ملخّص الليلة السابعة

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
ملخّص الليلة السابعة

7 شهر رمضان 1439

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخّص الليلة السابعة، وهي عبارة عن تغريدات نشرها مكتب الشيخ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:

نرفع إلى مقام مولانا الإمام المهدي المنتظر أصدق التعازي بذكرى مناسبة وفاة جده حامي النبي صلى الله عليه وآله والراعي له مولانا مؤمن قريش أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه.

لا يملك الإنسان المؤمن الصادق إلا أن يحترم أبا طالب ويواليه ويرفض ما اتهمته الأموية الخبيثة من الكفر، فإن سيدنا أبا طالب لم يكن كافرا والعياذ بالله بل كان كما قاله أئمة أهل البيت عليهم السلام: مؤمن يكتم إيمانه. تناقلت الأشعار عنه وفيها بيان إيمانه وإجلاله للنبي صلى الله عليه وآله.

بحث اليوم متصل بالأبحاث الماضية، وحيث انتهينا إلى أن ابن الخطاب لم يكن من الذين تخرجوا بصدق من مدرسة النبي صلى الله عليه وآله، بل إنه خريج مدرسة الجاهلية والكفر.

ما ثبت على عمر على مستوى العقيدة والأحكام والسلوك الشخصي دال كله على صدق ما قلناه بأنها شخصية عملت على هدم الإسلام وتقويضه من الداخل.

كانت شخصية عمر خبيثة ماكرة محتالة، وآثارها السلبية على الدين وأهله لا تُعد ولا تُحصى.

قد ينقدح إشكال في ذهن المخالف وهو: لِمَ لم يُلعن عمر على لسان النبي صلى الله عليه وآله إذا كان بهذا القبح كما لعن معاوية وهو أقل خطرا؟!

قد يُشكل أحد: كثيرة هي الأحاديث والآثار الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله في لعن بني أمية، أما الأخبار التي تُحذّر من أبي بكر أو عمر أو عثمان لا تكاد تُذكر أو تبين!

الباحث الذي امتلك الخبرة فيما عليه أهل الخلاف في الحديث والرواية وعن سلوكهم في هذا المضمار يشك في أن هذه الطائفة أخفت عمدا كثيرا من الحقائق لعل هذه إحداها.

عدم وجود أدلة كثيرة دالة على لعن النبي صلى الله عليه وآله لأبي بكر وعمر وعثمان ليس معناها أنه لم يصدر منه صلوات الله عليه وآله شيء في لعنهم.

هنالك احتمال عقلائي أن الطائفة البكرية أخفت كثيرا من الحقائق منها لعن النبي صلى الله عليه وآله لأبي بكر وعمر وعثمان.

كانت لنا سلسلة محاضرات كاملة بعنوان: أهل السنة أم أهل الخدعة؟ بيّنا فيها تلاعب المخالفين في الأحاديث.

في كتاب السنة لأبي بكر بن الخلال باب التغليظ على من كتب الأحاديث التي فيها طعن على أصحاب رسول الله عن أحمد بن حنبل ما يعجبني أن يروي الرجل حديثا فيه على أصحاب رسول الله شيء قال وإني لأضرب على غير حديث مما فيه على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء.

وفي نفس المصدر السابق برقم 803: فلما مرت أحاديث المثالي وضع أحمد بن حنبل إصبعيه في أذنيه طويلا حتى مر بعض الأحاديث ثم أخرجهما ثم ردهما حتى مضت الأحاديث كلها.

كان ابن حنبل يضع أصابعه في أذنيه كما كان الكافرون من قوم نوح!

أئمة أهل الخلاف هذا حالهم في دفن الأحاديث التي لا تروق لهم، فإذا كانوا قد ندموا على أحاديث المثالب في معاوية فكيف بأبي بكر وعمر وعثمان.

ندم مالك على تخريج حديث الحوض الوارد في موطأه برقم 60 قال الغماري في فتح الملك: وخرج مالك والبخاري ومسلم حديث الحوض الذي حكي عن مالك أنه قال ما ندمت على حديث أدخلته في الموطأ إلا هذا الحديث.

قال الشافعي: ما علمنا في كتاب مالك فيه إزراء على الصحابة إلا حديث الحوض وددنا أنه لم يذكره.

"فلترة" المخالفين مستمرة وتعمل عبر قرون فكيف تجد حديثا صريحا في كتبهم أو أسانيدهم يلعن أبا بكر أو عمر أو عثمان؟!

من خبث البخاري: اختصار الأحاديث الذامة لـ "الصحابة" واختصار أحاديث الولاية لعلي عليه السلام، وسرد الأخبار الموضوعة "الذامة" لعلي عليه السلام.

لا يمكن للباحث أن يثق بكتب المخالفين، وليس بالضرورة إن لم ـوجد أخبار في لعنهم أن أن النبي لم يقل! إذا كان القوم لا يرضون حتى على سمرة!

عند المخالفين هدفان رئيسيان في تحريف وتزوير الحديث:
1- طمس معالم أهل البيت عليهم السلام وفضائلهم حتى لا تتزلزل العقيدة البكرية.
2- طمس ما يجرح أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة وأمثالهم حتى لا تتزلزل العقيدة البكرية أيضا وهي ظاهرة قديمة ليست طارئة في زمن البخاري.

هناك علم كبير من أعلام أهل الخلاف ذو أحاديث كثيرة جدا، حيث روى له البخاري فقط 1200 حديث. الشخصية هي محمد بن شهاب الزهري.

يقول الذهبي عن الزهري تذكرة الحفاظ: الزهري أعلم الحفاظ.

هو مكثر في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله، ولكن تُلاحظ عليه خصوصا في المرحلة الأولى أنه حينما صار نزيل الشام وصار يقبض من بني أمية فقد انحسرت أحاديثه الذاكرة لآل محمد عليهم السلام بل كان يكتمها.

للزهري أخت شريفة أنكرت عليه علنا في مجلس درسه عدم ذكره للأحاديث التي تذكر آل محمد عليهم السلام.

جاء في تاريخ دمشق م42 ص228: عن جعفر بن إبراهيم الجعفري قال كنت عند الزهري أسمع منه فإذا عجوز قد وقفت عليه فقالت يا جعفري لا تكتب عن فإنه مال إلى بني أمية وأخذ جوائزهم.

معلقا على شطر الخبر: يا أمة الإسلام انتهبوا إذا وجدتم من يكون مع السلطان يقبض جوائزه فإنه يخفي الحق الذي لا يعجب السلطان.

لعن الكبيسي معاوية وتبرأ منه وحينما لم يرضَ عنه محمد بن راشد آل مكتوم أخذ "يرّقع" فلم يستطع الترقيع!

وكذلك من يكون في فلك خامنئي، إذا رأيتم العلماء على أبواب الملوك فبئس العلماء وبئس الملوك، وإذا رأيتم الملوك على أبواب العلماء، فبئس الملوك وبئس العلماء.

يا أمة الإسلام! انتهبوا لدينكم ولا تأخذوه من يذهب إلى السلاطين!

عن الجعفري قال كنت عند الزهري أسمع منه فإذا عجوز قد وقفت عليه فقالت يا جعفري لا تكتب عن فإنه مال إلى بني أمية وأخذ جوائزهم فقلت من هذه قال أختي رقية خرفت قالت خرفت أنت كتمت فضائل آل محمد، وتروي حديث الغدير عن محمد بن المنكدر.

قالت (أخت الزهري في نفس المصدر السابق - تاريخ دمشق م42 ص228) وحدثني محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله.

ترتيبها لذكر الأحاديث لا يدل على أنه خرفت.

سلوك كتمان فضائل آل محمد عليهم السلام كان متقدما بقدم الزهري الذي هو من الطبقة الثالثة.

في الغارات للثقفي م2 ص577 وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج4 ص102: وكان الزهري من المنحرفين عنه عليه السلام. وعن ابن شيبة: فإذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكران عليا عليه السلام فنالا منه، فبلغ ذلك على ابن الحسين عليه السلام، فجاء حتى وقف عليهما.. إلخ.

لعل الزهري تاب وترك ركاب بني أمية ففي خبر جاء في مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص298 مفاده أن الزهري قتل رجلا تحت عقوبة فهام وقنط من رحمة الله فبكلمة من السجاد عليه السلام اهتدى وعاد.

القنوط من رحمة الله من الكبائر. ولعل القنوط من رحمة الله ذنبا أعظم من الذنب المرتكب.

أضع لكم دليلين يدلان على توبة الزهري. يروي أبو نعيم في حلية الأولياء برقم 3649 خبرا مفاده أن السجاد عليه السلام أُخذ للشام مثقلا بالحديد فبكى الزهري لحاله وقال: وددت أني مكانك وأنت سالم.. إلخ.

في الخبر الوارد في حلية الأولياء برقم 3649 ما تتمته: فقلت (الزهري): ليس علي بن الحسين (عليه السلام) حيث تظن أنه مشغول بنفسه، فقال: حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به.

كان الزهري إذا ذكر علي بن الحسين يبكي ويقول: زين العابدين. (حلية الأولياء لأبي نعيم برقم 3649)

وما جاء عندنا ما يدل على توبة الزهري ما جاء في علل الشرائع م1 ص230: كان الزهري إذا حدث عن علي بن الحسين عليهما السلام قال حدثني زين العابدين علي بن الحسين، فقال له سفيان بن عيينة: ولم تقول له زين العابدين؟ قال: لانى سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن ابن عباس.. إلخ.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين فكأني انظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يخطو بين الصفوف. (المصدر السابق).

بل زاد المخالفون وقالوا أن أصح الأسانيد هي ما كانت عن الزهري عن علي بن الحسين، حيث قالوا: أحسن الأسانيد التي تروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: منها الزهري عن علي بن حسين عن أبيه الحسين عن علي ابن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الأمة البكرية أمة غير مؤتمنة على نقل الأحاديث، فقد استطردنا الحديث عن الزهري وذكر توبته، فليس كلهم تابوا إذاً الظاهرة مستمرة، ومن تاب منهم قد يكون جبانا لا يحدّث!

أقول: ما يدريك لعل النبي صلى الله عليه وآله كان قد لعن أبا بكر وعمر وعثمان وأضرابهم. تقول: لا يوجد عندنا. أقول: أخفيتموها كما بينا وقومك غير أمناء على نقل أحاديث المثالب منذ زمان الزهري.

إذا كان قومك يتلاعبون بالأحاديث ويخفون أحاديث المثالب، تعال عندنا لتجد أحاديث اللعن في كتبنا المنقولة عن أهل البيت عليهم السلام.

إذا وجدت طريقا يتلاعب أصحابه فيه، فلا يتعين إلا بأخذ الطريق الثاني وهو طريق أهل البيت عليهم السلام.

لننتقل لمصادر أهل البيت عليهم السلام لنجد ما قال النبي وآله صلوات الله عليهم. منذ هذه الليلة نبحر في أحاديث آل محمد عليهم السلام.

نبدأ بأحاديث النبي صلى الله عليه وآله الطاعنة بعمر بن الخطاب. إننا نريد لهذه الأمة أن تكتشف أن نبيها صلى الله عليه وآله ما سكت عنه لعنه الله.

هنالك أمر شائع وهو جهل البكري و"الشيعي" بأحاديث النبي صلى الله عليه وآله الطاعنة بابن الخطاب، لذا تجدهم يستغربون منا حينما نلعن!

إن هذه الحقائق مغيبة عن هذه الأمة إذ قلة ممن يمتلكون الشجاعة في إبرازها وإخراجها من بطون المصادر والكتب إلى عامة الناس، وهذا تقصير العلماء.

أبدأ معكم الليلة بشاهد واحد فقط كي لا تفوتنا البركة في هذه الليلة المباركة. أنقل لكم الشاهد من أصل من الأصول الأربعمئة القديمة.

الأصول الأربعمئة: هي كتابة وتدوين أحاديث أهل البيت عليهم السلام المروية عن جدهم صلوات الله عليه وآله، وسميت أصلا لأنها كانت من في المعصوم إلى الكاتب مباشرة، فبلغت 400 أصل.

جاء في الذريعة للطهراني ج2 ص128: وقال الشيخ البهائي في مشرق الشمسين (قد بلغنا عن مشايخنا قدس سرهم أنه كان من دأب أصحاب الأصول أنهم إذا سمعوا عن أحد من الأئمة عليهم السلام حديثا بادروا إلى اثباته في أصولهم لئلا يعرض لهم نسيان لبعضه أو كله بتمادي الأيام)

أعطيكم مثالا، فقد جاء في مهج الدعوات ص268: كان جماعة من خاصة أبي الحسن عليه السلام من أهل بيته وشيعته يحضرون مجلسه، ومعهم في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف وأميال فإذا نطق أبو الحسن عليه السلام بكلمة أو أفتى في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك.. إلخ.

الشيعة أدق في ضبط الحديث ونقله بدلالة الأصول الأربعمئة القديمة الضاربة في جذور التاريخ. ما وصلنا من الأربعئمة أصل إلا 16 أصل فقط!

كثير منها أحرق وضاع بسبب الظالمين، كإحراق مكتبة الشيخ الطوسي، أو إخفاء أحاديث ابن أبي عمير بعدما سُجن فأخفت أخته الأحاديث في سرداب لأن الاحتفاظ بأحاديث آل محمد كانت تُعد جريمة!

ليس عندنا إلا 16 أصل موجودة ومطبوعة في كتاب واحد بعنوان: الأصول الأربعمئة، وبعض بقية الأصول تجدها مبثوثة في بطون الكتب.

أعطيكم حديثا يلعن فيه النبي صلى الله عليه وآله عمر بن الخطاب من أصل من تلك الأصول المضبوطة ألا وهو أصل جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي.

أعطيكم حديثا يلعن فيه النبي صلى الله عليه وآله عمر بن الخطاب من أصل من تلك الأصول المضبوطة ألا وهو أصل جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي.

الحديث الوارد في الأصول الأربعمئة هو حديث أصلي مضبوط دقيق مدون قبل أكثر من 1200 سنة حيث تجده من منبعه الصافي، ليس كما جاء في البخاري أو مسلم.

جاء في أصل جعفر الحضرمي ص61: قال لنا أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم و هو فى بيت حفصة: اللهم اعط تلفا ومنقلبا إلى النار من أبغض عليا وعاداه وأعان على ظلمه وظلمه حقه اللهم أعط خلفا ومنقلبا إلى الجنة من أحب عليا.. إلخ.

هذا شاهد أول، والثاني ما جاء في نفس المصدر ص62: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا ينجو من النار وشدة تغيظها وزفيرها وقرنها وحميمها من عادى عليا وترك ولايته وأحب من عاداه.. إلخ.

حينما جيء بالحسن عليه السلام بعد استشهاده ليجدد عهدا بجده رسول الله صلى الله عليه وآله، قالت عائشة: لا تدفنوا في بيتي من لا أحب! فعليها لعنة الله ورسوله.

تتمة الخبر في أصل جعفر الحضرمي ص62: فقالت ميمونة: والله ما أعرف من أصحابك يا رسول الله من يحب عليا إلا قليلا منهم.. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: القليل من المؤمنين كثير.. فقال لها رسول الله: صدقت إنك صديقة امتحن الله قلبك للإيمان.

أضحك على البعض من خصومنا ممن يقول أننا قليلون! القليل من المؤمنين كثير! ثم إننا بحمد الله تعالى بانتشار، والله ما كنتُ أتصور يوما أن يكون لنا هذا الانتشار بهذه السرعة! الحمد لله.

السيدة الصديقة ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وآله أم المؤمنين ما بدّلت ولا غيّرت ولا آذت النبي صلى الله عليه وآله فنزل فيها قرآن.. هي امرأة عظيمة مجهولة القدر!

أدعو المؤمنين جميعا إذا ما أرادوا تأسيس مركزا أو دارا علمية أو مسجدا أن يسمّوه باسم: أم المؤمنين ميمونة الصديقة عليها السلام.

يذكر فضل يحيى بن أم الطويل وفضله على التشيع كيف أنه شيّع أبا خالد الكابلي ومنها انطلق التشيع إلى العراق وقم والعالم.

لمشاهدة الحلقة كاملة:

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp