ما رأي الشيخ بمحمد بن القاسم العلوي؟ وأين يقع قبره؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة الى سماحة الشيخ المجاهد ياسر الحبيب أعزه الله

سؤال : ما رأي سماحة الشيخ ياسر الحبيب أعزه الله بشخصية ابي جعفر محمد بن القاسم بن علي الأصغر بن عمر الأشرف بن الامام زين العابدين وسيد الساجدين عليه السلام صاحب الثورة ضد المعتصم العباسي لعنه الله والذي يقع قبره في مدينة النعمانية في محافظة واسط والذي يعرف مرقده بمقام الامام المهدي عجل الله فرجه ويذكر في خبر المقام رواية ابي الجود النعماني ؟

ان كان ممدوحا فمن اعطاه الإذن بالثورة علما ان وقته حساسا جدا كان ؟ وان كان مذموما ما صحة خبر مقام الامام عجل الله فرجه عند قبره ؟
نرجوا الإيجابة والإطناب ان أمكن في المسألة جزيتم خيرا .


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين وأصحابه صلوات الله عليهم ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين.

بمراجعة الشيخ أفاد أن هناك خلطا كبيرا ههنا، فالمسؤول عنه الذي ينتهي نسبه إلى عمر الأشرف ابن الإمام زين العابدين صلوات الله عليه هو محمد بن القاسم المعروف بالصوفي وصاحب الطالقان لأنه خرج هناك، ثم قُبض عليه وأُرسل إلى بغداد حيث ضُربت عنقه وصُلب بأمر من المعتصم العباسي لعنه الله، كما في (عمدة الطالب لابن عنبة ص306). وهو على أية حال لم يكن من الممدوحين ولم يؤذن له بالخروج، بل لم يكن منا، فهو من الزيدية، قد ادعى الإمامة وادُّعِيت له المهدوية.

والمقبور في النعمانية ليس هذا؛ بل هو محمد بن القاسم الثقفي، المشهور بفاتح السند، وهو ابن عم الحجاج لعنه الله، وقد أُعيد إلى العراق تاليا وسُجن في النعمانية وعُذِّبَ حتى مات في عهد سليمان بن عبد الملك الأموي لعنه الله، فزمانه - إذن - متقدّم على زمان ذاك الصوفي المصلوب في بغداد أو المحبوس في سامراء المقدسة على قول آخر، وهما رجلان مختلفان في زمانين مختلفين ومكانين مختلفين.

وأما محمد بن القاسم العلوي المذكور في (غيبة الطوسي ص259) والذي تشرف بلقاء مولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه في مكة المكرمة؛ فرجل ثالث في زمان متأخر. والذي أوقع الاشتباه أن عامة الناس يسمون صاحب القبر الذي في النعمانية بمحمد بن القاسم العلوي، والحال أن النعمانية محل قبر الثقفي كما عرفت.

ثم إن اسم صاحب الخبر الذي أشرتم إليه ليس أبا الجود؛ بل ابن أبي الجواد، كما ضُبط في (النجم الثاقب ج2 ص138). وهو شيخ يذكر لقاءه بصاحب الأمر صلوات الله عليه. وليس في خبره ذكر لمحمد بن القاسم أصلا، ولا لمجاورة الإمام عليه السلام لقبره ومقامه عنده. وعليه فلا يُعلم على وجه التحديد هل أن المقام المعروف في النعمانية هو نفسه هذا المقام المذكور في هذا الخبر أم لا؟ كما لا يُعلم على وجه التحديد لمن يكون القبر هناك، إذ لا يمكن القطع أنه للثقفي أو لغيره.

والحاصل؛ أنه لم يثبت صلاح محمد بن القاسم المعروف بالصوفي ولا مقام صاحب الأمر صلوات الله عليه عند قبره، فقبره ليس في النعمانية أصلا.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

20 محرم الحرام 1442 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp