البحوث القرآنية (9) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
البحوث القرآنية (9) 

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطانالرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

 القول مني في جميع الاشياء قول آل محمد ) عليهم السلام ) فيما اسروا وما اعلنوا وفيما بلغني عنهم ومالم يبلغني ، الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة وازكى السلام على المبعوث رحمه للخلائق اجمعين سيدنا محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم اجمعين من الآن الى قيام يوم الدين .. آمين

في الحلقة السابقة ..

يستمر كلامنا في رد من قال بأنّ وجه الاعجاز في القرآن الحكيم هو الصرفه ، اي صرف البشر عن أن يعارضونه لا أنه في ذاته معجز في فصاحته وبلاغته وبراعة نظمه وغرابت تركيبه .  فقلنا بأن مما يشهد على أنّ وجه الاعجاز في القرآن الحكيم هو الفصاحة والبلاغه والنظم والتركيب أنا نجده قد اجتذب اليه حتى اعدائه اعداء القرآن من المشركين .  ماكانوا يتحملون سماعه لأنهم كانوا يرونه يهزهم هزا ، ومن جهة اخرى كانوا يضطرون بين حين وآخر لأن يسترقوا السمع ويحدقو بمنزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأنهم كانوا يجدون لهذا القرآن جاذبيه عجيبه ، بحيث انهم من غير اختيار تقريبا كانوا ينساقون للإستماع اليه .  وهذا كله يكشف عن أنّ وجه الاعجاز في القرآن الحكيم هو نفس القرآن من جهة كونه في قمة البلاغه والفصاحه .

ضربنا مثالا لشهادة العدو على اعجاز القرآن وانه يفوق كلام البشر .  المثال هو مارواه ابن اسحاق عن الزهري أنّ ابن سفيان ابن حرب وابوجهل ابن هشام والاخنس ابن شريق كانوا يستمعون القرآن لثلاث ليال ، بعدما يحدقون بمنزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مع انهم كانوا يتلاومون على ذلك خوفا من أن يكون حضورهم الى قرب منزل النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سببا لأن يعتقد اتباعهم بصدق دعوته ، وبأنّ هذا الكتاب من عند الله ( تبارك وتعالى )، فمع تلاومهم ومع تعاهدهم على أن لايعودوا على ذلك الا انهم كانوا يعودون وهذا يكشف أنّ القرآن له جاذبه خاصه .

كذلك من جملة الشهادات ماشهد به عتبه ابن ربيعه الذي كان سيدا من سادات قريش ، وهو ايضا حينما استمع لالآيات يتلوها رسول الله الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم) اهتز وقال لقومه : " انه اطيعوني واجعلوها بي وخلو بين هذا الرجل وبينما هو فيه واعتزلوه فوالله ليكوننلقوله الذي سمعته منه [ هذا القول الذي سمعته من النبي الاعظم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الا وهو القرآن الحكيم ] نبأ عظيم " .


أربع شهادات من سادات قريش يشهدون بإعجاز القرآن البلاغي ..

فإذا لدينا اربع شهادات الى الآن لأناس كانوا من سادة قريش ورموزها :
1- ابوسفيان ( لعنة الله عليه )
2- ابوجهل ( لعنة الله عليه )
3-  الاخنس ابن شريق ( لعنة الله عليه )
4- عتبه ابن ربيعه ( لعنة الله عليه )

وهنا نذكر ايضا شهادة خامسه هي شهادة احد اعلام المشركين واحد سادتهم وهو المدعو الوليد ابن المغيره ( لعنة الله عليه ) ، هذا الرجل كان يعتبر عند قريش حكيمها وسيدها ، ونحن كما نعلم أنّ قريش او أنّ المجتمع المكي ، الحكومه التي في المجتمع المكي كانت حكومتا اشبه بالحكومه الارستقراطيه ، اي انه الذي يحكم ليس فردا واحدا وانما طبقة من الاروستقراطيين من الاشراف من النبلاء سمها ما شئت .  هؤلاء كانوا يجتمعون في دار تسمى دار الندوى ، وهؤلاء هم الذين كانوا يحكمون ومنهم  ابوسفيان وابوجهل ( لعنة الله عليهم ) ومن اشبه وهذا الرجل كان يعتبر مقدما حتى على اولئك .  لأنه كان شيخا كبير في السن وكانوا يرجعون اليه ، لايبرمون امرا إلا بعد الرجوع اليه ، وبسبب عمره الطويل كان ذا خبره بكلام العرب ، ومما يجعل هذا الرجل قويا انه كان له جماعه من الابناء وكان ابناؤه ممن يضرب بهم المثل . 

وايضا كان غنيا وكانت ايضا اسرته غنيه فلذلك هذا الرجل كان مقدما وكان مبرزا بين قومه ، فلما اعلن النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نبوته وسمع هذا الرجل ماقاله النبي الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شهد بأن هذا لايكون كلام مخلوق ، وانه محال أن يكون هذا الكلام اصلا من جنس كلام العرب ، وإن كان هو عربي ، يعني العجيب في القرآن الكريم هو هذا .  إنه كلام بلسان عربي مبين ولكن لم يعهد في كلام العرب مثله ، يعني ليس من جنس اصناف الكلام عند العرب ، لاهو بشعر ، لاهو بنثر ، لاهو بخطابه ، لاهو بكهانه ، لاهو مثلا يعني برجس مثلا لاشيء من هذا القبيل ؟! فلذلك القوم تعجبوا انه كيف يأتينا كلام كهذا يجعلنا مشدوهين في هذا الكلام ؟!  والعجيب فيه انه لايمكن أن ينظم مثله ، لايمكن أن يركب مثله مع انه مكون من نفس الحروف والكلمات التي نحن نستخدمها لكن لايتأتا لنا أن نأتي بمثله . 

دعونا نقرأ مارواه العلامه المجلسي عن اعلام الورى للطبرسي وهذه الروايه تذكر شهادة الوليد ابن المغيره ،ونعلم بأن خالد ابن الوليد هو ابن هذا الرجل ( لعن الله الوالد والولد ) ، قال : " كان رسول الله الاقدس ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لايكف عن عيب آلهة المشركين  [ ماكان يكف عن النيل من الرموز المقدسه للمشركين من آلهتها ] كان رسول الله الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لايكف عن عيب آلهة المشركين ويقرأ عليهم القرآن فيقولن هذا شعر محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) [ كان بعضهم يقول هذا شعر وكأنه ذو وزن خاص   ويقول بعضهم بل هو كهانه  [ وقد فسرنا سابقا ماهي الكهانه ] ويقول بعضهم بل هو خطب ،  وكان الوليد ابن المغيره شيخا كبيرا وكان من حكام العرب يتحاكمون اليه في الامور وينشدونه الأشعار فمااختاره من الشعر كان مختارا ] كانوا ينشدون له الاشعار فالذي يختاره ويقول هذا اقوى يسلمون لإختياره ويقولون نعم هذا اقوى الاشعار ، ومن ثم يغدقون على صاحب ذلك الشعر مالا]

ويقول بعضهم بل هو خطب وكان الوليد ابن المغيره شيخا كبيرا وكان من حكام العرب يتحاكمون اليه في الامور وينشدونه الأشعار فمااختاره من الشعر كان مختارا وكان له بنون لا يبرحون من مكه [ بنوه معه ، هذا الرجل كان قويا من جهة انه ذو خبره سيد مطاع ومحكّم يحتكمون اليه وله مال وبنون ، كان ثريا وكان ايضا ذا عزوة وقوة بأبنائه وعشيرته ، وهؤلاء الابناء كانوا دائما بمكه بقربه ومعه ويمتثلون امره ]  وكان له بنون لايبرحون من مكه وكان له عبيد عشره [ عشرة عبيد عنده ] عند كل عبد الف دينار يتجر بها كل عبد من عبيده [ مو فقط بعد ابنائه عبيده الواحد كان عنده الف دينا طبعا هذا مبلغ خيالي انذاك ، انه كل واحد كان عنده الف دينا يتجر والارباح يجعلها لسيده ] وكان له بنون لايبرحون من مكه وكان له عبيد عشره [ عشرة عبيد عنده ] عند كل عبد الف دينار يتجر بها وملك القنطار في ذلك الزمان [ ملك القنطار صار سيدا للقنطار ، ماهو القنطار الروايه نفسها تشرح ] .. والقنطار جلد ثور مملوّ ذهبا [ جلد الثور هذا مساحة كبيره تقريبا يملأ بالذهب هذا يسمى القنطار ، ويضرب به المثل عادة في الكثره والغنى . مثلا حينما يقال هذا المثل المعروف انه درهم وقايه خير من قنطار علاج ، انه تدفع درهما لتقي نفسك من المرض خيرا من أن تصرف قنطار لعلاج نفسك .  درهم وقايه خير من قنطار علاج والمراد به إذا تتقي المرض بشيء ما ولوقليل فهو خير من أن تعالج بالكثير نفسك بعد المرض ، فإن المرض قد يتمكن منك كذلك مهما تصنع ]  .

[ فإذا تخيلوا هذا القنطار جلد ثور الثور تعرفون ضخامته ، فماذا يحتوي جلده ؟  هذا الجلد يمتلئ بالذهب ثروه خياليه يعني الآن تقدر بملايين الدولارات ، إذا افترضنا انه كل تلك المساحه تملئ بالذهب فذلك الرجل كان يملك ذاك الذهب انذاك قال ] والقنطار جلد ثور مملوّ ذهبا وكان من المستهزئين برسول الله الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان عم ابي جهل ابن هشام ، [ هذا عم ابوجهل ]  فقال له : قال ابوجهل للوليد ابن المغيره : يا ابا عبد شمس ــ كنيته ــ ماهذا الذي يقول محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اسحر ام كهانة ام خطب ؟

[ لأنه اختلف المجتمع القرشي بعدما جائهم هذا الكلام العجيب ، كل منهم يقول كلاما وهذا الاختلاف فيما بينهم فتح المجال لأن يأخذ القرآن موقعه اكثر فأكثر ، لأن الناس قالوا اشياخنا وسادتنا مايعرفون ماهذا الكلام ماهو !  فهذا معناه انه كلام ذو شأن ، ومااستطاعوا أن يأتو بمثله او يعارضوه ، فهذا ايضا معنا انه كلام حقا ليس من صنع البشر . فلذلك ارادوا أن يقضوا على هذا الامر ، ارادوا بنحو ما أن يتفقوا على كلمة واحده في وصف القرآن الحكيم ، وفي وصف النبي الاعظم الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ثم يبدأ بمحاوله المعارضه التي سنأتي لها فيما بعض والتي اخزتهم وفضحتهم اكثر فأكثر ، إذ تبيّن انهم لايقوون ولا يقدرون على المعارضه ابدا ]

قال ــ ابوجهل ــ يا ابا عبد شمس ماهذا الذي يقول محمد ( صل الله عليه وآله وسلم ) اسحر ام كهانة ام خطب ؟فقال دعوني اسمع كلامه فدنا من رسول الله ( صل الله عليه وآله وسلم ) ، وهو جالس في الحجر فقال يا محمد (صلى الله عليه وآله و سلم ) انشدني من شعرك ، قال ماهو بشعر ولكنه كلام الله الذي به بعث انبيائه ورسله ، فقال اتلو علي منه ، فقرأ عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : { بسم الله الرحمن الرحيم } ، فلما سمع الرحمن استهزء [ هذا الوليد ابن المغيره ( لعنة الله عليه ) لأنه كان رأس المستهزئين برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهذه الآيه الشريفه : { انا كفيناك المستهزئن } نزلت فيه ، إنّ الله ( عز وجل ) سيكفيك هذا المستهزء . 

وبالفعل قد نصر الله نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على هذا المستهزء وسائر المستهزئين ، اذ قًتلوا او ماتوا كمدا ، قُتل بعضهم في معركة بدر ، والبعض الآخر مات كمدا ، وانتشرت دعوة النبي الاعظم محمد( صل الله عليه وآله وسلم ) وثبتت في مجتمع كان يرفضها ويلفضها ولايستقبلها ، وكان قد اعد العده للقضاء عليها لكنه لم يفلح . رسول الله الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعدما طلب منه الوليد ابن المغيره ( لعنة الله عليه ) أن يقرأ او يتلو شيئا من كلام الله ( تبارك وتعالى ) ]

فقرأ عليه رسول الله الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { بسم الله الرحمن الرحيم } ، فلما سمع الرحمن استهزء فقال : تدعو الى رجل باليمامه يسمى ( الرحمن ) ؟ [ الوليد ابن المغير كان شيخا كبيرا وله خبره وله تجارب وله معرفه بالناس في جزيرة العرب ، فكان هنالك رجل باليمامه يسمى بالرحمن ، فهذا الوليد ابن المغيره ( لعنة الله عليه ) لما سمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول  { بسم الله الرحمن الرحيم } قال من الهك الذي تدعو اليه هذا الرحمن الذي باليمامه ! وهكذا يضحك ويستهزء! ]

فقال تدعو الى رجل باليمامه يسمى الرحمن ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لا ولكني ادعوني الى الله وهو الرحمن الرحيم ثم افتتح سورة حم السجده فلما بلغ الى قوله : { فإن اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود } [ النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) افتتح سورة حم السجده وبدأ يقرأ منها الى أن بلغ هذا الموضع هذه الآيه { فإن اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود }  ] ،  تقول الروايه انه لما بلغ الى قوله { فإن اعرضو فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود } وسمعه اي سمع الوليد ابن المغيره هذا الكلام من رسول الله الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بهذه الآيه اقشعر جلده [ ايها الاخوه لاحظوا بعضكم الآن يقول سمعت منك الآن الآيه ما اقشعر جلدي ! السبب ليس فقط انه قد يكون ايمانك لاسمح الله هابطا شيئا ما ولكن لايقشر جلدك لما تسمع كلام الله ( عز وجل)  وخصوصا في مثل هذا الوعيد ، هذه الآيات التي تتوعد بالعذاب عادتا المؤمن يقشعر جلده ، ولكن ليس السبب سبب عدم القشعريره منحصرا في قلت الايمان ، عدم تذوق البلاغه جيدا ، انك لست مثلا من ادباء العرب ، لست من شعرائهم ، لست من بلغائهم لذلك الآيه الكريمه هذه قد لاتثير فيك شيئا او لا تثير فيك ما تثيره في ذلك البليغ .  حتى واإن كان اصلا نصرانيا ، وسنأتي إن شاء الله في المستقبل على بعض شهادات ادباء النصارى العرب ، لأنه جمع من العرب نصارى مثلا لكنهم يشهدون للقرآن الحكيم ، واقشعرت جلودهم لما سمعوا القرآن الحكيم ، وسنأتي ايضا على شهادات بعض المستشرقين .

حقيقه الانسان الذي يعرف اللغه العربيه جيدا يتوقف عند آيات القرآن الحكيم فيهتز وتصيبه هذه القشعريره { فإن اعرضوا فقل انذرتكم صاعقتا مثل صاعقة عاد وثمود } وسمعه اي سمع الوليد ابن المغيره هذه الآيه اقشعر جلده وقامت كل شعره في رأسه ولحيته [ الى هذه الدرجه كل شعره في رأسه ولحيته قامت ]  ثم قام [ ما استطاع أن يتحمل الكلام ] ثم قام ومضى الى بيته ولم يرجع الى قريش  ، [ مارجع الى قريش وهنا قريش خافت انه بعدما تلا النبي الاعظم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من آياته على ابي عبد شمس الوليد ابن المغيره المخزوعي ( لعنة الله عليه ) فإنه قد يكون تحول الى دين الرسول الاكرم محمد ( صلىالله عليه وآله وسلم ) ، لأنه كان واضحا بعدما بدأ النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقرأ عليه هذه الآيات ، كأن الاثقال تأتي على كاهل الوليد ابن المغيره ( لعنة الله عليه ) ثقل بعد ثقل الى أن وصل النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { فإن اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود } ، بعد كأن الرجل انهد ركنه فااقشعر جلده قامت كل شعره في رأسه ولحيته ]

ثم قام ومضى الى بيته ولم يرجع الى قريش فقالت قريش يا أبا الحكم [ كنية ابوجهل قبل أن يكنيه النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بهذه الكنيه تحقير له ، هو اسمه ابو الحكم ابن هشام ، النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جاء وقال ابوجهل ابن هشام انت ابوجهل هكذا كان يصم بعض الافراد مما يكونون رموزا للكفر وللضلاله ، يصمهم بوصمه معينه تجعلهم مقبوحين محقرين الى الأبد ] فقريش فزعت الى ابي جهل وقالت له يا ابا الحكم صبا ابوعبد شمس الى دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) هذا عمك ابوعبد شمس الوليد ابن المغيره صبا الى دين محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) [ تحول الى دين النبي الاعظم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأنه مارجع الينافجأه قام اقشعر جلده بانت عليه علائم التأثر وذهب الى بيته ] يا ابا الحكم صبا ابوعبد شمس الى دين محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اما تراه لم يرجع الينا وقد قبل قوله ومضى الى منزله فاغتمت قريش من ذلك غما شديدا وغدا عليه ابوجهل .

[ راح الى عمه ] فقال ياعم نكست برؤوسنا وفضحتنا [ نكست برؤسنا خليت رؤسنا في الرمال] قال وماذاك ياابن اخ ؟[ وماذاك لماذا فضحتكم ونكست برؤوسكم ؟ ] ، قال صبوت الى دين محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال ماصبوت واني على دين قومي وابائي ولكني سمعت كلام صعبا تقشعر له الجلود ، [ هذا الذي جعلني لا اتحمل وهربت الى بيتي لأنه اختل كياني من سماع هذا الكلام ] ، قال ابوجهل اشعر هو ؟ قال ماهو بشعر قال فخطب هي ؟ قال لا ان الخطب كلام متصل وهذا كلام منثور ولا يشبه بعضه بعضا له طلاوه  ، [ له جمال له لون خاص سحر خاص اعجوبه هذا الكلام له طلاوه ] إنّ الخطب كلام متصل وهذا كلام منثور ولايشبه بعضه بعضا له طلاوه قال فكهانة هي ؟ قال لا ,قال فماهو؟ [ تعجبوا في أن يصفوا هذا الكلام ، ماهو ماهيته في اي خانه يجعلونه في كلام العرب ؟ هو كلام عربي لكن مو من كلام العرب عجيب هذا وجه الاعجاز في القرآن الحكيم . 

انك تجده كلام عربيا لكنه مو من كلام العرب ليس من اي صنف من اصناف كلام العرب والى يومنا هذا ولا احد يستطيع بأن يأتي بمثل هذا الكلام لأنه ليس من مخارج كلام العرب .  ليس من اصناف كلام العرب فلذلك الوليد ابن المغيره ( لعنة الله عليه ) قال دعني افكر فيه ، افكر انه هذا الكلام ماهي ماهيته شنو هو ] قال دعني افكر فيه فلما كان من الغد ــ صار اليوم الثاني ــ قالوا يا ابا عبد شمس ما تقول ؟ ماتقول في هذا الكلام ؟ قال قولوا هو سحر فإنه آخذ بقلوب الناس " .


لماذا يصفوه بالسحر ؟ 

هنا محل الشاهد انه لولم يكن القرآن في حد ذاته معجزا في فصاحته وبلاغته وبلاغة نظمه وتركيبه ، لما قيل فيه انه سحر يأخذ بقلوب الناس قلوب الناس ، تنجذب اليه .  لوكان وجه الاعجاز في القرآن الحكيم أنّ الله ( عز وجل )  قد صرف الآخرين عن أن يأتو بمثله لا انه ليس في حد ذاته بمقدور على أن يؤتى بمثله ، لأنّ اصحاب القول بالصرفه ماذا قالوا كما بينا ؟ قالوا هو كلام بليغ لكن لا  انه ليس ضمن دائره المقدور ، هو ضمن دائرة المقدور يؤتى به طيب كيف لم يؤتى به الى الآن ؟قالوا ، الله يصرف ، يمنع ، يقهر الآخرين عن أن يأتوا بمثله ، نحن نقول هذا الكلام باطل لأنه لوكان الامر هكذا لما كان أن يهتز الوليد ابن المغيره ( لعنة الله عليه ) هكذا ولا أن يهتز ابوسفيان والاخنس ابن شريق وابوجهل وعتبه ابن ربيعه وامثال هؤلاء ( عليهم لعائن الله ) كانوا يهتزون ويجدون في القرآن بذاته انه معجز ، انه فوق كلامه ولذلك وصفوه بأنه سحر ، ويأخذ بالقلوب ، يأسر القلوب ، هكذا يجذب الواحد حتى بدون اختيار منه .  فإذا يبطل القول بالصرفه ويتبين هنا أنّ القرآن في حد ذاته معجز لأنه فوق البلاغه وفوق الفصاحه ، فوق كلام العرب وإن كان كلاما عربيا .


"قال قولوا هو سحر فإنه آخذ بقلوب الناس "فأنزل الله تعالى فيه –نزل في الوليد ابن المغيره ( لعنة الله عليه ) هذه الآيات وحقيقه الآيات هم واقع ، انا حينما اقرأها واقعا يعني يكاد قلبي أن يرتجف ، هكذا تهديد ووعيد من الله ( عز وجل ) بكلمات كالصواعق لا نجد لها نظيرا ابدا .  ومهما اتينا بخطاب فيه تهديد ووعيد لأحد لايمكن أن يوقع اثرا في النفس ، يجعل القلب هكذا يرتجف مثل هذه الآيات الكريمات التي يخاطب الله ( عز وجل ) بها الوليد ابن المغيره ( لعنة الله عليه ) ويهدده ويتوعده . 

ماذا يقول عز من قائل ؟  يقول : { ذرني ومن خلت وحيدا }، الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله جل وعلا يقول يامحمد خليني وهذا خليني ، هذا الوليد ابن المغيره ( لعنة الله عليه ) الذي يتحداني ويقول كلامي سحر ويستهزء بك ويحارب دعوتي ،  { ذرني ومن خلت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا } عنده مال ، يغتر بأمواله ، يمتلك القنطار وعشره من عبيده كل واحد عنده الف دينار . { وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا } ، عنده بنون ، هؤلاء يدفعون عنه ويشهدونه ويكونون معه ، من بينهم هذا خالد ابن الوليد ( لعن الله الوالد والولد ) { ذرني ومن خلت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع ان ازيد كلا انه كان لآياتنا عنيدا سأرهقه صعودا } ، ترا هاي كلمات احنا هكذا نتكلم ، ولكن هذه تهز الصخر ، تهز الصخر { لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله } .  هذي كلمات إعرضها على اي بليغ من بلغاء العرب اليوم ، اي اديب عربي وإن كان كافرا اصلا ملحدا ، إن كان منصفا يقر لك ، يقول الكلمات هزتني من الاعماق حقيقه .

الله اكبر شنو هالمعنى التي تتضمنه هذه الكلمات وهذه العبارات ؟ {  كلا انه كان لآياتنا عنيدا * سأرهقه صعودا * إنه فكر وقدّر * فقُتل كيف قدّر * ثم قتل كيف قدّر * ثم نظر * ثم عبس وبسر * ثم ادبر واستكبر * فقال إنّ هذا إلا سحر * يؤثر إن هذا الا قول البشر * سأصليه سقر * وما ادراك ماسقر * لا تبقي ولاتذر * لوّاحه للبشر * عليها تسعة عشر } ، الله اكبر ماهذا النظم العجيب !!!

والكلمات التي كل واحده منها بهذا النظم وبهذا التركيب ، كأنها تنزل الصواعق على رأس هذا الانسان .  لهذا انتم اقرؤ في تاريخه انه بالفعل بعد ذلك وضعه اختل ، وبقي هكذا الى أن مات كمدا ، وفي روايه انه كان من جملة الذين قتلوا في بدر .

في نفس المصدر تتمة او حديث آخر يتلو هذا الحديث في نفس المصدر في بحار الانوار للعلامه المجلسي نقل عن اعلام الورى للطبرسي ،وفي حديث حماد ابن زيد عن ايوب عن عكرمه قال [ هذا عكرمه من ؟الذي كان تلميذ لإبن عباس ] قال : " جاء الوليد ابن المغيره الى رسول الله الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال له اقرأ عليّ، فقرأ عليه { إنّ الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون } [ هذي هم النغمه القرآنيه العجيبه ( إنّ الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون } فيما يأتي إن شاء الله من محاضرات سنتوقف عند هذه الآيات وبعض آخر من الايات لكي نحاول أن نحللها من جهة الفصاحه والبلاغه ، ومن جهة هذه النغمه وهذا الاسلوب والتركيب العجيب .  مع الاعتراف طبعا بأنّا قاصرون وعاجزون في كل الاحول ، لكن فقط محاوله لتقريب او بيان وجه الفصاحه والبلاغه في مثل هذه الآيات ، وكيف انه مهما اجلنا فيها النظر فإنا لانستطيع أن نقف على علّة الفصاحه والبلاغه فيها بدقه ، انما نحاول أن نقترب شيئا ما من جوانب هذه الفصاحه والبلاغه ، ثم نقارنها ببقية كلام العرب فلانجد وجها للمقارنه وهنا وجه الاعجاز هذا هو السر في الاعجاز ]

فلما النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قرأ على الوليد ابن المغيره ( لعنة الله عليه ) [ هذه الآيه آيه واحده ] قال له اعد! [ كأنه هكذا لم يستطع أن يستوعب الكلام ، هزّه هكذا من الاعماق ] فقال اعد فأعاد النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اعاد له الاية الشريفه فقال والله انه له لحلاوه ، [ هذا القرآن العجيب له حلاوه ] وإنّ عليه لطلاوه[ عليه هذا الجمال العجيب ] وإنّ عليه لطلاوه وإنّ اعلاه لمثمر [ اعلى هذا الكلام لمثمر طبعا هذه العباره نفسها من الوليد ابن المغيره عباره بليغه ، لانه هو كان بليغا هو من جملة بلغاء العرب ، ولذلك كان يحتكم به لتقييم الشعر والنثر والخطب وما اشبه ] فقال والله إنّ له لحلاوة وإنّ عليه لطلاوه وإنّ اعلاه لمثمر وإنّ اسفله لمعذق " .

يعني اسفله هكذا ضارب في الجذور كلام اصيل عجيب " وإنّ اسفله لمعذق وما يقول هذا بشر " ، بشر لايقول هذا محال ! فإذا لدينا هنا شهادة بليغ من البلغاء ، وليس أي بليغ ، ثم هذا البليغ معادٍ والفضل ماشهدت به الاعداء ، فلما نظم نحن هذه الشهادات ، وانا انما نقلت فقط خمس شهادات من رجال هم اعداء الاسلام ، واعداء النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واعداء القرآن ، لكنهم اعترفوا وقروا بأن هذا كلام لايقوله بشر ، وهؤلاء كانوا من سادة العرب ، من بلغائهم ، من ادبائهم ، ممن يعرفون كيف يقيّمون ، هنا تتجلى لنا عظمت القرآن واعجازيّته هذا القرآن الذي كان يهز القلوب ويبهر الناس .  اي احد كان يسمع هذا القرآن كان ينبهر ! ينبهر بهذا الكلام العجيب لا في نظمه فحسب ، وانما بما يختزنه من المعاني التي عبر عنها بأروع عباره واعظم عباره وابلغ عباره .


كان هذا القرآن خلابا يجلب اليه كل انسان يستمع اليه ، بل يسمعه لمجرد أن يسمع هذا القرآن كان فجأه يصيبه حاله من الانشداد والانجذاب ويجد نفسه ينتقل الى رحاب هذا القرآن ويبدأ هكذا كأنه دخل عالما جديدا وينعزل عن العالم الخارجي ، فإذا يبطل القول بالصرفه ويثبت القول بأن القرآن الحكيم في حد ذاته معجز من جهة فصاحته وبلاغته .لما وجدنا هذا القرآن يجتذب اليه الناس ، لأنهم رؤوه بهذه الروعه ، رأوه خلابا ، وجدوه يهز قلوبهم وافئدتهم وارواحهم من الاعماق . 

خمس شهادات لأعداء القرآن الحكيم تثبت اعجاز القرآن من جهة الفصاحة والبلاغة ..


نحن قد جئنا بخمس شهادات لأعداء للقرآن الحكيم ، تدلنا على مدى ما يتصف به هذا القرآن في مقياسهم من البراعه وجودة النظم بما لم يستطع احد أن يأتي بمثله الى يومنا هذا ، ولن يأتي بمثله احد الى يوم القيامه ...

شاهد آخر على بطلان القول بالصرفه ..

نأتي الآن بشاهد آخريدلنا ايضا على هذه الحقيقه كل هذا في سياق ابطال القول بالصرفه .  هذا الشاهد هو التأثير الذي تركه القرآن الحكيم على جماعة من الناس بحيث أنهم بسبب هذا القرآن وبسبب استماعهم اليه غيروا جميع خططهم في الحياة الدنيويّه .  كانت لهم خطه في أن يبقوا متحاربين يحارب بعضهم بعضا ، حروب اهليه كانت بينهم وكانوا ماضين في ذلك لكن سبحان الله سمعوا هذا القرآن فبهرهم ، انجذبوا اليه فتناسوا كل ما كان بينهم من محن وحزازات وثارات وانتهت تلك الحروب الاهليه التي قد دامت لعقود من السنوات ، انتهت في لحضه واحده من الزمن .  هذه خطه كانت لهم وإذا بهم يعدلون عنها لمجرد التأثير الذي تركه القرآن عليهم هذا واحد .

خطة اخرى كانت لديهم في انهم ارادوا أن يؤسسو حكومه ويجعلوا على رأس هذه الحكومه واحد منهم يتوجونه ملكا عليهم ، جهزوا له حتى مضاهر الملوكيه او الملكيه تاج والرداء وما اشبه ، على وشك أن يتوجه خلاص ، لكن بمجرد ما سمعوا القرآن الحكيم إذا بهم ايضا يصرفون النظر عن هذه الخطّه ويستقدمون رجلا مرفوضا من قومه .  هو صاحب هذا القرآن وهو غريب بالنسبه اليهم يعني رجل من الخارج يستقدمونه ويتوجونه عليهم ويفدونه بالأرواح والانفس والاموال والبنين وكل مايملكون من هؤلاء ؟هم اهل يثرب .

الذين تغير مجرى تاريخهم كليتا بسبب استماع افراد منهم صدفه للقرآن الحكيم ، جماعه انتقلوا من يثرب الى مكه حتى يعقدوا تحالف مع قريش على بعضهم بعضا .  جماعه من الخزرج انتقلوا الى مكه حتى يتحالفوا مع قريش على قومهم من الاوس شركائهم في يثرب ، تشاء الاقدار أن يمر هؤلاء يستمعون للقرآن فتتبدل ارواحهم ونفوسهم كليتا فيرجعون الى قومهم ينقلون القرآن ؟!  يصرفون النظر اصلا عن هذا التحالف وعن هذه الحرب وعن هذه المشاكل .  فيستمع الاوس وهم اعدائهم يستمعون الى القرآن من اولئك ، فإذا ايضا بهم ايضا ينجذبون للقرآن فيذهب الاثنان جميعا يبايعون صاحب هذه الدعوه .  صاحب هذا القرآن محمد ابن عبد الله ( صلى الله عليهما وآلهما وسلم ) ، وهو الذي يرفضه قومه ويحاربونه وغريب عنهم ، يقولون له تعال نتوّجك نحن ملكا علينا .  وهذا ماحصل جعلوه هو الحاكم وثم تغيرت حياتهم كليتا ، اصلا اسم بلدتهم تغيّر يثرب الآن هي المدينه المنوره سلام الله على من نورها وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين الانوار الميامين ، كان اسمهم سابقا الاوس والخزرج الآن اسمائهم الانصار يعني انصار النبي الاعظم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تاريخ كامل تغير بسبب ماذا ؟ تأثير القرآن .

فلو ماكان القرآن معجزا ومؤثرا من جهة فصاحته بلاغته والمضامين التي فيه وطريقة اسلوبه واعجوبة نظمهلما انجذبوا اليه كل هذا الانجذاب ، ولما كان له كل هذا التأثير على حياتهم وعلى نفوسهم وعلى ترتيباتهم وخططهم تغيرت حياتهم كليه .

اسمعو هذه الروايه التي انقلها لكم ايضا من بحار الانور لعلامة المذهب العلامه المجلسي رضوان الله عليه نقلا عن كتاب اعلام الورى للعلامه الطبرسي ، والروايه عن شيخنا علي ابن ابراهيم القمي رضوان الله تعالى عليه يقول علي ابن ابراهيم : " قدم اسعد ابن زراره وذكوان ابن عبد قيس في موسم من مواسم العرب وهما من الخزرج [ في موسم من مواسم العرب يعني في مواسم الحجيج الى مكه ] وكان بين الاوس والخزرج حرب قد  بقوا فيها دهرا طويلا وكانوا لايضعون السلاح لا بالليل ولا بالنهار [ حرب اهليه مستمره ليلا ونهار في يثرب هذا يقتل من هذا وهذا يقتل من هذا ، اوس وخزرج مثل ماصار في هذي السنوات الاخيره في العراق ، مثلا حرب اهليه او الحرب الاهليه البنانيه او الحرب الاهليه في الصومال يوميا ذبح ومذابح يعني الآن لماذا نقول القرآن معجزه ؟الآن هذي الصومال اللي يوميا ذبح في كل حي اصلا جماعه ميليشيات ومذابح وماكو سلطه وحكومه ضعيفه .  حاله من الفوضى ومهما حاولة دول حتى تعيد الاستقرار الى الصومال بالوسائط بالترغيب بالترهيب ماصار .  امريكا بالتسعينات نزلت جيش كامل بعهد اكلنتون نزلت في الصومال حتى يضبط الوضع هما ماتمكن ورجع خائب .  فالآن تتخيّلون في وضع الصومال الآن واحد يطلع مثلا ويقول انا عندي كلام مجرد كلام هكذا وهذي الكلمات والحروف تؤدي الى انه الصومال كلها تخضع له ، الكل يضع السلاح تنتهي الحروب ويستقدمون هذا الرجل يجعلونه ملك عليهم وهو ليس صوماليا اصلا غريبا عنه ، ثم هذه الدوله الصومال تصبح القوه العالميه العظمى ؟ ما السر ماهي هذه الكلمات ، أي سحر في هذه الكلمات ؟

الآن واحد لما نقوله الكلام يقول شيء خيالي مايحصل ، هذا الشيء حصل بالنسبه للقرآن الكريم نفس الحاله اللي الآن في الصومال كانت موجوده في المدينه بين اهل يثرب ، جاؤوا ايضا بالنبي الاعظم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جعلوه حاكم عليهم ، وإذا بهذه البلده تصبح سيدة العالم في غضون سنوات !!تصبح الامبراطوريه رقم واحد !  مامرت سنوات معدوده وإذا بالدوله الاسلاميه تقهر اعظم دولتين انذاك الفرس والروم ، كل هذا ارتكازا على ماذا ؟على هذه الكلمه ، كلمة الله في هذا الكتاب القرآن الحكيم ، هذا كاشف عن أنّ هاهنا سرا في نفس هذا القرآن وهو الاعجاز ] .

وكان بين الاوس والخزرج حرب قد بقوا فيها دهرا طويلا وكانوا لايضعون السلاح لاباليل ولا بالنهار وكان آخر حرب بينهم يوم بعاث وكانت للأوس على الخزرج [ يعني الاوس انتصرت على الخزرج ] فخرج اسعد ابن زراره وذكوان الى مكه في عمرة رجب يسألون الحلف على الاوس [ يريدون من قريش أن تحالفهم حتى يهجمو على الاوس ] وكان اسعد ابن زراره صديقا لعتبه ابن ربيع [ هذا عتبه ابن ربيع الذي نقلنا شهادته في محاضره سابقه ] فنزل عليه فقال له انه كان بيننا وبين قومنا حرب وقد جئناك نطلب الحلف عليهم ، فقال له : عتبه بعدت دارنا من داركم [ احنا مكه وانتو المدينه ] ولنا شغل لانتفرغ لشيء [ الآن احنا مشغولين وتايهين وعندنا هوسه ولا عندنا نتفرغ لحرب داخليه معانا ، عندنا مشكله داخليه احنا الآن ]  قال وما شغلكم وانتم في حرمكم وامنكم ؟ [ ماعندكم مشاكل الناس تحج اليكم ؟ ] قال له عتبه خرج علينا رجل يدعي انه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )

[دعوت المصلح اعظم من اكبر حرب حتى في زماننا انتو لاحظوا انه مصلح واحد يطلع في دوله تهتز الدوله بأكملها ، دوله تعيش في حالة قلاقل ومشاكل كأنها اصلا قوه خارجيه عظمى خرجت عليها ، اعظم من ذلك لأنّ كلمة الحق هذه هي التي تؤثر وتقض المضاجع ، فالنظروا الآن في حالة قريش هم في حرمهم وامنهم لكن لمجرد خروج النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي قال : { اني رسول الله اليكم } ، ماتحمّلو واعتبروا انه حالت طوارء عندهم ] .

قال خرج فينا رجل يدعي انه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سفّه احلامنا وسب آلهتنا وافسد شبابنا وفرق جماعتنا [نفس الكلمات التي تواجه بها دعوت المصلح اليوم لما المصلح يظهر ويقول ايها الناس ابرؤا ممن برأ الله منه ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اي ابرؤو من ابوبكر وعمر وعائشه وحفصه وزمرة الآخرين ( لعنة الله عليهم اجمعين ) يجابهون بنفس الكلام ، سفّه احلامنا سب آلهتنا هذولا رموزنا ، افسد شبابنا ، فرق جماعتنا هذا هو الذي يفرّق بين المجتمع [ فقال له اسعد من هو منكم ؟فقال ابن عبد الله ابن عبد المطلب ( عليهم السلام ) من اوسطنا شرفا واعظمنا بيتا وكان اسعد وذكوان وجميع الاوس والخزرج يسمعون من اليهود الذين كانوا بينهم النظير وقريضه وقينقاع أنّ هذا أوان نبي يخرج بمكه يكون مهاجره بالمدينه لنقتلنكم به يامعشر العرب [ اليهود هكذا قالوا كانوا يقولون للوثنيين الذي يشاركونهم الحياة في يثرب انه هذا زمان اقترب فيه ضهور نبي وهذا النبي سنقتلنكم به ايها العرب ، ولكن اليهود كانوا يتصورون انه هذا النبي سيبعث فيهم ولهذا اساسا استقروا في المدينه لأنهم قرؤا في كتبه في اسفارهم السابقه ، فقالوا إذا نستقر هناك حتى من اولادنا يختار هذا النبي لازم يكون من بني اسرائيل لازم يكون من اليهود فلما فوجؤا بأن هذا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لا لم يكن منهم وانما من بني هاشم قالوا لا احنا نكون ضده ]  فلما سمع ذلك اسعد وفع في قلبه ماكان سمع من اليهود [ لما سمع من عتبه ابن ربيعه هذا الكلام تذكر كلام اليهودي له في المدينه فوقع في قلبه ]


قال فأين هو ؟قال جالس في الحجر وانهم لايخرجون من شعبهم إلا في الموسم [ من شعب ابي طالب ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هذا الذي نفوا وحاصروا فيه بني هاشم بسبب دعوت النبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم )  فماكانوا يخرجون فيه إلا في المواسم العمره والحج قلبه ] قال فأين هو ؟قال جالس في الحجر وانهم لايخرجون من شعبهم إلا في الموسم فلا تسمع منه ولاتكلمه فإنه ساحر يسحرك بكلامه ، وكان هذا في وقت محاصرت بني هاشم في الشعب .  فقال له اسعد : فكيف اصنع وانا معتمر لا بد لي أن اطوف بالبيت ؟ قال ضع في اذنيك القطن ــ حتى لاتسمع ــ فدخل اسعد المسجد وقد حشى اذنيه بالقطن [ حتى لايسمع هذا السحر ] فطاف بالبيت ورسول الله ( صلى الله عليه وآلهوسلم ) جالس في الحجر مع قوم من بني هاشم فنظر اليه نظره فجازه فلما كان في الشوط الثاني قال في نفسه ما اجد اجهل مني ايكون مثل هذا الحديث بمكه فلا اتعرفه حتى ارجع الى قومي فأخبرهم ثم أخذ القطن من اذنيه ورمى به  ،

[ قال انا جاهل اللي هالشكل اسوي ] وقال لرسول الله الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انعم صباحا فرفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رأسه اليه وقال قد ابدلنا الله به ما هو احسن من هذا .  تحية اهل الجنه السلام عليكم فقال له اسعد : إنّ عهدك بهذا لقريب إلاما تدعو يامحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال الى شهادة أن لااله الا الله واني رسول الله ، { وادعوكم الى أن لاتشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا [ هذي آيه قرآنيه ]   ولا تقتلو اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ولاتقربوا الفواحش ماظهر منها وما بطن ولا تقتلو النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ولا تقربو مال اليتيم إلا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده واوفو الكيل والميزان بالقسط لانكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فااعدلو ولو كان ذي قربى وبعهد الله اوفو ذلك وصاكم به لعلكم تذكرون } "

اجتزنا الوقت كثيرا ولذا نرجئ ماتبقى من الروايه وتعليقنا عليه الى المحاضر المقبله ، وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم وقتلتهم ومنكرى فضائهم ومناقبهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp