هل امتدح الإمام الصادق عليه السلام أصحاب النبي صلى الله عليه وآله؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

هل الإمام الصادق عليه السلام امتدح أصحاب النبي صلى الله عليه وآله كما في هذه الرواية؟

حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله اثني عشر ألفا ثمانية آلاف من المدينة، و ألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجي ولا حروري ولا معتزلي، ولا صحاب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير.

الخصال - الشيخ الصدوق - الصفحة ٦٤٠


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ،

أما الصدر ففي سياق بيان أن الأهواء المذهبية لم تكن فاشية فيهم فلم يعرفوا هذه المذاهب التي ابتدعت بعدهم، وهو حق إلا أنه لا يقتضي عدالتهم، فكم من فاسق غير ملتزم بالدين لا يبالي بما يرتكب إلا أنه ليس من ذوي الأهواء المذهبية المبتدعة.

وأما الذيل ففي سياق بيان أنهم كانوا يطلبون الآخرة ويخشون أن تقبل عليهم الدنيا فيفتنوا، فخبز الخمير كناية عن إقبال الدنيا عليهم. ولا بد من تخصيص جماعة منهم بهذه الصفة، ضرورة أنه كان فيهم من يطلب الدنيا لا الآخرة لقول الله تعالى: "منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة". والإمام عليه السلام لا يخالف كتاب الله تعالى. وهذا الوصف لهم إنما كان قبل أن تقبل عليهم الفتن ومنها فتنة المال التي تنافسوا فيها حتى اقتتلوا وهلكوا، مصداقا لما أنبأ به رسول الله صلى الله عليه وآله، ففي البخاري أنه قال: "سبحان اللَّه! ماذا أنزل الله من الخزائن؟! وماذا أنزل من الفتن"؟! وفي شرحه ينقل ابن حجر عن ابن بطال: "في الخزائن تنشأ عنه فتنة المال بأن يتنافس فيه فيقع القتال بسببه".

والشيعة يؤمنون بأن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله كانوا - على الإجمال - على خير خطى في بدو أمرهم، إلا أنهم مع توالي الفتن عليهم ما "خلص منهم إلا مثل همل النعم" كما قال صلى الله عليه وآله.

ومثلهم في ذلك كمثل بني إسرائيل، الذين بدأوا بخير، وانتهت عامتهم إلى شر. كما أنبأ صلى الله عليه وآله بقوله المشهور: "لتتبعن سنن من كان قبلكم.." إلخ.

ومثل الذي يستدل بهذا الحديث من الصادق عليه السلام كمثل الذي يأخذ من كتاب الله ما امتدح به بنو إسرائيل كقوله: "ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين" دون أن يأخذ غيرها من الآيات التي تذمهم وتبين سوء عواقبهم، فاللازم على المنصف أن يضم هذه إلى تلك لتكتمل الصورة ويصح الاستنتاج.

وعلى هذا فإن اللازم ضم أقوال الصادق عليه السلام بعضها إلى بعض، فهو نفسه الذي يقول أيضا عن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله: "إي والله یابن أعین هلك الناس أجمعون... هلكوا إلا ثلاثة، ثم لحق أبو ساسان وعمار وشتیرة وأبو عمرة، فصاروا سبعة". إلى غيرها من الأحاديث العديدة عنه وعن سائر الأئمة الأطهار عليهم السلام في بيان سوء عواقب عامة أصحاب النبي صلى الله عليه وآله بعده.

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

22 ذو القعدة 1441 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp