ما صحة الخبر الذي فيه أن الملائكة سألت أن يجعل الخليفة منهم؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخرج الطوسي في تفسير رواية عن الإمام الصادق قال :
روي عن أبي عبدالله (عليه السلام) أن الملائكة سألت الله أن يجعل الخليفة منهم وقالوا: نحن نقدسك ونطيعك ولانعصيك كغيرنا فقال أبوعبدالله (عليه السلام): فلما أجيبوا بما ذكر الله في القرآن، علموا أنهم قد تجاوزوا ما ليس لهم فلاذوا بالعرش استغفارا، فأمر الله آدم بعد هبوطه أن يبني لهم في الارض بيتا يلوذ به المخطئون كما لاذ بالعرش الملائكة المقربون فقال الله تعالى: إني اعرف بالمصلحة منكم وهو معنى قوله: " إني اعلم مالا تعلمون"

فما صحة هذا الخبر ...


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ،

لا صحة له سندا إذ لا سند له، بيد أنه توافقه أخبار بعضها مسند، والأقرب أنه حاكٍ لمضمونها، ومنها ما رواه الصدوق بسنده عن يحيى بن أبي العلاء الرازي عن الصادق عليه السلام، وفيه: «إن الله عز وجل لمّا قال للملائكة: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ضجَّت الملائكة من ذلك وقالوا: يا رب! إن كنت لا بد جاعلا في الأرض خليفة فاجعله منا ممن يعمل في خلقك بطاعتك، فردَّ عليهم: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، فظنَّت الملائكة أن ذلك سخط من الله تعالى عليهم فلاذوا بالعرش يطوفون به.. إلخ». (علل الشرائع ج2 ص452)

والخبر مقبول على تقدير أن ما كان من الملائكة عليهم السلام لم يبلغ اعتراضا قبيحا أو ذنبا تنتقض به العصمة ويستوجب السخط الإلهي، لمكان قوله عليه السلام: «فظنَّت الملائكة أن ذلك سخط من الله تعالى عليهم». وإن صالحي العباد لطالما استغفروا مما لا يُقطع بكونه ذنبا أو عصيانا، بل لطالما استغفروا مما يحتمل كونه مكروها أو عدولا عن الأولى.


وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

4 شوال المكرم 1444 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp