ملخّص الجلسة التاسعة

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
ملخّص الجلسة التاسعة

10 شهر رمضان 1438

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيعة في مواجهة تهويد وتحريف الدين الإسلامي - قصة كفاح تاريخية -

ملخّص الجلسة التاسعة:

الكلام في دور شخصية الطاغية الثاني عمر بن الخطاب في تحريف وتهويد الدين الإسلامي. وقد تبين لنا أن لهذه الشخصية ارتباط ما باليهود، وحتى في زمان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، إذ كان ينتسخ توراتهم المحرفة رغم نهي النبي صلى الله عليه وآله عن ذلك.

ولابد أن ننبه إلى أن مخالطة عمر وأبو بكر لليهود كانت في حقيقةالحال مخالطةً قديمة، تعود إلى ما قبل الإسلام، إلى عهد الجاهلية. وهذه الحقيقة أنبأنا بها مولانا إمام هذا الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف في ضمن أجوبته للثقة الجليل الشيخ سعد بن عبد الله الأشعري القمي رحمة الله عليه.

فقد جاء في هذه الأجوبة كما ذكره صاحب الاحتجاج الطبرسي في المجلد الثاني ص274 وهو في وصف أبي بكر وعمر: "إنهما أسلما طمعا وذلك أنهما كانا يخالطان مع اليهود ويخبران بخروج محمد صلى الله عليه وآله واستيلائه على العرب من التوراة والكتب المقدسة، وملاحم قصة محمد صلى الله عليه وآله ويقولون لهما يكون استيلاؤه على العرب كاستيلاء بخت نصر على بني إسرائيل، إلا أنه يدعي النبوة، ولا يكون من النبوة في شئ.

فلما ظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وآله ساعدا معه على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله طمعا أن يجدا من جهة ولاية رسول الله صلى الله عليه وآله ولاية بلد إذا انتظم أمره، وتحسن باله واستقامت ولايته. فلمّا أيسا من ذلك، وافقا مع أمثالهما ليلة العقبة، وتلثّما مثل من تلثم منهم، ونفذروا بدابة رسول الله صلى الله عليه وآله لتسقطه، ويصير هالكا بسقوطه بعد أن صعد العقبة فيمن صعد، فحفظ الله تعالى نبيه من كيدهم، ولم يقدروا أن يفعلوا شيئا".

هذا الخبر بحد ذاته ليس حجةً على أهل الخلاف، بل هو حجة علينا نحن الشيعة. فأهل الخلاف لا يعتقدون بالإمام المهدي عليه السلام ولا بأقواله. ولكن هنالك قاعدة مهمة قد أرسيناها، وهي أنه ما من حقيقة تضمنتها أحاديث العترة الطاهرة عليهم السلام إلا وتجد لها شواهدها وقرائنها من مصادر الآخرين.

وننقل لكم قرينة من مصادر أهل الخلاف على صحة ما نطق به الإمام المهدي عليه السلام من وجود هذه المخالطة ما بين أبي بكر وعمر واليهود في عهد الجاهلية.

في تاريخ دمشق لابن عساكر برقم 18514، عن مجاهد عن ابن عباس قال سألت عمر بن الخطاب لأي شيء سميّت الفاروق؟ (...) فما زال الكلام بيني وبينهم حتى أخذت برأس ختني فضربته ضربة فأدميته، فقامت إلي أختي فأخذت برأسي، فقالت: قد كان ذلك على رغم أنفك، قال: فاستحييت حين رأيت الدماء، فجلست وقلت: أروني هذا الكتاب، فقالت أختي: إنه لا يمسه إلا المطهرون، فإن كنت صادقا فقم فاغتسل، قال: فقمت فاغتسلت وجئت فجلست، فأخرجوا إلي صحيفة فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم"، قلت: أسماء طاهرة طيبة: (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى- إلى قوله - له الأسماء الحسنى) قال: قلتُ بهذا جاء موسى".

كيف عرف عمر بأن هذه الآيات من سورة طه مشابهة لما هو في التوراة التي أثرت عن موسى عليه السلام؟ لابد أن يكون له شيء من الاطلاع على التوراة، وهذا فرع أن تكون هنالك خلطة أو مخالطة بينه وبين اليهود حتى يتسنى له الاطلاع على ما بين أيديهم من كتب وصحف التي تشكّل التوراة. فكلام صاحب الأمر عليه السلام كلام حقيقيٌ وله شواهده.

وأما قصة انتساخ عمر للتوراة في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله في المدينة المنورة فهذه فيها تفاصيل أكثر ووقائع أكبر. ولم يتوقف غضب النبي عند احمرار وجهه أو تلوّن وجهه وذكره كلاماً لعمر على نحو فردي، بل غضب النبي صلى الله عليه وآله حتى نودي بالصلاة جامعة ورفع الناس السلاح ووقف النبي صلى الله عليه وآله خطيباً منكراً الذي رآه من عمر. كانت حادثة ارتجت بها المدينة المنورة، ولم تكن حادثةً عادية، بل كانت أكبر من ذلك.

يروي ابن كثير في تفسيره بالمجلد الرابع ص315: "عن خالد بن عرفطة عن عمر قال: انطلقت أنا فانتسخت كتابا من أهل الكتاب، ثم جئت به في أديم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: "ما هذا في يدك يا عمر ؟". قال: قلت: يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد به علماً إلى علمنا. فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله حتى احمرت وجنتاه، ثم نودي بالصلاة جامعة. فقالت الأنصار: أغضب نبيكم صلى الله عليه وآله؟ السلاح السلاح. فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: "يا أيها الناس، إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه، واختصر لي اختصارا، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا، ولا يغرنكم المتهوكون". قال عمر: فقمت فقلت: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا، وبك رسولا. ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وآله".

للمزيد راجع الجلسة التاسعة من سلسلة الليالي الرمضانية لسنة 1438:


شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp