هل هناك رواية تبين أن الزهراء عليها السلام هرولت لرؤية أبيها كما شاهدناه في فيلم سيدة الجنة؟ وما هي الرواية التي تم الاستناد عليها في أحداث زفاف الزهراء؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب سيدنا ومولانا الحسين عليه السلام بعد نشر النسخة الأصلية الدبلجة من الفلم العالمي شاعت الكثير من الأسئلة حول بعض اللقطات فأفيدونا مشكورين 1- في مشهد لقاء الزهراء بالنبي صل الله عليهما وآلهما هل هنالك رواية تبين ان الزهراء هرولت عند رؤية ابيها، نظرا ان هذا الفعل منع عن النساء مثلا بين الصفا والمروة، فكيف بسيدة الحشمة؟ 2- ما هي الرواية التي تم الاستناد عليها في أحداث زفاف الزهراء روحي فداها وبالخصوص رفعها بلباس ابيض على هودج امام اهل المدينة؟ جزاكم الله خيراً


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، ولعنة الله على قاتليهم أجمعين.

مشاهد فيلم سيدة الجنة (عليها السلام) مبنية على تخيلات الطفل (ليث) من الحكاية التي تحكيها له الجدة، والشيء المهم في هذه المشاهد هو الحفاظ على قدسية الذوات المقدسة وهو ما تم الالتزام به على أعلى مستوى وبخاصة تحت إشراف وتدقيق سماحة الشيخ الحبيب حتى تم الحصول على الموافقة النهائية منه.

المشهد الأول المشار إليه يتعلق بالسيدة (عليها السلام) وهي بعمر ثمان سنين فقط محاطة بنساء بني هاشم، ومن الواضح أن العرف لا يرى في هرولة طفلة بهذا العمر لمعانقة أبيها شوقا وهي محاطة بنسائهم أي شيء ينافي الحشمة، وبخاصة مع كونها ثلاث أو أربع خطوات فقط عندما اقتربت من أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم). وإذا كانت الروايات تحدثنا أن السيدة (عليها السلام) لم تهرول فقط بل فعلت ما هو أعظم وهو العَدْوُ (= الركض) باتجاه أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) من المدينة إلى أحد بعد انتهاء الحرب، مع أن السيدة (عليها السلام) كانت كبيرة ومتزوجة ومع ذلك لا يعتبر العرف هذا الفعل منافيا للحشمة بسبب المصيبة، فهرولتها البسيطة بثلاث أو أربع خطوات وهي بعمر ثمان سنين لا يعتبرها العرف منافية للحشمة من طريق الأولى، فقد جاء في الرواية: «وخرجت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله تعدو على قدميها حتى وافت رسول الله صلى الله عليه وآله وقعدت بين يديه، فكان إذا بكى رسول الله صلى الله عليه وآله بكت لبكائه وإذا انتحب انتحبت» (تفسير القمي ج١ ص١٢٤). وأما القياس على إعفاء النساء من استحباب الهرولة في السعي فقياس مع الفارق حيث في السعي في الكثير من الأحيان يحصل الاختلاط بين الرجال والنساء  في مكان محدد ومع الهرولة قد لا تأمن النساء من الهتك بسبب هذا ولذلك وضع الله عنهن الهرولة.

أما بخصوص المشهد الثاني المشار إليه ففي الرواية: «عن ابن بابويه في خبر: أمر النبي بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة وأن يفرحن ويرجزن ويكبرن ويحمدن ولا يقولن ما لا يرضي الله، قال جابر: فأركبها على ناقته وفي رواية: على بغلته الشهباء وأخذ سلمان زمامها وحولها سبعون حوراء والنبي وحمزة وعقيل وجعفر وأهل البيت يمشون خلفها مشهرين سيوفهم ونساء النبي صلى الله عليه وآله قدامها يرجزن» (مناقب آل أبي طالب ج٣ ص١٣٢). وأما تصور اللباس الأبيض فلأنه كان حلة أتى بها جبرئيل (عليه السلام) من الجنة (جلاء الأذهان ج٧ ص٥٤).

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

2 صفر الأحزان 1444 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp