لماذا نسجد على التربة الحسينية الشريفة ونجمع بين صلاة الظهرين؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مولانا الكريم الفاضل لدي بالصراحة عدة اسئلة من فضلكم ارجو ان اخذ منكم الجواب والله ولي التوفق.

1لماذا نصلي صلاة الظهر مع العصر جمعا وكذلك المغرب مع العشاء وليس كل صلاة في وقتها كما كان يصلي الرسول ص.

2 ولماذا نصلي على التربة الحسينية الشريفة المقدسة

خديجة ياسين.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ج1 ننقل لكم نص جواب لمكتب السيد المرجع دام ظله على هذا السؤال:

إن حالة الجمع بين الصلاتين سنّت لرفع الحرج على المسلمين رأفة بأهل الأشغال والحوائج وهم أكثر الناس، حيث قد يؤدي الانشغال بها إلى ترك الصلاة إما غفلة أو نسياناً أو تساهلاً، نتيجة الإجهاد العضلي والفكري، فالأولى الجمع بين الصلاتين كما في روايات أهل البيت(عليهم السلام) كي لا يذهب عليهم ثواب الصلاة.

ومن المعلوم أن هناك موارد كثيرة يجمع المسلمون فيها الصلاة بلا خلاف بينهم، كجواز الجمع بعرفة والمزدلفة، وكذلك الجمع بين الصلاتين في السفر، كما لا خلاف أيضاً في الجمع بين الصلاتين لعذر، كالمرض والمطر والثلج كما صرح به فقهاء المذاهب الأخرى وعلى اختلاف فيما بينهم، والذي ثبت عندنا أن النبي(صلى الله عليه وآله) قد جمع بين الصلاتين من دون سفر، ومن دون بقية الأعذار الأخرى، وعندما سئل عن ذلك قال(صلى الله عليه وآله):(أردت أن أوسع على أمتي).

والآيات القرآنية دالة على جواز الجمع بين الفريضتين منها قوله تعالى:(أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهوداً) فأوقات الصلاة حددتها الآية الكريمة بثلاثة أوقات، الظهر، الليل، الفجر، فدلوك الشمس يعني زوالها عن دائرة نصف النهار، والوقت مشترك بين الظهر والعصر إلى المغرب، إلا أن الظهر قبل العصر، وغسق الليل هو انتهاء الوقت لصلاة المغرب والعشاء، والغسق هو: تراكم الظلمة وشدتها في نصف الليل، وهو الوقت المشترك بين المغرب والعشاء، وقرآن الفجر، هو وقت صلاة الصبح.

وكذلك قوله تعالى:(أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل، إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين).

والآية في معرض تحديد أوقات الصلاة وهي ثلاثة، فـ(طرفي النهار)- أي الطرف الأول وهو أول النهار، والطرف الثاني وهو آخر النهار- فيكون وقت صلاة الصبح في الطرف الأول من النهار، ووقت صلاة الظهر والعصر معاً في الطرف الثاني منه ويبتديء من زوال الشمس ظهراً وينتهي بغروبها-(وزلفاً من الليل) وهو الوقت الثالث، وهو وقت مشترك بين صلاتي المغرب والعشاء ويمتد من المغرب الشرعي إلى نصف الليل إلا أن صلاة المغرب قبل العشاء.

ومن الأحاديث الشريفة، عن ابن عباس قال: صلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر في المدينة من غير خوف و لا سفر فقيل له: لم فعل ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أحداً من أمته.

وروي عنه أيضاً: أن النبي(صلى الله عليه وآله) صلى بالمدينة سبعاً وثمانياً: الظهر والعصر، والمغرب والعشاء. إلى غير ذلك مما نقله الرواة في كتب الحديث، ويستفاد من بعض الروايات(إن الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق) فالجمع هو الأفضل، ووجوب التفريق بين الصلوات لا دليل عليه.

وهنا جواب سابق للشيخ يتصل بسؤالكم:

ج2 هنا أيضا ننقل لكم جوابا لمكتب السيد المرجع دام ظله:

السجود ركن من أركان الصلاة فمن كان سجوده صحيحاً صحّت صلاته ومن كان سجوده باطلاً فصلاته باطلة، ومن هنا جاءت أهمية السجود في عبادة المكلّف والتأكيد عليها في الأحاديث الشريفة الواردة عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين(صلوات الله عليهم أجمعين).

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):(جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً) حيث جوّز السجود على نفس الأرض لا ما يفرش على الأرض، والأرض تشمل التراب والحجر والرمل وغيرها من أنواع الأرض، وكذا يجوز السجود على ما أنبتت الأرض غير مأكول ولا ملبوس كما في الروايات، فلا يصحّ السجود على ما يؤكل أو يلبس ولو كانت مما أنبتت الأرض كالكتان والقطن وثمار الأشجار، وكذلك لا يجوز السجود على السجاد والفرش المصنوع من جلود الحيوانات وأوبارها وأصوافها والبلاستيك والمعادن وما أشبه.

ويدل على ذلك أيضاً فعل رسول الله(صلى الله عليه وآله) بسجوده على الأرض دون أن يتقي وجهه بشيء، وهناك بعض الأحاديث تذكر أن النبي(صلى الله عليه وآله) كان يسجد في بعض الأحيان على الخمرة وهي الحصيرة أو السجادة الصغيرة التي تنسج من سعف النخل، وكان(صلى الله عليه وآله)ينهى المسلمين عن السجود على غير الأرض أو ما أنبتت غير مأكول ولا ملبوس، حتى مع شدة الحّر فلم يجوّز النبي(صلى الله عليه وآله) السجود على الثوب أو الفرش مع كونه(صلى الله عليه وآله) بالمؤمنين رؤوف رحيم.

فعن جابر بن عبد الله الأنصاري(رض) قال: كنت أصلّي مع النبي(صلى الله عليه وآله) الظهر فآخذ قبضة من الحصى فأجعلها في كفي ثم أحوّلها إلى الكف الأخرى حتى تبرد، ثم أضعها لجبيني حتى أسجد عليها من شدة الحر.

والعلّة في السجود على التراب هو التذلّل لله تعالى كما جاء في الحديث عن الإمام الصادق(عليه السلام) حيث قال:(ينبغي للمصلّي أن يباشر بجهته الأرض، ويعفّر وجهه في التراب لأنه من التذلّل لله).

وأما السجود على الفرش الغالية والسجاد الثمين فليس فيه خضوع ولا خشوع، بل ربما بعث على الكبرياء والاستعلاء.

أما السجود على التربة الحسينية فليس هو فرض محتّم ولا مما ألزمه المذهب ولكنه مستحب وهو اختيار الأفضل للسجود عليه، فقد روي عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال:(السجود على طين قبر الحسين ينور على الأرضيين السبع، ومن كانت معه سبحة من طين قبر الحسين كتب مسبّحاً وإن لم يسبّح).

وهنا جواب سابق للشيخ يتصل بسؤالكم

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

28 صفر 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp