ملخّص الليلة السابعة عشرة

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
ملخّص الليلة السابعة عشرة

17 شهر رمضان 1439

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخّص الليلة السابعة عشرة، وهي عبارة عن تغريدات نشرها مكتب الشيخ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:

باسمكم جميعا نتقدم إلى المقام الأسمى المولى صاحب الأمر عليه السلام بأصدق التهاني بمناسبة حلول ذكرى ميلاد السبط الأكبر إمامنا الحسن المجتبى صلوات الله عليه.

اسم الحسن عليه السلام أهدي للنبي صلى الله عليه وآله في خرقة من حرير من ثياب الجنة.

في معاني الأخبار للشيخ الصدوق: أهدى جبرائيل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله اسم الحسن بن علي عليهما السلام في خرقة حرير من ثياب الجنة.

في الكافي الشريف: عق رسول الله صلى الله عليه وآله عن الحسن بيده وقال: بسم الله عقيقة عن الحسن، اللهم عظمها بعظمه، ولحمها بلحمه، ودمها بدمه، وشعرها بشعره، اللهم اجعلها وقاء لمحمد وآله صلى الله عليه وآله.

كانت هناك علاقة خاصة بين النبي صلى الله عليه وآله والحسن عليه السلام. في مناقب ابن شهرآشوب: وعن أبي قتادة أن النبي (صلى الله عليه وآله) قبّل الحسن وهو يصلي.

هناك أفعال تهدم هيئة الصلاة، وقبلة الصبي من ذلك، ولا تفسير من تقبيل النبي للحسن عليه السلام حال الصلاة مع كامل خشوعه وتوجهه إلا أن تقبيله هو قربة لله تعالى، فجمع النبي صلى الله عليه وآله القربتين أداء الصلاة وتقبيل الحسن عليه السلام. تقبيل النبي صلى الله عليه وآله في حال الصلاة مع كامل خشوعه للحسن عليه السلام ليس بالأمر الهيّن.

في مصنف بن أبي شيبة: عن زهير بن الأقمر قال: بينما الحسن بن علي يخطب إذ قام رجل من الأزد آدم طوال فقال: رأيت رسول الله واضعه في حقويه يقول: من أحبني فليحبه، فليبلغ الشاهد الغائب. فكأن الراوي يقول: اعرفوا قدر هذا الإمام!

لماذا التأكيد من النبي صلى الله عليه وآله [فليبلغ الشاهد الغائب]؟ لأنه صلوات الله عليه وآله عالم بما سيقع على سبطه. قالت عائشة أخرجوا من بيتي لا أحب! الفائدة من كثرة أحاديث النبي صلى الله عليه وآله المؤكدة على حب أهل البيت عليهم السلام هي للتأكيد لأنه يعلم ما سيجري عليهم من ظلم وعداوة.

من علو شأن الحسن عليه السلام هي ذكره في الكتب المقدسة غير المحرفة كالتوراة والإنجيل.

يروي منحرف عن أهل البيت عليهم السلام فضائل آل محمد عليهم السلام، وكثير ما حدّث المنحرفون حيث يجري الله الحق على ألسنتهم، وحينما ترد رواية عن منحرف فإنه لا مصلحة له في الكذب فلابد أن تكون حقا.

هناك رواية عجيبة عن أبي هريرة تتحدث عن قصة راهب من الرهبان أسلم وآمن بعدما كان يفتش فيما وصله من الكتب المقدسة السائدة عن الحسن والحسين، فبقي يبحث عنهما حتى وصل باب فاطمة، وهناك يحدثا أبو هريرة عما رأى.

مناقب آل أبي طالب م3 ص166: قدم راهب على قعود له فقال: دلوني على منزل فاطمة، قال فدلوه عليها فقال لها: يا بنت رسول الله أخرجي إلي ابنيك، فأخرجت إليه الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويبكي ويقول: اسمهما في التوراة شبر وشبير، وفي الإنجيل طاب وطيب، ثم سأل عن صفة النبي فلما ذكروه قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.

بشّرت باسم هذا الإمام الشريف الكتب السماوية والديانات الإلهية. كان الحسن عليه السلام قمة في كل شيء بمعنى الكلمة، وتجهل الأمة كثيرا جانب فروسيته وشجاعته.

لعل عدم الالتفات إلى جانب فروسية وشجاعة الإمام الحسن عليه السلام هو تعمد أهل الخلاف في إبقاعه في السلبية كأنه ميال إلى الهدوء والسكينة والدعة لا يريد حربا ولا مواجهة!

لا يمكنني أن أتوسع في ذكر مناشئ النظرة السلبية للحسن عليه السلام وهي أنه ميّال للدعة تاركا الحرب، ولكنني أقول: أهتمت الدعاية البكرية بتصوير الحسن أنه رجل مسالم على عكس أبيه وأخيه صلوات الله عليهما أنهما كانا "أصحاب فتن"!

أنوار الأئمة عليهم السلام واحدة وسجاياهم واحدة. فلو كان الإمام علي عليه السلام يعيش في زمان الحسن فلا يسعه إلا أن يصنع كما صنع الحسن عليه السلام، وكذلك العكس بالعكس.

كل إمام يعيش في مرحلته الظرفية والمسؤوليات التي عليه تأديتها. ورد في الروايات الشريفة: وكلنا واحد من نور واحد، وروحنا من أمر الله، أولنا محمد, وأوسطنا محمد، وآخرنا محمد وكلنا محمد.

قام الحسن عليه السلام بموقف بطولي شجاع ضد الحميراء عائشة في معركة الجمل، حيث ينقله مناقب آل أبي طالب م4 ص21.

في مناقب آل أبي طالب م4 ص21: دعا أمير المؤمنين عليه السلام محمد بن الحنفية يوم الجمل فأعطاه رمحه وقال له: أقصد بهذا الرمح قصد الجمل فذهب فمنعوه بنو ضبة فلما رجع إلى والده انتزع الحسن رمحه من يده وقصد قصد الجمل، وطعنه برمحه، ورجع إلى والده، و على رمحه أثر الدم، فتمعر وجه محمد من ذلك فقال أمير المؤمنين: لا تأنف فإنه ابن النبي وأنت ابن علي.

الحسن بن النبي صلى الله عليه وآله هو من غرس الرمح في جمل عائشة الحميراء لعنها الله في معركة الجمل حيث اخترق الصفوف فبلغ الجمل وغرس رمحه فيه.

الحسن عليه السلام عاش غربة الدين أيضا، حيث أدرك عهد النبي صلى الله عليه وآله وعهد أبيه وما فيهما من نور، وعهد أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية مع ما فيهما من ظلمة، فامتلأ الحسن أسى حيث يرى الجاهلية ترجع من جديد.

نقلت لكم في السنة الماضية نصا عن الحسن عليه السلام قاله في آخر أيام حياته كما ينقلها أعلام الدين للديلمي ص163: ما لي أرى رجالا ولا عقول وأرى أجساما ولا أرى قلوبا دخلوا في الدين ثم خرجوا منه، وحرموا ثم استحلوا، وعرفوا ثم أنكروا، وإنما دين أحدكم على لسانه. قال الحسن عليه السلام: ولئن سألته هل يؤمن بيوم الحساب؟ قال: نعم، كذب ومالك يوم الدين.

عاش الحسن عليه السلام غربة الدين حيث يرى دين جده قد ضاع، ويرى المنافقين والطلقاء يحكمون باسم جده ويدعون تمثيلهم له ويعبثون في الدين!

قد يقول بعض المخالفين أنكم تظهرون صورة "سوداوية" ليست واقعية، فـ "الصحابة" فيهم خيرا كثيرا. نقول: لم تبحثوا وتحققوا فلو بحثتم لوجدتم ما نقلنا. أعطيكم صورة واحدة فقط تكشف لكم الواقع الحقيقي الذي كان في تلك الحقبة.

تجدون في العقد الفريد لابن عبد ربه م2 ص318: لما فتحت القادسية على يدي سعد بن أبي وقاص، أبلى فيها عمرو بن معد يكرب بلاء حسنا، فأوفده سعد على عمر بن الخطاب، وكتب إليه معه بالفتح وأثنى في الكتاب على عمرو.. وكان عمر قد كتب إلى سعد يوم القادسية أن يعطي الناس على قدر ما معهم من القرآن؛ فقال سعد لعمرو بن معديكرب ما معك من القرآن؟ قال: ما معي شيء. قال: إن أمير المؤمنين كتب إلي أن أعطي الناس على قدر ما معهم من القرآن. فقال عمرو:
إذا قتلنا ولا يبكي لنا أحد * قالت قريش ألا تلك المقادير
نعطي السويّة من طعن له نفذ * ولا سويّة إذ تعطى الدنانير

قال: فكتب سعد بأبياته إلى عمر، فكتب إليه أن يعطى على مقاماته في الحرب.

عمرو بن معديكرب "صحابي جليل" ولا يحفظ من القرآن الكريم، وأزيدكم كان كذابا معروفا بالكذب! يروون: فوقف عمرو إلى جانب خالد بن الصقعب النهدي، فأقبل عليه يحدثه ويقول: أغرت على بني نهد فخرجوا إلي مسترعفين بخالد بن الصقعب يقدمهم، فطعنته طعنة فوقع، وضربته بالصمصامة حتى فاضت نفسه! فقال له الرجل: يا أبا ثور إن مقتولك الذي تحدثه. فقال: اللهم غفراً إنما أنت محدث فاسمع، إنما نتحدث بمثل هذا وأشباهه لنرهب هذه المعدية!

عمرو بن معديكرب لا يحفظ القرآن ولا يفقه من الدين شيئا وما صار له "مقام" إلا لأنه مقرب من عمر بن الخطاب حيث كان مقاتلا كالدواعش همته في القتال فقط فلا يعرف الصلاة ولا الدين ولا القرآن.

قال عمر بن الخطاب لعنه الله في عمرو بن معديكرب: الحمد لله الذي خلقنا وخلق عمراً تعجبا من عظم خلقه.

في تهذيب الأسماء للنووي م1 ص255: كتب عمر بن الخطاب إلى النعمان بن مقرن: أن استعن في حربك بطليحة بن خويلد وعمرو بن معد يكرب، واستشرهما في الحرب.

عرفتم الأول (عمرو بن معديكرب)، من الثاني (طليحة بن خويلد الأسدي)؟ هو أحد مدعي النبوة وخاض حربا ضد "المسلمين" فأظهر التوبة في زمان عمر وعاد إلى "الإسلام" وبعض حمقى المخالفين يقولون: "سيدنا طليحة بن خويلد رضي الله عنه".

يا أهل الخلاف! انتبهوا! مثل هؤلاء يعتمد عليهم عمر بن الخطاب في "الفتوحات" فكيف ينقلون نور الإسلام وهداه والأول لا يعرف من القرآن شيئا والثاني لا يحفظ من القرآن إلا البسملة؟!

أهداف هؤلاء من وراء "الفتح" هي الغنائم فقط! "الفتوحات الإسلامية" ليست إسلامية. الفتوحات الإسلامية تتطلب رجالا مسلمين ناقلين لنور الإسلام وهداه وعلومه، فليس الفتح لمجرد الفتح هو منقبة وفضيلة.

علينا أن ننتبه للمقاصد ولا ننخدع بالمظاهر! إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر. لا ينتبه المخالف إلى المعايير الدقية في البحث. علينا أن نبحث أولا إذا كان الفاتحون من أهل الدين والتقوى احترمانهم وعددنا الفتح من مناقبهم وإلا فلا.

وكان للحسن عليه السلام أيضا موقف عنيفا ضد معاوية في محضره.

لمشاهدة الحلقة كاملة:

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp