هل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أمر بقتل كعب بن الأشرف؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

قال أبن سعد الطبقات الكبرى : كعب بن الاشرف كان سبب قتله أنه كان رجلا شاعرا يهجو النبي صلعم وأصحابه ويحرض عليه ويؤذيهم ؛ فلما كانت وقعة بدر قال بطن الأرض خير من ظهرها وبكى على قتلى قريش ؛ فقال النبي من لي بكعب بن الأشرف فقد آذاني؟ فقال محمد بن مسلمة أنا به يا رسول الله وأنا أقتله فقال أفعل وشاور سعد بن معاذ في أمره ونفر من الصحابة ... وطلب أذن من النبي صلعم أن يصرح له بالكذب فأذن لهم محمد بالكذب ما شاءوا فكذبوا على كعب بن الأشرف فحادثوه ساعة حتى انبسط إليهم وأنس بهم ... فضربوه بأسيافهم قال محمد بن مسلم فوضعت السيف في سرته حتى انتهى إلى عانته ثم حزوا رأسه(قطعوها) وحملوها معهم فلما وصلوا وكان النبي يصلي كبروا وسمع النبي تكبيرهم وعرف أنهم قتلوه فقال أفلحت الوجوه فقالوا ووجهك يا رسول الله ورموا برأسه بين يديه فلما أصبح النبي قال من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه.

ما تعليقكم يا فضيلة الشيخ
هل كانت هذه رحمة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ أصل قضية استحقاق كعب بن الاشرف لعنه الله للقتل هذه لا اعتراض عليها وسنبين لكم السبب ولكن نسبة إقرار رسول الله صلى الله عليه وآله لتلك الوحشية وقطع الرؤوس هو تصوير تُشم منه رائحة اليد الأموية الخبيثة, ولايخفى عليكم أنّ سنة قطع الرؤوس سنة أموية همجية وحشية، كما أن المصدر الذي نقلتم عنه ليس من مصادر أهل البيت عليهم السلام بل من مصادر الفرقة البكرية.

لايجوز التمثيل في الاسلام فكيف يحرم رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا ثم يُقره ويرحب به؟

قال صلى الله عليه وآله وسلم: " المُثلى حرام ولو في الكلب العقور"

ليس يوجه الاشكال على استحقاق ذلك الناقض للميثاق المحرض على رسول الله صلى الله عليه وآله للقتل من عدمه وانما الاشكال على ما يدعيه المخالفون من قتله غدرا وغيلة وهذا ليس من خلق رسول الله صلى الله عليه وآله الذي من عادته التفضل , فالغدر شيمة بني أمية على طول الخط .

رغم كون الغدر بالغادر عدل لكن ليس هذا خلق رسول الله واهل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

هذا الرجل قد غدر بالمسلمين وخان الميثاق نعم لكن رسول الله لا يُقر الغدر حتى بالغادر.

يحدثنا التاريخ أنّ مسلم ابن عقيل عليه السلام وهو سفير الحسين عليهما السلام لأهل الكوفة كان قد تهيأ له قتل عبيد الله بن زياد غيلة ولكنه امتنع. وكيف لا يكون كذلك وعمه هو نفس وخليفة ووزير رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين علي عليه السلام هو القائل: " والله ما معاوية بأدهى منِّي ، ولكنه يغدر ويفجر ، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس . ولكن كلّ غُدرة فُجرة وكلّ فُجرة كُفرة ، ولكلِّ غادرٍ لواءٌ يُعرف به يوم القيامة ، والله ما استُغفِل بالمكيدة ، ولا استُغمِز بالشديدة"

كعب بن الاشرف وأبو عفك والعصماء قد شكلوا طابوراً خامساً داخل الدولة الاسلامية وراحوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وآله بالشعر وهجاؤهم لرسول الله صلى الله عليه وآله لم يكن يستهدف شخصه فحسب بل كانوا يقصدون به النيل من الاسلام وإثارة الفتن داخل الدولة الاسلامية والتحريض وهذا نقض منهم للمعاهدات والمواثيق التي عقدها رسول الله مع اليهود. وقد كان الشعر في تلك الفترة يفوق في قوته كل الأسلحة لأنه بسببه كانت تقع الحروب فكان بمثابة التعبئة الإعلامية. يشبه هذا الدور الذي تقوم به قناة الجزيرة مثلا في هذا الزمان، ومن المعلوم أن المحرض على الحرب يكون في كثير من الأحيان أكبر إجراما من المحارب نفسه، لأن هذا الأخير لم يكن ليتحرك ويحارب ويغدر وينقض العهود والمواثيق ويشعل نار الحرب لولا هذه التعبئة الكلامية التحريضية التي قام بها الأول.

وعليه فجزاء هذا المحرض الخائن كعب بن الأشرف كان جزاء مستحقا، وهو عين العدل.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

27 رجب 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp