كم كان عمر عائشة لعنها الله حينما دخل بها رسول الله صلى الله عليه وآله؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كم كان عمر عائشة (لعنها الله) حينما دخل بها رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
هناك روايات متعددة تقول بأنه (صلى الله عليه وآله) دخل بها وهي في سن الطفولة.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسب التحقيق الذي أورده سماحة الشيخ الحبيب في كتاب الفاحشة؛ فإن عمرها حينما دخل بها النبي صلى الله عليه وآله قد ناهز العشرين سنة، لا تسع سنين كما تدعي الحميراء!

ففي الفصل الثاني من كتاب الفاحشة الوجه الآخر لعائشة ناقش الشيخ الحبيب الروايات التي نسجتها عائشة لعنها الله في شأن زواجها من الرسول صلى الله عليه وآله، وادعاءها أنها كانت طفلة صغيرة انتزعت من أرجوحتها!

قال الشيخ الحبيب:

لطالما أخذ أعداء الإسلام من اليهود والنصارى ومَن سواهم قضية زواج النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بعائشة مطعناً من مطاعنهم الموجهة ضدّ هذا النبي العظيم، إذ قد اعتمدوا على ما أشاعته عائشة من كونها قد تزوّجت بالنبي (صلى الله عليه وآله) وهي بنت ست سنوات وأنه قد دخل بها وهي بنت تسع فقط؛ فقالوا – وناقل الكفر ليس بكافر -: انظروا لهذا الرجل الشيخ كيف تزوّج طفلة صغيرة بريئة هي في عمر أحفاده بينما هو يتجاوز الخمسين من العمر! وكيف طابت نفسه أن يختطف طفولتها من أجل نزواته! أي نبيٍّ هذا الذي يفعل مثل هذه الفعلة غير الإنسانية!

هكذا استغل الحاقدون على سيد الأنبياء (صلى الله عليه وآله) ما أشاعته عائشة زوراً من أحاديث أرادت من خلالها إيهام الناس بأنها كانت أصغر زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) وأنضرهنّ وأجملهنّ وأحظاهنّ عنده! ومع ذلك لم يكن أمر زواجها هذا بإرادة منها! فهي الطفلة الرقيقة البريئة البكر التي انتُزِعت من «أرجوحتها» التي كانت تلعب بها مع «صويحباتها» حين صاحت بها أمها واقتادتها بعنف وهي لا تكاد تلتقط أنفاسها - دون أن تعلم ما يجري وماذا يُراد لها - لتذهب بها إلى بيت النبي الذي «أفزعها» بدخوله عليها!

روى البخاري عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: «تزوّجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين! فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج، فوعكتُ فتمرَّق شَعري فوَفى جُميْمةً، فأتتني أمي أمّ رومان وإني لفي أُرجوحة ومعي صواحب لي، فصرخت بي! فأتيتها لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإنّي لأَنهَجُ حتى سكن بعض نَفَسي! ثم أخذتْ شيئاً من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقُلنَ: على الخير والبركة وعلى خير طائر. فأسلمتني إليهنَّ فأصلحنَ من شأني، فلم يُرِعْني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضُحىً! فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين»! (صحيح البخاري ج4 ص251، ونحوه في صحيح مسلم ج4 ص141، وأبو هشام هو عروة بن الزبير)

وفي رواية أخرى تصوّر عائشة ما جرى عليها بمشهد آخر لا يقل تراجيدية عن المشهد السابق! حيث تزعم أن أمّها أجلستها - وهي الطفلة المسكينة - في «حِجْر» زوجها الذي استرخص قدرها فدخل بها في بيت أبيها! ولم يولم على زفافها إليه بشيء! حتى أتى غيره بشيء من الطعام إليهما!

روى ابن حنبل عن عائشة قالت: «فجاءتني أمي وإني لفي أُرجوحة بين عَذْقين ترجُح بي، فأنزلتني من الأرجوحة ولي جمُيْمةٌ ففرّقتها ومسحت بوجهي بشيء من ماء، ثم أقبلت تقودني حتى وقفت بي عند الباب وإني لَأَنْهَجُ حتى سكن من نَفَسي! ثم دخلتْ بي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ على سرير في بيتنا وعنده رجال ونساء من الأنصار فأجلستني في حجره! ثم قالت: هؤلاء أهلك فبارك الله لك فيهم وبارك لهم فيك. فوثب الرجال والنساء فخرجوا وبنى بي رسول الله في بيتنا! ما نُحِرَت عليَّ جزور! ولا ذُبِحَت عليَّ شاة! حتى أرسل إلينا سعد ابن عبادة بجَفنةٍ كان يُرسل بها إلى رسول الله إذا دار إلى نسائه. وأنا يومئذ بنت تسع سنين»!(مسند أحمد بن حنبل ج6 ص211)

ولكي تدعِّم عائشة أنها كانت طفلة بريئة لا تفقه ما يدور حولها جاءت برواية ثالثة تزعم فيها أنها حين زُفَّت إلى النبي (صلى الله عليه وآله) كانت الدُّمى والعرائس التي تلعب بهنَّ معها!

روى مسلم عن عروة عن عائشة: «إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوّجها وهي بنت سبع سنين! وزُفَّت إليه وهي بنت تسع سنين ولُعَبُها معها! ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة»!(صحيح مسلم ج4 ص142. ويقول النووي في شرحه ج9 ص208)

بل وزعمت عائشة أنها استمرّت باللهو بعرائسها حتى بعد انتقالها إلى منزل الزوجية! وأن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) كان مستأنساً بذلك ويساعدها على اللهو مع صويحباتها رغم أنهن كنّ «ينقمعن» أي يهربن منه فزعاً!

روى مسلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: «أنها كانت تلعب بالبنات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم! قالت: وكانت تأتيني صواحبي فكُنَّ ينقمعن من رسول الله! قالت: فكان رسول الله يُسِّربهنَّ إليَّ»!(صحيح مسلم ج7 ص135 ونحوه في صحيح ابن حبان ج13 ص174 ومعجم الطبراني ج23 ص21)

وروى ابن سعد عن عروة عن عائشة قالت: «دخل عليَّ رسول الله يوماً وأنا ألعب بالبنات! فقال: ما هذا يا عائشة؟ فقالت: خيل سليمان! فضحك»!(الطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص62)

هكذا حاولت عائشة أن تحتبك هذه القصة الخيالية المرتكزة على كونها صغيرة السن حين تزوجت بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله، إلا أن القصص المكذوبة مهما حاول مختلقوها احتباكها فإن مآلها إلى السقوط كما هو معلوم.

والآتي من الأدلة كفيل بتفنيد ما ادّعته عائشة، إذ سيتبيَّن أنها لم تكن طفلة حين زواجها، بل كانت بالغةً يتجاوز عمرها سبع عشرة سنةً على أقلّ تقدير.
أما أولا؛ فإن عائشة لو كانت صادقة في ما تدّعيه لما تناقضت مع نفسها! وقد مرَّ عليك التباين بين قولها أنها حين الزواج كانت بنت ست وبين قولها أنها كانت بنت سبع؛ وكلا قوليها مرويّان عن ابن أختها عروة أيضاً!

وأما ثانيا؛ فإن البخاري يروي عن هشام عن أبيه قال: «توفيت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين، فلبث سنتين أو قريباً من ذلك، ونكح عائشة وهي بنت ست سنين، ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين».(صحيح البخاري ج4 ص252)

وهذا الحديث يحمله المخالفون على أنه مروي عن عائشة نفسها، إذ يقول ابن حجر: «هذا صورته مرسل، لكنه لمّا كان من رواية عروة مع كثرة خبرته بأحوال عائشة يُحمل على أنه حمله عنها».(فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني ج7 ص175)

ومفاد هذا الحديث أن زواج عائشة إنما وقع في السنة الأخيرة قبل الهجرة حيث كانت بنت ست، لأن النبي (صلى الله عليه وآله) لبث لا يتزوّج بعد خديجة (صلوات الله عليها) سنتين أو قريباً من ذلك، وكانت خديجة (عليها السلام) قد توفيت قبل ثلاث سنين من الهجرة. ثم إنه (صلى الله عليه وآله) قد بنى بعائشة وهي بنت تسع، ما يعني أن ذلك وقع بعد مضي سنتين من الهجرة، لأن هذا هو الفارق الزمني بين الست والتسع، فلا تبلغ عائشة تسعاً إلا بعد سنتين من الهجرة. وإذ ذاك تكون فترة مكوثها عند النبي (صلى الله عليه وآله) لا تتجاوز ثماني سنين، لأنه (صلى الله عليه وآله) قد استشهد في السنة العاشرة كما هو معلوم.

وهذا يباين ما زعمته عائشة كما في حديث مسلم المتقدّم من أنها قد زُفَّت - مع لُعَبها! - إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهي بنت تسع، وأنه مات عنها وهي بنت ثمان عشرة، ما يعني أنها مكثت عنده تسع سنين، وهو الذي أكّدته في حديث آخر رواه البخاري عن هشام عن أبيه عن عائشة أيضا: «أن النبي تزوجها وهي بنت ست سنين، وأُدخلت عليه وهي بنت تسع، ومكثت عنده تسعاً».(صحيح البخاري ج6 ج134)

فالحديثان يكذِّب إحداهما الآخر، فإنه لو صحّ الأول لما كانت فترة مكوث عائشة عند النبي (صلى الله عليه وآله) تبلغ تسعاً، ولو صحّ الثاني لما كان النبي (صلى الله عليه وآله) قد تزوّجها في السنة الأخيرة قبل الهجرة وبعد وفاة أم المؤمنين خديجة الكبرى (عليها السلام) بسنتين!

فهذا تناقض آخر أوقعت عائشة نفسها فيه، مع أن كلا قوليها مرويّان بالطريق نفسه، أي عن هشام عن ابن أختها عروة! والتناقض هذا كاشف عن الكذب والاختلاق كما لا يخفى، ولا يسع المخالفين الاعتذار بضعف هذه الأحاديث مثلاً، ذلك لأنهم يحكمون عليها جميعاً بالصحة فتكون إذ ذاك قطعية الصدور عندهم عن عائشة.

وأما ثالثا؛ فإن عائشة زعمت أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «اللهم أعزّ الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة»!(مستدرك الحاكم ج3 ص83)

ولسنا في هذا المقام بصدد تفنيد صدور هذا الحديث وإثبات أنه مجعول من قبل عائشة؛ وإنما نستشهد به على سبيل الإلزام للخصم، فنقول: إن هذا الحديث يُدَّعى صدوره قبيل إظهار عمر إسلامه، بزعم أن ذلك كان استجابة لدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله. وهاهنا تدّعي عائشة أنها سمعته من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وترويه عنه مباشرة.

وعند المخالفين أن إسلام عمر كان في السنة السادسة من البعثة النبوية، أي قبل نحو سبع سنوات من الهجرة. وقد تقدّم عن عائشة أنها كانت بنت ست في السنة الأخيرة من الهجرة، ما يعني أنها قبل سبع سنوات من الهجرة كانت لا تزال في بطن أمّها أو أنها طفلة رضيعة لا تعقل! فكيف سمعت ووعت هذا الحديث المزعوم من النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله؟!

فإذا كان صحيحاً ما ادّعته من كونها صغيرة السن بنت ست حين تزوّجت؛ لما كان لها أن تروي هذا الحديث كذباً أو تدليساً عن رسول الله صلى الله عليه وآله! وإنْ لم يكن صحيحاً تمَّ المطلوب وهو أنها كانت أكبر من ذلك بكثير بحيث أنها - حسب الفرض - تسمع الحديث وتعيه وتحدّث به.

فهذا تناقض ثالث يُضاف إلى ما سبق من تناقضاتها الكاشفة عن كذبها واختلاقها، والأنكى للقوم أنها جميعاً مروية بأسناد صحاحٍ عن هشام عن أبيه عروة! فأين المفرّ؟!
وأما رابعا؛ فإن البخاري يروي بسنده عن يوسف بن ماهك قال: «إني عند عائشة أم المؤمنين، قالت: لقد أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بمكة وإني لجاريةٌ ألعب: بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ».(صحيح البخاري ج6 ص54)

تزعم عائشة هاهنا أنها كانت جارية تلعب حين نزلت هذه الآية الكريمة على النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) بمكة المكرمة، إلا أن المفسّرين رووا عن ابن عباس قوله: «كان بين نزول هذه الآية وبين بدر سبع سنين».(تفسير القرطبي ج17 ص146 وتفسير الخطيب ج11 ص335 وغيرهما)

ويستلزم ذلك أن يكون زمان نزول هذه الآية قبل الهجرة بخمس سنين لأن معركة بدر وقعت في السنة الثانية من الهجرة كما هو معلوم.

فلو صدّقنا عائشة في مزاعمها من أنها كانت بنت ست أو سبع حين زواجها في السنة الأخيرة قبل الهجرة؛ لكان عمرها زمان نزول هذه الآية لا يتجاوز سنة أو سنتين، فكيف تزعم أنها كانت حينذاك جارية تلعب؟! إذ الجارية هي الفتاة التي تكون قد بلغت مبلغ الفتوّة من النساء وهي المرحلة التي تداني البلوغ، لا التي تكون في سنّ الرُّضَّع أو الأطفال الصغار، فلا يُقال لمن سنّها سنة أو سنتان: جارية! بل يُقال لها: رضيعة أو طفلة.

قال ابن منظور: «الجارية: الفتيّة من النساء بيِّنة الجَراية».(لسان العرب لابن منظور ج14 ص139)

وعليه؛ فلا مفرّ لتثبيت حديث عائشة هذا والاعتماد عليه سوى القول بأنها كانت حين نزول هذه الآية جارية فعلاً، أي أنها كانت فتاة كبيرة تعقل أمر نزول الآيات وتلتفت إليها وتحفظها، وإلا وجب تكذيبها في هذا الحديث أو حديثها من أنها كانت بنت ست أو سبع حين زواجها، لأنهما حديثان متنافيان وكلاهما مرويّان عند القوم بأسناد صحيحة في كتاب البخاري!

وأما خامسا؛ فإن ابن قتيبة يقول معلّقاً على حديث عائشة في زواجها وهي بنت تسع: «وبقيت إلى خلافة معاوية، وتوفيت سنة ثمان وخمسين وقد قاربت السبعين، فقيل لها: ندفنك عند رسول الله؟ فقالت: إني أحدثتُ بعده! فادفنوني مع أخواتي. فدُفنت بالبقيع، وأوصت إلى عبد الله بن الزبير».(المعارف لابن قتيبة ص29)

وقال البرّي: «وتوفيت سنة ثمان وخمسين للهجرة في آخر خلافة معاوية، وقد قاربت السبعين، وذلك ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان».(الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة للبرّي ج1 ص216)

وقال ابن عبد ربّه: «وعاشت بعده إلى أيام معاوية، وماتت سنة ثمان وخمسين وقد قاربت السبعين».(العقد الفريد لابن عبد ربّه ج2 ص71)

وقال المقدسي: «عائشة تزوّجها (النبي) بمكة قبل الهجرة بسنة (...) توفيت عائشة في زمن معاوية وقد قاربت السبعين، فقال لها: ألا ندفنك في بيتك مع رسول الله؟ قالت: لا! لأني قد أحدثتُ بعده»!(البدء والتاريخ للمقدسي ج1 ص260)

وعليه يكون عمر عائشة في السنة الأخيرة قبل الهجرة مقارباً لاثني عشر عاماً، وهي السنة التي تزوّجها فيها النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) على ما سلف، فأين هذا من قولها أنها كانت بنت ست أو سبع؟!

وحتى لو افترضنا أن المقصود مما ذكروه من مقاربتها السبعين حين هلاكها أنها بلغت سبعا وستين سنة - كما ذكره بعضهم - فإنها تكون حين زواجها بنت تسع لا بنت ست أو سبع! إلا أن نكذِّب روايتهم أنها تزّوجت في السنة الأخيرة قبل الهجرة، فيرجع بنا الكلام إلى الإشكال الذي مرّ في (ثانيا)، فيثبت التباين الذي يكذِّب ادعاءها!
وأما سادسا؛ فإن ابن حجر العسقلاني يقول عن أسماء بنت أبي بكر: «هي أم عبد الله ابن الزبير، أسلمت بمكة قديماً وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أكبر من عائشة بعشر سنين، وماتت بعد أن قُتل ابنها بأقل من شهر، ولها من العمر مئة سنة، وذلك سنة ثلاث وسبعين».

وأما سادسا؛ فإن ابن حجر العسقلاني يقول عن أسماء بنت أبي بكر: «هي أم عبد الله ابن الزبير، أسلمت بمكة قديماً وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أكبر من عائشة بعشر سنين، وماتت بعد أن قُتل ابنها بأقل من شهر، ولها من العمر مئة سنة، وذلك سنة ثلاث وسبعين».

ويروي البيهقي والذهبي عن ابن أبي الزناد قوله: «إن أسماء بنت أبي بكر كانت أكبر من عائشة بعشر سنين».(سنن البيهقي ج6 ص204 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج2 ص289)

كما يروي النووي عن الحافظ أبي نعيم قوله: «وُلدت أسماء قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع وعشرين سنة، وكان لأبيها أبي بكر حين وُلدت له إحدى وعشرون سنة».(تهذيب الأسماء للنووي ج3 ص223)

والمتحصّل من هذه الروايات أن أسماء كانت في السنة الأخيرة قبل الهجرة تبلغ من العمر سبعاً وعشرين سنة، وإذ إنّها تكبر أختها عائشة بعشر سنين؛ فيكون عمر هذه الأخيرة حينذاك مقارباً لسبعة عشر عاماً! وهو العام الذي تزوّجت فيه، فأين هذا من قولها أنها كانت بنت ست أو سبع؟!

وهكذا يكون النبي (صلى الله عليه وآله) قد دخل بها وهي تناهز العشرين سنة، لا أنها كانت بنت تسع!

وبهذا تنكشف هذه الكذبة التي أطلقتها عائشة وأرادت بها أن توهم الناس أنها كانت طفلة بريئة زُوِّجَت رغماً عنها إلى شيخ طاعن في السن! فالحق أنها كانت حينذاك امرأة بالغة مبلغ النساء، وقد حملت معها من أخلاق أهل الجاهلية ما حملته، لأنها قد وُلدت قبل البعثة لا بعدها كما زعمت أو زُعِم لها!

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

27 ربيع الآخر 1442 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp