هل وردت روايات عن الأئمة عليهم السلام استخدامهم للعنف مع أعدائهم؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله

ما المواضع التي استخدم أهل البيت عليهم سلام الله فيها "العنف/الضرب" على من أراد ذلهم أو التنقيص من قدرهم والعياذ بالله

جزاكم الله خيرا


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وردت روايات عديدة في هذا الشأن عن الأئمة الهداة صلوات الله عليهم وتعاملهم باليد مع أعدائهم، وإليك شطرا منها:

روى سليم بن قيس في أحداث الهجوم على دار البضعة الطاهرة البتول صلوات الله عليها أن أمير المؤمنين عليه السلام أخذ بتلابيب عمر ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه به، فقال: (والذي كرم محمدا بالنبوة - يا بن صهاك - لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله لعلمت إنك لا تدخل بيتي). (كتاب سليم بن قيس ص150)

وروى العلامة المجلسي عن دلائل الإمامة للطبري ما جرى بين أمير المؤمنين عليه السلام وعمر بن الخطاب لعنه الله بعد دفن السيدة الزهراء عليها السلام: “وأصبح البقيع ليلة دفنت وفيه أربعون قبرا جددا، وإن المسلمين لما علموا وفاتها جاؤوا إلى البقيع، فوجدوا فيه أربعين قبرا، فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور، فضج الناس ولام بعضهم بعضا وقالوا: لم يخلف نبيكم فيكم إلا بنتا واحدة تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها، ولا تعرفوا قبرها. ثم قال ولاة الأمر منهم: هاتم من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجدها فنصلي عليها ونزور قبرها، فبلغ ذلك أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) فخرج مغضبا قد احمرت عيناه، ودرت أوداجه وعليه قباه الأصفر الذي كان يلبسه في كل كريهة، وهو متوكئ على سيفه ذي الفقار، حتى ورد البقيع، فسار إلى الناس النذير وقالوا: هذا علي بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حول من هذه القبور حجر ليضعن السيف على غابر الاخر. فتلقاه عمر ومن معه من أصحابه وقال له: مالك يا أبا الحسن والله لننبشن قبرها ولنصلين عليها، فضرب علي (عليه السلام) بيده إلى جوامع ثوبه فهزه، ثم ضرب به الأرض، وقال له: يا ابن السوداء أما حقي فقد تركته مخافة أن يرتد الناس عن دينهم، وأما قبر فاطمة فوالذي نفس علي بيده، لئن رمت وأصحابك شيئا من ذلك لأسقين الأرض من دمائكم، فإن شئت فأعرض يا عمر. (بحار الأنوار ج43 ص171)

وروى العلامة المجلسي عن إرشاد القلوب للديلمي رواية طويلة عن جابر بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن عباس: “عن جابر بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن العباس قالا: كنا جلوسا عند أبي بكر في ولايته وقد أضحى النهار، وإذا بخالد ابن الوليد المخزومي قد وافى في جيش قام غباره وكثر صهيل أهل خيله وإذا بقطب رحى ملوي في عنقه قد فتل فتلا (…) قال خالد: إني رجعت منكفئا من الطائف إلى جدة في طلب المرتدين، فرأيت علي بن أبي طالب ومعه عتاة من الدين حماليق، شزرات أعينهم من حسدك بدرت حنقا عليك، وقرحت آماقهم لمكانك (…) فالتفت إلي الأصلع الرأس -يعني عليا-، وقد ازدحم الكلام في حلقه كهمهمة الأسد أو كقعقعة الرعد، فقال لي بغضب منه: أو كنت فاعلا يا أبا سليمان؟! فقلت له: اي والله، لو أقام على رأيه لضربت الذي فيه عيناك. فأغضبه قولي إذ صدقته، وأخرجه إلي طبعه الذي أعرفه به عند الغضب، فقال: يا بن اللخناء! مثلك من يقدر على مثلي أن يجسر؟! أو يدير اسمي في لهواته التي لا عهد لها بكلمة حكمة؟! ويلك إني لست من قتلاك ولا من قتلى صاحبك، وإني لأعرف بمنيتي منك بنفسك. ثم ضرب بيده إلى ترقوتي فنكسني عن فرسي، وجعل يسوقني، فدعا إلى رحى للحارث بن كلدة الثقفي، فعمد إلى القطب الغليظ فمد عنقي بكلتا يديه وأداره في عنقي، ينفتل له كالعلك المستخن …”. (بحار الأنوار ج29 ص161)

وروى الشيخ الطبرسي رحمه الله في الاحتجاج: عن محمد بن السايب أنه قال: قال مروان بن الحكم يوما للحسين بن علي عليه السلام: لولا فخركم بفاطمة بم كنتم تفتخرون علينا؟ فوثب الحسين عليه السلام - وكان عليه السلام شديد القبضة - فقبض على حلقه فعصره! ولوى عمامته على عنقه! حتى غُشِيَ عليه! ثم تركه. وأقبل الحسين عليه السلام على جماعة من قريش فقال: أنشدكم بالله إلا صدّقتموني إنْ صدقتُ، أتعلمون أن في الأرض حبيبيْن كانا أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله مني ومن أخي؟ أو على ظهر الأرض ابن بنت نبي غيري وغير أخي؟ قالوا: لا. قال: وإني لا أعلم أن في الأرض ملعون بن معلون غير هذا وأبيه طريدي رسول الله صلى الله عليه وآله! والله ما بين جابرس وجابلق - أحدهما بباب المشرق والآخر بباب المغرب - رجلان ممن ينتحل الإسلام أعدى لله ولرسوله ولأهل بيته منك ومن أبيك إذ كان، وعلامة قولي فيك أنك إذا غضبتَ سقط رداؤك عن منكبك. قال: فوالله ما قام مروان من مجلسه حتى غضب فانتفض وسقط رداؤه عن عاتقه. (الاحتجاج للطبرسي ج2 ص23)

وراجع الجواب التالي أيضا:

https://www.al-qatrah.net/an276

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

17 ربيع الآخر 1443 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp