ما قول الشيخ الحبيب في المراسيل التي ذكرها الشيخ الصدوق بلا أسناد؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي سؤال حول مرسلات الشيخ الصدوق رحمه الله في كتابه ( من لا يحضره الفقيه ) التي لم يذكر لها سنداً غير أنهُ قال في بداية كتابه أنهُ أخذها من الأصول أو كتب ومراجع كانت محل إعتمادٍ في زمانه للطائفة وعلمائها والأن أغلبها مُندثر ولم يبق له أثر فبعد كل هذا، هل يرى الشيخ حفظه الله حجية أو إعتماد على تلك المراسيل التي لم يُذْكَر لها سندٌ او أصل. أتمنى توضيح ذلك …


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ،

عندي أن هذه المراسيل على ما قال الصدوق رحمه الله: «مستخرجة من كتب مشهورة عليها المعوَّل وإليها المرجع» غير أنها منقولة بالمعنى، وهي اختياراته المصاغة على فتاواه، وعليه فحكمه عليها بالصحة منصرف عن مسألة تصحيح هذه الأخبار في نفسها؛ وإنما عنى صحة فتواه بها، تدلك عليه عبارته إذ قال: «بل قصدت إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحته». وكم من فقيه يصحح خبرا يفتي به مع أن الخبر في نفسه ضعيف.

وبهذا لو أريدَ الاعتماد على شيء من هذه المراسيل؛ فلا يمكن الاكتفاء بإيراد الصدوق لها في الفقيه إذا دوفعت بالشك، إذ لا يعدو ذلك فتوى أي فقيه من الفقهاء بمقتضى خبر من الأخبار، فإن الكلام حينئذ في تمامية تصحيحه له؛ وتمامية فهمه له، ولا سيما إذا كان نقله إياه بالمعنى لا باللفظ.

نعم؛ اعتماد مثل الصدوق على هذه الأخبار له شأن، وشهادته بأنها مستخرجة من كتب مشهورة عليها المعوَّل كذلك. وهي في مجملها غير خلية عن الاعتبار وعليها المدار.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

30 ذو الحجة 1444 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp