هل الشيخ المفيد يعتقد بنزول حادثة الإفك في عائشة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل هنا الشيخ المفيد اقر فعلاً بنزول حادثة الافك في عائشة ؟

فقد جاء في كتاب الجمل للمفيد ص426 طبعة مكتب الاعلام الاسلامي في الحوزة العلمية - قم المقدسة ( طبعة ثانية / 1416ق ، 1374 ش )

ما رواه أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة عن أبي الحسن علي بن الحسين ابن فضال بإسناده في كتابه المعروف (بالمبنى) وهو أشهر أن يدل عليه العلماء عن أبان بن عثمان عن الأجلح عن أبي صالح عن عبد الله بن عباس قال لما رمى أهل الإفك عائشة استشار رسول الله صلى الله عليه وآله عليا فيها فقال يا رسول الله النساء كثيرة سل الخادمة فسألوا بريرة فقالت ما علمت إلا خيرا فبلغ ذلك عائشة فقالت لا أحب عليا بعد هذا أبدا وكانت تقول لا أحب عليا أبدا أليس هو الذي خلا وصاحبه بجاريتي يسألانه عني .

وقال هذا حديث صحيح الاسناد ، فهل قصة مارية مقابل هذه الرواية تعتبر ضعيفة ؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نبارك لكم ذكرى زواج النورين (أمير المؤمنين علي والسيدة الزهراء عليهما السلام) وكل عام وأنتم بخير.

ليس حيث ذهبتم، فالشيخ المفيد لا يعتقد بهذا الخبر وإنما يروي ما يعتقد الآخرون بصحته وقد نقله في معرضِ الاحتجاج على من زعم أنّ صاحبة الجمل لعنها الله تابت وندمت وأنها ما خرجت عن (بغض وعداوة) لأمير المؤمنين عليه السلام. والحال أنها تقول في هذا الخبر الذي يؤمن به القوم أنها: لا تحبُّ عليًّا بعد هذا(أبدا). وفي هذا قرارٌ إطلاقي من صاحبتهم الحميراء بحمل الضغينة لإمامنا عليه السلام دائما وأبدا بحسب روايتها المزعومة. فهذا من باب الإلزام لا الالتِزام.

لاحظوا هذا الكلام للمفيد رحمه الله قبل إيراده الخبر موضع الاستفسار.

فهذه جملة من أخبار البصرة وسبب فتنتها ومقالات أصحاب الآراء في حكم الفتنة بها قد أوردناها على سبيل الاختصار وأثبتنا ما أثبتنا من الأخبار عن رجال العامة دون الخاصة ولم نثبت في ذلك ما روته الشيعة في إنكاره وكان الغرض فيما أوردناه في هذا الكتاب من تفصيل ذكر فتنة البصرة وما جرى فيها من القتال والفعال والإبانة عن عناد القوم لأمير المؤمنين "عليه السلام" والقصد لحربه وسفك دمه من غير شبهة في أمره ولا عذر فيما صاروا إليه من خلافه ولنوضح فيما تضمنته الأخبار في بطلان مقال من ادعى للقوم التوبة من فرطهم الضلال لحرب أمير المؤمنين "عليه السلام" (وفساد مذهب من ذهب إلى ذلك من المعتزلة والمرجئة والحشوية)

ويدل على ما أثبتناه منه أن القوم مضوا مصرين على أعمالهم غير نادمين عليها ولا تائبين منها وإنهم كانوا يتظاهرون إلى الله بالقربة (والتدين بعداوتهم) لأمير المؤمنين "عليه السلام" (والبغض) والتضليل والتبديع له ولأولاده ولشيعته وأنصاره والبراءة إلى الله من جميعهم وإن أمير المؤمنين (عليه السلام) يرى عليهم بمثل ذلك ويرى القربة إلى الله بجهادهم وقتالهم حتى مضى لسبيله وأنا مثبت بعد الذي قدمتُ أخبارا قد (سلّم لصحتها أهل العقل والنقل على خلافهم في الآراء والمذاهب) تؤكد ما ذكرت في هذا الكتاب ويشهد بصحة ما ذكرت وإن كنت قد جمعتها في موضوع آخر من كتبي وإنما أوردتها في هذا الكتاب لملائمتها لمعناه وتأييده لما تضمنته من فوائده وفحواه وبالله أستعين. (الجمل - الشيخ المفيد:ص ٢٢٦)

وللشيخ المفيد رحمه الله رسالة في تبرأة السيدة مارية القبطية عليها السلام بعنوان "رسالة حول خبر مارية" فراجع.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

1 ذو الحجة 1444 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp