ما ذنب ابن الزنا كي تمنع شهادته؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

أهلاً وسهلاً هذه رواية تمنع من شهادة ولد الزنى في المحاكم الشرعية - من غير ذي ذنب سوى أنه لم يخلق من نطفة حلال -: قال الكليني عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ وَلَدِ الزِّنَى.الكافي للكليني - ج 7 - ص 396 - طبعة غفاري. علق المجلسي الرافضي : (الحديث السادس:صحيح).مرآة العقول - ج 24 - ص 249 - طبعة دار الكتب الإسلامية. قلت: وهذا يخالف صريح القرآن الكريم: قال تعالى:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} فاطر18 وقال تعالى:{أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} النجم 38 فما هو رد شيخكم ياسر الحبيب؟؟!.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن أحكام الله تعالى لا تصاب بالعقول الناقصة، ولا بالقياس أو الاستحسانات. فعن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال: ”إن دين الله عز وجل لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقائيس الفاسدة، ولا يصاب إلا بالتسليم، فمن سلم لنا سلم، ومن اقتدى بنا هدى، ومن كان يعمل بالقياس والرأي هلك، ومن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم“.

ولهذا لا تتوجه مثل هذه الإشكالات إلى أحكام الله تبارك وتعالى فإنها لا تصاب إلا بالتسليم، وإلا ما جوابك على من يشكل عليك بالقول على سبيل المثال: لماذا لا ينسب ابن الزنا لأبيه؟ ولماذا لا يرث منه؟ فما ذنبه لكي يحرم من الإرث؟ أليس الله قد قال (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)؟ لن يكون جوابك إلا أن تقول أن هذه أحكام تعبدية لا تصاب إلا بالتسليم.

بل قد ورد عندكم أن ابن الزنا لا يدخل الجنة أصلا! كما في صحيح ابن حبان عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة ولد زنية ولا منان ولا عاق ولا مدمن خمر)، وقد حسنه الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان، فأين قوله تعالى (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)؟

فإن قلت إن علمائنا قالوا في توجيههم لهذا الحديث أنه محمول على الغالب لنزوع أبناء الزنا إلى الفساد، قلنا وكذلك ونحن أيضا قائلون بذلك بأنه كغيره من المؤمنين الذي يعملون الصالحات يُثاب عليها من الله سبحانه وتعالى وله الجنة إن شاء الله تعالى، فقد روى الكليني (رضوان الله عليه) بسنده عن ابن أبي يعفور عن الصادق (عليه السلام) قال: ”إن ولد الزنا يُستعمل، إن عمل خيراً جُزِيَ به، وإن عمل شراً جُزِيَ به“. (الكافي ج8 ص238)، غاية ما هنالك أن هناك أحكاما خاصة لابن الزنا قد قررها الشارع من عدم جواز استلامه القضاء أو إمامة الصلاة ونحو ذلك، وليس على الفرد المؤمن إلا التسليم لحكم الله تبارك وتعالى، فتدبر.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

10 ذو القعدة 1446 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp