ما رد الشيخ الحبيب على من يقول بنبوة سيدنا أبي طالب عليه السلام؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الكريم، أطال الله في عمركم و حفظكم لنا

في خطبة من خطب الجمعة لسماحة اية الله سيد احمد الشيرازي بعنوان "أبو طالب نبي و لكن.." في تاريخ ٧ رجب ١٤٤٥ للهجرة

ذكر سماحة السيد ان انكار نبوة ابي طالب بعيدة عن الانصاف و هذا ما اعطى للموضوع اهمية اكبر و أثار الاهتمام

سماحة السيد ذكر في خطب سابقة و حلقات سابقة اكثر من دليل على نبوة ابي طالب صلوات الله عليه و هنا في هذا الخطبة يذكر كذا دليل ايضا، منها:

- سئل امير المؤمنين عليه السلام من كان اخر الاوصياء قبل النبي فقال: ابي
و يعقب السيد: الاوصياء كانوا انبياء ؛ و ابو طالب عليه السلام هو الذي سلم المواريث للنبي

دليل اخر: رواية لانه خلق من نورنا و قبل ادم بالفي عام

و كذا اخباره بالمغيبات عندما اخبر بولادة الامير

اضف انه له شفاعة كبرى مطلقة

و كذا: خلق الله لكل عصر حجة بين الناس و لا تخلو الارض فمن الحجة قبل النبي؟

و كذلك رواية ابوطالب كان يعرف بجميع الالسن و ليست جميع اللغات يعني شمولية اكثر فمن غير الانبياء يعرف ذلك؟

و يقول ايضا جئني بشخصية مثل ابوطالب له شفاعة مطلقة حتى الانبياء ليسوا كذلك فنبي الله ابراهيم يشفع لامته و كل نبي لامته

جئني بنبي وصف بان نوره من نورنا

امير المؤمنين: ان نور ابي طالب ليطفئ كل الانوار ما خلا خمسة انوار و هذا دليل على افضيلته على كل الانبياء

بل هو الشخصية الخامسة عشرة

و يقول ايضا: هذه الادلة تدل على ان اباطالب عليه السلام افضل من جميع الانبياء

و كذا جمع كل هذه المؤيدات و القرائن الا يكفي دليلا على نبوته؟؟!!

بارك الله فيكم سماحة الشيخ


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ،

لو كان صلوات الله عليه نبيا في عقيدة الشيعة الأوائل لظهر في كلماتهم ظهورا يغني عن تكلف هذه التكلفات، فما من رواية صرَّحت بنبوته، والمذكورات هنا غير تامة الدلالة على المطلوب، فإن لزوم كون كل وصي من السابقين نبيا غير ثابت، على أن الصدوق قال في إكمال الدين أن لفظ (أبي) مصحف (آبي) وهو سلمان عليه الرضوان، ولم ينطق أحد قط بنبوته ولا ادعاها مدع. وخلقة نور أبي طالب عليه السلام قبل الخلق وإطفاؤه كل الأنوار ما خلا أنوار الخمسة عليهم السلام معلَّل في الرواية بأن «نوره من نورنا» فسرى إليه الفضل، ولا يلزم منه كونه نبيا، وإلا للزم كون الشيعة أنبياء! إذ ورد أنهم «خُلقوا من شعاع نورنا». وكذا لا يلزم من إطلاق شفاعته، ولا معرفته بجميع اللغات، فإنها خصائص. وأظهر في عدم اللزوم إخباره بالمغيبات فإنه لا يقتصر على الأنبياء. بل ولا يلزم من فرض أفضليته على الأنبياء السابقين عليهم السلام، كما نؤمن بأفضلية أئمتنا عليهم السلام ومع ذا نُهينا عن تسميتهم أنبياء.

والحاصل أن هذه المذكورات استحسانية لا تفي بالمطلوب، وغاية ما فيها إثبات بعض آثار النبوة فيه عليه السلام، وهذا غير مدفوع من جهة كونه وصيا حجة، فإن بعض هذه الآثار تكون في المؤمن التقي، كالرؤيا الصالحة والقذف في القلب والاطلاع على بعض الغيبيات والفراسة وغيرها مما ذكرته الروايات والأخبار، فكيف بذي المقام الشامخ سيد البطحاء صلوات الله عليه؟ فإن كونها فيه أولى بلا ريب.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

9 شعبان 1445 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp