هل صحيح أنكم بلغتم رتبة الاجتهاد؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم أيها الشيخ الكريم و رحمة الله تعالى و بركاته

تحياتي لكم و أسأل الله أن يعلي صوتكم

سؤالي يا شيخنا الشجاع هو هل بلغتم رتبة الاجتهاد؟

فبعض الاخوة هنا في الامارات اخبروني بانكم تدعون ذلك او على الاقل تسعون لذلك و ان

بعض الاجابات الفقية التي في موقعكم تتعارض مع راي السيد صادق الشيرازي الله

يحفظه

افيدونا أفادكم الله

أخوكم المحب
كاظم الحسني
الإمارات


باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أسعد الله أيامنا وأيامكم بذكرى ميلاد إمامنا الحسن الزكي العسكري صلوات الله وسلامه عليه.

أما الادعاء ببلوغنا مرتبة الاجتهاد فلم يصدر منا، ولو أنه صدر لكان دليلا على عدم الاجتهاد! ذلك لأن اجتهاد المرء يُعرف بشهادة غيره له من واقع أبحاثه ومؤلفاته وما أشبه، لا بشهادته لنفسه. وإنّي بالكاد أقبل أن يُحسن بعض العلماء الظن بي علميا، وإلا فإني لا أجد نفسي أكثر من طالب علم، بل من أقل طلاب العلم، ولا أقول هذا تواضعا، بل هو الواقع أمام ربي عز وجل.

وأما السعي لبلوغ هذه المرتبة فلا أنكره، فإني لست ممن يقبل أن يستوي يوماه، مع أنه في ظل البُعد عن الحواضر العلمية العريقة يكون أصعب وأشقّ. والحصول على ملكة الاجتهاد يحتاج أولا وأخيرا إلى لطف خاص من لدن مولانا صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه.

وأما أن بعض الأجوبة الفقهية في موقعنا تتعارض مع رأي السيد المرجع (دام ظله) فذلك غير صحيح، فنحن إنما ننقل في باب الفقه أي في المسائل الشرعية فتوى المرجع الأعلم، ولا نعدو عنها إلى غيرها وإنْ لم نكن نقلّده فيها. ولعل مَن أخبرك بالمغايرة اشتبه عليه الأمر، فنظر في بعض الأجوبة في غير باب الفقه، فوجدها تباين آراء سماحته (مُدّ ظله) كما في أبواب الكلام والتاريخ والرجال وما سوى ذلك، والتباين الذي قد يُلحظ في هذه الأبواب إنما هو حالة طبيعية، إذ لا تقليد في مثل هذه المسائل، وسماحته (دام ظله) هو الذي يشجعنا على الغوص في مثل هذه القيعان وسبر هذه الأغوار لكي ينمو الطالب في علميته.
أو لعل مَن أخبرك لاحظ مناقشاتنا لبعض الموضوعات الفقهية في دروس الحوزة، كموضوع التقية مثلا، فلاحظ شيئا من التباين، وهذه المناقشات أغلبها في دائرة الموضوع لا المحمول أي الحكم، ومعلوم أنه لا تقليد في الموضوعات. وعلى أية حال فإن هذه الآراء الخاصة الناشئة من بذل الجهد واستفراغ الوسع في التأمل والنظر وترجيح الأقوال والآراء الاجتهادية في مسألة معيّنة جزئية لا يساوق ثبوت الاجتهاد، بل هو أمر طبيعي في عالم طلبة العلوم الدينية.

وفقكم الله وإيانا لجوامع الخير في الدارين. والسلام.

ليلة الخامس من ربيع الآخر لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp