ما تفسيركم لقول أبي البلاد (عض ببظر أمه)؟ وهل هي من الشتم القبيح أم لا؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة ألله وبركاته ومغفرته كادر قناة فدك المباركة أبعث اليكم أجمل تحياتي أليكم والى جنابة الخبير الشيخ ياسر الحبيب عندي سؤال بخصوص رواية في كتاب رجال النجاشي ص 12 عض بظر امه للشيعة وقد ذكر صاحب كتاب أكليل المنهج أن هذا القول لاينافي المرؤة وليس شتما وقارنه بقول ابي بكر امصص بظر اللات فهل هذا الشيء صحيح وهل متن ودلالة الرواية معتبر وما ردكم على هذا الكلام وشكراً لجهُودكم المَبذولة وطرحكم المشكور.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ،

في سند هذا المنقول مقال، إلا أنه لا يضر، فهو معتبر عندنا لعدم استحكام القدح في سنده.

وأما ما قال صاحب إكليل المنهج من نفي كون هذه اللفظة من الشتم القبيح؛ فليس كما قال، بل هي من أعظم الشتم المقذع، بملاك الاستعمال. نعم؛ ليس في التلفظ بها - في بعض الموارد - ما ينافي المروءة، كما يُعزى إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وآله من قوله: «من تعزّى بعزاء الجاهلية فأعضّوه بِهَنِ أبيه ولا تكنوا» (بحار الأنوار ج32 ص91). وقد رُوي أن مالك الأشتر رضوان الله عليه أمره أمير المؤمنين عليه السلام في صفين فقال: «ائت هؤلاء القوم فقل لهم: أين فراركم من الموت الذي لن تُعجزوه إلى الحياة التي لا تبقى لكم؟! فمضى الأشتر فاستقبل الناسَ منهزمين. فقال لهم الكلمات، فناداهم: أيها الناس! أنا مالك بن الحارث، فلم يلتفت أحدٌ منهم إليه. فقال: أيها الناس! أنا الأشتر. فأقبلت إليه طائفةٌ وذهبت عنه طائفةٌ. فقال: عَضِضْتم بِهَنِ أبيكم! وما أقبح ما قاتلتم اليوم» (المصدر نفسه ج32 ص470).

وأما عطفه على قول أبي بكر لعنه الله: «امصص بظر اللات» فما كان ينبغي له إلا في مقام الاحتجاج على المخالفين، فإن ابن أبي قحافة لم يكن بالذي يجعل كل كلمة في موضعها على وجه الحكمة والسداد حتى يحتج به، ولذا شتم أحد المسلمين بلا موجب بقوله: «نعم يابن اللخناء»! (تاريخ الخلفاء للسيوطي ص105).

وأما قول أبي البلاد: «عض ببظر أمه رجل من الشيعة في أقصى الأرض وأدناها يموت أبان لا تدخل مصيبته عليه» فيجري مجرى الشرطية، أراد أن إذا مات أبان بن تغلب فلم تدخل مصيبته على رجل من الشيعة فهو يستحق الشتم، لجلالة أبان وفضله في هذا الأمر، وهو الذي حين مات فعلا وأتى نعيه الصادق عليه السلام قال: «أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان» (رجال النجاشي ص10). والشيعة كانوا على أثر إمامهم، قد دخلت عليهم مصيبة موت أبان مدخلا عظيما، فلم يستحق أحد منهم الشتم بحمد الله. ومع ذلك؛ ما كان ينبغي لأبي البلاد أن يقول ما قال تحرزا من سوء الفهم.


وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

18 جمادى الأولى 1445 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp