لما أعرض الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ عن عبد الله ابن عمير؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

سيدي، طالما الوهابية يشكلون علينا بزواج المتعة و يستدلون بلحديث عن مولانا أبو جعفر عليه السلام في الكافي \"علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمربن اذينة، عن زرارة قال: جاء عبدالله بن عمير الليثي إلى أبي جعفر (ع) فقال له: ماتقول في متعة النساء؟ فقال: أحلها الله في كتابه وعلى لسان نبيه (صلى الله عليه وآله) فهي حلال إلى يوم القيامة فقال: يا أبا جعفر مثلك يقول هذاو قد حرمها عمر ونهى عنها؟! فقال وإن كان فعل، قال: إني اعيذك بالله من ذلك أن تحل شيئا حرمه عمر، قال: فقال له: فأنت على قول صاحبك وأنا على قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهلم الاعنك أن القول ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأن الباطل ما قال صاحبك، قال: فأقبل عبدالله ابن عمير فقال: يسرك أن نساءك وبناتك وأخواتك وبنات عمك يفعلن، قال: فأعرض عنه أبوجعفر (ع) حين ذكر نسائه وبنات عمه.\"

هل لكم سيدي أن تبينوا لنا لما أعرض عليه السلام لما ذكر نسائه و بنات عمه؟ أحد الوهابية سأل هذا السؤال مستنكراً \"لماذا أعرض الإمام هل خجل مثلا من المتعة وهو أراد الملاعنة على حليتها ؟؟؟ كيف يريد أن يلاعن ويخجل من الإجابة على سؤال العامي ؟؟؟\" و لكم جزيل الشكر و التوفيق

علي البغدادي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين


جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن إعراض الإمام الباقر (عليه السلام) إن صحّ لم يكن خجلا أو هروبا والعياذ بالله وإنما لأن المعصوم ينزه في بعض الأحيان نفسه عن مجاراة أنوك (أي أحمق) يطرح أسئلة لا لغرض التعلم وإنما لغرض الملاحاة ليس إلا.

نقول إن صحّ لأن هناك لفظا آخر للرواية أخرجه العلامة المجلسي عن الآبي فيه أن الإمام (عليه السلام) ردّ على هذا الأنوك وأفحمه، ولعلها رواية أخرى عن واقعة مشابهة.

جاء في الرواية في بحار الأنوار: "أن عبدالله بن معمر الليثي قال لأبي جعفر (عليه السلام) : بلغني انك تفتي في المتعة ، فقال : أحلها الله في كتابه وسنها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعمل بها اصحابه ، فقال عبدالله: فقد نهى عنها عمر! قال : فأنت على قول صاحبك وأنا على قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال عبدالله : فيسرك ان نساءك فعلن ذلك ؟ ، قال أبو جعفر: وما ذكر النساء هاهنا يا أنوك؟! إن الذي أحلها في كتابه وأباحها لعباده أغْيَرُ منك وممن نهى عنها تكلفا. بل يسرك أن بعض حرمك تحت حائك من حاكة يثرب نكاحا؟ قال : لا! قال : فلِمَ تحرم ما أحل الله؟ قال : لا أحرم ولكن الحائك ماهو لي بكفؤ! قال : فإن الله ارتضى عمله ورغب فيه وزوجه حورا أفترغب عمن رغب الله فيه وتستنكف ممن هو كفؤ لحور العين كبرا وعتوا؟! قال : وضحك عبدالله وقال : ما أحسب صدوركم إلا منابت أشجار العلم فصار لكم ثمره وللناس ورقه".

قل لهذا الوهابي الأنوك: هل كل حلال تقبله على نسائك؟ إذا كان نعم فهل لك بأن تزوجني أختك مسيار؟ أو هل تقبل بأن تعمل ابنتك خادمة في البيوت؟ سيقول: لا، مع إقراره بأن هذا حلال وذاك حلال. وهكذا العشرات من الأمثلة الأخرى.

إن الحلال شيء والعمل به شيء آخر. إنه حلال ولكنه ليس واجبا! فإذا كان بعض الناس لا يريدونه لأن الله أغناهم وأغنى نساءهم عنه فهل لنا أن نجبرهم على قبوله وعمله وإلا عليهم العدول عن الإقرار بحليته إلى القول بتحريمه؟!

زواج المتعة هو من هذا القبيل، شرعه الله سبحانه وتعالى رحمة منه بعباده، لكيلا يقعوا في الحرام، وليستعففوا به. فمن لم يكن له حاجة أو اضطرار إليه كيف نحاسبه على عدم العمل به؟! وهل بنات أهل البيت عليهم السلام كُنّ بحاجة إلى هذا النوع من الزواج وهن اللاتي يتسابق الأشراف على خطبتهن؟!

إن هذا الوهابي مثله في إشكاله كمثل من يقول: إن أهل البيت كانوا لا يقبلون على أنفسهم أخذ الصدقة وإن كانوا فقراء لأنها عار فإذن هي حرام كيف نقبلها على أنفسنا!

إلى متى سيبقى الوهابي أنوك لا يفهم؟!

وفقكم المولى لكل خير
مكتب الشيخ الحبيب في لندن

27 ربيع الآخر 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp