ياسـِرُ الحَبيـب بين الجُموديَّـة والمـُتَشَفِّيـة

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
ياسـِرُ الحَبيـب بين الجُموديَّـة والمـُتَشَفِّيـة

30 أكتوبر 2016

يبدو أن الحملات التسقيطية التي تستهدف الشيخ الحبيب لم ولن تنتهي إلا بعد إن يرتد على أعقابه ويتخلى عن قناعاته ويدخل في ملة القوم الفكرية السياسية الاعتبارية المصلحية!

الضجة الأخيرة التي أثيرت حول الشيخ الحبيب بسبب موقفه من عقيل بن أبي طالب كشفت عن حقيقة فئتين من المناوئين له،
الأولى: تحمل شعارا ضمنيا مفاده: (يبقى الوضع على ماهو عليه لحين إشعار آخر).

هذه الفئة انساقت خلف هذا الشعار دون أدنى تأمل وتريث ونظر في الأدلة التي عرضها الشيخ الحبيب في جرحه وتسقيطه لعقيل، حتى وصل الأمر بالبعض ممن أحسبه من الأتقياء والصلحاء أن يسب الشيخ الحبيب ويلعنه استجابة لانفعالاته وهيجانه ويتهمه بضرب التشيع والتآمر عليه والعمل على هدم الإسلام دون أدنى ملاحظة أو مناقشة للأدلة!

هذه الفئة تعاني (الجمودية) الفكرية في الطرح والدعوة وترى أن (ليس كل مايعرف يقال) و ربما ترى ومن حيث لاتشعر أن من يخالف هذا الخط (الجمودي) أو لا يعمل بمقتضى شعار (يبقى الوضع على ماهو عليه) قد خالف خط المرجعية و ضرب التشيع وصار أداة و وسيلة بيد الاستعمار والاستكبار لذا فهو من هذه الجهة فاسق مستحق للعن والتسقيط والتنكيل بلا أدنى شك وتردد!

يتصرف هؤلاء ومن حيث يشعر أو لا يشعر بعضهم أو كلهم بالطريقة التي ترسمها وتزينها (الجمودية) لهم دون أدنى احترام للعقل والإدراك ولا أقل مراعاة لحق الإنسان والباحث بقراءة التأريخ واستنطاقه بالطريقة التي يراها هو ومن دون المساس بالثوابت والقيم الدينية المنصوص عليها، وإلا فالأدلة التي جاء بها الشيخ الحبيب في تسقيطه لعقيل و (بصرف النظر عن رأيي وموقفي منها) أقل مايقال عنها: أنها قابلة للنقاش والبحث والتأمل .. وذلك من وجوه:

الأول: أن قوام التشيع بالكتاب والعترة الطاهرة ليس إلا !استنادا إلى حديث الثقلين المتواتر وعليه فأي بحث ونقاش وتوقف وإعادة نظر في سواهما (عدا المنصوص عليه بلا تعارض) لايعد طعنا بالتشيع ولا ضربا لثوابته بل على العكس من ذلك إذا ما رأى الباحث والمحقق ثمة مصلحة شاخصة أمامه في طرحه لنقاش وبحث ما، قد لايراها غيره.

الثاني: أن عقيل من الشخصيات محل الخلاف والتعارض فيما ورد عن الأئمة عليهم السلام في شأنها
فهو كابن عباس وابن الحنفية و زيد بن علي متأرجح بين الجرح والتعديل.

الثالث: أن المألوف والمشهور والمعروف ليس بحجة دائما وإزاحة الغبار عن قناعات وموروثات خاطئة (إن ثبت الخطأ) من شأنه أن يقوي البصيرة ويبرز لنا رجال الله الذين اتبعوا الأئمة صلوات الله عليهم ويميزهم عن غيرهم ممن اتبعوا أهواءهم وضلوا عن سبيل الله تعالى فلا يغتر أحد بحسبه و نسبه وانتماءه وقبيلته،
لذا فإن المناقشة بعرض الدليل والبرهان هي الفيصل والحكم في حسم الأمور والقضايا.

وأما الفئة الثانية فهي (المتشفية) وشعارها في الضمن هو: (ليس حبا في عقيل ولكن بغضا بياسر الحبيب).
تمتلك هذه الفئة الإعلام السياسي والديني فتُسيِّر ذاك بذا وهذا بذاك و تروج لما تشاء و وقت ما تشاء فتخلق بنفوذها الديني والسياسي وإمكاناتها الإعلامية الهائلة فكرة عامة لصالح ما تريد وضد من تريد فينساق المجتمع لهذه الفكرة ويعتقد بها ويسلم بصحتها رغم زيفها وكذبها ! وهو مايسمى (بالعقل الجمعي)
ولهذه الفئة عداء متأصل مع الشيخ الحبيب بسبب مواقفه المعلنة ضد رموز يرونها تستحق التبجيل والتقديس دون أدنى نظر وتمحيص لواقعها ولا أقل وقفة وقراءة لدوافع ومبررات تسقيطها.

فعندهم ياسر الحبيب كافر ملعون مبغوض مابقي الليل والنهار بل ويتقربون إلى الله ببغضه والكذب عليه و وصفه بالعميل ويجهرون بلعنه والبراءة منه أكثر من جهرهم وبراءتهم من أعداء فاطمة الزهراء وأهل البيت صلوات الله عليهم إن كان لديهم براءة أصلا فضلا عن الجهر بها!
فتنشر هذه الفئة الشائعات حوله شخصيته وعقيدته مثل ( العميل اللندني ) و ( التشيع اللندني ) ويبرمجون من كلامه المبتور المستقطع ما يعززون به تلك الشائعات، ويلصقون به تهمة التسبب ( بقتل الشيعة ) حتى يتحكموا بالثقافة العامة والعقل الجمعي من خلال إثارة العاطفة.

هذا كله على الرغم من أن الشيخ ياسر الحبيب:
لم يبتدع في الدين فلم يزد فيه ولم ينقص .
ولم يقتل أحدا ممن عاداه وكفره وكذب عليه وافترى.
ولم يسجن أحدا ممن خالفه و كفره.
ولم ينكر ظلامة فاطمة الزهراء عليها السلام.
ولم يترضى جهارا نهارا ومن دون خوف وتهديد على أعداء محمد وآل محمد صلوات الله عليهم، ولم يزكي قتلة النبي الأعظم صلوات الله عليه وآله ولم يمجد قتلة فاطمة الزهراء عليها السلام.
ولم يحارب مرجع الطائفة في العراق السيد السيستاني دام ظله ولم يرفع في وجهه وأتباعه السلاح حتى قُتل من قُتل وشُرِّدَ من شُرِّد ونُهِبت الدكاكين وضاعت الأرزاق وعطلت الحياة!
ولم يتلكأ بجواب أو يتردد ببيان بكلمات مثل: فلان وفلان أو كذا وكذا!
ولم يخادع باحثا ولا مستفهما ولا مناظرا في حواره خوفا أو طمعا بل كان ومازال واضحا صريحا لايخاف في الله لومة لائم.

إذن بمَ يدين هؤلاء الله تعالى بلعنهم وتكفيرهم للشيخ الحبيب سوى بمعارضته لرموز السياسة الزائفة وتسقيطه لهم وإنكاره عليهم دفاعهم وترضيهم عن أعداء أهل البيت عليهم السلام من أجل كسب ود الآخرين!
أو ماينتهجه رموزهم الدينية من فلسفة زائفة وعرفان باطل في معرفتهم وفهمهم للدين الحنيف!
على رغم من أن ذلك ليس بالشيء الجديد..

فالمدرسة التفكيكية ظهرت كاتجاه مناهض للفلسفة منذ بدايات القرن الرابع عشر الهجري، مع شخصيات من أمثال السيد موسى الزرآبادي، والشيخ مجتبى القزويني، و الشيخ الميرزا محمد مهدي الإصفهاني، وقد تتالت أجيال التفكيكيّين حتى عصرنا الحاضر بقيادة المرجعية الرشيدة في النجف وقم. ومن أهم أسس تلك المدرسة هو تجاوز مفاهيم وتعريفات وأصول الفلسفة والعرفان وعدم إدخالها في فهم النص الديني و الرجوع إلى النبي والأئمة صلوات الله عليهم وحدهم في فهم متشابهات القرآن والتأويل والبطون. ولايخفى على الباحث الجدل والنزاع الفكري بين المتكلمين والفلاسفة منذ عهد الملا صدرا لحد الآن ..
فالشيخ الحبيب في واقعه لايعدو كونه معارضا سلميا حذا حذو العلماء الماضين والمعاصرين فلم يحمل سلاح الموت والفتك والغدر إنما سلاحه الكلمة وعتاده الدليل فيما يراه هو ضد الانحراف عن منهج أهل البيت عليهم السلام.

فعلى الرغم من أن المعارض السلمي في زمننا الحاضر يُحترم بالظاهر بل و يعمل على كسب رضاه و وده بحل الأمور محل النزاع والاعتراض والذي يسمى بالعرف (الإصلاح).
وعلى الرغم من أن الإصلاح شيء حسن و من يطالب به يسمى (المناضل) ومن يحققه يسمى (المصلح)!
وعلى الرغم من أن هذه المعاني والمفاهيم تنطبق على كل شخص وإن لم يكن مسلماً بل حتى وإن كان وثنيا!
وعلى الرغم من أن المعارض الثقافي والفكري اجتهادا ( ضمن النص لافي قباله ) يقر له العقلاء حق النقاش والرد بل يُعد ذلك إنماء للعقل والفكر.
وعلى الرغم من أن هذه المفاهيم وتلك الحقوق سيما الفكرية منها مقبولة ومألوفة لدى الجميع ويمكن تطبيقها على الكل.

إلا أنها حين تصل إلى ياسر الحبيب تقف عنده وتتجمد فتتحول سريعا من حق مشروع واحترام ونضال وإصلاح إلى باطل ممنوع وازدراء وخراب وفساد!
فيصبح بلا أدنى شك عميل مدسوس يعمل ضمن مخطط عالمي لمؤامرة كبرى تحاك ضد الإسلام والتشيع!
ماهذا الهراء وماهذه الترهات!؟
إلى متى يستمر هؤلاء بالضحك على الناس وقبل ذلك بالضحك على أنفسهم بترويج الكذب الذي يؤلفونه ثم يصدقونه!
وإلى متى يستصغر هؤلاء عقول الناس وفهمهم!

عندما يشكو الناس هَم الفقر والمشكلات الاجتماعية المنتشرة في مجتمعهم والتي يعاني منها الشباب الطموح المقبل على الزواج والحياة حيث لافرص للعمل ولا مجال لإثبات النفس والتعبير عن الذات ولا مكان لصرف الطاقات، فإنه من السهل رمي هذه الهموم والمشكلات وتعليقها في أعناق السياسيين (الأفندية) بلا أدنى تردد وتريث، لكن عندما يأتي هذا الفقير المسكين المحروم المتعب المنهك بنفسه ويعاتب رجل الدين ويقول: إنكم أنتم من أتى بهؤلاء السراق..! لأنكم أمرتمونا باختيارهم وانتخابهم فظننا أنهم (الشعلة) التي تنور ظلامنا المعتم.. حينئذ تقوم الدنيا ولا تقعد وتكون أقل تهمة تلصق بهذا المحروم الفقير المسكين المتعب المنهك أنه أداة بيد الصهاينة وآله صنعها الاستكبار العالمي لضرب التشيع والإسلام والمرجعية ! أو إن أحسنا الظن به فهو كالقبضة في لعبة (البلاي ستيشن) تحركها القوى الاستكبارية دون أن يشعر هو (طبعا هذه تكنولوجيا الأقمار الصناعية لتحريك البشر عن بعد وهي لاتعمل إلا في بلاد التشيع).

ماهذا الكلام وماهذا المنطق!
كيف يمكن لهؤلاء ونحن في عصر المعلومة الصحيحة والفكرة السليمة أن يقنعوا الشاب المستقل الذي يروم الحقيقة الناصعة بتلك الشائعات الواهية!
فوالله إن الأجيال القادمة لن تنخدع بهم بل ولن تغفر لهم هذه الترهات وذلك التضليل وتلك الأوهام التي يروجونها ضد المعلومة والفكرة والحقيقة!
في الدول المصنفة بالعالم الأول (المتقدمة) عندما يقف العامي في وجه رئيس الدولة ويصرخ أو يسب أو حتى يقذفه بالطماطم.. يتعاطف معه الجميع ويطبطب عليه إلى أن يهدأ.. لأن المتبادر إلى الأذهان أن دافع هذا الشخص في قوله وفعله هو شعوره بالضرر و إحساسه بالألم!
وأما في بلادنا فأي اعتراض على مسؤول ولو كان سرا فإنه يعتبر إساءة تستوجب الحبس والغرامة المالية هذا إن لم تتدخل الاستخبارات المركزية العليا الموحدة..!

في بلادنا إن أراد العامي المتضرر المحروق القلب أن يعاتب (المرجع) لجهل أو قصر في فهم ذلك العامي
فعليه أولا أن يفكر في أي مشفى سوف يعالج كسوره ! لأن البطانة والحاشية ستأخذ نصيبها منه قبل أن ينطق الحرف الأول من الكلمة الأولى والسبب هو: العمالة والتآمر وربما التخابر..!
وللأسف هناك من الفضلاء في الحوزة من يؤمن ويروج لهذه الأفكار والثقافة فيما يفترض وهم الدعاة إلى الله أن ينساقوا وراء الكتاب والعترة لا أن ينقادوا خلف الإعلام الزائف، فإن كان الإعلام هو الذي يتحكم بالقرار الديني والثقافي كفعل أو كرد فعل عكسي، فلمَ لاتعطل الحوزات ويركن القرآن وتحرق المجاميع الحديثية و ترمى المؤلفات في الأنهر وتغلق الجامعات و يتوقف البحث والتحقيق ليكون الإعلام هو مصدر تشريعنا الوحيد الذي لايأتيه الباطل من بين يديه لا من خلفه!
أوليس الإعلام الخليجي هو الذي يتحكم بالإعلام الإسلامي والإعلام الإيراني هو الذي يتصدر الإعلام الشيعي ..!

وبين ذاك و ذا صار كل من يخالف ويعترض كافرا زنديقا عميلا يعمل على هدم الإسلام والتشيع وعلى رأسهم الشيخ ياسر الحبيب ! وغيره الكثير والكثير.
وأي تأريخ و إنجازات وبطولات للإعلام الشيعي السياسي الذي يتحكم بالفعل والإعلام الإسلامي الخليجي الذي يتحكم برد الفعل العكسي!؟
الإعلام الذي لايفرق بين الظالم والمظلوم فيجعل الحاكم وهو على عرشه مظلوما والشعب وهو في مستنقع الفقر ظالما، الإعلام الذي يروج الجهل على أنه علم ويحارب العلم على أنه جهل، فيرفع صيت السفهاء والكذابين ويحط من قدر العلماء والصادقين.

الإعلام الذي لايميز بين المنتصر والمنهزم ولا بين الأبطال والجرذان ولا بين الشجعان والجبناء، فيجعل عبدالناصر منتصرا رغم هزيمته و الملا عمر وصدام حسين أبطالا رغم جبنهم وفرارهم.
الإعلام الذي لايميز بين القاتل والمقتول فيجعل من صدام حسين البطل الشهيد ومن شهداء وقتلى وضحايا العراق مجرمين خارجين،
الإعلام الذي يقدس إيران ويحترمها لأن الشاه الفارسي علماني ثم ينقلب بين ليلة وضحاها فتصبح إيران فارسية مجوسية عدوة ويشن الحرب عليها لمجرد أن الحاكم صار معمما،
الإعلام الذي يلقب صدام حسين بسيف العرب لانه اعتدى وتجاوز على إيران الفارسية الشيعية وقصف المدن وقتل المدنيين،
الإعلام الذي يصنع من القرضاوي رمزا إسلاميا يقتدى به ويصلى خلفه في العواصم الطهرانية ثم يأتي بعد ذلك وبقول: أنه رمز للفتنة والشقاق..
الإعلام الذي يصور الاعتداء الإسرائيلي في حرب تموز العدوانية على أنه ظلم وعدوان .. ثم يتناسى الشهداء والقتلى الأبرياء والجرحى الذين سقطوا ظلما وعدوانا
ويغض النظر عن الجسور والمباني التي تهدمت و العائلات التي شردت والأطفال والنساء والرجال والشيوخ الذين أصابهم ما أصابهم من صدمات نفسية جراء القصف الذي قوبل بصمت وتفرج وتنديد وشجب فقط فيقول: انتصرنا على العدو!
الإعلام الذي يصف المواجهات المسلحة في سوريا وليبيا (بالثورة) ويعبر عن الحراك السلمي في البحرين (بالتخريب).
الإعلام الذي يصور الحشد الشعبي على أنه أرهابي يقتل السنة ويستبيح الدماء ويهتك الأعراض ويغض الطرف عن بطولاته في حمايته للمقدسات وتحريره المدن من يأجوج و مأجوج عصرنا ..و في المقابل يصور الدواعش القتلة على أنهم ثوار ضد الحكومة الظالمة..

الإعلام الذي يصف قائد الجهاد السيد السيستاني دام ظله بالعميل للأمريكان تارة ولإيران تارة أخرى ويصف فتواه لجهاد الدواعش القتلة على أنها فتوى ضد أهل السنة.
الإعلام الذي يفتري على السيد صادق الشيرازي دام ظله ويصفه بالعميل والممول من بريطانيا ويلعنه جهارا نهارا..
الإعلام الذي يحيي يوما عالميا للقدس ولا يحيي حتى يوما محليا للبقيع.

وأخيرا: الإعلام الذي يلصق تهمة التسبب في قتل الشيعة بالشيخ ياسر الحبيب لمجرد لعن أعداء أهل البيت عليهم السلام ويتجاهل سبب تشكيل الفصائل المسلحة وتصريحاتهم بأن سبب الانتقام والقتل هو التدخل المجوسي الحزب اللاتي (على حد وصفهم)!
مثل هذا الإعلام المسيس المجير المزيف المتغير الكاذب
كيف يمكننا تصديقه و الإنسياق له و لشائعاته وادعاءاته!
فضلا عن جعله مصدرا لاستقاء معلوماتنا وديننا وعقائدنا و أحكامنا على الناس وآرائنا حول البحث والتحقيق!

ذكرني هذا الإعلام وأنا أسرد بطولاته الزائفة بشخص إيراني يعمل بإحدى المؤسسات الحكومية الإيرانية المهمة التقيته في النجف الشريف حيث كنا ننزل في نفس محل الإقامة قال لي: (أن الهجوم الإعلامي الشرس على المرجع السيد صادق الشيرازي دام ظله في إيران و وصفه (بالعميل) و(اللندني) جعلني أبحث في شخصية هذا الرجل إلى أن اكتشفت عكس ما يروج له وأن ما يقال عنه كله كذب وافتراء فعدلت تقليدي إلى هذا السيد).

أقول: نعم سوف يتجلى الواقع ويـكشف الزيف و يعرف الكذاب حتى تكون الحقائق واضحة جلية لاتخفى على أحد لأن الإعلام الزائف المسيس لا يملك إلا خلق حالة عامة في المجتمع قوامها الوهم والخيال وليس اليقين والواقع.

لذا فإن الباحث المستقل والمثقف الواعي عندما يبحث عن الحقيقة ويتحرى المعلومة ويُحَكِّم قناعاته المتأصلة بالقرآن والعترة سوف ينساق وراء من هو في عرضه للتأريخ ونقله للحقائق وترويجه للدين الحنيف (صادقٌ أمين) دون تردد و خوف ومحاباة!

هذا ما المجتمع الشيعي مقبل عليه ومتجه نحوه، وبما أن المزاج الفكري الديني العراقي هو الذي يتحكم بالشيعة العرب عادة فإن العراق كما هو واضح ومرتجى مقبل على ثورة ثقافية كبرى وانتفاضة فكرية هائلة بعد زوال الدواعش واستقرار الوضع،
فالعراق مهد التشيع ومنبع الحضارة الإمامية ومصنع الرجال والعلماء والطاقات ولن يَترُك أصحاب الهمة والغيرة على التشيع الثقافة المجتمعية العامة للإعلام المسيس الزائف يسيرها حيث شاء وكيفما شاء.

وسوف ينتشر التشيع الرافضي الأصيل بالحقائق الظاهرة والثقافة الطامحة لا بالعقائد الخافية والأفكار الخاضعة.
فلا يمكن لدين الله أن يعز وينشر بالتقية..
ولا يحفظ شرع النبي ولا تصان المنهجية..
بمحاباة المبتدعين والمنحرفين والتبرير لهم..
وحملهم على محمل حسن والتصحيح لهم..
وليس للمؤمن سبيل لاستكمال الإيمان..
إلا بالمعرفة الكاملة التامة دون نقصان..
وإلا فالوزر على الدعاة أهل العلم والإيمان..
فالدين يصان ويحفظ بالتقية والكتمان..
ولا يعز ولا ينشر إلا بالجهر والإعلان.

بقلم: الشيخ مهدي الولائي

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp