هل أهل البيت (عليهم السلام) أول ما خلق الله ومنهم خلق كل شيء؟ وهل يتعارض ذلك مع القرآن؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسمه تعالى

سماحه الشيخ ياسر الحبيب دامت بركاته

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

بعد الدعاء لجنابكم العالى بالسلامه من كل شر و مكروه وبعد تقبيل الشريفه أستحلفك بحق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أن تفيض علينا من بحر جود علمكم لما لهذا الموضوع من أهميه شديده عندى

هناك عده روايات وردت عن أهل بيت العصمه و الطهاره عليهم السلام من قبيل أن أول ماخلق الله نور النبى صلى الله عليه وآله وخلق منه كل خير وأنهم كانوا أنورا حول العرش محدقين و من قبيل أنه لولا وجود الحجه لساخت الأرض بأهلها وأمثال ذلك

السؤال الأول

هل هذه الروايات ومثيلاتها لها سند معتبر من وجهه نظر سماحتكم أم أنها من و ضع الغلاه؟

السؤال الثانى

هل تتعارض هذه الروايات مع القرآن الكريم ؟وهل لها معاريض من كلام المعصومين أنفسهم؟

السؤال الثالث

هل المقامات العاليه كوساطه الفيض والوسيله لقبول أعمال العباد ثابته لهم عليهم السلام

خادمكم محمد مصر


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ج1: نعم لبعضها سند معتبر وليست هي من وضع الغلاة.

ج2: لا ليس لها معارض في كتاب الله تعالى، بل على العكس إن الكتاب يوافقها، كما في قوله تعالى: "‏ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا، سُبْحَانَهُ، بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ؛ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ. يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ" (الأنبياء: 25 - 27).

فهاهنا يوضح الله تعالى مقام أوليائه من الأئمة والرسل والأنبياء عليهم السلام، وذلك في معرض الرد على من ادّعوا أن له ولدا، فنفى ذلك وأكد أنهم عباد، ولكنهم عباد مكرمون لهم منزلة عالية من الكرامة والفضيلة، وهم لا يسبقونه بالقول وبأمره يعملون، فيكون أمرهم في طول أمر الله تعالى، وإرادتهم في طول إرادته، لا في عرضها، ثم إنه يعلم كل ما يحيط ويتصل بهم، ولهم مقام الشفاعة لمن ارتضى أن يُشفع له. فكل هذه جوانب لما لمنزلتهم الخاصة عنده سبحانه، وهي كما لا ترى لا تعارض الروايات المثبتة لخلقتهم في عالم الأنوار وأنهم الحجة على الخلائق وما أشبه ذلك. نعم هي تنفي عنهم ما ادّعته النصارى في المسيح عليه السلام مثلا، وعليه تُقاس مسائل الحلول والاتحاد وما أشبه، فكلها تكون منفية، أما ما عداها، فلا.

وأما وجود معارض لها في الأخبار، فلا وجود لمعارض. نعم هناك تأكيد على أنهم عباد مكرمون لئلا تُتوهم فيهم الربوبية والعياذ بالله. وليس هذا بمعارض.

ج3: نعم هي ثابتة بالقطع واليقين.

واعلم أن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام قد قال: "لاتتجاوزوا بنا العبودية ثم قولوا فينا ماشئتم ولن تبلغوا" (احتجاج الطبرسي) ومنه تعرف أن حد الغلو هو القول فيهم أنهم أرباب والعياذ بالله، أما إذا التزمت بالقول أنهم عباد مكرمون، فقل بعد ذلك ما شئت في فضائلهم ومقاماتهم العالية، ومهما قلت وقلت فإنك لن تبلغ! فإن حقيقتهم فوق أن يتوصل إليها العقل البشري بإدراكه المحدود.

أسبغ الله عليكم نعماءه وثبتكم على الحق. والسلام.

السابع عشر من شهر شوال لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp