ما حكم خمش الوجوه وشق الجيوب وضرب الهامات؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

ماجواب سماحة الشيخ الحبيب في. هذا الكلام.
هذا لمن يعتقد باللطم والجزع وجز النواصي وخمش الوجوه ولبس السواد ... اذ ان كل ما ذكروه الاخوان فهو في فعل النساء وهو محرم عليهن ومخالفه لما بايعن عليه رسول الله صلى الله عليه واله ووصية الحسين عليه السلام لنساءه
( وان كانت زينب ع وان كانت فاطمه ع )..

في حديث الامام علي بن الحسين ...
قال لها يا اختاه اني اقسمت عليك فأبري قسمي .. لا تشقی علی جیبا و لا تخمشی علی وجها و لا تدعی علی بالویل و الثبور إذا أنا هلکت
بحار الانوار

معانی الأخبار، عن عمرو بن أبی المقدام قال سمعت أبا جعفر ع یقول فی هذه الآیة و لا یعصینک فی معروف قال إن رسول الله ص قال لفاطمة ع إذا أنا مت فلا تخمشی علی وجها و لا ترخی علی شعرا و لا تنادی بالویل و لا تقیمی علی نائحة ثم قال هذا المعروف الذی قال الله عز و جل فی کتابه- و لا یعصینک فی معروف
.
ﻋﻦ ﺃﺑﺎﻥ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻉ ﻗﺎﻝ: ﻟﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺹ ﻣﻜﺔ ﺑﺎﻳﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺛﻢ ﺟﺎﺀﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﺒﺎﻳﻌﻨﻪ ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﻙ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ ﻳﺒﺎﻳﻌﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﺎ ﻳﺸﺮﻛﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻭ ﻟﺎ ﻳﺴﺮﻗﻦ ﻭ ﻟﺎ ﻳﺰﻧﻴﻦ ﻭ ﻟﺎ ﻳﻘﺘﻠﻦ ﺃﻭﻟﺎﺩﻫﻦ ﻭ ﻟﺎ ﻳﺄﺗﻴﻦ ﺑﺒﻬﺘﺎﻥ ﻳﻔﺘﺮﻳﻨﻪ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻦ ﻭ ﺃﺭﺟﻠﻬﻦ ﻭ ﻟﺎ ﻳﻌﺼﻴﻨﻚ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﺒﺎﻳﻌﻬﻦ ﻭ ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﺣﻜﻴﻢ- ﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻟ�º
Ž ﻧﻌﺼﻴﻚ ﻓﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﺎ ﺗﻠﻄﻤﻦ ﺧﺪﺍ ﻭ ﻟﺎ ﺗﺨﻤﺸﻦ ﻭﺟﻬﺎ ﻭ ﻟﺎ ﺗﻨﺘﻔﻦ ﺷﻌﺮﺍ ﻭ ﻟﺎ ﺗﺸﻘﻘﻦ ﺟﻴﺒﺎ ﻭ ﻟﺎ ﺗﺴﻮﺩﻥ ﺛﻮﺑﺎ ﻓﺒﺎﻳﻌﻬﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺹ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻴﻒ ﻧﺒﺎﻳﻌﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻧﻲ ﻟﺎ ﺃﺻﺎﻓﺢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﺪﻋﺎ ﺑﻘﺪﺡ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﻓﺄﺩﺧﻞ ﻳﺪﻩ ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺩﺧﻠﻦ ﺃﻳﺪﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ.
ﺟﻠﺪ 20، ﺻﻔﺤﻪ 211-وسایل الشیعه الی تحصیل مسایل الشریعه

ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﻡ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﺎ
ﺟﻌﻔﺮ ﻉ ﻳﻘﻮﻝ ﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭ ﻟﺎ ﻳﻌﺼﻴﻨﻚ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻗﻠﺖ ﻟﺎ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺹ- ﻗﺎﻝ ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﻣﺖ ﻓﻠﺎ ﺗﺨﻤﺸﻲ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﺎ ﻭ ﻟﺎ ﺗﺮﺧﻲ ﻋﻠﻲ ﺷﻌﺮﺍ ﻭ ﻟﺎ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﻮﻳﻞ ﻭ ﻟﺎ ﺗﻘﻴﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﻧﺎﺋﺤﺔ ﻗﺎﻝ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ.
ﺟﻠﺪ 20، ﺻﻔﺤﻪ 211-وسایل الشیعه الی تحصیل مسایل الشریعه

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻉ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ﻭ ﻟﺎ ﻳﻌﺼﻴﻨﻚ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﻟﺎ ﻳﺸﻘﻘﻦ ﺟﻴﺒﺎ ﻭ ﻟﺎ ﻳﻠﻄﻤﻦ ﺧﺪﺍ ﻭ ﻟﺎ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻭﻳﻠﺎ ﻭ ﻟﺎ ﻳﺘﺨﻠﻔﻦ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮ ﻭ ﻟﺎ ﻳﺴﻮﺩﻥ ﺛﻮﺑﺎ ﻭ ﻟﺎ ﻳﻨﺸﺮﻥ ﺷﻌﺮﺍ.
ﺟﻠﺪ 20، ﺻﻔﺤﻪ 210-وسایل الشیعه الی تحصیل مسایل الشریعه

فكل فعل من افعال النساء لا يحتج به وهو مخالف لما بايعهن عليه رسول الله صلى الله عليه واله ...
لا قول الا بعمل ولا قول ولا عمل الا بنيه ولا قول ولا عمل ولا نيه الا باصابة السنه ..
فالسنه ما عمل سنه رسول الله وعمل به الائمه واصحابهم ... اين ذكر لطم الوجوه والصدور والسلاسل وضرب الرؤوس بالقامات من سنن رسول الله ...
والحمد لله رب العالمين


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

خمش الوجه، ونشر الشعر، والبكاء والعويل، واللطم والإدماء، وما إلى ذلك، هو إظهار التفجّع البالغ وهذا هو معنى الجزع في اللغة.

وأيضا من مصاديق الجزع هو وضع التراب على الرأس واللحية، وهذا ما فعله الرسول الأعظم "صلى الله عليه وآله" حزنا وجزعا على سبطه الثاني سيد الشهداء الإمام الحسين "عليه السلام" وهو أول من أقام مجلس العزاء عليه، وذلك ليس في مصادر الشيعة فحسب وإنما في كتب المخالفين المعتبرة لديهم.

حيث ذكر شيخهم البخاري وكذا الترمذي والطبراني والحاكم وغيرهم من محدّثيهم، يروون عن سلمى أنها دخلت على أم المؤمنين السيدة أم سلمة "رضوان الله تعالى عليها" وهي تبكي فسألتها: ما يبكيكِ؟ فقالت:

"رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه ولحيته التراب! قال: شهدتُ قتل الحسين آنفا“! (التاريخ الكبير للبخاري ج3 ص324 وسنن الترمذي ج5 ص323 والمعجم الكبير للطبراني ج23 ص373 ومستدرك الحاكم ج4 ص19).

ونحن الشيعة لا نظهر الجزع باللطم وغيره من الشعائر اعتراضا على إرادة الله تعالى، وإنما إحياء وتخليدا لذكرى الإمام عليه السلام لكيلا تندرس فيكون في اندراسها ضياع الدين، فهو مستحبّ مطلوب شرعا.

ولذا كان الإمام أمير المؤمنين "صلوات الله عليه" بعدما دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" قد وقف على قبره قائلا: "إن الصبر لجميل إلا عنك، وإن الجزع لقبيح إلا عليك"! (نهج البلاغة ج4 ص71).

النهي عن الجزع في الرواية التي ذكرتها في السؤال، إنما هو ظرفي مؤقت لمكان قوله عليه السلام: "إذا أنا هلكت" لا أنه دائم مستمر. كذلك ينطبق على الرواية الأخرى والتي فيها قول رسول الله "صلى الله عليه وآله"، "إذا أنا مت".

نعم نهى الإمام الحسين صلوات الله عليه عن ذلك في لحظات ما بعد استشهاده لأن في جزع زينب صلوات الله عليها وهي الراعية لمن تبقى من نسائه وذراريه ما قد يعرّضهن إلى الهتك من قبل جيش الكفر الأموي في ذلك الموقف العصيب على أرض المعركة.

فأراد عليه السلام أن يؤكد على أخته ضرورة ربط الجأش وحبس المشاعر في تلك اللحظات الحرجة حتى لا يكون مسوّغ للأعداء على ارتكاب ما هو أعظم مما قد يمسّ حرمات بنات الرسالة سلام الله عليهن.

أما حين زالت تلك اللحظات وانقضت المعركة وابتعدت القافلة عن أرض كربلاء بما فيها من حراجة وخوف ضرر فيرتفع المنع المؤقت ويعود الأصل في جواز بل استحباب الجزع على الحسين عليه السلام كما دلّت عليه الأدلة المتضافرة.

وضرب الجبين بعمود المحمل وإسالة الدماء إنما يندرج تحت عنوان إظهار الجزع فيكون مشمولا بالاستحباب المؤكد لأن الإمام المعصوم وهو زين العابدين عليه السلام كان موجودا في تلك الحادثة وسكوته تقرير وحجة على شرعية الفعل الذي صدر من عمته السيدة زينب الكبرى صلوات الله وسلامه عليهما.

وهذا نظير ما وقع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالنسبة إلى ابنته الزهراء صلوات الله عليها حين أوصاها بعدم الجزع عليه حين استشهاده، أما بعد ذلك فلا مانع، وقد فصّلنا القول في هذه المسألة في جواب سؤال سابق فارجع إليه إن أردت.

أهل البيت عليهم السلام أمرونا بالجزع على الحسين عليه السلام وعليهم عموما في روايات من طرقنا جاء أنّ الجزع على الحسين عليه السلام مستحب ونحن عندنا المعصومون حرمتهم واحدة(كل الجزع والبكاء مكروه ما خلا الجزع والبكاء لقتل الحسين عليه السلام)(وسائل الشيعة: 14(5)

وعن الإمام الصادق عليه السلام: (قد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن عليهما السلام وعلى مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب) فاللطم على الحسين عليه السلام وشق الجيوب مستحب، ما جئنا به من عند أنفسنا وكذلك كل مظهر من مظاهر الجزع ومصداق من مصاديقه هنا رواية تحث على الجزع على أهل البيت عموما وتعد من يجزع عليهم بعظيم الدرجات.

مسمع بن عبد الملك عن كردين البصري (قال لي أبو عبد الله أما تذكر ما صُنع به - الحسين - ؟ قلت: نعم.
قال: فتجزع؟ قلت: إي واللهِ، واستعبر لذلك، حتـّى يرى أهلي أثر ذلك عليّ، فامتنع عن الطعام، حتـّى يستبينَ ذلك في وجهي,قال: رحم الله دمعتك، أما إنك من الذين يُعدّون من أهل الجزع لنا، والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا أمنّا.(كامل الزيارات، حديث7، باب32)

الإمام الرضا عليه السلام يقول إن آل البيت قد أدميت أعينهم حيث قال أنّ جفونهم تقرحت من كثرة البكاء على الحسين عليه السلام.

رسول الله صلى الله عليه وآله إذا حبّب عملا معينا أو أقر ما هو من مصاديقه فهذا يعني أنه يفعله وإن لم يصلك نص بأنه فعله شخصيا، وذات الكلام ينسحب على المعصومين عليهم السلام.

الشعيرة أساسا لماذا سميت شعيرة؟ لأنها رمز يعبر عن حادثة معينة ويستحث النفس على استذكارها عمليا للانتهال من قيمها ومعانيها الروحية والأخلاقية، كما في السعي بين الصفا والمروة ورمي الجمرات.

من هنا تعلم أنّ الضرب بالزنجيل مثلا يربط المؤمن بحديد واقعة الطف من سيوف ورماح أصابت تلك الأجساد الطاهرة فيكون تعرض الجسد لشيء من ألم ذلك الحديد هو تدريب عملي على مواجهة بأس الحديد. كما أنّ شكل تلك السلاسل يحمل أيضا إشارة إلى تحدي أغلال وقيود الظلم والظالمين ومن هنا ينشأ جيل أبي حربي شديد البأس من الشباب لا جيل مائع.

والظلمة والطواغيت من حكام وسلاطين عبر التاريخ قد التفتوا إلى تلك المعاني في الشعائر الحسينية ولكون هذه المُثل ترعبهم فقد دأبوا على محاربة شعائر الحسين عليه السلام بكل الطرق.

لاحظ أنّ شعائر الحسين عليه السلام تربي جيلا متوازنا يجمع بين الرحمة والاستقامة والقوة ورباطة الجأش. بعكس أوكار البكريين التي تخرج المجرمين والقتلة المتعطشين للدماء والارهابيين لأنّ الرحمة والإنسانية منبعها محمد وآله الطاهرين والإنسان المتوازن هو من يرتبط بهم ويتبعهم حق الاتباع لا ذاك الذي يتربى على سيرة مجرمة الحرب عائشة وعمر وأبي بكر وبني أمية والعباس وأمثالهم من الحثالة والقتلة المجرمين.

ندعوكم للقراءة والاستماع لمحاضرة دينية لسماحة الشيخ الحبيب في الانتصار لشعيرة الإدماء المقدس:
اضغط هنا

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 4 شهر رمضان 1438 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp