أين ذكر الله تعالى فداء أمير المؤمنين لرسول الله وما قول مفسريهم في هذا؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسمه تعالى

فضيلة الشيخ المجاهد ياسر الحبيب سلام عليكم

المشكلة انه لدينا جار ناصبي وسالني اين كان امير المؤمنين (صلوات الله عليه) يوم الهجرة فاجبت بانه كان في فراش النبي فقال لي لماذا لم يصرح القران بذالك؟؟ فماذا اجيب ساعدوني


‏باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيدنا ومولانا السلطان أبي الحسن علي بن موسى الرضا (صلوات الله وسلامه عليهما) جعلنا الله تعالى ممن يثأر له مع ولده المنتظر المهدي الحجة أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.

إن جارك الناصبي هذا غبي أو جاهل! فإن القرآن المجيد قد أشار إلى بطولة مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) حينما بات في فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة الهجرة كي يفديه ويقيه بنفسه، وذلك في الآية الكريمة: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ" (البقرة: 207).

ومعنى الآية أن من الناس – وهو أمير المؤمنين عليه السلام – من يبيع نفسه من أجل نيل رضى الله تبارك وتعالى.

وقد ذكر كثير من علماء ومفسّري أهل العامة نزول هذه الآية الشريفة في مولى الموحدين (صلوات الله وسلامه عليه) منهم الحافظ الحسكاني الذي روى عن أبي سعيد الخدري أنه قال: "لما أسري بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) يريد الغار، بات عليّ بن أبي طالب على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل: إنّي قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيّكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فكلاهما اختاراها وأحبّا الحياة، فأوحى الله إليهما: أفلا كنتما مثل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) آخيت بينه وبين نبييّ محمّد (صلى الله عليه وآله) فبات على فراشه يقيه بنفسه! اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوّه. فكان جبرئيل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبرئيل ينادي: بخ بخ.. من مثلك يا بن أبي طالب؟! الله عزّ وجلّ يباهي بك الملائكة، فأنزل الله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله". (شواهد التنزيل للحافظ الحسكاني ج1 ص123).

وممن ذكر ذلك أيضا من علمائهم؛ ابن الصباغ المالكي في فصوله ص33، وسبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرته ص21، والغزالي في إحياء العلوم ج3 ص238، والشبلنجي في نور الأبصار ص86، وغيرهم كثير.

وقد قال أبو جعفر الإسكافي – شيخ ابن أبي الحديد – أن: "حديث الفراش قد ثبت بالتواتر، فلا يجحده إلا مجنون أو غير مخالط لأهل الملة، وقد روى المفسّرون كلهم أن قول الله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) نزلت في علي ليلة المبيت على الفراش". (شرح النهج لابن أبي الحديد ج3 ص270).

فانصح جارك الناصبي أن يراجع تفاسير ومصادر قومه قبل أن يفتي من جيبه أو كمّه!

رزقكم الله وإيانا شفاعة أوليائه صلوات الله عليهم. والسلام.

الثامن عشر من شهر صفر لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp