كيف سمّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) المحسن وهو لم يولد بعد؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم الى يوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الجليل ياسر الحبيب

اشكركم جزيل الشكر على محاضراتكم الرائعة الاخيرة التي وبحق تفحم كل ناصبي كاره لأهل البيت وجاهل بحقهم.

شيخنا الجليل

عندي عدة اسألة ارجو ان تجيبونا بارك الله فيكم وزادكم خدمة لأهل البيت وجعلكم من انصار ولدهم الحجة المهدي.

هناك تناقض في كتب السنة حول المحسن الشهيد عليه السلام: فمنها من يقول بأن المحسن سماه رسول الله بهذا الاسم كما رواه احمد بن حنبل، وهناك روايات تقول بأنه ولد بعد وفاة رسول الله ومات صغيراً.

سؤالي هو: كيف سمى رسول الله المحسن قبل ولادته، كما صرح الحديث؟؟

فإن النواصب كثيراً ما يستشكلون من كون المحسن ولد في زمن رسول الله لذلك سماه الرسول بالمحسن، ومن غير المنطقي أن يكون المحسن ولد في زمن الرسول هو نفس المحسن الذي قد اسقطه عمر عليه لعنة الله.

كيف نرد عليهم؟؟؟

اخوكم في حب امير المؤمنين ابو تراب

فائز الجبوري


‏باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى أحزان أهل البيت (صلوات الله عليهم) في شهر صفر، جعلنا الله تعالى ممن يثأر لهم مع ولدهم المنتظر المهدي الحجة أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.



ج1: إنهم يتناقضون في هذا الشأن لأن بعض أسلافهم وضع روايات مكذوبة أراد من خلالها تزوير الحقيقة والإيهام بأن المحسن الشهيد (عليه السلام) قد وُلد في زمان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم توفي صغيرا، وبهذا يحفظون ماء وجه خليفتهم عمر وأزلامه (عليهم اللعنة) الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة التي حرمت هذا الجنين من حق الحياة.

ونحن إنما نثبت أن المحسن (عليه السلام) قد أُجهض في حملة الاعتداء العمري على دار الزهراء (صلوات الله عليها) استنادا إلى روايات أهل البيت (عليهم السلام) فضلا عن بعض روايات العامة التي سلمت من التزوير في هذا الشأن، وقد ذكرناها في إجابة سؤال سابق، فراجع.

أما في ما يخص التسمية؛ فمعلوم أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وسائر أهل بيته المعصومين (عليهم السلام) كانوا كثيرا ما يذكرون أسماء أبنائهم قبل أن يولدوا، لأنها أسماء محفوظة عند الله تبارك وتعالى، ولهذا تجد أن المسلمين جميعا يروون عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن المهدي من ذريته وأن اسمه يطابق اسمه وأن كنيته تطابق كنيته، فلهذا لا إشكال في أن يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد ذكر اسم سبطه الثالث المحسن (عليه السلام) في مجلس ما.

لكن هؤلاء الذين يروون أن المحسن (عليه السلام) قد وُلد في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هلاّ أخبرونا عن تفاصيل ذلك حتى نتيقّن وتستقر نفوسنا إلى أنها ليست بالأكذوبة التي يُرمى من وراء اختلاقها إلى تبرئة ساحة عمر بن الخطاب؟!

متى وُلد المحسن؟ كيف وأين تلقّى الرسول النبأ؟ كم عاش؟ أين ذكره النبي وفي أي مواضع؟ ثم كيف مات؟ وهل بكاه النبي كما بكى ابنه إبراهيم؟ ومن صلى عليه؟ وأين دُفن؟

إنه لو كان المحسن (عليه السلام) حقا قد وُلد في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لكنا نجد أخبارا كثيرة حول حياته، لأنه ليس بالمولود العادي، إنما هو سبط رسول الله الثالث، ومن الطبيعي أن تتركز الأنظار عليه لأن الجميع يرقب كل حركات وسكنات بيت النبوة. فعجبا كيف لم نرَ في التاريخ أية تفاصيل عن الأسئلة التي ذكرناها آنفا؟! لماذا مثلا لا نجد أن رسول الله أخذ المحسن وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثم دعا له وبيّن فضله كما فعل مع سبطيه الأولين الحسن والحسين عليهما السلام؟! لماذا لا نجد لهذا المولود أية علاقة بالتاريخ اليومي لرسول الله صلى الله عليه وآله؟! ثم لماذا لانجد في التاريخ أن رسول الله بكاه ورثاه حين وفاته كما صنع مع ابنه إبراهيم عليه السلام؟! ولماذا لا نرَ روايات تصف حال علي أو الزهراء عندما توفي ابنهما الثالث هذا؟! ولماذا لم تصلنا روايات عن كيفية تلقيهما العزاء في وفاة ابنهما؟! إلى آخرها من تساؤلات كثيرة تؤكد أنه لم يكن لهذا الطفل وجود في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلا لبان ذلك واضحا في مجرى التاريخ.

وبملاحظة أن الروايات التي تتحدث عن ولادته في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما جاءت من مصادر المخالفين، وبملاحظة أن هناك ما يستدعي الوضع وهو تبرئة ساحة عمر؛ يصل الباحث المنصف إلى حقيقة أن هذا الجنين المظلوم إنما قد أُسقط من رحم أمه الزهراء (صلوات الله عليها) في ذلك الهجوم الوحشي البربري الذي قاده زعماء انقلاب السقيفة، وهو ما وصلنا باستفاضة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وكذا عن بعض المنصفين من محدّثي أهل العامة، كابن أبي دارم، والنظّام، وغيرهما.

رعاكم الله للخير. والسلام.

الثاني والعشرين من شهر صفر لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp