ما ردكم على المشككين بمفردات الملحمة الحسينية كنفيهم وجود السيدة رقية أو السيدة ليلى في كربلاء؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على اولاد الحسين و على اصحاب الحسين

قلوبنا فيها طعنات يزيد العصر و شمر العصر و اعوانه نحنُ في الساحة البحرانية الان نعاني من المسمى الشيخ الصنقور الكاذب و من يردتي عمامة رسول الله السيد المحافظة يقومون بنشر اكاذيب و افكار وهابية بحق الامام الحسين عليه السلام بأن الحسين عليه السلام ليس لديه بنت اسمها رقية و ان الحسين ما طلب الماء لانه قال هيهات من الذلة و ان الامام الحسين ليس لديه زوجة اسمها ليلى و الامام الحسين لم ينزع السهم المثلث نحتاج لتطرقكم الى هذا الموضوع سماحة الشيخ و تصديكم الى هؤلاء النواصب

نسألكم الدعاء


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، ولعنة الله على قاتليه.

سماحته كان ولا يزال يدين كل محاولات التشكيك في مفردات الملحمة الحسينية لمجرد التشكيك والإثارة والانفراد، ومع ترحيبه بما لو كان ذلك ينطلق من حرص على التحقيق العلمي إلا أنه يجد أن الحاصل حاليا ليس من هذا القبيل، لأن هؤلاء كأنهم يتعمدون إغفال قواعد معروفة تقضي بافتراق التحقيق التاريخي عن التحقيق الفقهي، ويكابرون في رد الأدلة والشواهد والقرائن - رغم تراكمها - بدعاوى ركيكة كالادعاء بظهورها المتأخر، ويتناسون أن رواة التاريخ من الطبيعي اشتباههم في الأسماء وتحديد الشخوص والوقائع على نحو دقي إلا أن ذلك لا يعني نفي الوجود والوقوع إذ هو القدر المعرفي المشترك رغم اختلاف الجزئيات.

على سبيل المثال: عندما ينكر بعضهم وجود السيدة رقية (عليها السلام) فإنهم ينطلقون مثلا مما ذكره بعض النسابين من أن الحسين (عليه السلام) له بنتان هما فاطمة وسكينة، إلا أنهم يتغافلون عن أن هذا التحديد العددي لا يمكن الاطمئنان إلى كونه معتمدا على نحو الدقة مع وجود آخرين - كصاحب كشف الغمة - ذكروا أن له (عليه السلام) أربع بنات.

وعندما يزعم هؤلاء أن ذكر هذه السيدة وما تعرضت له ظهر متأخرا كما في كامل البهائي في القرن السابع، فمضافا إلى أن مجرد الظهور المتأخر ليس يسلب الحجية بالضرورة؛ فإن صاحب كامل البهائي صرّح بأنه إننا أخذ ذكرها من كتاب متقدم لم يصلنا وهو كتاب الحاوية، ما يعني إن ظهور ذكرها (عليها السلام) كان متقدما في الحقيقة.

وهكذا عندما يزعم بعضهم أن لا دليل على وجود السيدة ليلى في كربلاء، فإنهم يتناسون أن ابن شهر آشوب ذكر في مناقبه أن أم الأكبر (عليهما السلام) كانت حاضرة وأنها بعد مصرعه كانت ولهى وهي تنظر إليه، غاية ما هنالك أنه سمّاها شهربانويه وهو اشتباه مع اسم أم السجاد (عليهما السلام) وهو كما قلنا أمر طبيعي في الروايات التاريخية خاصة إذا كان الكلام عن سيدات الطهر والخدر حيث لم تكن حيواتهن الخاصة فاشية لمكان طهرهن وخدرهن، ويكفينا القدر المشترك.

وعلى هذا فقس سائر "الإثارات" الواهية التي تطرح هنا وهناك، التي لولا تلمس أنها لمجرد الإثارة والتشكيك والمخالفة والانفراد لما كانت مرفوضة عند الشيخ، وإلا لالتزم أصحابها بالمنهج العلمي في التحقيق وابتعدوا عن المكابرة والتعسف.

ومع ذلك لا يصح تعدي الطور برمي أحد بالنصب والوهابية دون دليل وبرهان إلا أن تنصب قرينة على قصد مشابهة المرمي لهم في سلوكهم وتعسفهم مثلا.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

29 صفر الأحزان 1442 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp