هل ارتكبت عائشة الزنا؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

سلام الله عليكم

هل إرتكبت عايشة الزنا في نظركم و هل كان لها حياة جنسية سرية ؟

اتمنى ان لا تحرمنا أخي من علوم محمد و آل محمد لأن كل ما أسئل أحد العلماء في ذلك أجد التخبط و الخوف يتملك على إجابته ، و لقد قرأت كثير من الأحاديث في هذا الخصوص و أنا في الحقيقة من كثر بغضي لعايشة و أعداء الولاية صدقتها ... ؟

اتمنى أن تفيدونا بارك الله بكم ؟


باسمه تعالت قدرته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. نعم يُستظهر ذلك من نصوص صريحة في مصادر أهل الحق وقرائن لا تقبل اللبس في مصادر أهل الخلاف. وبها يبان أن عائشة (لعنة الله عليها) كانت في فسادها الأخلاقي كامرأتي النبيّين نوح ولوط (عليهما السلام وعلى زوجتيهما اللعنة).

ومما ورد بصراحة في هذا الشأن، تفسير مولانا الإمام محمد بن علي الباقر (صلوات الله عليهما) للآية الكريمة: "ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبديْن من عبادنا صالحيْن فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين". (التحريم: 10) حيث فسّر الخيانة بالفاحشة بقوله صلوات الله عليه: "ما يعني بذلك إلا الفاحشة". (الكافي ج2 ص402).

والآية بالأصل أنزلها الله تعالى تقريعا لعائشة وحفصة (عليهما اللعنة) بعد تظاهرهما على رسول الله وتآمرهما عليه في قصة التحريم، فوجّه الله تعالى إليهما هذا التقريع كاشفا عن كفرهما وفحشهما وسوء أدبهما. ولك في هذا أن تراجع تفاسير الفريقين.

كما قد ورد في تفسير القمي أن عائشة عندما خرجت إلى البصرة لقتال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في حرب الجمل، أغواها طلحة وقال لها: "لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم"! فزوّجت نفسها منه. (تفسير القمي ج2 ص377) ولذا فقد ورد أن إمامنا المهدي المفدّى (صلوات الله عليه) عندما يظهر فإنه سيُخرج عائشة من قبرها ويحييها ليقيم عليها الحد لأنها تزوّجت طلحة مع تحريم الرجال عليها كونها كانت زوجة سابقة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبذا يكون حكمها حكم أمهات المؤمنين اللائي يحرم عليهن النكاح أبدا.

وقد كان طلحة بن عبيد الله (لعنة الله عليه) يهوى عائشة ابنة عمّه، وقد بلغت وقاحته به مبلغا أن يصرّح بأنه يترقّب موت رسول الله حتى يتزوّج محبوبته! فقال لعنه الله: "أيحجبنا محمد عن بنات عمّنا ويتزوّج نساءنا من بعدنا! لئن حدث به حدث لنتزوّجن نساءه من بعده.. لو قُبض النبي تزوجت عائشة"! فآذى بكلامه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيرا، فنزلت الآية: "وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما". (الأحزاب: 53، وانظر الدر المنثور للسيوطي ج5 ص214 والتفسير الكبير ج25 ص325 ومعظم تفاسير المخالفين).

وبمجرّد أن أقدمت عائشة على دسّ السمّ في فم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقتلته بإيعاز من أبيها أبي بكر وصاحبه عمر، وبمشاركة صاحبتها حفصة، فإنها بدأت تدخل الرجال عليها وتختلي بهم بعد أن أفتت بجواز رضاعة الكبير كذبا على رسول الله حتى ترضع أختها أم كلثوم أو أسماء الرجال فيصبحوا إخوتها من الرضاعة، فيكون ذلك مسوّغا شرعيا لتردّد الرجال عليها. وذلك مشهور في التاريخ ومتفق عليه، وفيه من الخزي والفحش ما لا يخفى على ذي لبّ، فأي خزي وأي فحش أعظم من خلوة بين رجل وامرأة باختلاق عذر شرعي مكذوب لا يستقيم مع التعاليم السماوية كهذا؟! وهذه الخلوة بحد ذاتها كافية لإثارة الريب تجاهها، وهي قرينة واضحة في كتبهم على أنها ارتكبت من الفواحش ما ارتكبت.

والظاهر عندي أن عائشة (لعنها الله) كانت تعيش عقدة نفسية جنسية بسبب عدم اهتمام رسول الله بها وانشغاله بالعبادة حتى في يومها وليلتها، وهذا هو ما يفسّر اختلاقها عشرات الأحاديث المكذوبة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) التي زعمت فيها أنه – حاشاه – كان مولعا بها ويمارس معها (كذا وكذا) من التفاصيل الزوجية التي يعفّ لسان كل ذي أخلاق عن ذكرها، فكأنها كانت بذلك تريد ملء النقص الذي كانت تشعر به في هذا الجانب، خاصة وأنها كانت قبيحة المنظر ومنفّرة لسوادها ولوجود أثر الجدري والبثور الكثيرة في وجهها، فلا يرغب بها أحد من الرجال. (راجع لسان الميزان لابن حجر ج4 ص136).

وهذا – أي شعورها بالعقدة النفسية الجنسية - هو ما يفسّر اهتمامها الزائد بالرجال بعد استشهاد نبينا العظيم (صلى الله عليه وآله) فكانت تفعل المستحيل لجذب أنظارهم حتى ولو بإغرائهم بالجواري! (أنظر مصنف ابن شيبة ج4 ص49 وغيره).

فلا يبعد من امرأة ساقطة كهذه أن تفعل الفاحشة، سيما وأنها من بيت الكفر والنفاق، بيت أبي بكر بن أبي قحافة.

غير أنه ينبغي التنبيه هنا على أمرين: الأول؛ أن نسبة الفاحشة إليها في زمن بقائها زوجة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ممنوع وليس إليه دليل، وإنما الكلام في وقوع ذلك بعد استشهاده ورحيله وصيرورتها بلا ولي، وحينئذ لا يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله) مسؤولا عن أعمالها وتصرّفاتها الشائنة.

الثاني؛ أن نسبة ذلك إليها – في ما بعد الاستشهاد - لا يخدش بمقام نبيّنا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) بل إنه يرفع مقامه، إذ يُظهر مدى تحمّله (بأبي هو وأمي) لامرأة ساقطة ومنافقة وقبيحة مثلها تنفيذا للأوامر الإلهية بالزواج منها لتحييد المنافقين الكبار، أبوها وصاحبه، وأتباعهما، أثناء إقامة الدين والدولة الإسلامية. وكما أن خيانة امرأتي نوح ولوط (عليهما السلام وعلى زوجتيهما اللعنة) لا تخدش بمقامهما النبوي العظيم، فإن خيانة عائشة (عليها اللعنة) لا يخدش بمقام خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) سيما بعد مقتله، كيف وهي التي قتلته وقبل ذلك اتهمته في شرفه عندما قذفت أم المؤمنين مارية (رضوان الله عليها) بالفاحشة وحاولت نفي أبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لابنه إبراهيم (عليه الصلاة والسلام) فبرّأ الله ساحة ماريّة وأثبت بنوّة إبراهيم للنبي عليهما وآلهما السلام. وكيف وهي التي حاربت أهل بيته وتسبّبت بفتنتها بإهراق دماء آلاف المسلمين. ألا عليها من الله العذاب الأليم أبدا دائما.

وفقكم الله لما يحب ويرضى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. السابع من جمادى الآخرة 1426 للهجرة الشريفة.



بسم الله الرحمن الرحيم

وردت لموقع القطرة تساؤلات وبعض الردود على إجابة الشيخ الحبيب حول ارتكاب عائشة (لعنها الله) للزنا بعد استشهاد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبمراجعة سماحته شخصيا علّق عليها بالنقاط التي نذكرها وهي:


• أنه لا يميل إلى التشدد في فحص الأسانيد لما لا يترتّب عليه حكم تكليفي خاص أو عام، وهو مبنى جمع من الأعاظم كما يظهر من مسلك الفقيه الهمداني (قدس سره) صاحب المصباح وغيره من الأعلام، بل هو يعتبر أن مثل هذا التشدد لن يبقي على شيء من التراث إذا ما جرى إعماله، وستكون حيثيات قضية مظلومية الزهراء (صلوات الله عليها) مثلا غير ثابتة، وهكذا سائر قضايا التاريخ، وإنما الحاصل الآن أن مثل هذه القضايا تثبت بالقرائن والنظائر وما أشبه مما يورّث الاطمئنان، وهو مسلك أهل التحقيق اليوم. لذا فإن محاولة خدش رواية علي بن إبراهيم (رحمه الله) من جهة السند أو التشكيك في نسبة التفسير إليه لا يغيّر من الأمر شيئا. على أن هذا التفسير عند الرجاليين أيضا محل توثيق، وليراجع في هذا رأي السيد الخوئي، وجمع من العلماء يوثّقون جميع مشايخ علي بن إبراهيم باعتبار أنه لا ينقل إلا عن ثقة.

• أن محاولة بعض الشرّاح صرف معنى رواية: "ما يعني بذلك إلا الفاحشة" إلى النفاق وشدة الكفر ونحو ذلك إنما هو صرف بلا قرينة، وهو مخالف لما قرر في علم الأصول فإن الظهور واضح في اللفظ "الفاحشة"، وتكون بذا حجيته واضحة أيضا، ولو كان المعنى المراد غيره لما جاء كلام الإمام (عليه الصلاة والسلام) على هذا النحو من التصريح في مسألة حساسة كهذه كما لا يخفى على ذي لبّ ذاق طعم الروايات الشريفة، ويؤيده تعليق العلامة المجلسي (رضوان الله عليه) في البحار فإنه لو وجد فيه هذا المعنى الذي حاول المتأخرون إسباغه على الرواية لما عبّر عنه بالاستبعاد بل لصرفه إلى معنى آخر كما فعل في آلاف الموارد الأخرى فإنه (رحمه الله) خبير بالأخبار ومعانيها وتأويلاتها، لكنه لم يجد معنى سوى المعنى المتبادر لصراحة اللفظ وإطلاقه.

• أن الرواية الأخرى: "والله ما عنى بقوله فخانتاهما إلا الفاحشة وليقيمنّ الحد على عائشة فيما أتت في طريق البصرة وكان طلحة يحبّها فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها طلحة: لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم، فزوّجت نفسها من طلحة" هي رواية يمكن اعتبارها بمنزلة المضمرة لأن علي بن إبراهيم (رضوان الله عليه) – وأمثاله من القدماء - لم يكن ليفسّر من عنده وإنما استنادا إلى ما سمعه من قول المعصوم (عليه السلام) ويشهد لذلك تعليق العلامة المجلسي أيضا في البحار حيث قال: "وهذا وإن كان رواية.." فهو يعتبرها رواية. والكلام في حجية المضمرات يقود إلى حجية هذه الرواية.

• أن تفاسير العلماء وتعليقات شرّاحهم (أعلى الله مقامهم) في هذا الشأن محلّ احترام عنده وهي معلومة لديه، غير أن ذلك لا يمنع من إعادة النظر وإجالة الفكر والتحقيق والتدقيق في مختلف المسائل التاريخية وتقديم رأي أو تفسير آخر، وهذا مما كان ولا يزال من مفاخر الحوزة العلمية. على أن قسما من علمائنا يعتقد بما ذهبنا إليه ولكنه يتحرّج من التصريح به مراعاة للتقية والتزاما بالمداراة، ولذا نجد أن الحر العاملي (رحمه الله) في الوسائل حذف من رواية الخيانة ما يدلّ على المطلوب وكتب بدلا منه في هامش مخطوطه: "المستثنى محذوف في الموضعين لعدم إمكان التصريح به"، وهو مزيد دلالة على أنه لو كان معنى الفاحشة غير المعنى البيّن الصريح لما ارتأى حذفه وعدم إمكان التصريح به. وأما تفسير ابن عباس لآية الخيانة فغير ملزم، سيما وأن الرجل من المنحرفين عن أهل البيت (عليهم السلام) والمتأكلين بهم وسرقته لبيت مال البصرة مشهورة وذمّ أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) له ظاهر، وهو لم ينسب قوله هذا إلى معصوم حتى يؤخذ به أو يُلتفت إليه.

• أن بيانه أن عائشة (لعنها الله) كانت تعيش عقدة نفسية جنسية بسبب عدم اهتمام الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) بها ليس معناه أنه لم يكن يؤدي إليها حقوقها الزوجية، وإلا كان هذا مما ينفي عصمته (صلوات الله عليه وآله) بل هو يعطي كل ذي حق حقه، وإنما القصد أنها (لعنها الله) كانت تريد أكثر من حقّها بسبب هذه العقدة، وتريد من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يترك وظائفه العبادية مثلا وينشغل بها، ولذا كانت تؤذيه حتى عند اشتغاله بالعبادة فتجعل نفسها أمامه في الصلاة بتلك الوضعية المخزية التي ذكرتها بنفسها (لعنة الله عليها) بغية إيذائه وإجباره على ترك وظائفه وأعماله والانشغال بها أكثر من حقّها.

• أن الاستدلال على كون هيئتها (لعنة الله عليها) منفرّة جاء في سياق الكلام على أنها تعيش عقدة لا أنه استدلال على وقوعها في الزنا، كما أنه لا لزوم حين الاستشهاد بروايات الخصم ملاحظة علم رجالهم ومدى قبولهم لتلك الروايات، لأن الكلام هو في أن هذه قرائن في كتبهم ومصادرهم لا أننا نوثقها أو نعتدّ بها من حيث الأصل كوننا لا نقبل رواية الناصبي والعامي إلا في حالات محدودة ذُكرت في علم الرواية، وعلى أن ينقلها الضابط على الأقل، وإنما نأتي بتلك الروايات للتدليل على ما جاء في كتبنا ومصادرنا. وعلى هذا جرت سيرة المناظرين من أهل الحق كما لا يخفى.

• إن ابن حزم الأندلسي (وهو من علمائهم) وجد الشناعة في دعوى الاختصاص في روايات رضاع الكبير واعتبرها – إن ثبتت – دليلا أو قرينة على ارتكاب عائشة (لعنها الله) للفاحشة، ولذا شنّع على القائلين بالاختصاص التحريمي، فقال في محلاّه: "وليت شعري أين كان عنهم هذا الانقياد لأم المؤمنين عائشة إذ لم يلتفتوا قولها بتحريم رضاع الكبير إذ قد نسبوا إليها ما برّأها الله تعالى عنه من أنها تولج حجاب الله تعالى الذي ضربه على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يحل له ولوجه، فهذه هي العظيمة التي تقشعرّ منها الجلود". (راجع المحلّى ج10 ص300). وتبقى هذه الممارسة المستمرة من عائشة بإدخال الرجال عليها تحت غطاء رضاع الكبير واختلائها بهم دليلا لا يندفع، سيما أن القوم صحّحوه ولم ينكروه.

• أن موضوع التقية غير متحقق عنده في هذه المسألة حتى يطبّق الحكم، كما أنه لا منافاة بين طرح هذه المسألة والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة فإن كشف حقيقة الكفرة الظلمة حكمة وموعظة حسنة من وجهة نظره. وهو يوصي بمراجعة بحثه الفقهي في مسألة التقية المنشور في الموقع لمعرفة حدودها الصحيحة.

• أن بقاء اعتبار المرأة عرضا للرجل بعد موته على يديها غير متحقق شرعا وعلى من يدّعيه إثباته بالدليل، وأنه لم ينسب إلى عائشة الزنا في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنما بعد استشهاده، وإن ما جاء في أخبار المعصومين (عليهم الصلاة والسلام) يدلّ على أن عائشة قد شملها طلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لها حيث أوصى عليا (عليه السلام) بالقول: "وخلّ سبيلهن إن عصينك.. فمن عصاك منهن فطلّقها طلاقا يبرأ الله ورسوله منها". كما ورد في التوقيع الشريف لمولانا صاحب الأمر (صلوات الله عليه وعجل الله فرجه): " إن الله تقدّس اسمه عظّم شأن نساء النبي فخصّهن بشرف الأمهات فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن.. إن هذا شرف باق ما دمن لله على طاعة فأيّتهن عصت الله بعدي في الأزواج بالخروج عليك فطلّقها وأسقطها من شرف أمهات المؤمنين". فعلى هذا تكون عائشة (لعنها الله) ليست زوجة ولا عرضا لرسول الله ولا أما للمؤمنين.

• أن القول بارتكاب عائشة (لعنة الله عليها) للزنا ليس أعظم من القول بكفرها بإقدامها على التظاهر على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قتله وخروجها على إمام زمانها (صلوات الله عليه) وهو الذي اتفق عليه العلماء جميعا، ومادام الكلام في ارتكابها للزنا هو بعد استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن نسبة الزنا إليها تكون نسبة إلى امرأة كافرة بعد انقطاع علائق الزوجية، وليس في هذا حرج شرعي. ولا يصح القول أن ذلك مسّ لعرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن المرأة قد خرجت بكفرها عن هذا الإطار بعد استشهاده، تماما كما خرجت قتيلة بنت قيس الكندية أيضا عنه رغم أنها كانت زوجة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فتزوّجت بعده بعكرمة بن أبي جهل لأن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) خيّرها بين أن تبقى زوجته وأما للمؤمنين بعد رحيله، وبين أن لا تبقى كذلك ويحلّ لها الزواج من الرجال، فاختارت الثاني. وإقدام عائشة على قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم الخروج على وصيه (عليه السلام) هو اختيار منها لما حذّرها رسول الله (صلى الله عليه وآله) منه، وهو أن إقدامها على ذلك سيسقطها من شرف أمومة المؤمنين ولا تبقى عرضا له (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد هذا لا يجوز لكائن من كان أن يدّعي جهلا أن دفاعه عن عرضها هو دفاع عن عرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهو بريء منها. وبعد تحقق العلم بهذا فلا يجوز شرعا الدفاع عن عائشة وعرضها (لعنها الله) بحال من الأحوال، لأنه دفاع عن الكفرة والظالمين.

• أنه ليس في روايات أهل البيت (عليهم السلام) دليل واحد ينفي ارتكابها الفاحشة، بل الدليل قائم على خلافه كما ورد آنفا، فلا يجوز لكائن من كان أن يعتبر هذا القول مخالفا لعقيدة الشيعة لعدم ورود النهي من المعصوم عليه السلام، بل القول الآخر ما هو إلا تأويل فيه تجاوز لا يخفى، ومردّ صدوره إلى التقيّة غالبا.



مكتب الشيخ الحبيب في لندن
20 جمادى الآخرة 1426


السلام عليكم شيخنا العزيز

لقد سمعت في محاضرة للسيد مجتبى الشيرازي، أن عائشة كانت تدفن الجرار الخضر، ماذا يعني ذلك وما هي هذه الجرار الخضر؟

ودمتم في رعاية الله

رافضي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ,

هذه الجرار الخضر كانت قد جمعت فيها أربعين ديناراً من خيانةٍ حيث أنها كانت تخون رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد استشهاده, فكشفها الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام).

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 20 جمادى الأولى 1430


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما رأي سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله في مضمون الرواية المنقولة من تفسير الصافي عن الكافي عن الحسن البصري انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله تزوّج امرأة من بني عامر بن صعصعة يقال لها سناة وكانت من اجمل اهل زمانها فلمّا نظرت اليها عائشة وحفصة قالت لتغلبنا هذه على رسول الله صلّى الله عليه وآله بجمالها فقالتا لها لا يرى منك رسول الله صلّى الله عليه وآله حرصاً فلمّا دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله تناولها بيده فقالت اعوذ بالله فانقبضت يد رسول الله صلّى الله عليه وآله عنها وطلّقها والحقها بأهلها وتزوّج رسول الله صلّى الله عليه وآله امرأة من كندة بنت ابي الجون فلمّا مات ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله ابن مارية القبطية قالت لو كان نبياً ما مات ابنه فألحقها رسول الله صلى الله عليه وآله بأهلها قبل أن يدخل بها فلمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وولى الناس ابو بكر اتته العامريّة والكنديّة وقد خطبتا فاجتمع ابو بكر وعمر وقالا لهما اختارا ان شئتما الحجاب وان شئتما الباه فاختارتا الباه فتزوّجتا فجذم احد الزوجين وجنّ الآخر وقال الراوي فحدّثت بهذا الحديث زرارة والفضيل فرويا عن ابي جعفر عليه السلام انه قال ما نهى الله عزّ وجلّ عن شيء الاّ وقد عصى فيه حتّى لقد انكحوا ازواج رسول الله صلّى الله عليه وآله من بعده وذكر هاتين العامرية والكندية ثم قال لو سئلتهم عن رجل تزوّج امرأة فطلّقها قبل ان يدخل بها اتحلّ لابنه لقالوا لا فرسول الله اعظم حرمة من آبائهم .

وللرواية ما يؤيدها من تفسير ابن كثير والطبري ومستدرك الحاكم وغيرهم وهذا النقل من ابن كثير
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم مات وقد ملك قيلة بنة الأشعث يعني: ابن قيس فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بعد ذلك، فشق ذلك على أبي بكر مشقة شديدة، فقال له عمر: ياخليفة رسول الله إنها ليست من نسائه، إنها لم يخيرها رسول الله، ولم يحجبها، وقد برأها الله منه بالردة التي ارتدت مع قومها: قال: فاطمأن أبو بكر رضي الله عنه، وسكن، وقد عظم الله تبارك وتعالى ذلك، وشدد فيه، وتوعد عليه بقوله: { إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيماً } ثم قوله تعالى: { إِن تُبْدُواْ شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيماً } أي: مهما تكنه ضمائركم، وتنطوي عليه سرائركم، فإن الله يعلمه، فإنه لا تخفى عليه خافية .

وفقكم الله لكل خير.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أفاد الشيخ بأن الرواية معتبرة، وتؤيّدها أخرى فيها زيادة: ”ولا هم يستحلّون أن يتزوّجوا أمهاتهم إن كانوا مؤمنين، وإن أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله في الحرمة مثل أمهاتهم“. (الكافي الشريف ج5 ص421).

غير أن بنت أبي الجون الكندية غير قتيلة بنت قيس الكندية، فالأولى هي أسماء بنت النعمان بن أبي الجون الكندي، وأما الثانية فهي أخت الأشعث بن قيس الكندي. عليهم لعنة الله.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 21 ذي القعدة 1430


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اللهم صل على محمد وآل محمد وإلعن أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

الشيخ الفاضل ياسر الحبيب حفظه الله تعالى من كل سوء وأيده وسدد خطاه ، لدينا بعض الأسئلة حول الفاحشة والخيانة وما أشبه المنسوب لمن كن على ذمة الأنبياء عليهم السلام .

س1: هل طرق حديث "ما زنت امرأة نبي قط" عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله محصورة بابن عباس فقط ، وهل هذا الحديث يتعارض مع الروايات التي تصرح بوقوع النكاح الباطل من بعض من كن على ذمة رسول الله صلى الله عليه وآله مثل قتيلة بنت الأشعث أو بنت أبي الجون والعامرية وعائشة وبقيت الحرمة من نكاحها حتى بعد شهادة رسول الله صلى الله عليه وآله حتى على فرض تطليق رسول الله لبعضهن ما لم يخيرهن لكون حرمة نكاح طليقة رسول الله أعظم حرمة من نكاح طليقة الأب لابنه لأن حرمة رسول الله أعظم من الآباء كما روي عن الإمام أبي جعفر عليه السلام ؟

س2: قال تعالى في سورة التحريم تعريضا بعائشة وحفصة :(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)) وجاء في الرواية ما مضمونه أنه ما عنى بالخيانة إلا الفاحشة والحصر "بإلا" قد يعتبر قرينة واضحة وقوية على أن المراد بالفاحشة هو الزنا ، لكن الملاحظ أن امرأة نوح وامرأة لوط قد هلكتا في حياة نوح ولوط عليهما السلام مما يعني وقوع الزنا من كلا الامرأتين وهما على ذمة النبيين وفي حياتهما مالم يطلقاهما -ووقوع التطليق نستبعده بقرينة قوله تعالى "كانتا تحت عبدين" المشعر بكونهما لم يُطلقا- لا بعد حياتهما إلا أنهما كانتا محكومتين بالكفر والارتداد لطبيعة معصيتهما المتضمنة لاستحلالهما المحرم أو لتجرئهما على مقام الله والنبي فيخرجا بذلك عن كونهما تحت ذمة هذين النبيين العظيمين ( وقد تكون بذلك الخيانة تعني السعي للزنا مع استحلاله مضافا لذلك تعمد التجري والتعدي بالمعصية من قلبلهن على مقام الله ورسوله طبعا الذي قد يدل بالدلالة الإلتزامية أو التضمنية على الكفر أيضا ) إلا أن يقال أن المرتدة في زمنهما عليهما السلام لا تخرج عن ذمة زوجها وهذا لا ينطبق من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله مع زوجاته إذا ارتددن باستحلالهما الحرام كالزنا والفاحشة أو باظهارهن النصب فيخرجن بذلك تلقائيا عن ذمة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله من غير حاجة إلى تطليق رسول الله أو وكيله أمير المؤمنين لهن لانفساخ العقد بذلك ، فما مدى صحة ما سبق ؟

س3: جاء في تفسير علي بن ابراهيم القمي في قوله تعالى من سورة النور :(إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)) حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال: حدثنا عبد الله (محمد خ ل) بن بكير عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليهما السلام يقول: لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله حزن عليه حزناً شديداً فقالت عايشة: ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله علياً وأمره بقتله فذهب علي عليه السلام إليه ومعه السيف وكان جريح القبطي في حائط وضرب علي عليه السلام باب البستان فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب فلما رأى علياً عليه السلام عرف في وجهه الغضب فأدبر راجعاً ولم يفتح الباب فوثب علي عليه السلام على الحائط ونزل إلى البستان واتبعه وولى جريح مدبراً فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي عليه السلام في أثره فلما دنا منه رمى بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته فإذا ليس له ما للرجال ولا ما للنساء فانصرف علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إذا بعثتني في الأمر أكون فيه كالمسمار المحمى في الوتر أم أثبت؟
قال فقال: لا بل أثبت، فقال: والذي بعثك بالحق ما له ما للرجال ولا ما للنساء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله الحمد لله الذى يصرف عنا السوء أهل البيت.

والشاهد من الحديث هو "الحمد لله الذي يصرف عنا السوء أهل البيت" فهل تعتبر مارية رضوان الله عليها من أهل البيت لخصوصية فيها مثلا أم أن المقصود هو ابراهيم ابن النبي ، وهل المقصود بالسوء هنا هو الزنا فما المانع من انصراف الزنا عن جميع زوجات النبي الأكرم أم أن المقصود بالسوء هنا جميع أنواع المعصية وما أشبه والتي تشمل قتل البريء بغير ذنب وهو جريج القبطي وإن لم يكن هذا قصد النبي على وجه الحقيقة أساسا فيكون في الشاهد ما مضمونه الحمد لله الذي يصرف عنا السوء كقتل جريج بغير ذنب وأبان كذب عائشة وقذفها لمارية القبطية رضوان عليها مثلا ونفي بنوة ابراهيم عليه السلام عن النبي ، وخصوصا أنه لا يمكن طلاق السوء هنا على مطلق الأذى لأن الواقع خالفه ولأن النبي الأكرم قد صرح بنفسه ما مضمونه أنه :" ما أوذي نبي ثل ما أوذيت" ، والسؤال ما التوجيه الأفضل لشاهد الحديث الذي ذكرناه سابقا وأي التوجيهات أقرب للصواب ؟

وفقكم الله لكل خير.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ج1: هذا الحديث موقوف على ابن عباس، وليس مسنداً إلى النبي صلى الله عليه وآله. إنما هو كلام ابن عباس وحده، ولا حجة فيه، وهو يعارض ما رُوي عن أئمتنا (عليهم الصلاة والسلام) كالرواية التي نقلتموها وغيرها.

ج2: لا يبعد كل ما سبق، إلا أنه ثمة جواب آخر، وهو أن قوله عليه السلام: ”ما يعني بذلك إلا الفاحشة“ ينصرف إلى اللتين نزلت هذه الآية تعريضاً بهما، وهما عائشة وحفصة عليهما اللعنة، لا امرأتي نوح ولوط عليهما السلام، وذلك بدلالة سياق الرواية التفسيرية، إذ فيها: ”فقلتُ: إن رسول الله صلى الله عليه وآله ليس في ذلك بمنزلتي، إنما هي تحت يده وهي مقرة بحكمه مقرة بدينه. فقال: ما ترى من الخيانة في قول الله عز وجل: فخانتاهما؟ ما يعني بذلك إلا الفاحشة“. أي كأنه ما يعني بذلك إلا أن الفاحشة ستقع من زوجتي النبي (صلى الله عليه وآله) عائشة وحفصة (عليهما اللعنة) جواباً على توهّم زرارة أن كل زوجة منهن كانت تحت يده مقرة بحكمه مقرة بدينه، فزناهما كاشف عن عدم إقرارهما بحكمه ودينه. غير أن هذا الجواب محل تأمل.

والتحقيق في هذه المسألة جارٍ، وستوافيك النتيجة بعون الله تعالى حين اكتماله.

ج3: الأقرب هو أن صرف السوء كناية عن دفع تهمة الزنا عن مارية (رضوان الله تعالى عليها) والخدش في نسب إبراهيم عليه السلام. وإلحاقها بأهل البيت (عليهم السلام) هو لصلاحها وإيمانها وطاعتها لله تعالى، فقد جاء في الخبر عن الرضا عليه السلام: ”وأنت إذا أطعت الله فأنت منا أهل البيت“. (معاني الأخبار للصدوق ص106).

أما المانع من انصراف هذا السوء الذي هو الزنا عن جميع زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) فهو أنهن - إلا المتقيات المؤمنات - لا يلحقن بأهل البيت اعتباراً حتى يعمهنّ قوله صلى الله عليه وآله: ”الحمد لله الذي يصرف عنا السوء أهل البيت“، وذلك بدلالة الخبر الرضوي نفسه إذ فيه: ”من كان منا لم يطع الله عز وجل فليس منا“ هذا إذا كان منهم دماً ونسباً، فكيف بالتي تكون متصلة سبباً فحسب وما هي إلا وصلة مستعارة؟

زادكم الله وإيانا بصيرة في الدين، والسلام. ليلة الثالث من ذي الحجة لسنة 1430 من الهجرة النبوية الشريفة.


السلام عليكم
سماحة الشيخ الحبيب ..
كما هو ثابت عن آل محمد عليهم السلام ان المراد بالخيانة في قوله تعالى \" فخانتاهما \" هو الفاحشة .. ولعل الفاحشة بالنسبة لزوجة النبي لوط عليه السلام واضحه جدا لكونها كانت تدل على اضيافه او لأنها قد استغنت بالنساء كما استغنى الرجال بالرجال والعياذ بالله ..
اما الفاحشة بالنسبة لزوجة النبي نوح عليه السلام، فلم اجد ما يدل على وقوع الفاحشة منها الا ما روي من مصادر المخالفين في تفسيرهم لقوله تعالى \" انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح \"
وسأستعرض بعض ما نقلوه في هذا الشأن :
كتاب تفسير الطبري \" محمد بن جرير الطبري \" الجزء الخامس والعشرون تفسير سورة النبي هود عليه السلام. الصفحة 340

18208 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا هشيم ، عن عوف ، عن الحسن ، في قوله : ( إنه ليس من أهلك ) ، قال : لم يكن ابنه

18209 - حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا حدثنا يحيى بن يمان ، عن شريك ، عن جابر ، عن أبي جعفر : ( ونادى نوح ابنه ) ، قال : ابن امرأته .

18212 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عمرو بن عون قال ، حدثنا هشيم ، عن عوف ، ومنصور ، عن الحسن في قوله : ( إنه ليس من أهلك ) ، قال : لم يكن ابنه . وكان يقرؤها : ( إنه عمل غير صالح )

18214 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : سمعت الحسن يقرأ هذه الآية : ( إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ) ، فقال عند ذلك : والله ما كان ابنه . ثم قرأ هذه الآية : ( فخانتاهما )قال سعيد : فذكرت ذلك لقتادة ، قال : ما كان ينبغي له أن يحلف!

18215 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( فلا تسألن ما ليس لك به علم ) ، قال : تبين لنوح أنه ليس بابنه .

قال ابن جريج في قوله : ( ونادى نوح ابنه ) ، قال : ناداه وهو يحسبه أنه ابنه وكان ولد على فراشه

18220 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا سفيان ، عن عمرو ، سمع عبيد بن عمير يقول : نرى أن ما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم \" الولد للفراش \" ، من أجل ابن نوح .

هذا فقط ما استطعت نقله، ولك شيخنا ان تراجع تفسير البغوي ايضا ..

والأسئلة التي اطرحها:
1- هل تؤيدون ما نذهب اليه من ان زوجة النبي لوط عليه السلام كانت فاحشتها متمثله في السحاق والقواده والعياذ بالله؟

2- هل يجوز صرف المعنى الظاهر الحقيقي لقوله تعالى \" انه ليس من اهلك \" فنصرف معنى الاهل هنا من معناها الحقيقي الا وهو القرابة النسبية الى معنى مجازي يفيد ان ابنه ليس من دينه !!

3- الا يورث ما نقله المخالفين عن بعض مفسريهم كالحسن وابن جريح الاطمئنان لدينابوقوع الزنا من زوجة النبي النوح عليه السلام لا سيما واننا نوافقهم على معنى \"فخانتاهما \" فنريد بها الفاحشة؟
وهل يحتمل ان يكون تفسيرهم هذا مستند الى رواية سمعوها مثلا ؟

افيدونا مشكورين
والسلام عليكم

رافضي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيد الشهداء ومولى الأحرار الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).

جواب الشيخ:

بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيدنا أبي عبد الله الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع ولده المهدي المنتظر أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.

ج1: نعم بالنسبة إلى القيادة جزماً، أما السحق ففيه تحقيق جارٍ.

ج2: نعم يجوز وفيه رواية عن الرضا (عليه السلام) جاء فيها: ”كلا، لقد كان ابنه ولكن لمّا عصى الله عز وجل نفاه عن أبيه“. (عيون أخبار الرضا عليه السلام للصدوق ج1 ص258) غير أن فيها كلاماً ليس هذا محله.

ج3: ليس وقوع الفاحشة من زوجة نوح (عليه السلام) قول العامة فحسب، فإن إحدى الروايات التي نقلتموها عنهم هي عن الباقر (عليه السلام) وهي الثانية: ”حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا حدثنا يحيى بن يمان، عن شريك عن جابر عن أبي جعفر: ونادى نوح ابنه؛ قال: ابن امرأته“ وتوافقها عندنا روايات منها ما عن بكر بن محمد قال: ”سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ونادى نوح ابنه؛ أي ابنها، وهي لغة طي“. (قرب الإسناد للحميري ص41) وفي مؤدّاها روايات عدّة عندنا، وهي باعثة على الاطمئنان بدواً. والتحقيق في هذا المطلب جارٍ وسيوافيك إن شاء الله تعالى حين اكتماله.

وفقكم الله وإيانا لنيل مراضيه بتحصيل دقائق المعارف، والسلام. ليلة الثاني من محرم الحرام لسنة 1431 من الهجرة النبوية الشريفة.


السؤال :

في بيان موقفكم من عائشة بنت أبي بكر ، ذكرتم (فيما مضمونه): أنه إذا كانت هناك انحرافات جنسية عندها بعد النبي ص فهذا لا يتنافى وأنها زوجة نبي ، لأن النبي ص ليس مسؤولا بعد وفاته عن تصرفاتها.

ولكن هذا الرأي ، ألا يجعل على النبي منقصة ، تُسقط قدره عند من هم خارج دائرة الإسلام كاليهود والنصارى ويعتبرونها إحدى المثالب على هذا النبي، مسألة أن زوجة النبي (فضلا عن موقفها العقدي) عديمة الشرف ، فهذه كارثة ، هل النبي يتزوج من منحرفة في الشرف والعفة ، ماذا عن استقامة ذلك البيت؟

ووفقكم الله لما يرضيه


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أبداً، لا يكون منقصة للنبي (صلى الله عليه وآله) ما دام الشيخ يقول أن انحرافها الأخلاقي وقع بعده، ومعنى ذلك أنه حين تزوجها كانت مقبولة أخلاقياً. على أنها حتى لو كانت حينذاك ساقطة أخلاقيا فلا يلزم منه الطعن في النبي (صلى الله عليه وآله) إذا عُرف سبب إقدامه على الزواج بها، وأنه من قبيل تقديم الأهم على المهم، أو التضحية من أجل الدين والصالح العام. وإلا لكان يتوجه الطعن إلى نبي الله لوط (عليه السلام) الذي عرض بناته على منحرفين أخلاقياً كانوا يلوطون ببعضهم بعضا! وقد حكى الله تعالى ذلك إذ قال: ”وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ“ (هود: 79)

فهل يزوّج نبي بناته من منحرفين عديمي الشرف والعفة؟! الجواب: نعم، إذا كان ذلك تضحية في سبيل الدين والصالح العام. وهذا أخطر من أن يتزوج النبي منحرفة عديمة الشرف والعفة، فأن تتزوج من عاهرة لعلك تستصلحها ليس مثل أن تعطي بنتك وعِرضك الغالي للوطي. فتدبّر جيداً.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
16 ربيع الآخر 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp