ملخّص الجلسة العاشرة

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
ملخّص الجلسة العاشرة

11 شهر رمضان 1438

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيعة في مواجهة تهويد وتحريف الدين الإسلامي - قصة كفاح تاريخية -

ملخّص الجلسة العاشرة:

نفتح بإذن الله من هذه الليلة ملف كعب الأحبار اليهودي.

بماذا يتوجب علينا في هذه السلسلة التي نبحث فيها جهاد الشيعة عبر التاريح في مواجهة تهويد وتحريف الدين الإسلامي، تسليط الضوء على هذه الشخصية وفتح ملفها؟ ذلك لأنها من الشخصيات التي لعبت دوراً محورياً في عملية التهويد وبث الإسرائيليات في الثقافة الإسلامية والتراث الإسلامي بما انعكس سلباً على العقائد الإسلامية الصحيحة، وأسهم في تكوين المذاهب المبتدعة المختلفة.

وسيُعلم أنه ما كان لكعب الأحبار هذا أن يبلغ هذا الشأن وأن يحتل هذه المنزلة؛ لو لا ما وفّره له الطاغية الثاني عمر بن الخطاب لعنه الله من إمكاناتٍ ومن وجاهةٍ ومرجعيةٍ حظي بها مضافاً إلى ما حظي به من الحفاوة والاحترام في زمنه. فمنذ ذلك الحين أصبح كعب الأحبار مرجعاً لكثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وعموم المسلمين الذين كانوا -ويا للسخرية- يرجعون إليه في أمور دينهم. فاستغل موقعه هذا في بث الإسرائيليات والعقائد اليهودية بعدما صبغها بصبغة إسلامية.

من هو كعب الأحبار؟

يقول ابن عبد البر في كتاب التمهيد في المجلد 23 ص39: "هو كعب بن ماتع، يكنى أبا إسحاق، من آل ذي رعين من حمير. ذكر الغلابي عن ابن معين قال هو كعب بن ماتع من ذي هجر الحميري. قال أبو عمر قيل أسلم كعب الأحبار في زمن عمر بن الخطاب. وقيل كان إسلامه قبل ذلك. وهو من كبار التابعين وعلمائهم وثقاتهم وكان من أعلم الناس بأخبار التوراة وكان حبرا من أحبار اليهود ثم أسلم فحسن إسلامه. وكان له فهمٌ ودينٌ وكان عمر يرضى عنه وربما سأله. وتوفي في خلافة عثمان سنة أربع وثلاثين قبل أن يقتل عثمان بعام".

كم كان عمر كعب الأحبار حين هلاكه؟

عرّفه ابن حبان في كتابه الثقات برقم 5095: "كعب بن ماتع الحميري كنيته أبو إسحاق، وهو الذي يقال له كعب الأحبار، يروي عن عمر وابن عباس وكان قد قرأ الكتب. روى عنه الناس، سكن الشام ومات بحمص سنة أربع وثلاثين قبل عثمان بن عفان سنةً. وقد قيل إنه مات سنة ثنتين وثلاثين وقد بلغ مائة سنة وأربع سنين. وكان قد أسلم في خلافة عمر.

وهناك من يقول أن كعب الأحبار قد أسلم قبل زمن عمر بن الخطاب كما أشار إليه ابن عبد البر، ومن يقول بهذا أيضاً سعيد بن عبد العزيز، كما يرويه ابن عساكر في تاريخ دمشق المجلد 50 ص157: "قال أبو مسهر كان سعيد بن عبد العزيز يقول أسلم كعب على يدي أبي بكر، قال أبو مسهر والذي حدثني غير واحدٍ أن كعبا من اليمن من ذي الكلاع ثم من بني ميتم وكان مسكنه في أرض اليمن، فقدم على أبي بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أتى الشام فمات به".

هذا قول ضعيف ومصادم لما هو مشهور وأوثق منه من أنه قد أسلم في زمان عمر ولم يسلم في زمان أبي بكر، وهناك تفاصيل يذكرونها في قصة إسلامه المزعوم دفعت بعضاً من المتحمسين له أن يزعموا أن الرجل قد أسلم في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله. وسنناقش هذا في الروايات التالية:

في تفسير ابن أبي حاتم في المجلد 3 ص969، ونقل عنه السيوطي في المجلد 4 ص468: "عن أبي إدريس الخولاني قال: كان أبو مسلم معلّم كعب، وكان يلومه في إبطائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: بعثه إليه لينظر أهو هو، قال كعب: حتى أتيت المدينة فإذا تال يقرأ القرآن: (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها) فبادرت الماء أغتسل، وإني لأمس وجهي مخافة أن يطمس، ثم أسلمت".

لمزيد من التفصيل راجع الجلسة العاشرة من الليالي الرمضانية لسنة 1438:

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp