كيف يُعصم علي (عليه السلام) بلا وحي بينما موسى (عليه السلام) يقتل وهو الموحى إليه؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

‏‏السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،

بارك الله فيكم و في سعيكم تجاه نصرة المذهب الحق مذهب أهل البيت عليهم صلوات الله أجمعين،، أما بعد،

كنت أتصفح إحدى مواقع المخالفين ووجدت عندهم بعض الأسئلة التي يدعون بأنها تبهتنا و نحن نعجز عن الإجابة عليها ،، فهل أجد عندكم من مصادرهم الموثوق بها ما نستدل عليهم به حتى نجيب عليهم من كتبهم و من كتبنا أيضا ،،

من الاسئلة : كيف يعصم علي بلا وحي ، وموسى يقتل وهو المــوحى إليه ؟


باسمه عزّ اسمه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أولا؛ إن عليا (صلوات الله عليه) كان يوحى إليه! فإن اعترض الجهلة قائلين: كيف وليس هو بنبي؟ أجابهم العقلاء قائلين: إنه فوق رتبة النبوة بمرتبة الإمامة، فإن أنكرتم وتنازلنا لكم جدلاً كفانا ثبوت أن الوحي الإلهي قد يأتي لغير الأنبياء (عليهم السلام) كما قال تعالى: ”وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى“. (القصص: 8) وليست أم موسى (عليهما السلام) نبيّة بالاتفاق، وقد أوحى إليها الله تعالى كما هو نصّ القرآن، فيثبت أن الوحي الإلهي قد يأتي لغير الأنبياء عليهم السلام. هذا أولا.

وأما ثانيا؛ فإن هؤلاء الجهلة لمّا كان دينهم الخبيث يتضمن الطعن في الأنبياء (عليهم السلام) ونسبة فعل الظلم والقبيح إليهم - حاشاهم - فقد فسّروا القرآن وأوّلوه بما يوافق عقيدتهم الشيطانية هذه! فزعموا أن موسى (صلوات الله عليه) قد قتل إنسانا ظلما وعدوانا! وأنه بذلك قد ارتكب ذنبا عظيما! فنسبوا إلى هذا النبي العظيم الذي كان من أولي العزم جريمة هي من أكبر الجرائم عند الله تعالى، ألا وهي القتل وسفك الدماء بغير حق! فقاتلهم الله على كفرهم وطعنهم في أنبياء الله تعالى!

إن موسى الكليم (صلوات الله عليه) لم يقتل ظُلما، ولم يرتكب ذنبا، بل لم يرتكب مكروها، بل لم يرتكب حتى ما هو خلاف الأولى، فإنه (عليه السلام) معصوم عصمة مطلقة من كل صغيرة وكبيرة. أما التفسير السليم للآيات الواردة في قصته هذه فلا نجده إلا عند أهل بيت الطهارة والعصمة (عليهم الصلاة والسلام) الذين تخلّى عنهم هؤلاء المخالفين الجهلة فأوقعوا أنفسهم في هذا الكفر والضلال! ولو أنهم رجعوا إليهم ودرسوا أحاديثهم وأخذوا من علومهم لما مشوا في دروب الشيطان الذي علّمهم الطعن في أنبياء الله!

قال إمامنا الرضا (صلوات الله وسلامه عليه) مدافعا عن موسى (عليه السلام) ومبيّنا أن ما فعله من قتله لذلك الرجل كان بحكم الله تعالى: ”إن موسى دخل مدينة من مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها وذلك بين المغرب والعشاء (فَوَجدَ فيها رجُلين يَقتتِلان هذا من شيعتِه وهذا مِن عَدوِه فاستَغاثَهُ الذي من شيعَتِهِ على الذي من عَدوهِ) فقضى موسى على العدو وبحكم الله تعالى ذكره فوكزه فمات (قالَ هذا مِن عَمَلِ الشَّيطان) يعني الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين لا ما فعل موسى عليه السلام من قتله، إنه - يعني الشيطان - عدو مضل مبين. فقال المأمون: فما معنى قول موسى: (ربّ إنّي ظَلَمتُ نَفسي فاغفر لي) قال: يقول: إنّي وضعت نفسي غير موضعها بدخولي هذه المدينة فاغفر لي أي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلونني (فَغَفَرَ لهُ إنَّه هُوَ الغفُورُ الرَّحيم) قال موسى عليه السلام: (رَبّ بِما أنعمتَ عَليَّ) من القوة حتى قتلت رجلاً بوكزة (فَلَن أكونَ ظهيراً للمُجرمين) بل أجاهد في سبيلك بهذه القوة حتى رضى“. (عيون أخبار الرضا عليه السلام للصدوق عليه الرحمة ج2 ص177).

صبّركم الله وإيانا على جهل الجاهلين. والسلام.

ليلة الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp