ملخّص الليلة الثامنة

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
ملخّص الليلة الثامنة

8 شهر رمضان 1439

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخّص الليلة الثامنة، وهي عبارة عن تغريدات نشرها مكتب الشيخ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:

إن الباحث المنصف حين يدرك أن بيئة الحديث عند أهل الخلاف بيئة مسمومة مليئة بالكذب والافتراء فإنه لا يمكنه الاستمرار بالاطمئنان بما يروى هناك وإنما يدير الدفة إلى المنبع الصافي أي روايات أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله.

جاء في أصل جعفر بن محمد الحضرمي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لحفصة: "لقد هلكت أنت وأبوك إن كان أبوك أول من يعين على ظلمه وكنت أنت فيمن عاداه"

من جانبنا نؤكد على حقيقة أن أغلب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كان في قلوبهم شيء من علي عليه السلام، ويختلف ذلك بينهم من حيث درجة الكره والعداوة!

جاء في أصل سلام بن أبي عمرة الخراساني بالسند الذي ذكره أن رسول الله صلى الله عليه وآله قام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم وآل عمران فرحوا واستبشروا، وإذا ذكر عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم؟ والذي نفس محمد بيده لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيا، ما قبل الله ذلك منه حتى يلقى الله بولايتي وولاية أهل بيتي".

هذه الرواية عن الإمام زين العابدين عليه السلام عن جده صلى الله عليه وآله، فهي رواية ذهبية أصلية عن أهل البيت عليهم السلام!

المخالف قد يعمد إلى رد ما ورد في المصادر الحديثية لأهل البيت عليهم السلام، فنقول لإتمام الحجة أن الراوي لهذا الحديث الذي ذكرناه هو يونس بن خباب المشترك بيننا وبينهم كما أنهم أنفسهم يروون عنه مثل هذا الحديث

محدثو أهل الخلاف ذكروا في مصادر عدة ومنها ما جاء في مسند أبي يعلى بأن رسول الله صلى الله عليه وآله بكى ذات مرة حتى علا بكاؤه فقيل ما يبكيك؟ فقال لعلي عليه السلام: "ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني"

لا تتسرع أخانا المخالف ولا تحتج بتضعيفكم ليونس بن خباب، لأنك ستكتشف بعد التمحيص والتحقيق بأن بعض رجالييكم وثقوه فعلا لكنهم عادوا فضعفوه، ولم يكن ذلك إلا بعد اطلاعهم على موقفه من الطاغية الثالث عثمان بن عفان لعنه الله

في تهذيب الكمال للمزي، في ترجمة يونس بن خباب الأسيدي، عن يحيى بن سعيد القطان قال: "ما تعجبنا الرواية عن يونس بن خباب"، وعن يحيى بن معين: "يونس بن خباب رجل سوء كان يشتم عثمان"، وهنا يتبين سبب إسقاطهم ليونس بن خباب وترك ما يرويه بغض النظر عن وثاقته!

في بلدان أهل الخلاف، ينتفضون لهذا الخط الأحمر الذي يسمونه بسب الصحابة وقد لا ينتفضون لسب الذات الإلهية والعياذ بالله!

في بلدان أهل الخلاف، يرخصون قانونيا للكنائس مع إقامتها للشعائر التي تجهر بأن لله ولد والعياذ بالله مع ما يعني ذلك من شتم وطعن في الذات الإلهية، لكنهم لا يقبلون أبدا بأن يرخص لمسجد رافضي ينال من أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة لعنهم الله

في الكويت مثلا حكموا بسجني لنيلي من "الصحابة" ولم يكفهم ذلك بل طالبوا بسن قانون يقضي بإعدام كل من يهتك "الصحابة"، لكن لن تجدهم أبدا بنفس الهوس إذا ما تعلق الأمر بمن يسب الله والعياذ بالله!

غريب جدا هذا الهوس البكري؛ إما أن تقبل وتحترم كل "الصحابة" وإما جعلوا ذلك إسفينا بينك وبين الإسلام! لكنك تجدهم يتعاملون بكل ليونة مع من يسب الله!

في تهذيب الكمال للمزي، قول أبي داود: "يونس بن خباب شتام لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم" وقوله: "وقد رأيت أحاديث شعبة عنه مستقيمة، وليس الرافضة كذلك" وهذا مما يحرج البكرية خصوصا إذا ضممنا إليه قول ابن تيمية بأن ابن شعبة لا يروي إلا عن الثقة!

الشيخ الحبيبفي (تهذيب التهذيب) عن أبي داود قال ليس في حديثه نكارة إلا أنه زاد في حديث عذاب القبر ... حدثنا عباد بن عباد: قال أتيت يونس بن خباب فسألته عن حديث عذاب القبر فحدثني به فقال هنا كلمة أخفاها الناصبة، قلت ما هي؟ قال إنه ليسأل في قبره من وليك فإن قال علي نجا...

ذكر أقوالا عدة لرجاليي البكرية حول ابن خباب دلت على أنهم وثقوه لكنهم تركوه لقولهم بأنه كان يشتم عثمان، من ذلك ما جاء في تهذيب التهذيب: قال الحاكم أبو أحمد: تركه يحيى وعبد الرحمن وأحسنا في ذلك لأنه كان يشتم عثمان ومن سب أحدا من الصحابة فهو أهل أن لا يروي عنه!

تتمة: (تهذيب التهذيب) فقلت والله ما سمعنا بهذا قال من أين أنت قلت من أهل البصرة قال أنت عثماني خبيث فذكر بقية القصة نحو ما حكاه في الأصل.

لم تجد البكرية يقبلون الرواية عن يونس بن خباب هذا، عن المسيب بن عبد خير عن عبد خير قال سمعت عليا يقول: "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر"، لكنهم ينتفضون إذا ما ذكر نفس هذا الرواي رواية في فضائل أهل البيت عليهم السلام أو مثالب أعدائهم لعنهم الله؟!

أيها البكرية! لا يخدعنكم الكهنة الفجرة والكذبة بأن العلاقات بين أهل البيت عليهم السلام و"الصحابة" كانت علاقات حب ووئام اعتمادا على "أدلة" واهية وركيكة... تحققوا وراجعوا لتعلموا حقيقة الأمر.

إني أعجب من استدلال البكرية بأن تسمية الإمام علي عليه السلام لابنه باسم "عمر" دليل على أنه كان يود عمر لعنه الله، والواقع أن مراجعة بسيطة للتاريخ والوقائع تدلك على بغض الإمام علي عليه السلام للمنافق عمر، كما أن هذه الإسم من الأسماء العربية وليس حكرا لأحد!

أما لم روى ابن خباب أحاديث في تفضيل علي وأخرى في أبي بكر وعمر، فإما أن يكون:
- ممن قد برئ من عثمان لكنه من البترية فلم يكن يبرأ من أبي بكر وعمر
- ممن تأخر تشيعه
- المروي عنه في شأن أبي بكر وعمر مكذوب عليه

وأرجح احتمالا رابعا أذكره في الليلة المقبلة إن شاء الله.

لمشاهدة الحلقة كاملة:

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp