لماذا يطوف الشيعة حول قبور الصالحين؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

مكتب الشيخ الحبيب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما بعد، لقد تلقيت إجابات و إني أشكرك كل الشكر لمنحي القليل من وقتك الثمين،، يوجد عندي المزيد من الأسئلة أرجو الإجابة عليها و أتمنى أني لا أضايقك فيها.

عن الطواف حول القبور، لماذا يطوف الشيعه حول قبور الصالحين؟

ودمتم برعاية الله
الجازي


باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الشيعة لا يطوفون حول القبور كطواف الحج كما يوهمكِ به أعداء التشيّع الكَذَبة الذين يزعمون أن الشيعة قد استغنوا عن الحج بالحج إلى مراقد أئمتهم! إنما يزور الشيعة أضرحة أئمتهم الأطهار من آل محمد (صلوات الله عليهم) فيعمد بعضهم إلى تقبيل الأركان الأربعة للضريح تعظيما وتبجيلا للإمام المدفون فيه، فينتقل المرء من هذا الركن إلى ذاك لغرض التقبيل والزيارة فيبدو ذلك كطواف إلا أنه ليس كذلك البتّة، وحتى هذا فقد أصبح اليوم متعذّرا بسبب الزحام الشديد على الأضرحة المقدّسة ووضع الحاجز الذي يفصل بين الرجال والنساء، فلم يعد هناك من يتمكّن من الانتقال من ركن إلى ركن.
ثم على فرض أن بعض الشيعة يقصدون الطواف تعظيما، فإن ذلك لا محذور فيه شرعا، إذ لم يرد نص ينهى عن ذلك، فإذا دار الإنسان حول الضريح لا بنيّة الطواف الواجب وإنما بنية التعظيم وإبداء الولاء والمودّة لآل الرسول (صلوات الله عليهم) فلا إشكال في ذلك. على أن الدوران في هذه الحالة لا يماثل بأي حال من الأحوال طواف الحج الواجب، فليس فيه أشواط محدّدة وجعل الطرف الأيسر نحو المطوف به ولا شرط الطهارة ولا غيره من الشرائط، ثم لا يعقبه صلاة أو سعي أو حلق أو تقصير وما إلى ذلك.
وقد عرفتِ أن الذين استبدلوا الحج إلى مكة المكرمة ونقلوا شعائر الحج إلى مكان آخر طافوا حوله وصلّوا ركعتين وقصّروا شعورهم وذبحوا هديهم؛ فهم أسلاف هؤلاء الذين يسمّون أنفسهم ”بأهل السنة والجماعة“ اليوم! وذلك حين طافوا حول الصخرة المزعومة في القدس أيام عبد الملك بن مروان على ما نقلناه لك سابقا من مصادرهم.
وفقكم الله وإيانا لاتباع سبيله والفوز برضاه. والسلام.

الثالث من ذي القعدة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp