتيه ملائكة العذاب وأيضاً تقول له أقبل وترعبه فيستوحش ويخاف ويبدأ بالإضطراب ، المؤمن في ساعة الإحتضار تجده هادئاً مطمئناً {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} الله تبارك وتعالى للإنسان المؤمن في ساعة الإحتضار ينزل عليه السكينة والإطمئنان أما ذلك الفاسق العاصي الكافر الجاحد الظالم المتجبر كأبي بكر وعمر فتجده شديد الإضطراب فتصدر منه هذه الكلمات التي أنقلها إليكم والتي تنسف الحديث المكذوب الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وآله الذي قالوا فيه أن رسول الله بشر عشرة من أصحابه في الجنة لو كان لهذا الحديث واقع لو كان صحيحاً لما كان هؤلاء ينطقون بمثل هذا الكلام ويظهرون رعبهم وخوفهم وتوقعهم للعذاب عذاب جهنم بحيث أنهم يأسفون أصلا على أنهم قد عاشوا في هذه الدنيا يقول ياليتني كنت ترابا من الذي يقول؟! الظالم دققوا في هذه الروايات المأخوذة من مصادر أهل الخلاف المعتبرة واحكموا أنتم بأنفسكم .
  أبو بكر يتمنى أن يكون حيوان
  روى أبن أبي شيبة في مصنفه في الجزء السابع الصفحة واحد وتسعين وكذا المتقي الهندي  في كنز العمال في الجزء الثاني عشر الصفحة خمسمئة وثمان وعشرين عن الضحاك قال رأى أبو بكر الصديق كما يزعم وناقل الكفر ليس بكافر طبعاً هو صديق لكفرة ومردة قريش الذين قالوا عن النبي صلى الله عليه وآله إنه ساحر مجنون والعياذ بالله فإذا كان معنى الصديق على هذا المعنى فنحن نقبله به أما إنه صديق في الإيمان فكلا هو صديق المشركين (رأى أبو بكرالصديق طيراً واقفاً على شجرة فقال طوبى لك يا طير والله لوددت أني كنت مثلك تقع على الشجر وتأكل من الثمر ثم تطير وليس عليك حساب ولا عذاب) .
  أسألكم أيهما أعظم رتبةً الإنسان أم الحيوان؟ لا إشكال ولا شبه في أن الإنسان أعظم رتبة من الحيوان {ولقد كرمنا بني آدم} فهذا الإنسان الذي يتمنى أن يصبح حيواناً أو يكون حيواناً هذا لا شك يرى نفسه أحقر من الحيوانات لماذا؟ لإجرامه لأنه لا يريد حسابا ولا عذابا فيريد أن يكون مثل الحيوانات أبو بكر إنسان الطير حيوان أبو بكر يتمنى أن يكون كهذا الطير (يقول طوبى لك يا طير والله -ويقسم بالله-  لوددت أني كنت مثلك تقع على الشجر وتأكل من الثمر ثم تطير وليس عليك حساب ولا عذاب) ما مفهوم هذه العبارة؟ أن أبا بكر يخشى الحساب والعذاب لو كان أبو بكر مبشراً بالجنة حقا كما يزعم المخالفون ويكذبون على رسول الله صلى الله عليه وآله لما تمنى أن يصبح حيوانا ليس عليه حساب ولا عذاب هو يعلم بأنه وإن حوسب فأنه لن يعذب هو ماضٍ إلى الجنة مبشرٌ بالجنة أيضا فلم يتمنى أن يصبح طيراً يأكل من الثمر ويطير ويقع على الشجر وليس عليه حساب ولا عذاب لم يتمنى وهو الذي يزعم المخالفون أنه خير الخلق بعد الانبياء كبرت كلمة تخرج من أفواههم أنظروا المغالات لم يزعم لم يتمنى هذا الذي على حد زعم المخالفين أعظم الخلق بعد الأنبياء لم يتمنى أن يصبح حيواناً لا مقام ولا فضل له !! إن هذا يكشف لنا أن الرجل كان يخشى الحساب والعذاب ولذلك تمنى أن يصبح ولو طائراً حيوان وبعد حياته يذهب لا حساب ولا عذاب ولكن أبا بكر لا يتوقف عند هذا الحد يخشى أن يصبح حتى حيواناً يريد أن يصبح أقل من الحيوانات أيضاً لماذا؟ لأنه قد يفكر يفترض أنه كما ورد في بعض الروايات أنه حتى الحيوانات تحاسب لكنها لا تخلد في جنة أو نار أي في يوم القيامة الحيوان الذي أفترس حيوانا آخر بغير حق قتله الله عز وجل يجعل ذلك الحيوان يقتص من الحيوان الأول ثم بعد ذلك يعدمهم إعداماً نهائياً فهو أيضاً يخشى هذا الأمر هذا المقدار لذلك يتمنى لو يكون من النبات يعني يتسافل أكثر ينزل أكثر أولاً تمنى أن ينزل من رتبة الإنسان إلى الحيوان ثم بعد ذلك من رتبة الحيوان إلى رتبة النبات لأن الحيوان أعظم رتبة من النبات فيقول في نفس الرواية في نفس هذا الحديث المنقول من ابن أبي شيبة في مصنفه وكنز العمال للمتقي الهندي (يقول والله لوددت أني كنت شجرة في جانب الطريق) لا فقط طير على الشجرة لا أتمنى لو أكون هذه الشجرة في جانب الطريق فأصبح نبات لا لي ولا عليّ أيضاً يرى نفسه هاهنا لعله بكون معرضاً للعذاب والحساب نحو من الأنحاء فيريد أن يتسافل أكثر فأكثر فماذا يتمنى ؟ يتمنى لو كان هذه الشجرة التي على جانب من الطريق فيمر عليها جمل فيأكلها ثم يلوكها في فمه ثم يزدردها أي تدخل في جوف أمعائه ثم بعد ذلك تخرج منه بعراً أي رجيعاً أي خرءاً ، أبو بكر أبن أبي قحافة كان يتمنى  أن يكون خرءا هذا الذي كان يتمناه لاحظوا الرواية ماذا تقول في نفس هذه الرواية تتمتها (يقول والله لوددت أني كنت شجرة في جانب الطريق مر علي جمل فأخذني فأدخلني فاه -أي فمه- فلاكني –مضغني- ثم أزدردني من الإزدراء أي الأبتلعاء أبتلعني ثم أخرجني بعراً ولم أكن بشرا) أخرجني عذرةً خرء إذا كان هذا الرجل كما يزعم المخالفون مبشراً بالجنة صديقاً مؤمناً لو كنتم متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلا وغير ذلك من الأكاذيب لو كان أفضل الخلق بعد الأنبياء كما يزعمون كذبا على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وأن أبا بكر يحشر أمة واحدة يوم القيامة وأول الناس إيماناً وما إلى ذلك فما بال هذا الصديق العظيم يتمنى لو كان خرءاً إن هذا يدل على أن الرجل كان يخشى العذاب يعلم بأن نفسه نفس خبيثة يعلم بحقيقة نفسه الكافرة وأنه منافق وأن العذاب وجهنم ينتظره فلذلك يتمنى أن يكون هذه الأمور الحقيرة الإنسان المؤمن لا يتمنى أن يكون هذه الأمور الحقيرة أبو بكر المفروض أنه ضامن الجنة رأس العشرة المبشرة في الجنة فلم يتمنى أن يكون خرءا لم يتمنى أن يكون هذه المادة الحقيرة إلا لو كان يعلم بأنه خير له أن يكون خرءا أجلكم الله من أن يكون أنسان اسمه أبو بكر ويعذب ويحاسب يوم القيامة كل هذا فرار من العذاب والحساب لأنه لا يتحمل قارنوا هذا الموقف بموقف أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه أنظروا أمير المؤمنين حينما قتل ضرب على رأسه بالسيف في محراب الصلاة هو شهيد المحراب بأبي هو وأمي ماذا قال؟ (فزت ورب الكعبة) مطمئن واثق من أنه ذاهب إلى الجنة فلذلك لا يشتد ويجزع ، الإنسان المؤمن هو الذي لا يشتد ويجزع في حالة الإحتضار أما أبو بكر فاشتد وجزع لأنه يعلم مآله إلى أين يعلم بأن أبواب جهنم مفتحة وأن هذه النار تنتظره والعذاب الإلهي الخالد أي أن أبا بكر يعلم بنفسه أنه مخلد في النار أما أمير المؤمنين صلوأت الله عليه كان واثقا من نفسه منتهى الهدوء يعلم أنه ماضٍ إلى رضوان الله تبارك وتعالى لأنه يعلم أنه إنما كان ملتزماً بأوامر الله تبارك وتعالى عاملا بما أمر الله عز وجل مؤدياً حقوق الله تبارك وتعالى فلذلك لا يخشى شيئاً يعلم بأن الله عز وجل عادل وفيٌّ فيفي لعباده الصالحين فيدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار واثق من نفسه أما هذا ألي ليس واثق من نفسه تلاقيه في أيام حياته يشتد ويجزع أبو بكر كان من ذلك الصنف لا من الصنف الأول هذا أبو بكر .
  عمر بن الخطاب يعترف انه أحدث
   فلنمضي إلى ثاني مقدس من الثالوث المقدس للمخالفين البكرين وهو عمر بن الخطاب فاروق الأمة أنظروا عمر أيضا ماذا يقول؟ .. وهذه الرواية من صحيح البخاري روى البخاري في صحيحه في الجزء الثالث الصفحة ألف وأربعمئة وخمسة وعشرين (عن عبد الله بن عمر قال لإبن أبي موسى الأشعري هل تدري ما قال أبي لأبيك) هل تعلم ماذا قال أبي عمر لأبيك أبي موسى الأشعري (قال قلت لا ، قال: فإن أبي قال لأبيك يا أبا موسى هل يسرك إسلامنا مع رسول الله وهجرتنا معه وجهادنا معه وعملنا كله معه يُرد لنا وأن كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس) هذه الرواية سبق وتعرضنا إليها في سلسلة محاضرات أخرى مضمون كلام عمر لأبي موسى الأشعري أنه هل يعجبك يا أبا موسى أنه كل ما صنعناه من أمور حسنة من أعمال صالحة كالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وإسلامنا وهجرتنا وعملنا إلى آخره كل هذه الأعمال ترد لنا ترجع أي الله عز وجل لا يثيبنا عليها مقابل أنه كل عمل عملناه بعده أي بعد النبي أي عمل فيه إحداث عمل فيه إبتداع أي أعمال طالحة أعمال سيئة عصيان هذا العمل أيضاً يسقط يعني كأنه يريد أن يقوم يمقايضة مع الله عز وجل أنه إلهي أنا عندي أعمال حسنة وعندي أعمال سيئة الأعمال الحسنة يا إلهي لا أطلب منك الثواب عليها اجعلها لي في المقابل الأعمال السيئة تسقطها لا تحاسبني عليها كفافاً رأسا برأس واحدة بواحدة لاحظتم عمر يقول لأبي موسى الأشعري هذا يقول له ترغب بهذا الشئ يعجبك هذا الشئ فأبو موسى ماذا يقول (لا والله قد جاهدنا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصلينا وصمنا وعملنا خيراً كثيراً وأسلم على أيدينا بشر كثر وإنا لنرجوا) أي نرجوا من الله المثوبة على كل ذلك عملنا أعمال صالحة (فقال أبي) يقول عبد الله بن عمر يعني أبوه عمر بن الخطاب قال رداً على أبي موسى (لكني أنا والذي نفس بيده لوددت أن ذلك يرد لنا وأن كل شئ عملناه بعدُ نجونا منه) أتمنى لو كل هذا يرد وفي نسخة برد ذهب لا يفيدنا بشئ لاحظتم وكل شئ عملناه بعد بعد هذا الشئ نجونا منه يعني بعد هذه الأمور من الأمور الطالحة من الأعمال السيئة هذه نجونا منه كفافا رأسا برأس أو كفافا رأسا برأس عمر يقر على نفسه أنه يخشى يعترف بأنه قد عصى الله ورسوله ما عنده يقين بأن أعماله تقبل منه لأنه يعلم أنه منافق وإنما يتقبل الله من المتقين يعلم بأنه على فرض أنه قد جاء ببعض الأعمال الحسنة إلا أن سيئاته بالقياس إلى تلك الأعمال كالبحر بالنسبة إلى قطرة منه أو كالمجرة إلى الذرة يعني ذرة عنده عمل صالح في مقابل مجرة من الأعمال الطالحة السيئة التي سودت وجهه في الدنيا والآخرة فلهذا يخشى العقاب الإلهي يخشى جهنم يخشى النار فيقول أتمنى وددت أنه هذه الأعمال كلها لا يثيبني عليها الله يرجعها إلي في مقابل تلك الأعمال السيئة تسقط عني ولا يعاقبني عليها هذا ليس كلام الإنسان المؤمن على أقل تقدير هذا ليس كلام الإنسان الذي يكون ضامناً للجنة إذا أنت ضامن الجنة لم تسأل الله تعالى الأعمال الصالحة أن ترد إليك ولا تحصل على مثوبة عليها لماذا؟ إذا كان الأمر حقا أنه أنت مبشر بالجنة من قبل رسول الله أنت ضامن الجنة لماذا تخاف؟ لماذا تطلب هذه المقايضة من الله تبارك وتعالى؟ أنظروا هذه الأدلة موجودة في صحاح المخالفين ومع الأسف لا يتدبرون فيها يعني هو هذا الحديث بحد ذاته كاف بالحكم على عمر أقل تقدير ليس مضمونا أنه في الجنة فعلى أي أساس تقولون في كل العالم عمر في الجنة هي المسألة هكذا فوضى الرجل يقر على نفسه أنا لا أضمن الجنة فأنت تذهب بنفسك أي تكون ملكي أكثر من الملك ما هذا الهراء!! ما هذا السخف!! ما هذه قلة العقل التي عندكم يا معشر المخالفين قليلا تدبروا في رواياتكم في أحاديثكم في أدلتكم انظروا ماذا يقول هؤلاء على أنفسهم يشهدون ، هذا أبو بكر شهد على نفسه وهذا عمر شهد على نفسه .
  عائشة تعترف أيضا أنها أحدثت
  وهذه الثالثة أمكم الحميراء أمكم الحميراء التي فتنتم بها وبما يأتي منها وبكل ما يتعلق بها حتى بلغ الإفتتان بأسلافكم مبلغ أن يشموا بعر وخرء الجمل الذي كانت تركب عليه ويقولون بعر أمنا ريحه ريح المسك إلى هذه الدرجة من الإفتتان إلى هذه الدرجة من الإفتتان عائشة هذه نفسها بنفسها تقر وتعترف بأنها لم تضمن الجنة وتتمنى لو لم تكن قد خلقت قط لأنها تعلم الذي أحدثته في الإسلام تعلم جرائمها التي على رأسها اغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله بوضع السم في فمه الشريف تعلم ذلك عائشة ولذلك تقول كما في الرواية التي يرويها ابن سعد في كتابه المعتبر جداً عند المخالفين وهو الطبقات الكبرى في الجزء الثامن الصفحة أربعة وسبعين (يروي ابن سعد عن عائشة أنها قالت حين حضرتها الوفاة) ماذا قالت في تلك الساعة التي لا ينفع فيها الندم (ياليتني لم أخلق والله لوددت أني كنت شجرة) كأبيها الذي تمنى أن يكون شجرة في جانب الطريق لكن هذه أيضا لا تكتفي ترى أن الشجرة قد تعرضها إلى شئ من الحساب والعذاب فتتمنى ما هو أدنى من الشجرة فتقول (والله ولوددت أني كنت مدرةً) المدرة أي الطين اليابس عندنا حجر وعندنا مدر المدر هذا الطين اليابس الذي يكون في الطرقات التي يدوس عليه الناس والذي يختلط بالنجاسات يعني لا قيمة لها أخس الأشياء عائشة تقول أنا أتمنى أن أكون هذا الشئ (والله لوددت أني كنت مدرةً والله لوددت أن الله لم يكن خلقني شيئاً قط على الإطلاق) ما كنت اتمنى أن الله يخلقني حتى لا يعذبني الآن أنا في ساعة الوفاة وأبواب جهنم مفتوحة أمام وجهي لو كانت عائشة كما يزعم المخالفون زوجة رسول الله في الجنة لكانت في ساعة الإحتضار ترى رسول الله وتبشرها الحور العين بأنها في الجنة فتعالي فتكون مطمئنة هادئة لكن العكس هو الصحيح تتمنى أن تكون مدرة فإذاً لا صحة لأقوالكم والأحاديث التي وضعتموها على رسول الله من أن عائشة كما هي زوجته في الدنيا هي زوجته في الآخرة كلا.. { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِي} أقرأوا القرآن كما أن الله فرق بين أنبيائه وبعض أزواجهم زوجاتهم من المنحرفات كزوجتي نوح ولوط كذلك الله تبارك وتعالى فرق بين رسوله الخاتم صلى الله عليه وآله وبعض زوجاته المنحرفات الخائنات كعائشة وحفصة وأم حبيبة بنت أبي سفيان رملة إسمها ومن أشبه ولو كان ما يزعمه المخالفون حقاً لما وجدنا عائشة في هذا الإضطراب في ساعة الإحتضار وتتمنى أن الله لم يخلقها قط لماذا؟ هي ضامنة الجنة ضامنة أن تجتمع برسول الله صلى الله عليه وآله الذي كان الأنبياء السابقون يتمنون ويسألون الله أن يجمعه بهم في الجنة فلم الصديقة بنت الصديق تتمنى أن تكون مدرة تتدبروا يا قوم لا تنخدعوا بكلام من هم على المنابر يضلونكم ويخدعونكم تدبروا ..
  إذاً نتيجة هذا البحث هذا الفصل من هذا البحث أنه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله لا سيما هؤلاء الثلاثة المقدسين عندكم ما كانوا يضمنون الجنة بل كانوا يتوقعون النار وهذا ناقض لمعتقد عدالة الصحابة ناقض للقول أو للحكم بأنهم جميعاً في الجنة هذا وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp