ماذا علينا أن نستنبط من مؤاخاة رسول الله للمهاجرين والأنصار؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة على خير الناس أجمعين وعلى آله الأطهار وعلى صحابته الأخيار ورحم الله كل من حمل في قلبه الخير للإسلام والمسلمين على إختلاف مشاربهم الدينية وأسأل الله المغفرة لمن أساء لديننا وللمسلمين سؤالي : ماذا وجب علينا أن نستنبط من إيخاء الرسول (ص) للمسلمين على إختلافهم وقوة عصبيتهم؟
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى

Benfdil



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تقبل الله صيامكم وقيامكم في هذا الشهر الفضيل.

نعتذر عن التأخر في الرد وذلك لكثرة الأسئلة الواردة.

إنما آخى الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بينهم لإزالة كل فارق طبقياً كان أو نسبياً أو غيره، إلا فارق التقوى، فإن ”أكرمكم عند الله أتقاكم“ ”ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى“.
ومن التقوى الامتثال لأمر الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) في الإيمان بإمامة عترته الطاهرة عليهم السلام، فمن لم يؤمن كان بينه وبين جماعة المؤمنين فرق، ولا مجال لأهل البدعة والنفاق لأن يكونوا أخوة حقيقيين لجماعة المسلمين المؤمنين الصادقين. نعم تُحقن دماؤهم وتُصان أعراضهم وتُحفظ أموالهم بنطقهم بالشهادتين ليس إلا، أما السكوت عن باطلهم وفضحهم فكلا، وإلا لاختلط الحق بالباطل وانهدم الإسلام.
وعليه، لا فرق بين مسلم ومسلم بالعنصر، كأن يكون الأول زنجياً والآخر عربياً.
ولا فرق بين مسلم ومسلم بالمال، كأن يكون الأول فقيراً والآخر غنياً.
ولا فرق بين مسلم ومسلم بالنسب، كأن يكون الأول ابن ملك والآخر ابن كاسب.
إنما الفرق بين مسلم ومسلم بالتقوى والامتثال، فلا سواء بين الشيعي المؤمن الذي أطاع الله ورسوله والأئمة عليهم السلام، وبين المخالف البكري الذي أطاع أعداء الله كأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة عليهم لعائن الله.
وطاعة الله لا تجتمع مع طاعة أعدائه، ولذا قال عمار بن ياسر (رضوان الله تعالى عليه) عن عائشة مثلاً: ”إن الله عز وجل ابتلاكم بها ليعلم إياه تطيعون أم هي“! (صحيح البخاري ج9 ص70).
ثم إن التآخي كان لمصلحة شد البنيان الإسلامي بأن يساعد أحد المسلمين الآخر، وذلك على قاعدة التقوى والامتثال كما ذُكر، فإن شذّ أحدهم عن ذلك فهو المُلام، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه.


مكتب الشيخ الحبيب في لندن

12 شهر رمضان المبارك 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp