ملخّص الليلة العاشرة

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
ملخّص الليلة العاشرة

10 شهر رمضان 1439

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخّص الليلة التاسعة، وهي عبارة عن تغريدات نشرها مكتب الشيخ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:

باسمكم جميعا نتقدم إلى مولانا وسيدنا الخليفة الثاني عشر إمام هذا الزمان بأصدق التعازي بمناسبة ذكرى استشهاد جدته خديجة الكبرى صلوات الله وسلامه عليها.

السيدة خديجة سيدة عظمية من نساء العالمين الأربع. قال النبي صلى الله عليه وآله أنها لم تعصِ له أمر قط.

كان كلما دخل النبي صلى الله عليه وآله بيتا من بيوته أو خرج منه يذكر خديجة وهذا ما امتعضت منه عائشة الحميراء وتستشيط غضبا فقالت: ما تريد من امرأة عجوز حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيرا منها! فنهرها النبي صلوات الله عليه وآله وقال: لم يبدلنِ الله خيرا منها.

السيدة خديجة هي أعظم نساء النبي صلى الله عليه وآله، وهي أم الزهراء عليها السلام.

وجدنا في أصل سلّام بن عمرة الخراساني رواه يونس بن خباب عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما بال إذا ذكر عندهم آل إبراهيم وآل عمران فرحوا واستبشروا وإذا ذكر عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم!

حينما فتشنا في كتب المخالفين فوجدنا رواية لنفس الراوي عن أنس أنه قال: بكى النبي صلى الله عليه وآله وقال لعلي عليه السلام ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك حتى يفقدوني. فالحديث بنفس المضمون.

حتى لا يطعن أحد في هذا الحديث المروي بطرقهم عن يونس بن خباب من جهة راويه عرضنا أقوالهم فيه.

أثبت أن الرجل ثقة عندهم وما ضعفه بعضهم إلا من جهة ما اعتبروه سوء رأيه بعثمان، ولم يقولوا أنه كذاب،

رددنا على طعن المخالفين بالراوي يونس بن خباب وقلنا أنه يروي حديثا "يمدح" فيه أبا بكر وعمر، واضطررنا لمناقشة الحديث بتفصيل حتى نعرف حقيقته فوجدناه مرويا بطريق أبي جناب وهو نفسه نقله السيد المرتضى في الشافي ذكرا المقدمة المحذوفة.

ناقشنا تعيين الحديث بنفس الطريق عند الشريف المرتضى مع مقدمة حذفت في تاريخ دمشق وهي بنفس الطريق.

وجدنا الإمام زين العابدين عليه السلام يكذب الحديث المنسوب إلى جده أمير المؤمنين عليه السلام بغير مقدمة وهو ما جاء عند الطبراني.

من الشواهد التي تبين الحديث بأي اللفظين أصح، لازلنا فيما يشهد به الباقلاني وهو أن عقيدة كثير من أصحاب النبي وأصحاب أمير المؤمنين عليهما وآلهما السلام أن عليا هو الأفضل وهو خير الأمة بعد نبيها.

يقول الباقلاني في مناقب الأئمة ونقض المطاعن عن سلف الأمة ص480: وقد روي أن جماعة من الصحابة كانت تظهر القول بفضل علي أمام زمن أبي بكر وبعده، منهم عبد الله بن العباس في قوله للشراة (الخوارج): جئتكم من عند خير الناس وأقدمهم إسلام.

يكمل الباقلاني: ومنهم جابر بن عبد الله الأنصاري الذي قال: كان والله ذلك خير البشر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله. (المصدر نفسه).

يكمل الباقلاني: وكذلك كان رأي حذيفة فيه وعمار وكانا يقولان أنه أقدمهم إسلاما وأعلمهم بدين الله وأولاهم بالأمة وبرسوله وغير ذلك من ألفاظ تروى عنهم.

قال ابن حزم في الفصل في الملل والنحل م4 ص90 - الكلام في وجوه الفضل والمفاضلة بين الصحابة-: اختلف المسلمون فيمن هو أفضل الناس بعد الأنبياء عليهم السلام فذهب بعض أهل السنة وبعض أهل المعتزلة وبعض المرجئة وجميع الشيعة أن أفضل الأمة بعد رسول الله علي بن أبي طالب.

يا أهل الخلاف! القول أن أبا بكر وعمر أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ليس قول إجماع عندكم حيث أنكم اختلفتم، ونحن اتفقنا أن عليا هو أفضل الأمة بعد نبيها صلوات الله عليه وآله.

يكمل ابن حزم: وقد روينا هذا القول نصا (أن عليا خير الناس بعد رسول الله) عمن بعض الصحابة رضي الله عنهم. (المصدر السابق).

يكمل ابن حزم: وقد روينا هذا القول نصا (أن عليا خير الناس بعد رسول الله) عمن بعض الصحابة رضي الله عنهم. (المصدر السابق).

القول أن عليا عليه السلام هو الأفضل ما جاء به "الصفويون ولا المجوس ولا عبد الله بن سبأ" بل القول قديم بقدم الصحابة.

يكمل ابن حزم: وقد روينا هذا القول نصا (أن عليا خير الناس بعد رسول الله) عمن بعض الصحابة رضي الله عنهم، وجماعة من التابعين والفقهاء. (المصدر السابق).

يخرج لك اليوم بعض صبيان المخالفين ويقولون أن أبا بكر هو الأفضل "بإجماع أهل السنة"! ويقولون غاليتم بعلي فقدمتموه على من هو "أفضل منه".

القول أن عليا هو الأفضل قاله علماؤكم و"الصحابة" فلِمَ لا تشنعون عليهم كما تشنعون على الشيعة؟!

القول أن عليا هو الأفضل وهو الوصي قديم ليس وليد اليوم، أسمع ما روي عن سماك بن سلمة، قال: دخلتُ على كُدير الضبي أعودُه فوجدتُه يصلّي وهو يقول: اللهم صلِّ على النبي والوصيّ.

صبيان المخالفين يشنعون على الشيعة لقولهم أن عليا هو الأفضل فيقولون يا أبناء المتعة! أبناء المتعة شرف لأنه أمر شرعه النبي وقال أمير المؤمنين: شرعت المتعة رخصة من الله لعباده ولولا نهي عمر ما زنى إلا شقي.

لأن عمر بن حرام فيريد الحرام أن يسود في الأمة ويكثّر أبناء الحرام، وشرّع الطلاق البدعي لامرأة على ذمة الأول فتتزوج الثاني فيكون المتولد من الزواج الثاني ابن شبهة. يريد بذلك الخروج من عقدته النفسية.

قال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا ابن حرام، فحرّم عمر المتعة ليزني المسلمون ويكثر أولاد الحرام فيبغضون عليا. لا أقولها تحاملا لا والله وبيننا وبينكم الأوراق البحثية.

زواج المتعة زواج شرّعه النبي صلى الله عليه وآله ونص على جوازه كبار أعلام أهل الخلاف كقول ابن حنبل أنها للمضطر وكذلك مالك ووصولا إلى علماء الأزهر.

يكمل ابن حزم: وذهبت الخوارج كلها وبعض أهل السنة وبعض المعتزلة وبعض المرجئة إلى أن أفضل الصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو بكر وعمر. (المصدر: الفصل في الملل والنحل م4 ص90 - الكلام في وجوه الفضل والمفاضلة بين الصحابة).

لاحظ من أجمع على أن أبا بكر وعمر هما الأفضل! الخوارج!

لو أن عليا عليه السلام قال: خير الأمة بعد نبيها أبي بكر وعمر بدون المقدمة المحذوفة، فكيف نشأ الاختلاف عند "الصحابة"، إذاً لابد أن يكون إما باطلا أو مبتورا!

إذا كان المخالفون لا يستحييون من التصرف بحديث النبي صلى الله عليه وآله، فلا يُستبعد أن يكون التصرف أكثر من هذا بحديث أمير المؤمنين عليه السلام.

مثال آخر يبين بطلان القول المبتور أن عليا عليه السلام يرى أن أبا بكر وعمر هما أفضل الأمة بعد نبيها. رووا عن تابعي جليل عندهم وهو عطاء بن السائب الذي قال فيه ابن حنبل: ثقة ثقة رجل صالح.

عن عطاء بن السائب، قال: خطب علي فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، فقام رجل فقال: وأنت يا أمير المؤمنين. فقال: نحن أهل بيت لا يوازينا أحد.

إذاً يكون الحديث بتمامه أن عليا عليه السلام خطب على المنبر فقال: ما هذا الكذب الذي يقولون ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر؟! إنا أهل بيت لا يوازينا أحد.

يضيف الشيخ شاهدا آخر، قال عثمان لأمير المؤمنين عليه السلام: إنك إن تربصت بي فقد تربصت بمن هو خير مني ومنك، قال: ومن هو خير مني؟! قال: أبو بكر وعمر، فقال: كذبت أنا خير منك ومنهما عبدت الله قبلكم وعبدته بعدكم.

يذكر ابن أبي الحديد المعتزلي الذي قد يقول أحد المخالفين أنه معتزلي! نقول: هو منكم فالمعتزلة طائفة من المخالفين تختلف عن غيرها في الأصول، فكما اختلفتم في الفروع اختلفتم في الأصول.

اختلف المخالفون في الأصول فصاروا أشاعرة ومعتزلة.. إلخ. واختلفوا فروعا فصاروا أحناف وحنابلة.. إلخ. فابن أبي الحديد معتزلي أصولا وشافعي فروعا. ابن أبي الحديد يشرح نهج البلاغة الذي كثير منه جاء من مصادر المخالفين أو من رواة مشتركين.

روى ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج م20 ص262 أن عثمان قال: أبو بكر وعمر، فقال: كذبت أنا خير منك ومنهما عبدت الله قبلكم وعبدته بعدكم. رواه مع تحريف وتغيير.

نضيف هنا مسألة مهمة وهي أن رواية يونس بن خباب (رواية الضغائن) لم ينفرد بها، فهنالك طرق أخرى روت الحديث نفسه.

عن ابن عباس قال: خرجت أنا والنبي وعلي في حشان المدينة فمررنا بحديقة فقال علي: ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله فقال: حديقتك في الجنة أحسن منها ثم أومأ بيده إلى رأسه ولحيته ثم بكى حتى علا بكاؤه، قيل ما يبكيك؟ قال: ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني.

ومن طريق آخر عن علي عليه السلام:.. ما أحسنها من حديقة قال: لك في الجنة أحسن منها.. فلما خلا لي الطريق اعتنقني ثم أجهش باكياقال: قلت: يا رسول الله، ما يبكيك؟ قال: ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي.. إلخ. (المطالب العالية ج11 ص219)

وكذلك روي عن أنس بن مالك: خرجنا مع رسول الله فمر بحديقة فقال علي : ما أحسن هذه الحديقة!.. ثم وضع النبي رأسه على إحدى منكبي علي فبكى فقال له علي: ما يبكيك يا رسول الله، قال : ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك حتى أفارق الدنيا.. إلخ.

بعد هذه الجولة السريعة يتبين أن كثيرا من "الصحابة" فيهم النزعة الناصبية الخبيثة (إذا ذكر آل محمد اسمأزت أنفسهم)، فهذه النزعة في الأمة قديمة جدا لم تأتِ مع الأمويين مثلا ولا الزبيريين ولا مع ابن تيمية.

ثبت أن هناك نزعة ناصبية في أنفس رجال حول النبي صلى الله عليه وآله تكره أهل البيت عليهم السلام وضغائن في صدورهم لا يبدونها حتى يفقدونه صلوات الله عليه وآله.

إذا جرحتم الراوي تهربا من الرواية أقمنا الدليل على وثاقته.

حقيقة ثبتت بالبحث العلمي وهي أن النزعة الناصبية قديمة جدا منذ أيام النبي صلى الله عليه وآله، فينقدح تساؤل: يا أمة الإسلام! ألا سألتم أنفسكم من هم أولئك الذين يحملون في أنفسهم بغضا لآل محمد عليهم السلام؟!

يا أمة الإسلام! ألا سألتم أنفسكم ما هي مواقف أولئك المبغضين لآل محمد عليهم السلام؟! وما دورهم؟!

تبين أن في الصحابة نواصب! يبغضون آل محمد عليهم السلام! بكى بسببهم النبي صلى الله عليه وآله! وهل بكاؤه صلوات الله عليه وآله قليل؟!

لماذا قتلتم فرحة النبي وآله صلوات الله عليهم؟! مكان الحديث هو أنهم كانوا يسيرون بين الحدائق فالمفترض أن يكون الجو جو فرح وسعادة فإذا الموقف يتحول إلى حزن وبكاء!

هذا كله جواب على السؤال المتقدم في أولى الحلقات، تقولون أن عمر كان أكثر خطرا من معاوية فلماذا ترك النبي صلى الله عليه وآله التحذير منه؟!

إذا ذُكر آل محمد عليهم السلام جريمة آنذاك، فكيف يروون ما جاء في التحذير من عمر؟!

من هم النواصب؟ هنا بحث آخر. من أبرز أولئك النواصب هو عمر بن الخطاب ونقسم على ذلك. كان هو ممن يحمل الضغائن على أهل البيت عليهم السلام ويشمئز لذكرهم. كان عدوا منافقا لأن بغضهم آية النفاق.

يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق أو ابن زنا، وقد جمع عمر لعنه الله الاثنين فهو منافق وابن زنا.

لمشاهدة الحلقة كاملة:

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp