كيف يمكن أن يقع البداء في العلامات الحتمية؟!

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أبي أتأكد هل هذه الرواية صحيحة هل فعلا ممكن يحدث البداء في العلامات الحتمية للظهور فمثلا يظهر الإمام صلوات الله عليه بدون السفياني؟ بصراحة هذه الرواية فاجأتني لإني كنت أعتقد إن العلامات الحتمية ما فيها بداء

أخبرنا محمد بن همام، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله الخالنجي، قال: حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: "كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) فجرى ذكر السفياني، وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم، فقلت لأبي جعفر: هل يبدو لله في المحتوم؟ قال: نعم. قلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم. فقال: إن القائم من الميعاد، والله لا يخلف الميعاد".

فياريت الشيخ يوضح لي هالنقطة جزاه الله خير


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ،

الخبر ضعيف لكنه مقبول. وقد ذهب العلامة المجلسي رحمه الله إلى احتمال أن يكون المراد من جريان البداء في المحتوم جريانه في تفاصيله لا في أصل وقوعه، كأن يتقدَّم أو يتأخَّر، أو يتضيَّق أو يتوسَّع، ونحو ذلك. إلا أنّا نذهب إلى أن المحتوم مهما كانت حتميته فلا يقاوم تصرُّف المشيئة الإلهية فيه، ففي خبر حمران بن أعين، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام في قوله تعالى: (ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده) فقال: «إنهما أجلان: أجل محتوم، وأجل موقوف. فقال له حمران: ما المحتوم؟ قال: الذي لله فيه المشيئة. قال حمران: إني لأرجو أن يكون أجل السفياني من الموقوف. فقال أبو جعفر عليه السلام: لا والله إنه لمن المحتوم».

وحينئذ؛ تكون فائدة التعبير عنه بالمحتوم أنه مُبرم القضاء لا أنه مقدَّر فقط، والفرق بين المبرم والمقدّر أن الأول مكتمل أسباب الوقوع بخلاف الآخر، وإن شئنا قلنا: إن الأول علة وقوعه تامة بخلاف الآخر الذي علة وقوعه ناقصة. ومع ذلك فإن هذا الأول قد تتدخل فيه المشيئة الإلهية رأفةً بالعباد فتفصل بين العلة والمعلول فلا يقع القضاء المبرم، كما ورد في الحديث من أن «الدعاء يردُّ القضاء ينقضه كما يُنقض السلك وقد أُبرم إبراما».

وينبغي أن يلاحَظ هنا أن هذه المحتومات التي قد تتدخل فيها المشيئة الإلهية تكون في نطاق العذاب والضرر والفتنة ونحو ذلك، فقد يجتهد العباد في الدعاء فيشاء الله برحمته ولطفه دفعها وتجنيبهم إياها، وهو ما حصل مع قوم يونس عليه السلام، فإن العذاب كان قد أظلَّهم لكنه ارتفع عنهم بعدما تابوا وضجّوا وتضرعوا. فلعل هذه الأمة تتوب وتضج إلى الله تعالى وتصدق في نصرة إمامها المنتظر صلوات الله عليه؛ فيجنِّبها الله فتنة السفياني بداءً بمنِّه ولطفه وكرمه.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

20 شعبان المعظم 1442 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp