ياسر الحبيب ينبوع تتفجر منه ينابيع الثورة الرافضية حتى تنمو دوحة مهدوية

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
ياسر الحبيب ينبوع تتفجر منه ينابيع الثورة الرافضية حتى تنمو دوحة مهدوية

8 شهر رمضان 1438

لا أحد ينكر أن الحبيب هو المادة الخام التي صنعت المجد للرافضة في وقتنا الحاضر، ومن خلاله سيواصل الرافضة تحقيق ما كان مستحيلا في يوم من الأيام. هو جند من جنود الحق وناصرا لمن خذلهم الجميع وهم العترة الطاهرة عليهم السلام.

لقد دخل الحبيب ساحة الرفض من أبواب عديدة وكثيرة، فأغنى العقيدة من حيث دخل ومد الروح الرافضية وشحنها بالثورة تراثاً وثأراً، وهذا من أجمل وأروع ما يميّز شخصيته المهابة، من حيث دخوله من أول باب للعقيدة الرافضية صعد منه إلى القمة فاستوى عليها بحيث أسس شعاره الأول (لا مكان للشيعي إلا في القمة). وانطلق يعلو إلى باقي القمم والهمم وأوسعها، وسيسعد التأريخ بها. ثم أعطى وعداً وأقسم بالثأر لأم أبيها صلوات الله عليها عندما رسم هذه العبارة على جبين الثائرين متوعدا (قسما يا زهراء سنثأر).

اليوم ثار الحبيب، ولكن ليس بضرب الرقاب والاقتصاص وإنما قتلهم بمدية الحجة والدليل وإظهار كل ما خفي عن الآدميين من مظالم وجرائم ارتكبت بحق أهل البيت صلوات ربي عليهم، إضافة إلى أقوالهم الصريحة والمعلنة ومن أحاديث ومحاسن كلام وتشخيص كل ما يضر وينفع الأمة.

أما ياسر الحبيب اليوم فهو صرخة ينادي بها الثائرون على المظالم، وهو صيحة في شعر الشعراء ومقالات المحبين الأوفياء وفي محاضرات المنصفين الأتقياء. هو عَلَمٌ يلتف به الساخطون على المنبطحين والمتخاذلين وأصحاب الأقلام المرتشية والضمائر الميتة. إن التمرد على الظالمين والثورة عليهم من أدب التشيع الذي لا ينام على ظلم ولا يرضى بهوان. فكيف لنا أن نقف بوجه هذا التيار البرائي الثائر لدين الله!

إن للرافضة عاطفتان، هما عاطفة الغضب وعاطفة الحزن،أما الغضب فهو ناتج عن سلب واغتصاب الحق الراجع إلى أهل البيت صلوات الله عليهم ولشيعتهم ظلماً وعدواناً، فنغضب لذلك ونبين حقنا وشرح مظلوميتنا وإظهار الحجج، أما عاطفة الحزن فمن يوم السقيفة وإلى هذه اللحظة نعاني من العنف بين الحين والآخر، ولا يكاد يجف الشيعةُ منهم دماً؛ حتى يسيل دما آخر. وتفننوا في ذلك من قتل وصلب وإحراق وتذرية وإماتة بطيئة في السجون، وبحرمانهم من النور والهواء والأكل والماء، وكل هذا وأكثر مما يستنزف الدموع ويذيب القلب وينطق الأبكم. ولقد عاش الأحرار مشردون، أما المتملقون فهم الآمنون! (ألا لعنة الله على القوم الظالمين).

وستبقى الرافضة تحمل لافتات الرفض وتهتف بشعار الحسين صلوات الله عليه الخالد (هيهات منا الذلة).

كان الكميت رضوان الله عليه لم يجبن ولم يتخاذل، وقد حارب الأمويين بشعره، وعندما هددوه بالقتل قال بيته المعروف ثم قتلوه:

أرعد وابرق يا يزيد
فما وعيدك لي بضائر

فليبقى الحبيب ينبوع عميق تتفجر منه ينابيع الثورة الرافضية حتى تنمو دوحة مهدوية يستظل بها التأريخ المشرق والعدل الساطع. فقد استولى حبيبنا على القلوب وجعل هذا الحب تمرداً على الباطل وانتصاراً للحق وخذلاناً للجريمة التي وقعت على الأمة الإسلامية بعد الانقضاض على الخلافة الشرعية وإلى هذه الساعة.

لقد أصبح للحبيب مكانا في النفوس وحضورا عند الشيعة وغيرهم، لا يبالغ ولا يغلو في أسلوبه ولا ينطق لسانه إلا من مصدر موثق من رسول الله صلى الله عليه وآله، فلكل كلمة تخطها يداه موضع لا تجوز كلمة غيرها فيه، ولكل رأي يبديه معنى في فكرة.. طرحه واضح لا يغشاه إبهام كثيرٌ أو قليل، فقوله مدعّم برواية أو آية حتى لا يدع مجالا للشك.. خطابه ورسائله الموجهة إلى العالم البكري والبتري هي شذور، ورسائله التوجيهية التي كان يطلقها من حين إلى آخر تذكرةً ومنفعة. كان يشد الناس إلى الإعجاب به رغم أنوف المبغضين.

ولا أغالي إذا قلت أن المعجبين بنهج الحبيب هما إثنان، إما صاحب عقل سليم، وإما صاحب فكرة ذواقة كريمة.. وأما التائهون عنه والمناوؤن له فما سلمت أخلاقهم ولا صحت بهم الفطرة.

نحن معاك ونسير على خطاك.. حفظك الله ورعاك

بقلم: أم علي الإمارة

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp