ما ردكم على قول النواصب أنه لا فضيلة للإمام علي عليه السلام في مبيته على الفراش؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

اعزي الامام الحجة ارواحنا فداه وعجل الله فرجه واعزيكم بذكرى استشهاد الامام الكاظم صلوات الله عليه يوجد شيهة عند المخالفين تقول ان ليس هناك فضيلة للامام علي صلوات الله عليه عندما بات في فراش الرسول صلى الله عليه وآله لانه في المذهب الشيعي يعلم الغيب فاذن يعلم اناه سيسلم من الموت وعندنا اخبره النبي سوف يسلم من الموت ففي كلتي الحالتين انه يعلم سوف يسلم من الموت سواء عندنا او عند الشيعة الرافضة ! فكيف نجيبهم على هذه الشبهة جزاكم الله خيرا


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولًا: هذا ينم عن جهل وغباء البكرية، فإن مبيت أمير المؤمنين عليه السلام على فراش النبي صلى الله عليه وآله فيه أعظم الفضل، وعلمه صلوات الله عليه بسلامته لا يضر في كونها فضيلة له، بل يدل على عظم يقين وتسليم وصبر الأمير عليه السلام لأمر الله ولرسوله صلى الله عليه وآله وقضائه.
وهذا عين تسليم وصبر النبي إسماعيل عليه السلام نفسه للذبح كما حكى القرآن الحكيم {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (103) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (104) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (105) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (106) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (107)}.

أ فهل يقول هؤلاء الحمقى أنه لا فضيلة للنبي إسماعيل عليه السلام بتسليمه لأمر الله وقضائه؟ فإن قالوا لا، بل له كل الفضل، قلنا فكذلك لعلي صلوات الله عليه كل الفضل.

ثانيًا: أ غفل هؤلاء النوكى أن الله قد أنزل آية في القرآن الحكيم يمتدح فيها فعل أمير المؤمنين عليه السلام؟! وهي التي جاءت في سورة البقرة {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ}.

فكيف يأتي هؤلاء بعد كل ذلك للتقليل من هذه الفضيلة العظيمة لأمير المؤمنين صلوات الله عليه وبذله لنفسه مرضاة لله تبارك وتعالى؟!

وممن رد على هذه الشبهة أبو جعفر الإسكافي - أحد كبار شيوخ المعتزلة - حيث نقل ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج جواب شيخه أبي جعفر الإسكافي على الجاحظ، في إنكاره لفضيلة المبيت في الفراش حيث قال: ”وقد روى المفسرون كلهم إن قول الله تعالى ﴿ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله﴾، أنزلت في علي عليه السلام ليلة المبيت على الفراش ..“.

وقال أيضًا ردا عليه في أن الإمام علي لا فضيلة له لأنه قد أمن القتل: ”هب أنه أمن القتل، كيف يأمن من الضرب والهوان، ومن أن ينقطع بعض أعضائه..“. (شرح النهج ج13 ص263)

وهو إشارة إلى ما جرى على علي عليه السلام من قبل المشركين، حيث روى الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "شرى علي نفسه، ولبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نام مكانه، وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ألبسه بردة، وكانت قريش تريد أن تقتل النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلوا يرمون عليا، ويرونه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد لبس بردة، وجعل علي رضي الله عنه يتضور، فإذا هو علي فقالوا: إنك للئيم إنك لتتضور، وكان صاحبك لا يتضور ولقد استنكرناه منك“.

وقد نص الحاكم على صحة هذا الحديث بقوله:«هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، وقد رواه أبو داود الطيالسي وغيره، عن أبي عوانة بزيادة ألفاظ. وكذلك نص الذهبي في التلخيص على صحته. (المستدرك على الصحيحين ج3 ص5)

وأما ما جاء في كتب التفسير، قال الرازي في تفسير الآية في تفسيره بعد أن عدد أقوالا في نزولها: نزلت في علي بن أبـي طالب بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة خروجه إلى الغار، ويروى أنه لما نام على فراشه قام جبريل عليه السلام عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي: بخ بخ من مثلك يا ابن أبـي طالب يباهي الله بك الملائكة ونزلت الآية. (ج5 ص350، ونحوه في تفسير النيسابوري ج1 ص577)

وفي تفسير القرطبي: قيل: نزلت في عليّ رضي الله عنه حين تركَه النبيّ صلى الله عليه وسلم على فراشه ليلة خرج إلى الغار.

وأما ورد من طرقنا عن أئمتنا عليهم السلام فكثير، انتخبنا هذه الرواية التي نقلها العياشي في تفسيره بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: وأما قوله: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) فإنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام حين بذل نفسه لله ولرسوله ليلة اضطجع على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله لما طلبته كفار قريش.

فكيف يقال بعد كل هذا أنه لا فضيلة لعلي صلوات الله عليه؟ إلا أن يفصح عن نصبه وبغضه لأمير المؤمنين عليه السلام كالجاحظ وابن تيمية ومن أشبه - عليهم لعنة الله - الذين شككوا في هذه الفضيلة العظيمة، وأنى لهم ذلك!

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

28 رجب الأصب 1445 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp