هل كان زيد بن علي بن الحسين يتولى أبا بكر وعمر وهو الذي أطلق اسم الرافضة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

اللهم صل على محمد وال محمد

لدي صديق زيدي تعرفت عليه في الأنترنت
وهو متفق معنا في كل شيء تقريبا بعدما قراء مجموعة لا بأس بها من كتبنا
ولم يوقفه امام اتباع مذهبنا
الا هذه الشبهه
وفي حالة الأجابة عنها
لن يكون لديه أي حجة امام الله في اتباع الحق حسب قوله
وهي هذه الشبهه

الامام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب هو أخو محمد الباقر وعم جعفر الصادق وهو الذي ننتسب إليه نحن الزيدية وقد بايعه ناس كثير من أهل الكوفة وطلبوا منه ان يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر لينصروه فقال كلا بل أتولاهما فقالوا اذن نرفضك فقال اذهبوا فأنتم الرافضة فسموا رافضة من حينئذ
يقول الصديق الزيدي ان هذه الشبهه نستنتج منها ثلاث أمور
ان من أطلق عليكم مسمى الرافضة هو الامام زيد بن علي كما يدعي
استناد لما ذكره من مسند زيد بن علي صفحة 46

ثانيا
ان زيد بن علي يتولى ابى بكر وعمر فلو كانا كافران لعلم بكفرهما من ابيه علي زين العابدين او اخيه محمد الباقر او ابن اخيه جعفر الصادق على أقل تقدير

ثالثا
خروج زيد بن علي بسيف
فلو كان هنالك مهدي منتظر لما سمح له الامام جعفر الصادق بأن يخرج عمه زيد بن علي ويصلب شهيدا عليه السلام علم ان الخروج صفة الامام المنصوص من الله فلو كان الامام جعفر الصادق امام منصوص من الله لما وجب بل لما جاز لزيد بن علي ان يخرج بسيف حينذاك ويطلب الأمامة لنفسه لأنه سيكون عارف بأمام زمانه الذي هو ابن اخيه جعفر الصادق حسب معتقد الامامية
أنتهى كلام الزيدي

وعلى هذا اقول ياشيخ ياسر الحبيب حفظك الله ورعاك
هل لدى سماحتكم مايذهب بهذه الشبهه بدليل قاطع لأوصل له الرد لعل وعسا ان يهتدي فهو على قدر كبير من التدين والثقافة والأخلاق والحب لأل البيت عليهم السلام
علم انه يتفق معنا في كل شيء تقريبا
بستثناء الامامة المنصوص عليها من الله والتبراء من الشيخين عليهم لعائن الله والاقرار بولادة مهدي منتظر عجل الله فرجه
ويقول لو ثبت اقرار زيد بن علي بأمامة ابن اخيه جعفر الصادق
ولو ثبت انه لا يعارض خروجه امامة ابن اخيه جعفر الصادق
ولو ثبت ان زيد بن علي يتبراء من ابى بكر وعمر وثبت ان هذه الحادثة موضوعة وضعيفة اوثبت ان زيد بن علي استعمل التقية كأقل تقدير
ولو ثبت كذالك ان خروج زيد بن علي لا يعارض أنتظار مهدي في اخر الزمان
ولو ثبت ان عدم معارضة جعفر الصادق لعمه زيد في الخروج هو أمر لا يتعارض مع حقيقة مهدي منتظر موجود في علم جعفر الصادق
لن يبقى له حجة امام الله في اتباع مذهب الامامية حسب قوله

أخوكم
FIKR313
السعودية


باسمه تقدست أسماؤه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن شبهات صاحبك الزيدي لا تستند إلى شيء سوى رواية ضعيفة سخيفة يرويها المخالفون البكريّون، وهي التي وجدها في مقدّمة مسند زيد بن علي في الصفحة 46 ضمن فتوى مفتي مصر وشيخ الأزهر، ولو أنه تفحّص ما قبل ذلك، أعني الصفحة 11 لوجد أن كاتب المقدّمة ذكر مصادر هذه الرواية، وكلّها من رواية البكريين، فقد قال: ”وفي تاريخ اليافعي: لما خرج زيد أتته طائفة كبيرة قالوا له: تبرّأ من أبي بكر وعمر حتى نبايعك. فقال: لا أتبرأ منهما. فقالوا: إذن نرفضك. قال: اذهبوا فأنتم الرافضة، فمن ذلك الوقت سُمُّوا رافضة. وتبعته التي تولّت أبا بكر وعمر وسُمِّيَت الزيدية. ومثل هذا مع تطويل ذكره ابن الأثير في الجزء الثاني والحافظ ابن عساكر في حرف الزاي والذهبي في تهذيب التهذيب في الجزء الرابع في حرف الزاي“. (مسند زيد ص11).

ويبدو أن صاحبك الزيدي توهّم أن هذه الرواية يرويها الزيدية لمجرّد أنه وجدها في مقدّمة طبعة مسند إمامه، والحال أنها من رواية البكرية ليس إلا، فاليافعي وابن الأثير والذهبي وابن عساكر كلهم بكريّون، ولم يروِ هذه الرواية زيدي، فما أدرى صاحبك أن هذه الرواية صحيحة وأن الحادثة حقيقية؟!

ولو أن هذه الحادثة كانت حقيقية لكان ينبغي أن يكون أوّل من يرويها هم أتباع زيد نفسه، فهم أقرب إليه من غيرهم على الفرض.

ويكفيك تكذيبا للحادثة؛ أن مختلِقها يزعم أن اسم (الرافضة) تكوّن منها ابتداءً، أي حينما قال زيد لرافضي إمامة أبي بكر وعمر لعنهما الله: ”اذهبوا فأنتم الرافضة“ حيث يقول الراوي الكذاب: ”فمن ذلك الوقت سُمُّوا رافضة“.
إلا أننا عندما نراجع مصادر التأريخ المتقدّمة على مصادر هذه الحادثة بمئات الأعوام، نجد أن الروايات تذكر أن اسم (الرافضة) كان متداولا قبل هذه الحادثة المزعومة بعشرات السنين! فقد كان نعتا لشيعة أمير المؤمنين علي صلوات الله وسلامه عليه.
ومن ذلك ما رواه ابن أعثم في فتوحه من رسالة معاوية بن أبي سفيان إلى عمرو بن العاص (لعنة الله عليهم) وقد جاء فيها: ”إن علي بن أبي طالب قد اجتمع إليه رافضة أهل الحجاز وأهل اليمن والبصرة والكوفة“. (الفتوح لابن أعثم ج2 ص382).
فكيف يُزعم أن الشيعة سُمُّوا (الرافضة) بسبب ما جرى بين زيد وأهل الكوفة في ما بعد القرن الهجري الأول في حين أن معاوية قد سمّاهم بهذا الاسم في رسالته قبل أكثر من ثمانين عاما؟! ثم إن هذا المصدر (فتوح ابن أعثم) أقدم من المصادر التي ذكرت الحادثة المزعومة بين زيد وأهل الكوفة بمئات الأعوام!

إن هذا يثبت بطلان الحادثة المزعومة لسبق هذا الاسم والوصف على الشيعة، وهم - للعلم - يفخرون باسم (الرافضة) حيث دعاهم أئمتهم (صلوات الله عليهم) إلى ذلك كون هذا الاسم قد نحلهم الله إياه أصلا، فهم رافضة الظلم والظالمين.

هذا والشيعة يروون عن زيد بن علي حديثا يبيّن موقفه من أبي بكر وعمر (لعنهما الله) ضمن موقفه من (البترية) وهم جماعة من مدّعي التشيع خلطوا ولاية علي (صلوات الله عليه) بولاية أبي بكر وعمر. فقد روى الكشّي عن سُدير قال: ”دخلت على أبي جعفر (الباقر) عليه السلام معي سلمة بن كهيل وجماعة، وعند أبي جعفر عليه السلام أخوه زيد بن علي، فقالوا لأبي جعفر عليه السلام: نتولّى عليا وحسنا وحسينا ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال: نعم. قالوا: نتولى أبا بكر وعمر ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال: فالتفت إليهم زيد بن علي فقال لهم: أتتبرؤون من فاطمة؟! بترتم أمرنا بتركم الله! فيومئد سُمُّوا البترية“. (رجال الكشي ص236).

فلمَ لا يعتمد صاحبك الزيدي على هذه الرواية التي يرويها أصحاب آل محمد (عليهم السلام) دون تلك التي يرويها أصحاب أبي بكر وعمر؟!

ولا أقلّ من أن موالاة زيد لأبي بكر وعمر لم تثبت، فتكون النتائج التي ذكرها صاحبك الزيدي منتفية أصلا، لأنها مبنية على ما لم يثبت، فاللبيب يعلم بأن أتباع أبي بكر وعمر هم من أكذب خلق الله تعالى، ومثل هذه الروايات المختلقة ليست ببعيدة عنهم، فإنهم قد نسبوا في كتبهم إلى مثل الباقر والصادق (صلوات الله عليهما) بل إلى مثل أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) الترحّم والترضّي على أبي بكر وعمر! مع أن ذلك معلوم البطلان عند القاصي والداني، وعليه فإن ما نسبوه إلى زيد بن علي لا يبعد أنه يجري هذا المجرى، حرصا منهم على تدعيم دينهم الباطل ومذهبهم الفاسد في موالاة الطغاة والمنافقين والمرتدّين.

وأما عن مسألة خروج زيد بالسيف؛ فإن مما رُوي عن الأئمة المعصومين من آل محمد (صلوات الله عليهم) ومما رُوي عن أصحابهم أنه لم يخرج طالبا الإمامة لنفسه، وإنما داعيا للرضا من آل محمد عليهم السلام، وأنه كان معتقدا بإمامة ابن أخيه جعفر بن محمد الصادق صلوات الله وسلامه عليه.

ومن تلك الروايات ما رواه الكليني عن عيص بن القاسم قال: ”سمعت أبا عبد الله (الصادق) عليه السلام يقول: عليكم بتقوى الله حده لا شريك له، وانظروا لأنفسكم - إلى أن قال - إن أتاكم آتٍ منا فانظروا على أي شيء تخرجون، ولا تقولوا: خرج زيد! فإن زيدا كان عالما وكان صدوقا ولم يدعكم إلى نفسه، إنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام، ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه، إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه“. (الكافي للكليني ج8 ص264).

ومنها ما رواه الكشي عن عمار الساباطي قال: ”كان سليمان بن خالد خرج مع زيد بن علي حين خرج. قال: فقال له رجل ونحن وقوف في ناحية وزيد واقف في ناحية: ما تقول في زيد هو خيرٌ أم جعفر؟ قال سليمان: قلت: والله؛ ليومٌ من جعفر خير من زيد أيام الدنيا! قال: فحرّك رأسه وأتى زيدا وقصّ عليه القصة. قال: فمضيت نحوه فانتهيت إلى زيد وهو يقول: جعفر إمامنا في الحلال والحرام“. (رجال الكشي ص261).

وعليه فإنه لا ملازمة بين خروج زيد وادعائه للإمامة أو المهدوية، فإنه بمقتضى هذه الروايات قد خرج لطلب الرضا من آل محمد (عليهم السلام) ونقض السلطان المجتمع لبني أمية عليهم لعائن الله، لا لشيء غير ذلك.

وختاما؛ فإنه على فرض أن زيدا كان يتولّى أبا بكر وعمر، وأنه كان طالحا وداعيا لإمامة نفسه، بل وزاعما أنه المهدي المنتظر.. على فرض كل ذلك؛ فإنه لا ينبغي للمسلم العاقل أن يعرف الحق بالرجال، بل عليه أن يعرف الحق بما هو هو، ثم يعرف أهله. وهكذا أوصانا مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) إذ قال: ”لا يُعرف الحق بالرجال، اعرف الحقّ؛ تعرف أهله“. (طرائف السيد ابن طاووس ص136 عن الغزالي في المنقذ).

فعلى صاحبك الزيدي أن يلاحَظ القرآن الحكيم، ويطالع تفاسيره، كما يبحث في مصادر الحديث والرواية، ويقرأ التاريخ الإسلامي بإمعان؛ ليعرف أين يكمن الحق، ومع من يكون من هذه الفرق والطوائف، بغض النظر عن فلان وفلان من الناس، فإن زيدا مهما بلغ فليس بذاك الذي يدور الحق معه حيثما دار، وإنما تثبت جلالة زيد باتباعه للحق، والحق هو علي وآل علي من الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم) الذين أوصانا الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) باتباعهم ونصّ عليهم بأسمائهم واحدا تلو واحد، اثنا عشر إماما معصوما خاتمهم هو بقية الله في أرضه صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن المهدي أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء.

هذا وننّبه إلى أننا - شخصيا - متوقّفون في حال زيد على ما سبق بيانه في أجوبتنا السابقة، رغم أن أغلب الأصحاب على تعديله. والله العالم بحقيقة الحال.

وفقكم الله لنصرة الدين وأهله. والسلام.

السادس والعشرون من ربيع الأول لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp