ملخّص الجلسة السابعة

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
ملخّص الجلسة السابعة

8 شهر رمضان 1438

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيعة في مواجهة تهويد وتحريف الدين الإسلامي - قصة كفاح تاريخية -

ملخّص الجلسة السابعة:

وصلنا إلى أن الاعتقاد بالجبر، بمعنى أن الإنسان مسلوب الاختيار وكل ما يقع من أفعاله إنما هو أمر قد قُدِّر عليه. هذا الاعتقاد بالجبر كان هو الاعتقاد المهيمن على أهل الكتاب من اليهود. وعرفنا أن الطاغية الأول أبا بكر لعنه الله كان يحمل هذا الاعتقاد، وصرّح به بما هو واضح الدلالة على حمله إياه حين سأله ذلك السائل "هل الزنا بقدر فقال نعم، فقال فإن الله قدرّه عليَّ ثم يعذبني؟ فقال نعم يابن اللخناء! فأبو بكر إذن كان يحمل اعتقاداً يهودياً في هذه الجنبة.

ومما يؤكد أن العقيدة اليهوديةَ عقيدةٌ جبرية ما ورد في التلمود اليهودي، وهو الذي بمثابة شرحٍ وتفسيرٍ مرجعيٍ للعقيدة اليهودية يحل تالياً بعد التوراة المحرّفة. في هذا التلمود كما نقله صاحب كتابه كنز المرصود في قواعد التلمود مصطفى الزرقا، وهو أحد شيوخ الطائفة البكرية، في الصفحة 37 ينقل عن التلمود “أن الله هو مصدر الشر كما أنه مصدر الخير، وأنه أعطى الإنسان طبيعةً رديئة وسنَّ له شريعة لولاها لما كان يخطئ، وقد جبر اليهود على قبولها فينتج من ذلك أن داوود الملك لم يرتكب بقتله لأوريا وبزناه بامرأته خطيئةً يستحق العقاب عليها منه تعالى لأن الله هو السبب في كل ذلك".

إذن فالعقيدة اليهودية عقيدة جبرية، أما العقيدة الإسلامية فهي عقيدة تقول بالاختيار, وأن الإنسان مختارٌ، لكن أفعاله في طول أفعال الله عز وجل لا في عرضها. فهو ليس مستقلاً في إيقاع الفعل، بل فعله متقوّم بفعل الله عز وجل، ولكنه قد اختار هذا الفعل وليس مجبوراً ولا كاسباً له كما يقول الأشعري. والذين يؤمنون على أن الله يجبرهم على الأفعال هم الذين ذمهم القرآن الكريم وهم أهل الشرك والكفر.

{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} (سورة الأنعام).

{وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (سورة الأعراف).

إذن هذه هي العقيدة الإسلامية والقرآنية التي جاءت للرد عى ما تحرّف وتزّور من العقائد السالفة. فجاء القرآن لكي يصحح هذه العقيدة. فعجباً كيف عادت هذه العقيدة وتسللت من جديد بعد القرآن وبيان خاتم الرسل صلى الله عليه وآله، ولكن على يد من؟ على يد أبي بكر وابنته عائشة لعنهما الله. (كما تقدم في الجلسات السابقة). ومعاوية كما ذكرنا ممن يحمل هذا الاعتقاد.

معاوية بن أبي سفيان لعنه الله كان سلطانا متجبراً، يريد أن يتصرف في مقدرات هذه الأمة كما يشاء وبلا محاسبة، وكان ينفق "المال السياس:ي لشراء الولاءات، حتى إذا اكتفى وتوطّد له الأمر امتنع عن الدفع، أما المستضعفون والفقراء فلا ينالون منه شيئا، لأنه ليس بحاجة لأن يشتريهم لكونهم ضعفاء وعلى هامش الحياة.

روى السيوطي في تفسيره في الصفحة 71 من المجلد الخامس، نقلاً عن تفسير ابن أبي حاتم: أخرج ابن ابي حاتم عن معاوية أنه قال "ألستم تعلمون أن كتاب الله حق قالوا: بلى، قال: فاقرؤوا هذه الآية (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم). ألستم تؤمنون بهذا وتعلمون أنه حق قالوا: بلى، قال: فكيف تلومونني بعد هذا؟ فقام الأحنف فقال: يا معاوية والله ما نلومك على ما في خزائن الله ولكن إنما نلومك على ما أنزله الله من خزائنه فجعلته أنت في خزائنك وأغلقت عليه بابك، فسكت معاوية".

لمزيد من التفصيل راجع الجلسة السابعة من الليالي الرمضانية لسنة 1438:

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp