لماذا تستغفل عقولنا بعد أن وثقنا بك يا شيخنا الحبيب؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

الى الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله ووفقه الى كل خير

لماذا لا تجيبونني على أسالتي المهمة هل الشيخ الحبيب لا يعرف الجواب عليها ام يخاف الجواب عليها لكي لا يفتضح ما اخطأ به

السؤال هو سمعت في احد المحاضرات ان الشيخ ياسر يمدح عبد الاعلى السبزواري كيف ذالك وهو من العرفاء احتاج الى تفسير لانني بدأت اشكك بكل ما جاء به الشيخ هل يتخير اي الاشخاص يذم والاخر يمدحه من العرفاء ارجو البيان

ما هو موقف الشيخ ياسر الحبيب الحقيقي من السيد السيستاني مع العلم الكثير من علماء الشيعة يذمونه ويشكلون عليه في بعض مواقفه وهم محقين مع ذالك لا نرى الشيخ ياسر يتكلم عن السيستاني هل يخاف الشيخ ان يبين بعض مفاسد السيستاني ام انه يرى انه معصوم عن الخطء؟

ارجو من الشيخ ياسر الحبيب ان يبين موقفه من جميع العلماء وان ينقد بأنصاف لا ان ينقد فقط الذين يعتدون عليه الامر صار عندي الان مشكوك به لا اراك على الحق ولا الذين تنقدهم اختلط الحابل بالنابل عندي اريد تفسير لما تصنع وضياعي برقبتك انا سمعت جميع محاضراتك ومؤمن بما تقول ارجو تفسير اسالتي لكي يدحض الشك بمنهجك

ارجو ان تستميحني عذرا على الكلام القاسي ولاكن اريد ان اعرف الحقيقة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

- بالنسبة إلى الموقف من السيد عبد الأعلى السبزواري فإن الشيخ لم يحرز أنه ممن يسمون أنفسهم عرفاء بالمعنى الباطل، وقد اعتمد الشيخ على شهادة بعض تلامذة السيد ممن تربطه بهم علاقة خاصة. ومن المعلوم أنه لا عبرة بالأقاويل وإنما العبرة بالدليل.

ـ عليكم أيها الأخ الكريم أن تدركوا جيدا نقطة مهمة وهي أنّ الشيخ الحبيب ينطلق في مواقفه من الرجال من معايير وأسس عقائدية فإن اتضح لك ذلك فاعلم أنّ ما يُعنى به الشيخ بالدرجة الأولى هو العقائد.

عندما لا يسجل الشيخ الحبيب على أحدهم انحرافا عقائديا أو تلاعبا بالدين أو قادحا في العدالة لايمكن دفعه بحال فإنّ ماسوى ذلك يكون فيه للجواب متسع وباب.

فيما يتعلق بالمواقف السياسية والتعاطي مع الاحداث الطارئة على الساحة العراقية فإنّ المرجع أعرف بتكليفه وما يصدر منه بذلك الشأن هو مبلغ اجتهاده وفق تقديره للظرف والصالح العام.

وفق ما جاء في روايات الطاهرين عليهم السلام فإنّ المصداق الأول للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الأمر بولاية علي عليه السلام والنهي عن ولاية أبي بكر وعمر لعنهما الله وهذا تدعو إليه المرجعية. فلو أنّ الناس أطاعوا المرجعية في هذا فوالوا عليا عليه السلام حق الولاء "قولا وعملا" ونهوا عن ولاية الجبت والطاغوت حقا وجعلوا همتهم في تسقيط أبي بكر وعمر لأفلحوا ولما شكوا ظلم جكومة العراق وغيرها واما فيما يتصل بالانحراف والفساد الإداري في جميع مفاصل الدولة بشكل عام فمرجعيات النجف قد نددت به وهي ضده.

على حد علمنا فإنّ السيد السيستاني دعى الى انتخاب من يراه الشعب هو الأصلح وأما أنّ هناك بعضا من المحسوبين على المرجعية السيستانية يؤيدون بعض الفاسدين فهذا راجع لهم والمرجعيات بشكل عام لا تفرض شيئا على احد.

نعم يمكن أن نقول بأنّ اتخاذ مرجع من المراجع موقفا معينا يقدح في عدالته إذا ما وجدنا أنّ موقفه ذاك يشكل خطرا على الدين و يمثل تهديدا حقيقيا له وهذا غير وارد.

لا شك هناك كثيرا من الاكاذيب يروجها من لا ذمم عندهم.

أما أبرز مايعيب به بعضهم على السيد السيستاني مما هو ملموس محسوس هو عزلة السيد وابتعاده عن مخطابة الجماهير.

نحن وإن كنّا نرى أنّ تصدي الفقيه لإلقاء الخطب وبثها للناس إن كانت مسجلة او المخاطبة المباشرة لهم في الميادين العامة وما أشبه من الأفعال والصفات المحمودة في الفقيه غير أنّ عدم تصدي الفقيه لذلك ليس مما يدعو وفق الموازين الشرعية إلى الطعن في فقاهته أو عدالته, فبعض المؤمنين العاديين فضلا عن الفقهاء وإن كان يمتلك مقومات الخطابة إلا أنه يبتعد عن ذلك وعن كل ما يفضي للظهور وتسليط الاضواء عليه بشكل أو بآخر خوفا من دواخل العُجب وحذرا مما قد يشوب نيته من معكر لخلوصها لله تعالى ولو بمقدار ذرة.

لكنّ بعض المؤمنين وفق معرفتهم بطبيعة أنفسهم حيث أنّ الانسان على نفسه بصيرة يرون أنّ ذلك مما لا يوقعهم في تلك المحاذير فيتصدون لمثل تلك الأمور وهي مما ندب إليه الشرع ما دامت خالصة لوجه الله تعالى.

ـ الشيخ الحبيب لا يكترث لمن يهاجمونه بشكل شخصي ولكنه يتصدى للرد على من يرى أنهم يهاجمون الشيخ بغرض تضليل الناس وصدهم عما يدعو إليه الشيخ من الحق ويقومون بتشويه الحقائق وتزييفها.

الأمر الآخر هب أنّ الشيخ لا يهاجم بعض من لا يهاجمونه ولا يصدون الناس عن المنهج الذي يدعو إليه وهم على درجة لا بأس بها من سلامة المنهج وإن شابت مناهجهم بعض الشوائب الا أنّ ما يغلب عليها الصحة فهل ترى من العقل والحكمة استعداء الجميع أم ضم من هو قريب من الحق إلى منهج الشيخ وتقريبه أكثر؟

وإنك لو راجعت جيدا مواقف الشيخ من الرجال لوجدت أنه الشيخ أنكر على كثير منهم لم يهاجموه من قبل بل وكانت علاقة بعضه به علاقة طيبة، مما يعني أن الشيخ لا يرد فقط على الذي هاجموه كما توهمتم، بل المهم عنده الرد على من يهاجم الإسلام أو يعبث به.

ـ من يستغفل عقول الناس هو ذلك الذي من لا يقيد نفسه بالضوابط الشرعية بل يترك العاطفة وهياج الجماهير ومواقفهم تملي عليه مواقفه فلو كان الشيخ ممن يستغفل الناس لمال حيث يميلون كما فعل غيره ممن لا ذمم ولا ورع عندهم أمثال كمال الحيدري.

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

4 جمادى الاخرة 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp