كيف نفسر الآيات التي تشير إلى عدم شهود النبي بعض أحداث التاريخ الغابر؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp


بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ الفاضل ياسر الحبيب حفظه تعالى وسدد خطاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النبي شاهد على كل الخليقة من بداية الخلق ، لكن هناك آيات قرآنية قد لا تؤيد هذا المعنى كقوله تعالى:(وما كنت بجانب الغربي اذ قضينا الى موسى الامر وما كنت من الشاهدين) ، وآيات أخرى تقبل التوجيه كقوله تعالى :( فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فشهادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هنا قد تكون على الأنبياء وقد تكون على هذه الأمة فقط ، فما هو الرد على هذا الزعم؟

وفقكم الله لما يحب ويرضى وجعلكم ممن ينشر فضائل أهل البيت ومناقبهم وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعن ظالميهم أجمعين.


باسمه جلت أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

هذه الآيات وأمثالها محمولة على عدم شهوده (صلى الله عليه وآله) لتلك المواقف ببدنه وصورته الإنسية في دار الدنيا، لا مطلقا، فهو (صلى الله عليه وآله) نور بالأصل، جاءت خلقته قبل الخليقة كلها، ولا يخفى أن من تقدّمت خلقته فإنه يكون شاهدا على من بعده. فإن قيل: لمَ جاءت صيغة الآيات على هذا النحو؟ قيل في الجواب: قد جاءت على نحو "إياك أعني واسمعي يا جارة"، إذ القصد منها مخاطبة الناس بما يثبت صدق رسول الله صلى الله عليه وآله، بترتيب مقدمة هي أنه لم يكن قد شهد تلك المواقف مع الأنبياء في غابر الأزمان لأنه قد وُلد بينكم في هذا الزمان، ومع هذا فإنه قد أتاكم بذكر تلك المواقف والقصص وحكاها لكم كما هي، وهو ما يثبت أنه يوحي إليه من الله سبحانه وتعالى.

أما آية (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فالتفسير الظاهر لها أنه (صلى الله عليه وآله) يكون شهيدا على أمته. ولا ضرورة لإلغاء التفسير الآخر من كونه (صلى الله عليه وآله) شهيدا على غيره من الأنبياء (عليهم السلام) وعلى أقوامهم، من باب أن للقرآن ظهرا وبطنا، ولكل ظهر ظهر، ولكل بطن بطن، إلى سبعين أو أكثر، كما نصّت الروايات كناية عن تعدد التفسيرات والتأويلات.

رزقكم الله الثبات على دينه. والسلام.

21 من جمادى الأولى لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp