مختصر الدرس الأول في علم الكلام - الدورة الثانية 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
مختصر الدرس الأول في علم الكلام - الدورة الثانية 

- تعريف العلامة الحلّي لعلم الكلام في كتابه (نهاية المرام في علم الكلام): «علم الكلام هو المتكفل بمعرفة المُجازي وكيفية آثاره وأفعاله وتكاليفه على الإجمال وذلك هو سبب السعادة الأبدية والخلاص عن الشقاء الأبدي ولا غاية أهم من هذه الغاية».

- شرحُ التعريف: المقصد من معرفة المُجازي هو الله.

لماذا اختار هذا الوصف لله؟

الجواب: كأنه إشعار عن أنّ علم الكلام هو لدفع الضرر المُحتمل، وكأنه يريد أنّ البحث في هذا العلم هو نيل المكافأة (الجنة والآخرة)، ولذلك أتمّ بقوله: «وذلك سبب السعادة الأبدية والخلاص عن الشقاء الأبدي» أي أنّ هذا العلم سبيل للوصول إلى السعادة الأبدية، وقد وضع قيداً بقوله: «على الإجمال»؛ لأنه لو لم يضع هذا القيد لدخل هذا البحث في علم الأصول والفقه، فإنّ تكاليف الله -عزّ وجل- كثيرة ومتعددة والذي يتكفل في بيانها هو علم الفقه، فهنا على الإجمال نبحث في ذلك.

ويقول: «ولا غاية أهم من هذه الغاية» ولذا يُعرف عن المتكلمين بأنهم عبّروا عن علم الكلام بأنه أشرف العلوم وأهمها على الإطلاق، وعلى ذلك قد يُقال ماذا عن علم التفسير أهنالك أشرف من كتاب الله؟ كلّا، ولكن لأنّ كل العلوم متوقف على علم الكلام، فبعلم الكلام أنت تدرك أنّ هنالك إله أم ليس هنالك إله، فإنْ أخذنا بالعلوم الأخرى كالتفسير ولم تُجب عن السؤال هذا لن يتم العلم! فأولاً يُبحث أنه هل هنالك إله أم لا، ومن ثمّ هل بعث رسلاً أم لا؟
- ”شرف العلم مرهون بشرف المعلوم -أي موضوع العلم“.

- علم الكلام القديم كان يُجيب على تحديات قديمة موجودة في الأزمان القديمة، فلا بُدّ من تنقيح وتهذيب علم الكلام، ولا نستصحب علم الكلام القديم.

- تعريف الشيخ ياسر الحبيب لعلم الكلام: «علم يتكفل باستكشاف وتنقيح العقائد الدينية المُنجية وما تتوقف عليه عقلاً ونقلاً».

- الفارق بين الفلسفة وعلم الكلام: إنْ سلمنا -جدلاً- بأنّ الفلسفة علم (لأنّ ما انتهت إليه المجامع العلمية أخيراً أنّ الفلسفة ليست علم إنما ذوق؛ لأنّ التطور العلمي كشف أنّ الفلسفة ليست ذات موضوع، الفلسفة انتهت إلى نتائج كثيرة خاطئة؛ وليس لها مباني يمكن الاعتماد عليها) فالذي يُميّز الفلسفة عن علم الكلام هو أنّ علم الكلام يضع لنفسه سقفاً وهو النص -أي النقل- ولا يوسّع نطاق العقل عما ليس في خصوصياته، العقل صحيح أنه حجة ولكن بحدود.


شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp