إذا كانت عائشة بهذا الدنو الأخلاقي فلماذا تزوجها النبي صلى الله عليه وآله؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم

هناك شبهة ينشرها المخالفين بين الشيعة وهي

أعمال الرسول كلها وحي يوحى إليه من رب العالمين ، السؤال لماذا لم يكشف الرسول (ص) زوجته السيده عائشة . وإذا كانت السيده عائشة بهذه الدرجه من السوء في الخلق فلماذا يكرمها الرسول ويتزوجها فهو نبي وتعدد زواجه كان لنقل كل ما في حياته للأمه الأسلامية والعالم أجمع ، يعني بصريح العبارة - من هو أهل لنقل سيرته الطاهره - وليس هناك من هو أعلم بالرجل من زوجته ...؟؟؟؟

وكذلك باقي زوجاته ومنهم حفصة وأم حبيبة

ننتظر الجواب بفارغ اصبر


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

قُل لهذا المخالف الجاهل: إن جميع الأنبياء (صلوات الله عليهم) أعمالهم كلها وحي يوحى من رب العالمين، فإذا كانت زوجة النبيَّيْن نوح ولوط (عليهما السلام) على هذا الدنو والانحطاط الأخلاقي فلماذا ”أكرمهما“ الله وأمر النبيّيْن بتزوجهما؟!

فلا مفرّ أمامك إلا أن تكذِّب بكتاب الله تعالى الذي نصّ على فساد الزوجتيْن حتى تبقي على اعتقادك بأن كل امرأة يتزوجها نبي يكون ذلك إكراما لها وقصدا لأن تحمل المرأة سيرته وتنقلها إلى العالم أجمع؛ وإما أن تتخلى عن هذا الاعتقاد الباطل المخالف للعقل والشرع وتلتزم بالاعتقاد السليم.

والاعتقاد السليم هو أن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وكذا سائر الأنبياء تكون لزيجاتهم مقاصد متنوعة، لا تنحصر في ”الإكرام“ بل تشمل الامتحان والابتلاء وتقديم الأهم على المهم ودرء المفسدة وما إلى ذلك. وزواجه (صلى الله عليه وآله) من عائشة (عليها اللعنة) إنما كان من هذا القبيل، وقد عبّر عن الحكمة فيه عمار بن ياسر (رضوان الله تعالى عليه) بقوله حين خرجت عائشة إلى البصرة: ”إن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي“. (البخاري ج2 ص171).

فعائشة إذن باب من أبواب الفتنة والابتلاء، وقد زوّجها الله تعالى نبيّه (صلى الله عليه وآله) لعلمه بأنها في ما بعد ستخرج وتتمرّد على وصيّه الشرعي الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما الصلاة والسلام) وستسلك بالأمة سبيل الكفر والشيطنة فيقع التنازع بين الفئتين، الفئة المؤمنة والفئة الكافرة، ويرى الله تعالى مَن مِن الناس يطيعه فيكون مع وليّه عليه السلام، ومَن مِن الناس يعصيه فيكون مع عدوّته عليها اللعنة. ولذا قال عمّار: ”إياه تطيعون أم هي“ ويعني ذلك أن من يطيع عائشة لا يكون مطيعا لله تبارك وتعالى.

ومعلوم أن عائشة لم تكن لتتمكن من تحريض الناس على الخليفة الشرعي (صلوات الله عليه) إذا لم تكن زوجة للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنها استغلت موقعها هذا للتأثير على المسلمين وإغوائهم. وقد أتاح الله تعالى لها الوصول إلى هذا الموقع كما أتاح لزوجتي نوح ولوط (عليهما السلام) الوصول إليه أيضا، بل كما أتاح لإبليس (عليه اللعنة) القدرة على البقاء إلى يوم الوقت المعلوم وأعطاه كثيرا من الإمكانات التي يستطيع بها التأثير على البشر وإغوائهم، وهذا جزء من فلسفة الابتلاء الإلهي، وبدونه لا يتحقق هذا الابتلاء فلا يتميز المؤمن من الكافر، والمطيع من العاصي.

وقد حذّر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مرارا من عائشة وكشف حقيقة كونها رأسا للكفر وقرنا للشيطان وبابا للفتنة، فقد روى البخاري في كتاب الجهاد والسير - باب ما جاء في أزواج الرسول، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: ”قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فأشار نحو مسكن عائشه فقال: هاهنا الفتنة! هاهنا الفتنة! هاهنا الفتنة! - ثلاثا- من حيث يطلع قرن الشيطان“! ( صحيح البخاري ج‏4 ص‏100)! وفى حديث آخر رواه مسلم في كتاب الفتن - باب الفتنة من المشرق، قال: ”خرج رسول الله من بيت عائشة فقال: رأس الكفر من هاهنا! من حيث يطلع قرن الشيطان“! (صحيح مسلم ج2 ص560) ولا يخفى أن تأويلهم بأن مقصوده (صلى الله عليه وآله) هو وصف المشرق بالفتنة هو أسخف من أن يُردَّ عليه.

وبهذا يسقط ادعاؤك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يكشف حقيقة عائشة عليها لعائن الله. كما تسقط ادعائاتك الأخرى.

هكذا قل لشائنك، وفقك الله لكسره وكسر النواصب وهداية الغافلين من أبنائهم. والسلام. 27 من جمادى الآخرة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.



السؤال:

في بيان موقفكم من عائشة بنت أبي بكر ، ذكرتم (فيما مضمونه): أنه إذا كانت هناك انحرافات جنسية عندها بعد النبي ص فهذا لا يتنافى وأنها زوجة نبي ، لأن النبي ص ليس مسؤولا بعد وفاته عن تصرفاتها.

ولكن هذا الرأي ، ألا يجعل على النبي منقصة ، تُسقط قدره عند من هم خارج دائرة الإسلام كاليهود والنصارى ويعتبرونها إحدى المثالب على هذا النبي، مسألة أن زوجة النبي (فضلا عن موقفها العقدي) عديمة الشرف ، فهذه كارثة ، هل النبي يتزوج من منحرفة في الشرف والعفة ، ماذا عن استقامة ذلك البيت؟

ووفقكم الله لما يرضيه


السؤال:

في بيان موقفكم من عائشة بنت أبي بكر ، ذكرتم (فيما مضمونه): أنه إذا كانت هناك انحرافات جنسية عندها بعد النبي ص فهذا لا يتنافى وأنها زوجة نبي ، لأن النبي ص ليس مسؤولا بعد وفاته عن تصرفاتها.

ولكن هذا الرأي ، ألا يجعل على النبي منقصة ، تُسقط قدره عند من هم خارج دائرة الإسلام كاليهود والنصارى ويعتبرونها إحدى المثالب على هذا النبي، مسألة أن زوجة النبي (فضلا عن موقفها العقدي) عديمة الشرف ، فهذه كارثة ، هل النبي يتزوج من منحرفة في الشرف والعفة ، ماذا عن استقامة ذلك البيت؟

ووفقكم الله لما يرضيه


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أبداً، لا يكون منقصة للنبي (صلى الله عليه وآله) ما دام الشيخ يقول أن انحرافها الأخلاقي وقع بعده، ومعنى ذلك أنه حين تزوجها كانت مقبولة أخلاقياً. على أنها حتى لو كانت حينذاك ساقطة أخلاقيا فلا يلزم منه الطعن في النبي (صلى الله عليه وآله) إذا عُرف سبب إقدامه على الزواج بها، وأنه من قبيل تقديم الأهم على المهم، أو التضحية من أجل الدين والصالح العام. وإلا لكان يتوجه الطعن إلى نبي الله لوط (عليه السلام) الذي عرض بناته على منحرفين أخلاقياً كانوا يلوطون ببعضهم بعضا! وقد حكى الله تعالى ذلك إذ قال: ”وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ“ (هود: 79)

فهل يزوّج نبي بناته من منحرفين عديمي الشرف والعفة؟! الجواب: نعم، إذا كان ذلك تضحية في سبيل الدين والصالح العام. وهذا أخطر من أن يتزوج النبي منحرفة عديمة الشرف والعفة، فأن تتزوج من عاهرة لعلك تستصلحها ليس مثل أن تعطي بنتك وعِرضك الغالي للوطي. فتدبّر جيداً.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
16 ربيع الآخر 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp