ما رأي الشيخ الحبيب بسليمان المدني وابنه وتملقهما للحكام الجائرين في البحرين؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

فضيلة العلامة الشيخ ياسر الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هنالك فرقة في البحرين انتشرت وبدأ يذيع صيتها في منتصف الثمانينات أو نهايتها، وكان أوجها في التسعينات، مؤسس هذه الفرقة وزعيمها يدعى الشيخ سليمان المدني "توفي في بداية الألفية الجديدة"، ومن حل محله هو ابنه "الشيخ محمد طاهر المدني"، تدعي هذه الفرقة بأنها تنتمي للمدرسة الإخبارية، ويُعرف عنهم تزلفهم للحاكم وهم على صلةٍ دائمة به، ومستفيدون دنيويا بدرجة كبيرة منه. أبان أحداث التسعينات السياسية نشأ عداء كبير بين هذه الفرقة وأتباعها وبين أتباع رجل الدين المعارض واسع الشعبية آنذاك "الشيخ عبدالأمير الجمري"، واستمر هذا العداء إلى يومنا هذا مع أتباع "الشيخ عيسى قاسم". فإذا كنت على معرفة بهم وبنهجهم هل لك أن تخبرنا بتقييمك الرجالي لهم ولمنهجهم؟ وخصوصا بأنهم يستخدمون منبر الجمعة -منبر محمد وآل محمد عليهم السلام- لنشر آيدلوجيتهم في الخنوع والذل، وكل ذلك بإسمهم عليهم السلام، والمضحك أن مؤخرا انتشر مقطعا مصور "للشيخ محمد طاهر المتدني" وهو على منبر الجمعة يقول مامضمونه: إنَّ علماء الشيعة كلهم ملتزمون بالتقية إلى ظهور القائم، إلا ما شذ منهم. أيّ وكأنه يقول للناس: أيها الناس جميعا إنظروا وإسمعوا، نحن إنما نتقي وهذه ليست عقائدنا الحقيقية ! ودمتم بخير ونسألكم الدعاء.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ،

لا نعلم للأخبارية في عصرنا عالما من طراز علمائنا الأخباريين، فهي أشبه بجماعة منقرضة أو في طور الانقراض. والذين زعموا الأخبارية في عصرنا ما هم إلا مقلدة ضعاف ينتحلون رتبا علمية هم أدنى منها بكثير، يشهد منطقهم على قصر أبواعهم. وفيهم من هم في صف النعال لا في صف الرجال، من المتملقين للحكام الجائرين، الموطدين لأركان حكمهم باسم التقية، كالذين ذكرتم.

إن التقية لم تشرع قط لتوطيد أركان الحكم الجائر، ولا التملق للحاكم الجائر ومداهنته. إنما شرعت لحقن الدماء والهدنة، إطفاءً للنائرة وحفظا للمؤمنين الذين يتقوّم بهم وجود الدين. ولئن اقتضى هذا تجنب التصادم مع الحاكم؛ فإنه لا يقتضي التملق له وتوطيد أركان حكمه وتجنيد النفس وجعلها مطية له كما يفعل هؤلاء!

ودعوى أن علماء الشيعة كلهم ملتزمون بالتقية إلى حين قيام إمامنا القائم صلوات الله عليه وعجل الله فرجه الشريف؛ دعوى باطلة، فإن كان قصد هؤلاء من هذه الدعوى الصلعاء السيرة؛ فها هي سيرة علمائنا منذ القديم بين أيدينا، وفيهم من لم يأخذ بالتقية ولا سلكها، من الأصولية والأخبارية على السواء. وإن كان قصدهم الفتوى؛ فلا خلاف بيننا على فتوى جواز التقية واستمرار هذا الجواز إلى حين القيام المقدس، إنما الكلام في تحقق الموضوع والموارد ليس إلا، فلا قائل باستمرار حكم التقية إلى ذلك الحين مع قطع النظر عن تحقق الموضوع المسوغ لها.

وهؤلاء من فرط جهلهم في الفقه يقولون ما لا يفقهون، ويخالفون ما يدعون ولا هم يشعرون! فإن سلوكياتهم في الانفراد عن العامة بمساجد خاصة؛ والدعوة لأهل البيت عليهم السلام؛ كلها - على منطقهم - تكون مخالفة للتقية! إذ ورد النهي عنها صريحا في روايات وأخبار أدرجت تحت عنوانها. فإن زعموا أن الزمان قد تبدل وخرجت هذه السلوكيات من تحت عباءة التقية لارتفاع الضرر الذي كان مترتبا عليها؛ فتلك مقالتنا بعينها في سلوكياتنا!

نقول هذا دون أن يعني أنّا نصحح كل سلوكيات الطرف الآخر كالجمري وعيسى قاسم، فلا يغفلن عن هذا.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

13 شوال 1445 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp