هل الشيعة يقولون أن الإمام علي عليه السلام أشجع من الرسول صلى الله عليه وآله كما يزعم أهل الخلاف؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

يزعم بعض المخالفين أن الشيعة يطعنون في كتبهم بالرسول صلى الله عليه وآله ويستدلون برواية. يقول أحدهم؛ هذه الرواية من حيث السند, الانوار النعمانية الجزء الاول الصفحة16 يقول(( روى الصدوق طاب الله ثراه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اعطيث ثلاثا وعلي مشاركي فيها واعطي علي ثلاثا
ولم اشاركه فيها فقيل يارسول الله ومالثلاث التي شاركك فيها علي فقال:لواء الحمد وعلي حامله والكوثر لي وعلي ساقيه والجنة والنار لي وعلي قسيمهما واما الثلاث التي اعطيت لعلي ولم اشاركه فيها فإنه اعطي شجاعة ولم اعط مثله واعطي فاطمة الزهراء زوجة ولم اعط مثلها واعطي ولديه الحسن والحسين ولم اعط مثلهما)انتهى.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام العسكري عليه السلام، ولعنة الله على قاتليه.

بمراجعة الشيخ،

هذه الرواية مصحفة، ولفظها الأصلي هكذا: «أُعطيتُ ثلاثا وعلي مشاركي فيها، وأُعطِيَ عليٌّ ثلاثا ولم أشاركه فيها. فقيل له: يارسول الله؛ وما هذه الثلاث التي شاركك فيها علي؟ قال : لي لواء الحمد وعلي حامله، والكوثر لي وعلي ساقيه، ولي الجنة والنار وعلي قسيمهما. وأما الثلاث التي أُعطِيَ عليٌّ ولم أشاركه فيها فإنه أُعطِيَ رسولَ الله صهرا ولم أُعْطَ مثله، وأُعطِيَ زوجته فاطمة ولم أُعْطَ مثلها، وأعطي ولديه الحسن والحسين ولم أُعْطَ مثلهما» (الفضائل لابن شاذان ص95).

فكما ترى ليس في الرواية أن عليا عليه السلام أُعطي من الشجاعة ما لم يُعطَ رسول الله صلى الله عليه وآله، وإنما الذي فيها أنه أُعطِيَ رسولَ الله صهرا، فشرف علي عليه السلام إنما يعود إليه صلى الله عليه وآله.

والمخالفون الذي أتوك بهذه الرواية إنما يتغافلون بخبثهم عن كونها مصحفة عن الأصل، وحتى لو فرض كونها غير مصحفة؛ فلو كانوا يتقون الله لما اتخذوها مطعنا على شيعة أهل البيت عليهم السلام بعد العلم بإجماعهم على ضرورة الاعتقاد بكون النبي الأعظم صلى الله عليه وآله سيد الأولين والآخرين وأفضلهم وأخيرهم على الإطلاق. أ فهل يكون من الإنصاف اتخاذ رواية هذه حالها وإهمال مئات الروايات والأقوال المحررة كلاميا على نحو بات في هذه المسألة؟!

وإن مما يثير السخرية أن هؤلاء المبتدعة الذين اعتبروا هذه الرواية المصحفة تنقيصا لمنزلة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله؛ وأخذوا يعيّرون الشيعة بها بدعوى أنها ترفع من شأن أمير المؤمنين عليه والعياذ بالله؛ هم أنفسهم الذين يروون روايات إسرائيلية عديدة يعتبرونها من أصح الروايات تنتقص من منزلته صلى الله عليه وآله وترفع غيره عليه، كرواية «لا تخيروني على موسى» ونحوها، وهم أنفسهم الذين لم يتوافقوا في عقيدتهم على كونه صلى الله عليه وآله أفضل خلق الله، إذ قد ذهب بعضهم إلى تفضيل جبريل عليه! فراجع الذي كتبه الرازي في تفسير الآية الرابعة والثلاثين - على ترقيمهم - من سورة البقرة؛ تجد قوله: «فنقول: إن جبريل عليه السلام أفضل من محمد، والدليل عليه قوله تعالى: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (...) ثم إنه سبحانه وتعالى بعد أن وصف جبريل عليه السلام بهذه الصفات العالية وصف محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله: وما صاحبكم بمجنون، ولو كان محمد مساويا لجبريل عليه السلام في صفات الفضل أو مقارنا له لكان وصف محمد بهذه الصفة بعد وصف جبريل بتلك الصفات نقصا من منصب محمد صلى الله عليه وسلم وتحقيرا لشأنه وإبطالا لحقه، وذلك غير جائز على الله، فدلت هذه الآية على أنه ليس لمحمد صلى الله عليه وسلم عند الله من المنزلة إلا مقدار أن يقال إنه ليس بمجنون، وذلك يدل على أنه لا نسبة بين جبريل وبين محمد عليهما السلام في الفضل والدرجة»!

فبعد هذا انظر كيف يصف الطائيَّ بالبخل مادرٌ ويعيِّر قسا بالفهاهة باقلُ!

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

7 ربيع الأول 1444 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp