في أي مصدر ذكر ذهاب محمد بن الحنفية ليزيد لعنه الله بعد استشهاد الحسين عليه السلام واستلام الجائزة منه؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين و سلام علیکم و علی الشیخ المجاهد یاسر الحبیب ....

ارید مصادر التی تقول ان محمد بن الحنفیه جالس یزید لعنة اللّه علیه و اخذ منه دیة الحسین علیه الصلاة والسلام .... و شكرا وفقکم اللّه لمراضیه


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين الشهيد عليه السلام وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم أجمعين.

جاء ذلك في بحار الأنوار للعلامة المجلسي قدس سره في الجزء 45 الصفحة 325 تحت عنوان (ذكر كتاب يزيد لعنه الله إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته):

"كتب يزيد لعنه الله إلى محمد بن علي ابن الحنفية وهو يومئذ بالمدينة أما بعد فإني أسأل الله لنا ولك عملا صالحا يرضى به عنا، فإني ما أعرف اليوم في بني هاشم رجلا هو أرجح منك حلما وعلما ولا أحضر فهما وحكما، ولا أبعد من كل سفه ودنس وطيش، وليس من يتخلق بالخير تخلقا وينتحل الفضل تنحلا كمن جبله الله على الخير جبلا، وقد عرفنا ذلك منك قديما وحديثا شاهدا وغائبا غير أني قد أحببت زيارتك والأخذ بالحظ من رؤيتك فإذا نظرت في كتابي هذا فأقبل إلي آمنا مطمئنا أرشدك الله أمرك، وغفر لك ذنبك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

قال: فلما ورد الكتاب على محمد بن علي وقرأه أقبل على ابنيه جعفر وعبد الله أبي هاشم، فاستشارهما في ذلك فقال له ابنه عبد الله: يا أبه اتق الله في نفسك ولا تصر إليه فإني خائف أن يلحقك بأخيك الحسين ولا يبالي، فقال محمد: يا بني ولكني لا أخاف ذلك منه، فقال له ابنه جعفر: يا أبه إنه قد ألطفك في كتابه إليك ولا أظنه يكتب إلى أحد من قريش بأن أرشدك الله أمرك، وغفر لك ذنبك وأنا أرجو أن يكف الله شره عنك، قال: فقال محمد بن علي: يا بني إني توكلت على الله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وكفى بالله وكيلا.

قال: ثم تجهز محمد بن علي وخرج من المدينة وسار حتى قدم على يزيد بن معاوية بالشام، فلما استأذن أذن له وقربه وأدناه وأجلسه معه على سريره، ثم أقبل عليه بوجهه فقال: يا أبا القاسم آجرنا الله وإياك في أبي عبد الله الحسين بن علي فوالله لئن كان نقصك فقد نقصني، ولئن كان أوجعك فقد أوجعني، ولو كنت أنا المتولي لحربه لما قتلته، ولدفعت عنه القتل ولو بحز أصابعي وذهاب بصري، ولفديته بجميع ما ملكت يدي، وإن كان قد ظلمني وقطع رحمي ونازعني حقي، ولكن عبيد الله بن زياد لم يعلم رأيي في ذلك فعجل عليه بالقتل فقتله، ولم يستدرك ما فات، وبعد فإنه ليس يجب علينا أن نرضى بالدنية في حقنا ولم يكن يجب على أخيك أن ينازعنا في أمر خصنا الله به دون غيرنا، وعزيز علي ما ناله والسلام فهات الآن ما عندك يا أبا القاسم.
قال: فتكلم محمد بن علي فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إني قد سمعت كلامك فوصل الله رحمك، ورحم حسينا وبارك له فيما صار إليه من ثواب ربه، والخلد الدائم الطويل، في جوار الملك الجليل، وقد علمنا أن ما نقصنا فقد نقصك، وما عراك فقد عرانا من فرح وترح، وكذا أظن أن لو شهدت ذلك بنفسك لاخترت أفضل الرأي والعمل، ولجانبت أسوء الفعل والخطل، والآن فإن حاجتي إليك أن لا تسمعني فيه ما أكره، فإنه أخي وشقيقي وابن أبي، وإن زعمت أنه قد كان ظلمك وكان عدوا لك كما تقول.

قال: فقال له يزيد: إنك لن تسمع مني إلا خيرا، ولكن هلم فبايعني واذكر ما عليك من الدين حتى أقضيه عنك، قال: فقال له محمد بن علي (رضي الله عنه):
أما البيعة فقد بايعتك وأما ما ذكرت من أمر الدَين فما على دين والحمد لله، وإني من الله تبارك وتعالى في كل نعمة سابغة، لا أقوم بشكرها.
قال: فالتفت يزيد لعنه الله إلى ابنه خالد فقال: يا بني إن ابن عمك هذا بعيد من الخب واللؤم والدنس والكذب، ولو كان غيره كبعض من عرفت لقال علي من الدَين كذا وكذا، ليستغنم أخذ أموالنا قال: ثم أقبل عليه يزيد فقال: بايعتني يا أبا القاسم؟

فقال: نعم يا أمير المؤمنين قال: فإني قد أمرت لك بثلاثمائة ألف درهم فابعث من يقبضها، فإذا أردت الانصراف عنا وصلناك إنشاء الله، قال: فقال له محمد بن علي:
لا حاجة لي في هذا المال ولا له جئت قال يزيد: فلا عليك أن تقبضه وتفرقه فيمن أحببت من أهل بيتك، قال: فإني قد قبلت يا أمير المؤمنين قال: فأنزله في بعض منازله، وكان محمد بن علي يدخل عليه في كل يوم صباحا ومساء.

قال: وإذا وفد أهل المدينة قد قدموا على يزيد وفيهم منذر بن الزبير وعبد الله ابن عمرو بن حفص بن مغيرة المخزومي وعبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري فأقاموا عند يزيد لعنه الله أياما فأجازهم يزيد لكل رجل منهم بخمسين ألف درهم وأجاز المنذر بن الزبير بمائة ألف درهم، فلما أرادوا الانصراف إلى المدينة أقبل محمد بن علي حتى دخل على يزيد فاستأذنه في الانصراف معهم إلى المدينة فأذن له في ذلك ووصله بمائتي ألف درهم، وأعطاه عروضا بمائة ألف درهم.

ثم قال: يا أبا القاسم إني لا أعلم في أهل بيتك اليوم رجلا هو أعلم منك بالحلال والحرام، وقد كنت أحب أن لا تفارقني وتأمرني بما فيه حظي ورشدي فوالله ما أحب أن تنصرف عني وأنت ذام لشئ من أخلاقي، فقال له محمد بن علي رضي الله عنه: أما ما كان منك إلى الحسين بن علي فذاك شئ لا يستدرك، وأما الآن فإني ما رأيت منك مذ قدمت عليك إلا خيرا ولو رأيت منك خصلة أكرهها لما وسعني السكوت دون أن أنهاك عنها، وأخبرك بما يحق لله عليك منها، للذي أخذ الله تبارك وتعالى على العلماء في علمهم أن يبينوه للناس ولا يكتموه، ولست مؤديا عنك إلى من ورائي من الناس إلا خيرا، غير أني أنهاك عن شرب هذا المسكر فإنه رجس من عمل الشيطان، وليس من ولى أمور الأمة ودعي له بالخلافة على رؤس الاشهاد على المنابر كغيره من الناس، فاتق الله في نفسك، وتدارك ما سلف من ذنبك والسلام.

قال: فسر يزيد بما سمع من محمد بن علي سرورا شديدا ثم قال: فاني قابل منك ما أمرتني به وأنا أحب أن تكاتبني في كل حاجة تعرض لك من صلة أو تعاهد ولا تقصرن في ذلك، فقال محمد بن علي: أفعل ذلك إن شاء الله، ولا أكون إلا عندما تحب.

قال: ثم ودعه محمد بن علي ورجع إلى المدينة ففرق ذلك المال كله في أهل بيته، وسائر بني هاشم وقريش حتى لم يبق من بني هاشم وقريش: من الرجال والنساء والذرية والموالي إلا صار إليه شئ من ذلك المال، ثم خرج محمد بن علي من المدينة إلى مكة فأقام بها مجاورا لا يعرف شيئا غير الصوم والصلاة..".

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

21 محرم 1438 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp